اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

الغربة غربة الروح لا الجسد ...*بقلم: ماهر لطيف

C:\Users\Administrateur\Downloads\91870923_2937852372961567_5702695526512721920_n.jpg
⏪⏬
عندما كانوا لاجئين فتحنا لهم ذراعنا واستقبلناهم استقبال الملوك في عرينها، وجعلنا لهم من عيوننا سكنا، ومن قلوبنا مأوى، ومن رموشنا غطاء، ومن بحرنا مرفأ لسفن أحلامهم، وجبرنا خواطرهم، وعالجنا كسر قلوبهم، أطعمناهم من خبز محبتنا، ومن نخلنا ومن زيتوننا وقمحنا وشعيرنا، وتقاسمنا معهم مرّ أيامهم وداوينا جراحهم.

لم نستغل ضعفهم ولا وجعهم، واليوم حينما تعافوا تكبّروا علينا ونسوا أو تناسوا ما كانوا وكنّا ومن هم ومن نحن.
اليوم نطردهم من قلوبنا، ونُخرجهم من حياتنا، وننفيهم من ذكرياتنا، بل ونُعيدهم سيرتهم الأولى غرباء، كأنّنا لم نعرفهم يوما، ونغلق دونهم الشبابيك والأبواب، نحرق صورهم نطرد أشباحهم، نجعلهم كفاصلة في فقرة أو كهامش يتيم في صفحة أو كموجز منسي في نشرة أخبار. فمن خانا حُبّنا وخان خُبزنا وملحنا لا مكان له في قلوبنا.

لا داعي للانتقام أو حتى التبرير فقط أكرمهم بالتخلي فذلك أقسى عقاب لهم، ففي بعض الأحيان يكون الكتمان مُؤذي وخاصّة عندما تُدرك أن البوح أيضا لن يُغيّر شيئا، يكفي أن تتخلى عنهم في عزّ تعلقك بهم وفي ذروة احتياجك لهم، وذلك هو مكمن القوة فيك يا صديقي. من تقرّب لك ذراعا تقرّب له شبرا، ومن فتح لك ذراعيه خذه في حضنك، ومن أبصر قلبك دون الخلق فأسكنه في بؤبؤ عينك، ومن جعل قلبه نورا تهتدي به في ظلمات الأيام سرّ في دربه ولا تتخلّ عنه. ومن سقط مطرا على صحرائك ازرع الورد له، ومن جعلك من أولوياته اجعله على رأس القائمة وكن مددا وعونا له، ومن زرع الورد على ترابك لا تجعله يذبل. فارحل عن كل ما يؤذيك وكن مؤمنا بأن النجوم ستصافح يدك يوما وأنك ستصبح قمرا مشعا.

صعب جداً أن ننسى الناس وأحوالها وما يعيشون فيه من حروب وأزمات تفتت قلوبنا من بعيد وتجعلنا نشعر بالعجز ولا شيء غيره، وبالبؤس وبانطفاء شعلة القلب ولا شيء غير ذلك.. ولهذا نشعر بالغربة ونحن بين الناس ونغبط أولئك الذين ينسون كل شيء بكل سهولة ويقضون أيامهم بتجاهل وإنكار فيشعرون بالسعادة، أؤكد لكم أنهم يشعرون بالسعادة أكثر منا.

إننا غرباء يا صديقي، والغريب هو من يشعر بالحب تجاه الأرض والسماء والمطر والطبيعة، فيحزن حزناً لا مبرر له عندما يمرّ صباحاً من أمام عربة القمامة المتكدّسة بالبلاستيك والطعام المتبقي والقطط المتشردة تلعقه وتأكله، الغريب هو الذي يغضب عندما يرى الأطفال ورؤوسهم مختفية بين رقابهم المنحنية على أجهزة ذكية ليل نهار وأهلهم يقضمون المُكسّرات بارتياح عجيب.. الغريب هو الذي يبكي على أشخاص لا يعرفهم وهو يرى نصف أجسادهم مرمية تحت الركام والرماد والقنابل.. الغريب هو الثائر في وجه مزاجيته الحادة وعواطفه الفياضة، هو الذي إذا أحب نسى صوت العقل وسار بقلبه. الغريب هو الذي يتسامى على غيره وعلى تفاهات الدنيا ومتاع الحياة ، الغريب هو الذي لا يرض بغير أدوار البطولة.

الغريب هو الذي يبتسم فقط للمساكين والفقراء، للاجئين إلى الله في أرض تلفظهم في اليوم مئة مرة.. وهو الذي ينتظر التاريخ كي ينقلب ليكتب تاريخ آخر سعيد.. لكنه أخذ وقتاً أطول مما اعتقد وآمن وصلّ ليل نهار.

والغرباء ليسوا متشائمين لكنهم يفكرون أكثر من غيرهم ليس إلا، هم يعيشون حياتهم ويبتسمون على الدوام ويعملون وينجزون وينجبون ويلعبون مع أطفالهم بحبّ حقيقي وفرح غير مصطنع، الفارق الوحيد بينهم وبين غيرهم أنهم يشعرون بالضيم والظلم الذي يعيشه الآخرين كأنه يقع عليهم.. وهم ببساطة يشعرون بالغربة بمجرد أن يقابلوا أشخاصا همّهم في الحياة مصالحهم وسعادتهم الشخصية، إذن أفلا يستحق الغرباء تكريما أو حتّى عيداً؟

وأقسى أنواع الغربة غربة الروح لا الجسد. !!!!!
-
 *ماهر لطيف
 كاتب وروائي تونسي

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...