امتصَّ نفساً سريعا ًمن سيجارته ، وفتح الورقةَ المعطّرةَ التي وُضِعتْ على منضدته قبل قليل. راح يقرأ بسرعةٍ سطورها المكتوبة على ظهر رسالته :
(ﺻﺪِّﻗﻨﻲ ﻓﻴﻚَ ﻛﻞَّ ﻣﺎ ﺗﺘﻤﻨﺎﻩ ﻓﺘﺎﺓٌ ﻓﻲ ﻓﺎﺭﺱ ﺃﺣﻼﻣﻬﺎ . ﺃﻣّﺎ ﺃﻧﺎ ،ﻓﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺪﺧﻴﻦ ﻭﻫﻲ
ﻋﻨﺪﻙ ﻻ ﺃﻃﻴﻘﻬﺎ ﺃﺑﺪﺍً. ﺳﺘﻘﻮﻝ ﻟﻲ : ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻋﻴﻨﻴﻚِ ﺳﺄﺗﺮﻛﻬﺎ ، ﻧﻌﻢ ، أنا متأكدة أنك ﺳﺘﻘﺪﻡُ ﻋﻠﻰ ذلك ، ﻭﻟﻜﻦْ عند حدوث ﺃﻭّﻝِ سوء تفاهم ﻗﺪ ﺗﺤﺼﻞ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺳﺘﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ، ﻭﻻﺕ ﺣﻴﻦ ﻣﻨﺎﺹ . ﻟﻬﺬﺍ ﺃﻋﺘﺬﺭُ ﻋﻦ ﻗﺒﻮﻝ ﻋﺮﺿﻚ .) ...
دَعَكَ الورقةَ ﻭ سَرَحَ ﻳﺮﺍﻗﺐ دخّانَ سيجارتِه ﺍﻟﻤﺘﺼﺎﻋﺪَ . فجأةً امتدّتْ يدُه إلى علبةِ سجائره ...سحقتها أصابعُه ﺑﺤﻨﻖ، وهو يَصُرُّ على أسنانه:
-ﻫﺎ ﺃﻧﺎ ﺫﺍ ﻃﻠّﻘﺖُ ﺍﻟﺘﺪﺧﻴﻦ ﺛﻼﺛﺎً ، ﻭﻟﻮﺟﺌﺘﻨﻲ ﻳﺎ (ﻧﻮﺭ) ﺯﺣﻔﺎً ﺍﻟﻰ ﺩﺍﺭﻱ، ﻟﻤﺎ ﺭﺿﻴﺖُ ﺑﻚِ
ﺑﻌﺪ ﺍﻵﻥ . وأﺳﺮﻉَ ﺑﻤﻐﺎﺩﺭﺓ ِﻋﻤﻠِﻪ .
ﻓﻲ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ،عَلِمَ أنّ ﺇﻟﺘﻤﺎﺳﺎً ﺗﻘﺪّﻣﺖ ﺑﻪ زميلته (ﻧﻮﺭ) ﻟﻠﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻠﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺩﺍﺋﺮﺓ
ﺃﺧﺮﻯ.... أطرَقَ للحظات . لكنّه وجد نفسه يستأذن للدخول إلى مكتب السيد المدير العام.
لم يخرج من عنده إلاّ وطلبُ (نور ) قد صار قطعا صغيرة في سلة المهملات،وحصوله على الموافقة بنقله إلى وظيفة في دائرة بعيدة... بعيدة جدا.
__________
مجيد الزبيدي - بغداد
(ﺻﺪِّﻗﻨﻲ ﻓﻴﻚَ ﻛﻞَّ ﻣﺎ ﺗﺘﻤﻨﺎﻩ ﻓﺘﺎﺓٌ ﻓﻲ ﻓﺎﺭﺱ ﺃﺣﻼﻣﻬﺎ . ﺃﻣّﺎ ﺃﻧﺎ ،ﻓﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺪﺧﻴﻦ ﻭﻫﻲ
ﻋﻨﺪﻙ ﻻ ﺃﻃﻴﻘﻬﺎ ﺃﺑﺪﺍً. ﺳﺘﻘﻮﻝ ﻟﻲ : ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻋﻴﻨﻴﻚِ ﺳﺄﺗﺮﻛﻬﺎ ، ﻧﻌﻢ ، أنا متأكدة أنك ﺳﺘﻘﺪﻡُ ﻋﻠﻰ ذلك ، ﻭﻟﻜﻦْ عند حدوث ﺃﻭّﻝِ سوء تفاهم ﻗﺪ ﺗﺤﺼﻞ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺳﺘﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ، ﻭﻻﺕ ﺣﻴﻦ ﻣﻨﺎﺹ . ﻟﻬﺬﺍ ﺃﻋﺘﺬﺭُ ﻋﻦ ﻗﺒﻮﻝ ﻋﺮﺿﻚ .) ...
دَعَكَ الورقةَ ﻭ سَرَحَ ﻳﺮﺍﻗﺐ دخّانَ سيجارتِه ﺍﻟﻤﺘﺼﺎﻋﺪَ . فجأةً امتدّتْ يدُه إلى علبةِ سجائره ...سحقتها أصابعُه ﺑﺤﻨﻖ، وهو يَصُرُّ على أسنانه:
-ﻫﺎ ﺃﻧﺎ ﺫﺍ ﻃﻠّﻘﺖُ ﺍﻟﺘﺪﺧﻴﻦ ﺛﻼﺛﺎً ، ﻭﻟﻮﺟﺌﺘﻨﻲ ﻳﺎ (ﻧﻮﺭ) ﺯﺣﻔﺎً ﺍﻟﻰ ﺩﺍﺭﻱ، ﻟﻤﺎ ﺭﺿﻴﺖُ ﺑﻚِ
ﺑﻌﺪ ﺍﻵﻥ . وأﺳﺮﻉَ ﺑﻤﻐﺎﺩﺭﺓ ِﻋﻤﻠِﻪ .
ﻓﻲ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ،عَلِمَ أنّ ﺇﻟﺘﻤﺎﺳﺎً ﺗﻘﺪّﻣﺖ ﺑﻪ زميلته (ﻧﻮﺭ) ﻟﻠﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻠﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺩﺍﺋﺮﺓ
ﺃﺧﺮﻯ.... أطرَقَ للحظات . لكنّه وجد نفسه يستأذن للدخول إلى مكتب السيد المدير العام.
لم يخرج من عنده إلاّ وطلبُ (نور ) قد صار قطعا صغيرة في سلة المهملات،وحصوله على الموافقة بنقله إلى وظيفة في دائرة بعيدة... بعيدة جدا.
__________
مجيد الزبيدي - بغداد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق