اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

إشتهاء قهر | وليد.ع.العايش

باشتهاء يتناول الرصيف الذي كان يوماً مترعاً بالخجل وجبته الصباحية من جسد طفل غض ، ربما لم يكن قد عانق ربيعه التاسع بعد ، دثار رث يقبع فوق الجثة الخامدة إلا من تنفس لحن حياة متعبة ، الصقيع يدون ملحمته الأزلية ، يتقوقع الجسد ملتفاً حول نفسه ، وربما كان يلف العالم في تلكَ اللحظات ، باتت القدمان تجاوران الرأس الصغير الأشعث .
- متى كنا جيران أيتها القدمين ، يتساءل الرأس . يدان تندسان بين ساقين بعشق لا يشبه إلا عشقهما ، كانا يشبهان ساقي أنثى ترتدي فستانها القصير ، أشعة الشمس بدأت تزاول مهنتها في
ذاك الصباح ، الصراع كان شديد اللهجة بينها وبين صقيع الرصيف ، تتسلل إلى قلبها المشتعل حفنة من الحنان ، العابرون يرمون ببعض قطع معدنية تصلح لشراء قطعة بسكويت صغيرة ، بعضهم يثقل كاهله فيرمي بقطعة ورقية عتيقة ممزقة على طرف الدثار الرث ، الفتى مازال يغط في سباته ، ربما بدأ يستمتع بنومه منذ لحظات فقط ، حيث تسللت أشعة الشمس لتبدأ رحلة طرد الصقيع من مواقعه ، صراخ وعبث الأطفال المغادرين لمدارسهم لم يترك أثراً على ذلك الجسد ، حتى أصوات مزامير السيارات وضجيجها العابق برائحة نتنة ، رجل كهل تجاوز عقود ثمانية يتوقف على طرف الرصيف ، رنا بعينيه المثقلتين بنظارة سميكة إلى الجسد المسجى ، الحزن يأكل كثيراً من قلبه المنهك ، رمى كل مافي جيبه من نقود قبل أن يقرر المغادرة ، سبقته الدموع قبل أن يشيح بوجهه المتجعد .
- يالقهر الدهر، ياللظلم ، قالَها بصوت مسموع . الوجع يملأ صدره الأجش من تعب سنين طويلة ، ضجيج الدفء كان يتعالى ، الصقيع الغاضب إلى انحسار لانهائي ، الساعةُ تلج إلى مؤشرها العاشر ، يوم دافئ تنذر به سماء رؤوم ، صبية جميلة تركت شعرها الأسود يداعب أسفل ظهرها وربما فعل أكثر ، تمسك بيد صديقتها ، تلك الصديقة المطرزة بألوان مختلفة ، تضحكان من منظر كوميدي تمدد على رصيفِ الرعب والألم .
- انظري كم لديه من النقود ؛ ليتهم لي لذهبنا إلى المقهى لاحتساء الأركيلة ؛ أو لكنت ملأت شريحتي الفارغة بوحدات كثيرة ، تعالي نفعل مثله ...
قالت الصبية ذات الشعر الأسود لصاحبتها ، مالبثتا أن أطلقتا قهقهات مثيرة ، كانت مثيرة للإشمئزاز الإنساني فقط ، يفتح الصغير عينيه بتثاقل ، نظر إلى طرف دثاره ، أصابه شيء من الفرح ، لكنه مازال متقوقعاً على ذاته ، شاب عابر ربط خصلة من شعره بحبل ، يثيره مشهد الطفل ! توقف لحظات ، بما تفكر أيها الشاب المؤنث .
- هل تعطيني هذي النقود المعدنية وأعطيك بدلاً عنها ورقة واحدة ؟
سأله الشاب ، أومأ الصغير بالموافقة ، ثم لبثا يعدان النقود ، دسها الشاب في جيبه ، أخرج محفظته الفارغة لإخراج قطعة النقود الورقية الموعودة ، لكنه سرعان ماأطلق ساقيه مع رياح شرقية ،الصغير يستجدي السماء ، قبل أن يذرف دموعاً باردة جداً ...
________
وليد.ع.العايش

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...