بمناسبة يوم المعاق العالمي
اِفْرَحْ لهمْ..اِفْرَحْ إذا..
ما مرَّ طفْلٌ سالمُ الأعضاءِ قُرْبَكْ
أو عادَ منْ حمّى تطاولَ نابها
ليلاً كذئْبٍ جالَ لغْواً حيْثُ حبّكْ
اِفْرَحْ كأنّكَ قمْحُ سنْبلة ٍبحقْلِ الغيْرِ تُرْخي ودّكَ
اِفْرَحْ لأنثْى طمْثها مازالَ يرْسمُ بالغيابِ سبيْلهُ
حلْمُ الولادةِ يحْتسي وجْدانها
والطّفْلُ عنْوانُ البدايةِ والنّهاية عنْدها
وَهيَ الحبيْسةُ منْ عهودٍ بانْتظارْ
فالحلْمُ بيْدرها إذا حلَّ الكرى
والحلْمُ ثرْوتها إذا طلَّ النّدى
يروي ويروي رحْمها حمْلاً بطفْلٍ كالّسنا
يجْلو مصيْراً غائرا
***
اِفْرَحْ كراهبةٍ أتمّتْ بالمساءِ نذورها
كي تسْتوي دنْياكَ في ترْحالها
فالنّفْسُ في غزلانها طيْشٌ ولهْوٌ حيْنما..
تسْهو بصيْرةُ ذاتكَ
اِفْرَحْ ..؛
فالنّوْرُ يبْدو كالمعتّقِ فوْقَ درْبكْ
***
اِفْرَحْ لكلِّ الأمّهاتِ إذا أتاها عائدٌ
من بيْنَ أنْيابِ السّجوْنِ خليْلها
فالسّجْنُ منْفى يرْتدي عُمْرَ الفتى
افْرَحْ لها..
في صوْرةٍ تُلْقي بعيْنيْها ظلالُ مسافرٍ
يهوى التغنّي كالنّوارسِ بالمراسي والرّحيْلْ
فالأمُّ مزْرعةُ الحنيْنِ.. فهلْ ترى؟
برسالةِ الأشْواقِ إلّا مثْمراتُ دموعها
بعْدَ الغيابْ
***
اِفْرَحْ بدفءٍ يقْضمُ..
برداً مسجّى بينَ أنفاسِ الخلايا خلْسةً
فالشّمْسُ تفْتحُ رحْمها للْموْلدِ
في بسْمةٍ آياتها ضوءٌ ودفءُ الملْتقى
اِفْرَحْ..؛
هذا مرادُ الطيْنِ المعمّدِ بالرّضا
***
اْفْرَحْ لجنْديٍّ أتى..
و بكلِِّ أوْسمةٍ الحروْبِ مُكلّلاً
فالنّصْرُ كالشّهواتِ عنْدَ محاربٍ
يهْوى التقدّمِ تحوَ آفاقِ العلا
وغبارُ معْركةٍ بدتْ خضْراءَ بعْدَ مخاضها
كالغارِ في ألوانها
ترْغي وتزبْـدُ شجونها كالنّقْشِ في ألحانها
***
اِفْرَحْ بيوْمٍ كنْتَ ولمْ تزلْ
حيُّ الخلايا رغْمَ قيْظِ المشْتهى
لا نعْوةً لفّتْ شوارعها بإسْمكْ
فالموْتُ حقٌّ يقْتفي شغفاً دوالي عُمْرنا
اِفْرَحْ بيوْمكَ مثْلما طيرُ الرّوابي بالضّحى
يشْدو ويشْدو سيّداً
يرْعى الأملْ
***
اِفْرَحْ بأوْردةِ التهجّدِ أو برائحةِ العطورِ إذا تهادتْ فجأةً
اِفْرَحْ لحافلةٍ تقلّكَ من زحامِ الشّارعِ
فالخلْقُ في حشْرٍ تناغمُ مأتما
اِفْرَحْ كزائرةٍ هنا
اِفْرَحْ لهمْ ...اِفْرَحْ لها
الشاعر العربي الفلسطيني أحمد عموري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق