أما آنَ للمسجونِ أنْ يتحررا ؟؟؟
فقد طال فيه القيدُ حتىٰ تجذَّرا !!!
وقد باتَ فيه الليلُ وحشاً مزمجراً
إذا مسَّهُ الإصباحُ قامَ مُكَشِّرا ...
هُوَ البرزخُ المذكورُ والضغطةُ التي
يُحَدِّثنا عنها الْكِتابُ مُحَذِّرا ...
هو القبرُ والمَيْتُ الرميمُ مثرثراً
فللهِ من مَيْتٍ يعيشُ مُثَرثرا !!!
تُراودُهُ الأحلامُ طوراً كبرزخٍ
وطوراً كزقومِ الجحيمِ إذا سرىٰ
تأنَّثَ منها الإسمُ فَهْيَ مَنِيَّةٌ
ولكنها إنْ تَعْلُ تَعْلُ مُذَكَّرا !!!
ترومُ النفوسَ الغافلاتِ فُجاءةً
علىٰ أنَّ مَنْ رامتْهًُ ماانْفَكَّ مُنذرا ...
وأغربُ مافي السجنِ أنهُ إنْ هوىٰ
عزيزٌ بهِ أمسىٰ أذلَّ وأحقرا !!!!
فلا الشاهُ شاهاً لا ولا الملْكُ مالكاً
ولا قيصرُ الرومِ العصيَّةِ قيصرا ...
فكلُّ الذي وافاهُ وافاهُ عاجزاً
فمامِنْ صليبٍ فِيهِ إلّا تكسَّرا
نرىٰ ماضياتِ العيشِ عيشاً منعَّماً
ولو كان عُسراً ... بل ولو كانَ أعسرا !!!
نتوقُ إلىٰ تلكَ الديارِ وأهلِها
ونحسدُ حتى الكلبَ فالكلبُ في الذُّرَىٰ
علىٰ أنَّ ذاكَ السجنَ دَرْسٌ وعِبْرَةٌ
يُحيلُ سِباخَ النفسِ تِبْراً وجوهرا ...
سلامٌ علىٰ تلكَ السجونِ وليتَهُ
غداةَ تحَرَّرْنا ... القطيعُ تَحرَّرا ...
-
*شعر: يونس عيسىٰ منصور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق