قصة السيدة صاحبة الكلب هي قصة تطرح قضية أخلاقية للكاتب الروسي أنطون تشيكوف ، حيث تحكي قصة علاقة غرامية نشأت بين رجل وسيدة متزوجين ، وتنتهي القصة وهما يفكران في كيفية التخلص من زواجهما ليظلا معًا .
نبذة عن المؤلف :
يعتبر الكاتب والروائي الروسي أنطون بافلوفيتش تشيخوف الذي ولد عام 1860م من أعظم كتاب عصره ، فقد كانت كتاباته تعبر عن المجتمع الروسي بكل مشاكله وأمراضه الإجتماعية .
أحداث القصة :
كان دمتري جوروف قد صل إلى يالطا منذ أسبوعين وتعود على المكان ، وقد شاهد وهو جالس بجناحه في فندق فيرنيه سيدة شابة شقراء متوسطة القامة تضع على رأسها بيريه ويركض ورائها كلبا أبيض صغير .
كانت السيدة تتنزه كل يوم في حديقة المدينة عدة مرات ، ولم يعلم أحد من هي ، فكر جوروف أنها طالما قد أتت بدون زوجها فلا مانع من التعرف بها ، كان دمتري جوروف قد بلغ الأربعين ولديه ابنة في الثانية عشرة وولدين في المدرسة ، لقد تذكر أنه تزوج مبكرًا وهو مازال طالبًا في الصف الثاني ، وأن زوجته الآن أصبحت تبدو أكبر منه سنًا ، كانت الزوجة سيدة طويلة ، بحاجبين داكنين ، صريحة ، متكبرة ، رزينة وكانت تقرأ كثيرًا وتسمي نفسها مفكرة ، وتناديه باسم ديميتري لا دمتري .
بينما هو كان يراها امرأة محدودة الذكاء ، ضيقة الأفق وكان يخشاها ، ولا يحب المكوث معها بالمنزل ، وقد تعود دمتري أن يخونها باستمرار ، وقد كان يشعر دائمًا بالملل وسط الرجال ولكنه كان يبدو شخصًا مختلفًا وسط النساء .
وذات مرة بينما هو يتناول الغداء اقتربت السيدة صاحبة الكلب وجلست إلى طاولة مجاورة له ، فسيطرت عليه فكرة إقامة علاقة عابرة معها ، ثم دعا كلبها إليه بلطف ، وعندما اقترب الكلب منه ونبح ، نظرت إليه السيدة ثم خفضت نظرها على الفور ، وقالت له إنه لا يعض .
بدأ التعارف بينهما وقد أخبرته أن أسمها هو آنا سرجييفا وأنها من مدينة أخرى ، ثم تطورت العلاقة بينهما حتى أصبح يزورها بغرفتها ، ويخرجان معا للتنزه ويزوران الميناء ، وكان أحيانًا ما يتبادلا القبلات بالمنتزه .
كانت آنا سرجييفا تبدو حزينة ، بينما هو لم يكترث فقد اعتاد أن يقيم علاقات عابرة ، أما هي فقد كانت تبكي وتخبره أنها امرأة سيئة ، وكان من المقرر أن يصل زوجها بعد شهر لكنه لم يصل وأرسل لها رسالة لتعود إليه ، توجهت آنا إلى محطة القطار وقد أوصلها دمتري وودعته وأخبرته أنهما لن يلتقيا مجددًا .
عاد دمتري إلى موسكو وقد ظن أنه قد نسي السيدة صاحبة الكلب كما يحدث دائمًا ، لكنه وجد نفسه يفكر فيها باستمرار ، ولذلك قرر أن يذهب إليها ، أخبر زوجته أنه مسافر إلى بطرسبورغ للتوسط لأحد الشبان ، وحين وصل إلى مدينتها وأقام بالفندق سأل عن اسم عائلتها ، وعرف مكان المنزل ، فتوجه إلى هناك وظل يروح ويجيء طوال النهار لعله يراها ، لكنها لم تخرج أبدًا .
كان هناك عرض للأوبرا بالبلدة ، ففكر أنها ربما تحضره ، بالفعل رآها تجلس بالصف الثالث ، وكان زوجها بجوارها ، فانتظر حتى خرج زوجها بالاستراحة ، وتوجه إليها ، شعرت آنا بالفزع حين رأته ، وطلبت منه أن ينصرف ، وأخبرته أنها ستزوره بموسكو ، بالفعل ظلت آنا تتردد على موسكو مرة كل شهرين أو ثلاثة ، وكانت تقيم بفندق سلافيانسكي بازار وترسل إليه رسولًا .
وفي أحد المرات ظلت آنا سرجييفا تبكي وقد بدا له أن حبهما لن ينتهي قريبًا ، وقد تعجب من نفسه كيف أنه قد شعر بالحب الحقيقي بعد أن شاب شعره ، فقال لها كفى بكاءً يا حبيبتي تعالي نتحدث وسوف نصل لحل ، وظلا يفكران كيف يتحرران من أغلال الزواج ، وقد تسأل وهو يمسك برأسه كيف؟ كيف؟ ، وقد بدا له أنه لم يبق إلا القليل وتبدأ حياة جديدة رائعة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق