حين غادرتُك
أخذت بيد النسيان
ونظفت بقاياك التي كانت
علني أزهر من جديد
وعندما أعدّت صياغة القصيدة
ضاعت قوافيها
وفرطت نُغيماتها
فاكتشفت أن قلبي مازال أمامه سنواتٌ من الدموع
كي ينبض من جديد
حين غادرتُك
فتحت ستائر الصباح
وأرغمت الابتسامة أن تشق شفتي
فجاء الربيع باهت الألوان
وكأن عصافيره شاخت
وانحنى ظهرها
فلم تعد قادرة على الطيران
أصبحت صرختي سجينة الصمت
تذرف آهات الجروح
وكأنها مُعتقلة سياسية
كل ما حولي أصبح يخونني
ودارت الحرب في داخلي
حاولت أن أخمد نيرانها
لكنها غلبتني
وهدمت معالم الحياة بي
سأنتظرك ساعة الشفق
حين تُبعثر الشمس خيوطها على ساحة الغروب
سأنتظرك
لنبوح معاً عن ما تُخفيه كلماتنا التي تبدو عادية
عندما نقرأها
وسنكتشف عندها كم تصارحنا دون علمنا
إذا كانت حروفنا قد جمعت بيننا
فماذا أصاب القدر
-
*عفاف الجبوبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق