ما زِلتُ حيّاً فيكَ يا وَطَني
وأنَّكَ لمْ تَزَلْ حَيّاً بِما يَكفي لأَرتُقَ قَلبِيَ المَفروطَ
بَينَ البَحرِ منْ جِهَةٍ وَبَينَ النَّهرِ مِنْ جِهَتَينِ
كادَ الجِسرُ بَينَهما السُّقوطَ مِنَ الدُّموعِ
فَلَيسَ أثقَل مِنْ دموعِ الحُزنِ تَذرِفُها مآقي النازِحينَ عَنِ الدِّيارِ
وَكَأنَّما الأيّامُ مَرَّتْ قُربَ عُمري رُبَّما والعُمرُ مَرَّ
على رَصيفٍ ضَيِّقِ الكَتِفَينِ،
مَنْ سَرَقَ الطَّريقَ السّاحِلِيَّةَ والشّواطِئَ مِنْ حُدودِ الرّوحِ
في حَيفا،يُسَبِّحُ باسمِها البَحرُ الكَئيبُ إلى ما بَعدِ بَعدِ وَبَعدِ يافا،
كانَ لي بحرٌ أنامُ على شَواطِئِهِ
وأَحلُمُ كالفَراشَةِ بالنّهارِ وبانتِصارِ الشَّمسِ فِيَّ
وأَعشَقُ الليْلَ الطَّويلَ عَباءَةً تَتَلألأُ النَّجَماتُ
فوقَ سَوادِها الليليِّ،إنَّ الليلَ غابَةُ أنجُمٍ ورؤىً
وَبَعضُ مَتاهَةٍ تَهديكَ للقِنديلِ فيكَ تُضيئُهُ لِتَراكَ فيكَ
على مَرايا الرّوحِ مُكتَمِلاً بِهَيئَتِكَ البهِيّةِ،ناقِصاً
في مُبتَغى الإدراكِ خارِجَ رؤيَةِ الأشياءِ لا معنىً لظاهِرِها
وباطِنُها احتمالاتٌ لِتَأويلٍ ضَلاليِّ الهِدايَةِ،
كُلُّ شَيءٍ قَد يَشي بِنَقيضِهِ،فاحذَرْ نَقيضَكَ فيكَ
لا أحدٌ يَدُلُّ عَلَيْكَ غَيركَ في المَتاهَةِ بَينَ ماضيكَ البَهِيِّ
وَبَينَ حاضِرِكَ الشَّقِيِّ الآنَ
لا بَحرٌ لَدَيكَ ولا شواطئ للنّعاسِ على فِراشِ الرَّملِ
أَوْدَعَهُ النّهارُ عَباءَةً للشَّمسِ تَخلَعُها على مَهلٍ
وَتَدخُلُ في سَريرِ الليلِ تارِكَةً لنا مِرآتها قَمَراً على خَجَلٍ
وَحُزنٍ بُرتُقاليٍّ تَقَطَّرَ أدمُعاً مِنْ عَينِ يافا
سليمان دغش
(من قصيدة: بنصف القلب)
وأنَّكَ لمْ تَزَلْ حَيّاً بِما يَكفي لأَرتُقَ قَلبِيَ المَفروطَ
بَينَ البَحرِ منْ جِهَةٍ وَبَينَ النَّهرِ مِنْ جِهَتَينِ
كادَ الجِسرُ بَينَهما السُّقوطَ مِنَ الدُّموعِ
فَلَيسَ أثقَل مِنْ دموعِ الحُزنِ تَذرِفُها مآقي النازِحينَ عَنِ الدِّيارِ
وَكَأنَّما الأيّامُ مَرَّتْ قُربَ عُمري رُبَّما والعُمرُ مَرَّ
على رَصيفٍ ضَيِّقِ الكَتِفَينِ،
مَنْ سَرَقَ الطَّريقَ السّاحِلِيَّةَ والشّواطِئَ مِنْ حُدودِ الرّوحِ
في حَيفا،يُسَبِّحُ باسمِها البَحرُ الكَئيبُ إلى ما بَعدِ بَعدِ وَبَعدِ يافا،
كانَ لي بحرٌ أنامُ على شَواطِئِهِ
وأَحلُمُ كالفَراشَةِ بالنّهارِ وبانتِصارِ الشَّمسِ فِيَّ
وأَعشَقُ الليْلَ الطَّويلَ عَباءَةً تَتَلألأُ النَّجَماتُ
فوقَ سَوادِها الليليِّ،إنَّ الليلَ غابَةُ أنجُمٍ ورؤىً
وَبَعضُ مَتاهَةٍ تَهديكَ للقِنديلِ فيكَ تُضيئُهُ لِتَراكَ فيكَ
على مَرايا الرّوحِ مُكتَمِلاً بِهَيئَتِكَ البهِيّةِ،ناقِصاً
في مُبتَغى الإدراكِ خارِجَ رؤيَةِ الأشياءِ لا معنىً لظاهِرِها
وباطِنُها احتمالاتٌ لِتَأويلٍ ضَلاليِّ الهِدايَةِ،
كُلُّ شَيءٍ قَد يَشي بِنَقيضِهِ،فاحذَرْ نَقيضَكَ فيكَ
لا أحدٌ يَدُلُّ عَلَيْكَ غَيركَ في المَتاهَةِ بَينَ ماضيكَ البَهِيِّ
وَبَينَ حاضِرِكَ الشَّقِيِّ الآنَ
لا بَحرٌ لَدَيكَ ولا شواطئ للنّعاسِ على فِراشِ الرَّملِ
أَوْدَعَهُ النّهارُ عَباءَةً للشَّمسِ تَخلَعُها على مَهلٍ
وَتَدخُلُ في سَريرِ الليلِ تارِكَةً لنا مِرآتها قَمَراً على خَجَلٍ
وَحُزنٍ بُرتُقاليٍّ تَقَطَّرَ أدمُعاً مِنْ عَينِ يافا
سليمان دغش
(من قصيدة: بنصف القلب)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق