⏪⏬
كنت أتخيل الزواج فستان أبيض كالذي تلبسه الأميرات، و حياة جديدة كلها حب و حنان و عطف و أمان، كنت أتمنى الزواج لأصبح امرأة على قول أمي و بالفعل هذا ما حدث ،أصبحت إمرأة صغيرة لم تبلغ الثامن عشر من عمرها تخدم زوجها الذي لم يمثل دور الزوج المثالي سوى لأيام و اعتزل التمثيل ،فاستيقظت من الحلم الذي عشته طويلا ووجدت الحياة الوردية حياة رمادية لا أزهار فيها كالتي التقطتها في أحلامي و لا وجود للفراشات لتزين أيامي، مجرد عبودية كنت أمارسها من طلوع الفجر لغروب الشمس أتفنن لأكون الزوجة الصالحة في غياب زوجي لعدة اشهر يعمل فيها ، فأعيش دوري بجدارة لتفتخر بي أمي و تبارك لي أمه و لتذوقني قليلا من الحلاوة التي سلبتني إياها و ليكبر الجنين في أحشائي لعله يكون سبب سعادتي ، ومن فتاة في عمر الزهور كلها نشاط و حيوية و تفائل إلى ربة منزل مطيعة لكل أفراده طمعا في راحة البال لا أكثر .وفي أحد الأيام و أنا في زيارة لوالدي وصلتني ورقة الطلاق التي ذبحتني بحوافها و قطعت أنفاسي التي أرددها كانت تحمل في طياتها عواصف حزن و أسى و دهشة و حيرة و كل الأشياء التي تضيف للحياة نكهة الموت .
يقولون الصبر مفتاح الفرج و لكن صبري كان مفتاحا لجراحا جديدة و آلاما أعمق من التي اعتدت عليها حتى ابني الذي سجنته بداخلي رفع راية الحرية وغدرني، تركني وحيدة في منتصف الطريق، أظنه تنبأ بالحياة التي سيعيشها فعارضها مغادرا .
أما هو فبنى حياته بحطامي و استعاد قوته بضعفي، و أكملت الحياة مسيرتها معلقة حياتي كإطار عبرة لمن يعتبر، حتى عندما فتح باب أمامي خشيت أن يكون كالباب الذي دخلته قبلا و لكن هذه المرة كان ممزوجا بحب عذري رد لي البسمة بعد زمن طويل و أشرقت شمسي بعد غروبها هذا ما يجعلني أفكر احيانا بالمجازفة و الدخول اليه.
-
*نور الهدى ساعد
الجزائر_تيارت
الجزائر_تيارت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق