من الأنا ..والأنتم ..
من الوطن والوطنيات ..
من الحب والتضحيات ..
من المازوخيين والساديين وثنائيي القطب والنساء الحياديات ..
من بائعي الورد والوعد والوهم والأيديولوجيات والحريات والحوريات ..
من أولي الأمر ..
وأولي النهي ..
وأولي السيوف المسلطة على الحروف .. والقلوب .. وصور البروفايلات ..
قررتُ الرحيل ممن رحلوا لأوربا هرباً واستقروا طرباً ..
ممن بقوا عضاً على الوطن بالنواجذ ..
ثم عضوا على الأصابع ندماً ذات اكتشاف لكذبة الحياة والبقاء والوحدة والحرية والاشتراكية ..
والبروليتارية ..
والديمقراطية ..
وحقوق الحيوان ..
أين المفر ..؟
أين المفر والموت تجاوزنا ..
والحياة تحيط بنا ..
يارب ..
أما كان لنا موطئ طحلب في شعابك المرجانية ..؟
موضع هدب لإحدى مخلوقاتك المجهرية أو ديدانك العلقية ..؟
نواة خلية في نسغ شجرة بلاتانوس ..؟
ذرة غبار في حلقات زحل .. أو أقمار أورانوس ..؟
بذرة .. ثمرة .. صخرة ..
أي شيء تافه
أي وظيفة مهملة ..
غير أن نكون ..
هوام تأكل بعضها بعضا ..
في بركة موحلة .
يارب ..
أنا المؤمن البسيط والعبد الفقير ..
وأنا المخلوق المطيع الذي حذف من قاموس مفرداته كلمات مثل "رفضَ" و"اعترضَ" و "اقترحَ" ..
القانع والقنوع الذي وقع تنازلاً ـ غير قابلٍ للعزل ـ عن حقه في التفكير والتعبير ..
وأنا المواطن الذي لم يشتكِ انقطاع الماء و الكهرباء لسنين .. وحرص كل شهر على دفع الفواتير .
اسمح لي يا رب مرةً .. أن أعترض ..
اغفر لي .. أن أقترح إعادة التشغيل ..
أن أطالب بخيارات أربع ..
لبرنامج "من سيربح الحياة" ..
عندها ..
سأختار الخيار الخامس ..
وأسجل "خروج" .
#لميس_الزين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق