اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

شعوذة || هدى الشماشي-المغرب


عندما رأيته أول مرة ظننته شبحا، واكتشفت أنني لا أملك أي تعويذة أطرد بها الأرواح الشريرة
التي قد تعترض طريقي...
أما في المرة الثانية فقد ابتسمت له، ووقفنا نشاهد المدينة معا من أعلى التل: رجل ضئيل الشأن، وكلب مشرد.
كان يبدو خائفا، يترك بيننا مسافة تقي حيوانا مثله شر أي نزعة بشرية. عيناه منطفئتان، من جنس تلك العيون التي تجعلك تحس بالمعاناة، وأذناه تستلقيان باستسلام على جانبي رأسه...

تذكرت صديقا قديما لي، كانت أمه تدعو عليه بأن يمسخ كلبا أسودا، وفي النهاية اختفى ولم نعد نعرف عنه أي شيء...
راودتني وساوس مفاجئة. صرخت به: يوسف.
ولكنه لزم مكانه في حيادية تامة.
قلت لنفسي: ليس هو...
وأحسست فجأة بألم في القلب...
- في وسعنا أن نتحدث قليلا...
لم ينظر إلي. حسمت أمري: لا شك أنه كان أصما في السابق... ولكن لماذا قد تدعو أم على ولد أصم؟
أمي لم تدع علي أبدا، كانت تخص العسكر ووالدي بدعواتها السيئة.
سمعتها ذات مرة تناجي الله: لماذا خلقت الرجال يا إلهي؟
كان صوتها الريفي الجميل مليئا بالعتاب وكأنها تكلم شخصا ما تألفه.
نظرت إلى السماء بدوري وسألته: إنهم يغتصبون النساء هنا... ألا يصلك الصراخ؟
أصدر صوتا خفيفا يشبه التأوه، ثم أقعى ببطء شديد دون أن يغير اتجاه بصره...
كان الأنين والبكاء يملآن كل مكان، وكان هناك الهروب أيضا...
كنا نهرب دائما ونلبس ملابس الفتيات كي نعيش...
- لا شك أن يوسف يتجول في مكان آخر. أتمنى فقط أن يكون بخير. أنت كلب وتعرف كيف يعامل الناس الكلاب الضالة.
استدار نصف استدارة، ونظر إلي بتفهم...
انتشر العسكر كوباء. كنا نراهم ونكرههم. كنا نحدق بهم وننظر إلى السماء، ونخبأ النساء كمحصول قمح.
ذات ليلة أتوا لزيارتنا. قبضوا على أبي وشتموه بالعربية وهم يفتشون المنزل ويبصقون...
تعثروا بي. صرخت بهم أمي: إنها فتاة صغيرة.
لم يفهموا أمازيغيتها، ولكنهم رأوا حجمي الصغير فامتدت أيديهم إلى أختي الكبرى...
جروها من شعرها. كانوا ستة كما لا أنسى، وكان ثمة حشرة على كتف أحدهم...
كدت أنبهه إليها، ولكن ولولة أمي كانت تشوش تركيزي...
أغلقت أذني بيدي وصرخت: صرصار...
ثم انتبهت على الفور إلى أنهم رحلوا...
أصدر أنينا متقطعا، ثم استدار نحوي، وقطع مسافة الأمان بيننا في وثبة واحدة.
ارتمى على صدري. أحسست بالسعادة وانتظرت أن يمرر لسانه على وجهي ولكنه لم يفعل...
قلت لنفسي: إنهم يخدعوننا في الأفلام، وحينها فقط انتبهت إلى صوت أنينه الذي لم ينقطع...
نظرت إلى خطمه، ثمة من خاطه بخيط أسود... وحاولت أن أتحكم بالخوف الذي اجتاز جسدي وأنا أصل إلى التفسير المناسب: أعمال شعوذة.
  هدى الشماشي-المغرب

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...