جلسا متقابلين...نظرت بحنان أموميّ إلى الياسمين الّذي يكلّل شعره وقالت في سرّها :لا حرمني الله من دفء حضورك ,وهي ماتزال تطلق حمائم الدّعاء بادرها بسؤال أزهق في لحظة الصمت والكلام وتسابيح الدّعاء.:ماالذّي تحت عينك ؟...لم يكن السؤال في حدّ ذاته الّذي أسقط أقمار أنوثتها فهي تدرك جيّدا بحتميّة تقدّم العمر مثلما تدرك جيّدا أنّها تزداد جاذبيّة وتكسب جمالا مختلفا. كلّما تقدّم بها العمر..الّذي أوقد فيها جحيم الغضب هو ابتسامته التي تهيّأ لها أنّها ماكرة بدت منها روحه مالحة لم ينبت فيها من أنس اللّحظات زهرة ألفة
واحدة أو عشّشت في أشجاره العقيمة الظلال العشرة والمودّة والرّحمة ;...كانت ترى النّبذ في ما سيأتي من أيّامها وسمعت مرايا زهوها بذاتها تتكسّر شظايا تنغرس في كبرياء أنوثتها وأزمعت غيابا ناسف الحقد لكنّها ظلّت جامدة أمامه كمنزل صار خرابا بعد قصف مباغت...لم تقدر على صدّ يديه وهي تراها تمتدّ نحو وجهها ... كأنها لم تعد في جسدها بل غادرته خاويا لتذوب في أثير يستر جرح أنوثتها ...رأت من بعيد يده تلمس إحدى وجنتيها ورأته بنفس الابتسامة يقول لها إنّها شعرة من رموشك فتمني أمنية أنا رجوت الله أن لا يحرمني من نظرات الحب الّتي في عينيك الغاليتين وأنت ؟...تناوحت عليها مشاعر النّدم والحب والخجل مثلما تناوحت عليها قبل لحظات مشاعر القهر والحنق والخذلان ثمّ همست في حياء: لقد رجوت ...فحسب أنّها رجت ما رجاه لكنّه لم يكن يدري أنّه قد دكّ وجدان امرأة في لحظة ورفع بنيانه في لحظة أخرى أبهى ممّا كان ..مثلما لم يكن يدري أنّها ما رجت الله إلا بأن يغفر ظنونها الظّالمة.
بقلم مايا أحمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق