اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

شبح فردة حذاء ...*وليد.ع. العايش

⏪⏬
كان الليل قد فرض سطوته عندما وصلت الحافلة إلى نهاية رحلتها ، الساعة تجاوزت منتصف الدائرة بقليل ، انسل التلاميذ من بابي الحافلة كل صوب بيته ، منهم من وجد أحد أفراد أسرته بانتظار وصوله كي يرافقه ومنهم من رافق زملاء يقيمون في ذات المكان ، وآخرين بقوا فرادى للتوجه إلى ديارهم .
ليلة من ليالي نيسان حيث تظهر الغيوم فجأة وتختفي فجأة ، وعندما أمسك الأخوين داني وهاني بيدي بعضهما البعض ، لقد فقدا أبيهما منذ سنوات وحده داني يذكر ملامحه بينما كان هاني يرتع في بطن أمه ، ترك لهما إرثا جميلا وهو لون عينيه الزرقاوين فقبلا الإرث دون خلاف ( لو كان أبي مازال حيا لانتظرنا هنا ) حدث داني نفسه فقط واستمر في السير ، هما منذ سنة ونصف يعيشان مع أمهما في بيت زوجها الجديد ذو الشعر الأجعد والأنف المستطيل .
كانت حبات المطر قد بدأت تداعب رأسيهما ووجه الدرب الترابي الذي يتأرجح بين مد وجزر قبل أن يعلن نهاية الرحلة على ضوء القناديل المنبعثة من بيوت على جانبيه .
صوت الراديو الصغير يكسر حاجز الخوف والصمت في آن واحد فيرتفع حينا ويخفت حينا آخر .
هنا دار قديمة مهجورة منذ زمن طويل ، تراقبها شجرة الكينا التي ربما بلغت قرنا من العمر ، السكان يخشون المرور من أمامها وينسج الكبار حكايا كثيرة حول أشباح تظهر فجأة لمن يعبر وحيدا في ليل داكن السواد .
لم تغب تلك الحكايا عن ذاكرة داني لكنه فضل السكوت في هذه اللحظات كي لا يبعث الرعب في قلب شقيقه الصغير .
رفع صوت الراديو أكثر وأكثر وأصبحت الخطوات أسرع من ذي قبل ، بينما تشبث هاني بيده : ( اسمع يا داني هناك شخص ما يمشي أمامنا ) ... كبس داني على يد أخيه ولم يجب على سؤاله لكنه كان هو أيضا يسمع ذات الصوت لكنه لم ير أي شيء .
المسافة بدأت تكبر وتطول كعنق زرافة في أدغال إفريقية ، بينما خطوات الشبح تزداد طرقا للأرض ممتزجة بحبات المطر التي تأبى أن تتوقف ولعلها تريد مساندة الصغيرين كي يعبران من هنا بأمان .
انتهى للتو الدرب الرئيسي ووصلا إلى مفرق فرعي يؤدي إلى منزلهما ، في تلك اللحظة بدا الشبح وكأنه يفقد فريسته فأخذ يصفع التراب بقوة كي يعيدهما إلى المسار الأول : ( لقد أصبحت الخطوات خلفنا ... اسمع ... اسمع يا داني ) ... نظر داني إلى الخلف بلمحة سريعة : ( اصمت وأسرع يا هاني ) ، لكن الأصوات تعالت حتى تغلبت على صوت الراديو وأنين المطر ، اللون الأبيض يلوح لهما قريبا جدا : ( يا إلهي إنه يتبعنا ... يتبعنا ... ) قال داني في سره ثم تمتم ببعض المعوذات التي تعلمها من أمه وزاد من سرعته حتى كادت يده تفلت هاني لكنه أطبق عليها كعاصفة كانونية : ( داني ... داني انظر يكاد أن يمسك بي هذا الرجل الأبيض ) ... عندما التفت داني إلى الخلف كان الشيخ يدنو من أخيه أكثر فصرخ عليه : ( أركض أركض يا هاني ) ... لاح ضوء خافت من بعيد كان ينبعث من منزل الصغيرين ، تركا الطريق حالا وأصبحا يجريان في أرض محروثة وعرة ، تعثر الصغير فأقامه داني بقسوة هذه المرة ، لامجال للرحمة الآن ، صرخة مدوية ملأت المكان جعلت من الراديو يفلت من يد المراهق لكنه استمر في الجري رغم الحجارة التي حصلت على الكثير من أقدامهما الغضة .
الآن اختفى كل شيء : صوت الشبح ، الراديو ، المطر ، دنا البيت منهما كثيرا جدا ، على رأس المفرق الأخير كانت الأم تحمل فانوسا وتنتظر هناك : ( كيف كانت رحلتكم يا أولاد ) ... اللهاث منعهما من الجواب ، ارتمى هاني بين ذراعيها أما هاني فكان يتحسس قدمه التي فقدت فردة الحذاء فأمست عارية ، اتجه صوب غرفة أبيه وهو يقول : ( لا حكايا بعد الليلة يا أماه ... لا قصص أخرى أرجوك ) ، داني كان منهكا أكثر من أخيه فتوجه إلى غرفة أبيه ( زوج أمه ) ولم يكد يفتح الباب حتى فغر فاه ، لقد شاهد رأسه وقد بلله المطر بينما كان يخلع ثيابه البيضاء ولهاثه يسابق يديه ...
-
*وليد.ع. العايش

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...