⏪⏬
من بين الأنقاض و هذا الدمار و الخراب العظيم تطل برأسها و جريمتها في حضنها .عيون وقحة تحملق في كامرا المصور مرة و في رفيقه أخرى .
- هل يعقل حدوث هذا !!.لديهم الوقت لهذا !!.
لرياضة السيقـان وقـــت !!و للتـأوهـات وقت!
لممارسة الحب وقت!!و للحمــل وقــت !!
و ما العجيب في هذا . انتظر من فاقد العقل الأبله أكثر .
-- قل حيوانات .
-- حاشاها الحيوانات تفعل . رد حامل الكامرا على زميله . و عاد الى صمته و هو ينظر الى الخراب المحيط . فأعتقد من تصرفه أنه نسي أمر البلهاء التي شدته .
-- كنت مراهقا طائشا و كانت لي دراجة أجمل ما فيها أزيزها .يومها زرت جدي المقيم في ضيعته .
خرج من خم الدجاج مسرعا بإتجاهي طالبا مني إسكات الدراجة و فورا . ففعلت متسائلا .
فهمت من جدي بحكم احتكاكه بدجاجاته و معرفته بها أن الأصوات العالية تفزعها فتتوقف عن وضع البيض. لا غيره الهدوء تريد و الا حرمت جدي من بيضها الذي يحبه .
-- الدجاج هكذا ؟!.
-- أزيدك من الشعر بيت. لجدي نعجة في العام الأجدب تعزف على أن تسعده بحمل كان ينتظره.
احتاطت نعجـة جـدي للأمر.مـا حملت أبدا ما حملت
رغم ما وفره لها من علف و من أمــان.
ثقتهــا فيما تجـود به السمــاء ، أكبر من ثقتهــا في كيس الشعير الذي وفره لها جدي .
ما اروعك كبش جدي صمت بالعام الأعجف نعجتـــك. كبحت جماح نزوتك .
خذو الحكمة من دجاجات جدي و نعجته يا أوباش.
فأبدا لن أقبل عذرا مهما قيل وأبدا لن اقبل تفسيرا .
* الحثــالـــــة
أنين الشابة السوداء ، و التي إتخذت من مدخل العمارة ملجأ لها و طفلها نغص على الحاجة يمينة ليلتها .أنينا متقطعا تقشعر له الأبدان .
هاهي الحاجة و إبنها يجران المسكينة الى داخل السيارة يتبعها طفلها الذي لم يفطم بعد .
البطن المنتفخة شدت انتباه سمير !!
إلتمس لها أكثر من عذر يا بني . قالت الحاجة موجهة الكلام لإبنها دون النظر في وجهه.
-- أبدا و لا عذرا واحدا ..حثالة .
-- سنة الحياة يا بني .
-- سنة ماذا ؟! حياة و أي حياة !! هاربة من الجوع و الحرب. تعيش على ما يتصدق به سكان الحي عليها و طفلها .
على طول الطريق الى المشفى ، سمير يحدث نفسه في سره .و عينه على السوداء التي تتلوى في الخلف و طفلها في حضنها .
من أين لها الوقت للتفكير في نزوتها .ان كانت لها نزوة ؟!! متى .. أين و كيف؟!!
لا حول و لا قوة الا بالله .و لا الحيونات .نعم و لا الحيونات.
-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق