⏪⏬مبادرة الدعم النفسي للأطفال بعد الصدمات
الأزمة هي حالة غير معتادة، معزولة عما سبقها من تجارب، وينتج عنها ردود فعل طبيعية غريزية تتجلى بـ (الخوف- القلق-
الانطواء- الاكتئاب- الحزن الشديد..)، ورد الفعل الناتج عن الأزمات: هو استجابة طبيعية لحدث غير طبيعي.
وللأزمات أنواع منها من عمل الإنسان «حرب- حوادث سير..» ومنها ما هو من عمل الطبيعة «زلزال، عاصفة، طوفان، حريق، جائحة مرضية»، بينما تنقسم الارتكاسات الطبيعية للحوادث غير الطبيعية إلى أربعة تصنيفات:
1-انفعالية: وتشمل «الحزن، الغضب، اليأس، العجز، الإنكار، الخدر الشعوري، القلق، الهلع».
2-استعرافية: وتشمل «ضعف التركيز، ضعف الذاكرة، عدم التصديق، التخوف، صعوبة اتخاذ القرارات».
3-جسدية:وتشمل «التعب، الأرق، الصداع، فرط اليقظة والتنبه، الأعراض القلبية الوعائية، المخاوف الصحية».
4-اجتماعية: وتشمل «الانسحاب اجتماعي، الشعور بالرفض من قبل الآخرين، توتر العلاقات مع الآخرين، الشعور بعدم اهتمام الآخرين، تدهور الأداء، فرط الحماية».
التدبير النفسي الاجتماعي للأزمة:
1-تأمين الاحتياجات الأساسية «مأوى، طعام، نقل، صحة، اتصالات».
2-الخدمات الإنسانية: «رعاية الأطفال، تجميع الأسر».
3-توزيع المعلومات.
4-دعم الصمود الفردي والجماعي.
5-البحث عن العواقب النفسية.
6-معالجة الآثار الآنية والمديدة للكرب.
إعادة تنظيم الحياة بعد الأزمة:
1-استعادة الأمان «استعادة حس الأمان، تأمين المأوى والمأكل، بناء علاقة ثقة».
2-التأقلم مع الكرب «ذكريات، حداد، تفهم، إرشاد، مواجهة الكرب».
3-عودة الحياة المعتادة «استعادة المقدرة على الفعل، التكامل مع الحياة اليومية، تكامل الكرب مع التاريخ الشخصي».
الأطفال في ظل الأزمات:
ينمو كثير من الأطفال في معظم أنحاء العالم، مع الأسف، في جو من العنف والإرهاب والنزاعات العسكرية.
ولا شك أن تدور في أذهانهم الكثير من الأسئلة الملحة حول الأزمات التي نواجهها، مثل الحروب وأسباب النزاعات وموقف الإنسان منها. ويمكن لهذه الأسئلة والأفكار أن تؤثر كثيراً على نمو الأطفال وفهمهم لأنفسهم ولغيرهم وللعالم من حولهم.
ولا غرابة أن يسأل الأطفال في وقت الحروب أسئلة معقدة وصعبة، ويتعقد الموقف أكثر في هذا الوقت، إذ تعج وسائل الإعلام صباح مساء بأخبار هذه النزاعات والحروب، مع نقل الصور الفورية، والأصح أن وسائل الإعلام هذه تنقلنا و أبناءنا إلى موقع الحدث أو الانفجار أو القتل.
ومما يقلق الآباء والمعلمين والمربين، هو كيفية حماية صغارهم من التأثيرات الضارة لكل هذه الأحداث، فنجد الآباء يسألون عن الطريقة المثلى للتعامل مع الأبناء والصغار في هذه الظروف الصعبة، وعن المعلومات التي يفيد إطلاعهم عليها.
كيف يتفاعل الأطفال مع الأزمات؟
تختلف ردود أفعال الصغار على أخبار الحروب والنزاعات والصور المرافقة لها، بسبب عوامل كثيرة مثل: عمر الطفل وشخصيته والتجارب التي مر بها في حياته، وعلاقته بمن حوله، كالوالدين وغيرهما، وأكثر ما يزعج الأطفال الصغار قبل المرحلة المدرسية هي المناظر المرعبة والمؤلمة، وكذلك أصوات الدويّ والانفجارات.
وليس مُستغرباً أن يخلط أطفال هذه السن بين الحقيقة وبين خيالاتهم، وفي تقديرهم لحجم الأخطار والأذى الذي قد يلحق بهم أو بغيرهم.
ومن السهل أن تسيطر مشاعر الخوف والقلق على هؤلاء الأطفال، فيصعب عليهم إدراك حقيقة الأمر، وإبعاد الأفكار المخيفة عن أذهانهم.
وبينما يمكن لأطفال المرحلة المدرسية التفريق بين الحقيقة والخيال، يصعب عليهم في بعض الأوقات الفصل بينهما، فقد يخلط الطفل بين مشهد من فيلم مخيف وبين منظر من مناظر الأخبار، مما يدفعه إلى المبالغة في حقيقة الأخبار.
قد لا ينتبه الطفل إلى أن بعض المشاهد الإخبارية يعاد عرضها مرات ومرات، ولا يدرك أنها تتكرر من جديد. وبسبب وضوح الصور المنقولة، فقد يشعر الطفل أن الحدث قريب منه كثيراً، وربما في الشارع الذي يسكنه.
أما أطفال المرحلة الإعدادية وشباب الثانوية فنجدهم أكثر اهتماماً بالنقاشات المتعلقة بحالة الأزمة الحالية.
ويمكن لشخصية الطفل وطبيعته المزاجية أن تؤثر كذلك في تفاعله مع الحدث.
فبعض الأطفال أكثر عرضة للخوف والقلق بسبب طبيعتهم النفسية، بالتالي يحرك عندهم الخبر الخطِر مشاعر الخوف والاضطراب.
ولا ننسى أن الأطفال يتفاوتون كذلك في طبيعة علاقتهم مع الأزمات الواقعة وخاصة الحرب أو النزاع، فقد يكون لبعضهم أقارب أو أناس من نفس الجنسية أو الهوية أو الديانة لهم تدخل مباشر في الحرب أو القتال الدائر، ولا شك أن هؤلاء الأطفال أكثر عرضة للتأثر بالأحداث الدائرة.
وقد يميل الأطفال الكبار إلى ربط أخبار الحرب أو القتال بأمورهم وظروفهم الشخصية، وكأنها تتعلق بهم مباشرة.
ومن أكثر ما يشغل ذهن الأطفال الصغار الخوف من الافتراق عن الوالدين، ومفهوم الخير والشر، والخوف من العقاب، وقد يسأل الطفل الصغير فيما إذا كان سلوكه حسنا أو سيئا، معتقداً أن الحرب قد وقعت على الأطفال الذين يشاهدهم في الأخبار بسبب أن سلوكهم مع والديهم لم يكن حسناً، لذلك فالحرب عقاب لهم.
ومن المؤشرات القوية لتأثر الأطفال بالحرب والقتال:
- تراجع الطفل أو نكوصه إلى سلوك طفولي كان قد نما وتجاوزه في مرحلة من مراحل عمره السابقة، مثال الخوف من النوم منفرداً، والتبول اللاإرادي، ومص الإصبع وغيرها من تصرفات تميّز من هم أصغر منه سناً.
- التعلق الزائد بأحد والديه أو كليهما، وقلقه إذا ابتعد عنهما ولو لوقت قصير.
- الانطواء الشديد الذي لا ينسجم مع طبيعة نفسيته السابقة.
- اضطراب النوم والكوابيس الليلية.
- التعلق الوسواسي القهري بأمور الحرب كتكرار الأسئلة المتعلقة بهذه الحرب.
- الخوف من أمور لم يكن يخافها من قبل كالظلمة والليل.
- السلوك العدواني من الضرب والاعتداء على الأشقاء أو غيرهم
ما التأثير النفسي لتلك الأزمات العنيفة على الأطفال؟
الأطفال أكثر تضررا ً لعدم قدرتهم على فهم ما يدور حولهم، وتشمل الآثار النفسية للتعرض للأزمات والحروب والكوارث عددا من الأعراض الفزع الليلي والمعاناة من القلق، (الفوبيا) أو (الخوف المرضي) من الأصوات أو الظلام أو غيرها من مصادر الخوف لدي الأطفال، والانتكاسة في بعض المهارات التي تم اكتسابها، فيظهر التبول اللا إرادي، وعدم القدرة علي التواجد بمفرده، إضافة إلى ظهور بعض الاضطرابات السلوكية مثل قضم الأظافر والكذب والعنف في التعامل مع الأشياء والأشخاص، وظهور مشكلات في الكلام كالتلعثم أو الصوت الخافت.
الأطفال اللذين تعرضوا لانتهاكات الحرب في سوريا ولبنان وفلسطين و.. إلخ، بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال قصف منازلهم، أو هدمها، أو اعتقال، أو قتل ذويهم، أو بشكل غير مباشر من خلال مشاهدتهم لانتهاكات الحرب من خلال التلفاز، غالباً يكثر لديهم ميل شديد للعنف، وتغير عام في المزاج، وفقدان للشهية، والشعور بعدم الاستقرار واضطرابات النوم والقلق والكآبة والحزن والخوف وعدم المبادرة والتردد، وتشتت الذهن وضعف الذاكرة خاصة تلك الأمور المتعلقة بالدراسة والمدرسة.
غالباً ما تسوء حالة الطفل النفسية في ظل ظروف الحرب لعدم إدراك ذويه لما يعانيه، فهو يعبر عن معاناته بطريقة تستفز الكبار، خاصة من ليس لديهم المعرفة الكافية عن الطفولة ومشكلاتها واحتياجاتها، والأغلب أن يعامل الطفل كفرد عادي، ولكن في الحقيقة يجب أن يعامل بشكل خاص وبأكثر أهمية من الآخرين لأنه في أمس الحاجة للشعور بالأمان والاستقرار في ظل الخوف مما يحدث حوله، وأيضاً الطفل بطبيعته يستمد الشعور بالأمن والأمان ممن هم أكبر منه، وما يحدث مع الطفل من قلق وخوف ما هو إلا انعكاس خوف وقلق الكبار حوله مما يحدث، لذلك يُنصح ذوو الأطفال زيادة اهتمامهم ورعايتهم للأطفال في ظل الحروب وقدر الإمكان مساعدة الأطفال لتخطي أزمة العنف وصدمة الانتهاكات وإشعارهم بالأمن وإخفاء مشاعر القلق والخوف قدر المستطاع، وهذا لن يحتاج الكثير من ذويهم والعاملين على صحتهم ورعايتهم وتعليمهم، وهذا ما نحتاج أن نمارسه مع أطفال الكوارث والأزمات، من توعية لذويهم بطبيعة نفسية الطفل في ظل الأزمة، وكيف يتعاملون معها، وبناء برامج دعم نفسي تساعدهم على فهم الطفل وسلوكياته بشكل أفضل.
كيفية التحدث مع الأبناء عن الحروب والأزمات الأخرى:
ثمة معتقد خاطئ عند الناس مفاده أن الحديث عن الحرب أو القتال أو أي أزمة أخرى مع الأطفال من شأنه أن يزيد لديهم المخاوف والقلق، ولكن العكس هو الصحيح، و إن كان الأمر يتوقف ولحد كبير على طريقة الحديث والحوار معهم والأخطر من الحديث المباشر والصريح هو أن يحتفظ الطفل بمخاوفه الخاصة التي لا يتحدث عنها مع غيره.
وكما هو الحال مع المواضيع الأخرى في الحياة، يجب الانتباه للمراحل العمرية المختلفة ولمرحلة نمو الطفل و مدى فهمه واستيعابه للأمور
وبالرغم من أن الأطفال الصغار وحتى الذين في الرابعة أو الخامسة من العمر يمكن أن يدركوا طبيعة أعمال العنف، إلا أنه ليس بالضرورة أن يعرف كلهم كيفية الحديث عما يشغلهم ويقلقهم، ولذلك فقد يحتاج الأهل أحياناً أن يبدؤوا هم بالحديث مع أبنائهم عن مشاعرهم اتجاه هذه الأحداث، مما يسهل على الأطفال الانفتاح والحديث عما بداخلهم أيضاً.
ويمكن أن يبدأ الوالدان بسؤال الطفل عما يمكن أن يكون قد سمع من أخبار أو عن رأيه فيما يجري من أحداث.
وعلى الأهل أن يمسكوا أنفسهم عن محاولات إلقاء المحاضرات على الأطفال حتى يتعرفوا أولاً على الأمور المهمة التي تشغل بالهم، فقد تكون غير ما يتوقعه الأهل.
ويمكن الاستفادة من بعض الظروف الطبيعية ومنها مثلاً عندما يشاهد الجميع نشرة الأخبار، أو عندما تحدث بعض الأمور كظهور المناقشات على شاشة التلفاز، أو عند جمع التبرعات لصالح ضحايا تلك الأزمات.
وليس من الطبيعي أن يكون النقاش في هذه المواضيع المشحونة بالعواطف في جلسة واحدة، ولكن لا بد من زيارة الموضوع كلما دعت الحاجة وقد تستجد بين الحين والآخر قضايا وتفاصيل جديدة تستدعي الحديث مجدداً.
وعلى الأهل احترام رغبة الطفل إن لم يُرد الحديث في الموضوع في بعض الأوقات عندما لا يكون مرتاحاً للأمر.
وعلى الأبوين الانتباه لبعض المؤشرات الكلامية وغير الكلامية التي ترافق حديث الأطفال، ومنها:
- تعبيرات وجه الطفل.
- حركات جسم الطفل وما يحاول التعبير عنه.
- سلوك الطفل في اللليل.
- طبقة صوت الطفل.
-التعابير والكلمات التي يستعملها الطفل للتعبيرعما في نفسه.
دور الأهل في المساندة النفسية للطفل:
إن دور المنشطين والمتطوعين والمتخصصين لن يكون جدياً بدون مساعدة ذوي الأطفال وتوعيتهم بمخاطر الصدمات على شخصيات أبنائهم، ومدهم بآليات التعامل السليمة مع الأطفال في ظل الأزمات.
على المتطوعين في فرق الكوارث وإدارة الأزمات توعية الأهل بدورهم خلال الأزمات مع الأطفال، وإمداد الأهل بمجموعة اعتبارات وإرشادات تساعد المتطوعين في عملهم مع الأطفال للمساندة النفسية من صدمات الكوارث حيث أن هناك مجموعة من الاعتبارات والسلوكيات يجب على الأهل أخذها بعين الاعتبار عند التعامل مع الطفل، وذلك لتكون مساندة نفسية ناجحة مع أطفالهم وسنوردها فيما يلي:
ملاحظة سلوك الطفل الطارئ:
يتم ذلك عبر متابعة الأهل لسلوك الطفل وهي أول خطوة مهمة في عملية الدعم النفسي، فإن طرأ على الطفل سلوك غريب لم يتعودوا عليه فيجب أخده بعين الاعتبار وتفهمه وعرض الأهل تلك الملاحظات على الاختصاصيين.
الحوار:
على الأهل إتاحة الفرصة للطفل للتحدث عن مشاكله واحتياجاته، فهذا يخفف من معاناة الأطفال، لذلك يجب عدم ترك الطفل يغوص في أحزانه وحيداً.
وتشجيع الطفل بالتحدث عن تجاربه فور حصولها وبعد حصولها وخاصة إذا لاحظت أنه ينطوي على نفسه على غبر عادته.
مع ملاحظة عدم أرغام الطفل على التحدث عما يزعجه أذا كان رافضاً الحديث، وفي تلك الأثناء علينا تشجيعه أن يعبر بالرسم أو وصف ما حدث من خلال دور يجب أن يقوم به عادة أثناء اللعب.
المرونة:
على الأهل أن يؤمنوا بأن الطفل قادراً على خلق جو أفضل، إما بأنفسهم وإما بالتعاون مع الأخريين ويكفي الأطفال أن يبدي الكبار استعداداً لأن يقاوموا الظروف القائمة ويوفروا لهم ظروفاً أفضل.
الوضوح والتفهم:
أحياناً لا يكفي الاستماع إلى الطفل وطمأنته، ومن الأهمية بمكان أن نعطيه الفرصة للإفصاح عن شعوره بالألم والحزن والغضب، أيضاً علينا أن لا ندعه يحس بالخجل إذا أو أظهر حزنه، فالحزن ليس دليلاً على الضعف.
التعامل مع نوبات الغضب:
كثير ما يخاف الأطفال إرشادات الكبار وكثيراً أيضاً ما يتصرفون بعدوانية زائدة، لانعدام الفرص للتعبير عن أنفسهم بأشكال أخرى، فالأطفال في أمس الحاجة إلى الفعاليات والنشاطات التي تشكل متنفساً لطاقاتهم وتشعرهم بأنهم قادرون على الحكم وقيادة أنفسهم وقادرون على السيطرة على محيطهم، وأحياناً يفضل أن نترك الطفل يعبر عن مشاعر الغضب دون أن ندعه يحس أنه يقترف ذنباً يستدعي الخجل أو الندم ويمكن بعدها التحدث معه حول سبب هذا الغضب.
التعامل مع انزواء الأطفال:
علينا أن نحث الطفل المنطوي على نفسه للمشاركة في نشاطات مختلفة وندربه كما ندرب الصغير على المشي، وعلينا ألا نفاجأ من وثيرة التحسن في حالة الطفل، كما لا ننسى أن الطفل له رغبته في التعاون معنا إلا أنه لا يستطيع تنفيذ هذه الرغبة لذلك.
يجب علينا اتباع التالي:
أن نحكي للطفل حكايات الحيوانات الخجولة والتي تسترجع ثقتها بنفسها تدريجيا.
أن نوفر للطفل فرص النجاح في علاقته ولعبه مع الأطفال الأخرين، بحيث يبدي الجميع سرورهم وفرحتهم لنجاحه.
أن نطلب منه القيام بتمثيل دور شخصية خرافية تكون منطوية على نفسها، وخائفة في البداية ومن ثم تتحول إلى شخصية جريئة وشجاعة ومشاركة.
مهمة الأمهات:
اشغلي ابنك بالتفكير في ألعابه وشاركيه فيها، لاحظي كل تصرف غريب يبدو عليه، وناقشيه فيه بطريقة بسيطة، واحذري البكاء أو الانهيار أمام طفلك، فهذا يشعره بالعجز، واجعلي ابنك يتحدث كثيراً، بحيث يقول كل ما يدور في ذهنه وتصححيه له، ولا توقفي حديثه مهما بدا سخيفاً أو أسئلته مكررة، كذلك انتهزي هذه الفرصة لتنمية الوازع الديني، أما الأطفال في سن أكبر فلابد من مشاركتهم في الفعل، فمثلاً يمكن أن يساهموا في تنظيف الشوارع أو نشاط في جمعية من الجمعيات الخيرية أو الشبابية.. وأخيرا أظهري لابنك بطريقة غير مباشرة وجود كل السلع التموينية وكل ما يحبه داخل المنزل، فكثير من الأطفال يقلق من احتمال غياب الحليب الذي يحبه.
نصائح بسيطة ومهمة في جلسة الحديث مع أبنائك:
استمع واستمع، واستمع من جديد لما يقوله أبنائك، وأظهر احترامك لأبنائك حتى لو لم توافقهم على ما يقولون، حيث يمكن الرد على أحدهم: أنا أحترم رأيك هذا، أو حاول قدر الإمكان النظر في عيني طفلك أثناء الحوار.
تصيّد الظروف المناسبة لشرح بعض الأفكار الأساسية:
قل الحقيقة، إذ يتعلم الأبناء بمراقبة الآخرين، فكن قدوة حسنة لهم، واقض مع أبنائك وقتاً مشتركاً وحراً من دون قيود أو تعليمات. أظهرأنك مهتم حقا بأبنائك. حاول ألا تنتقدهم بكثيرة، أعط أبنائك كل انتباهك وتركيزك، وتذكر أنك تتحاور مع أبنائك بالكلمات والتعابير والحركات جميعاً.
ذكر كل أبنائك بأن لهم مكاناً خاصاً عندك، وشجع أبناءك على الحديث عن مشاعرهم..
د. زهير شاكر
الأزمة هي حالة غير معتادة، معزولة عما سبقها من تجارب، وينتج عنها ردود فعل طبيعية غريزية تتجلى بـ (الخوف- القلق-
الانطواء- الاكتئاب- الحزن الشديد..)، ورد الفعل الناتج عن الأزمات: هو استجابة طبيعية لحدث غير طبيعي.
وللأزمات أنواع منها من عمل الإنسان «حرب- حوادث سير..» ومنها ما هو من عمل الطبيعة «زلزال، عاصفة، طوفان، حريق، جائحة مرضية»، بينما تنقسم الارتكاسات الطبيعية للحوادث غير الطبيعية إلى أربعة تصنيفات:
1-انفعالية: وتشمل «الحزن، الغضب، اليأس، العجز، الإنكار، الخدر الشعوري، القلق، الهلع».
2-استعرافية: وتشمل «ضعف التركيز، ضعف الذاكرة، عدم التصديق، التخوف، صعوبة اتخاذ القرارات».
3-جسدية:وتشمل «التعب، الأرق، الصداع، فرط اليقظة والتنبه، الأعراض القلبية الوعائية، المخاوف الصحية».
4-اجتماعية: وتشمل «الانسحاب اجتماعي، الشعور بالرفض من قبل الآخرين، توتر العلاقات مع الآخرين، الشعور بعدم اهتمام الآخرين، تدهور الأداء، فرط الحماية».
التدبير النفسي الاجتماعي للأزمة:
1-تأمين الاحتياجات الأساسية «مأوى، طعام، نقل، صحة، اتصالات».
2-الخدمات الإنسانية: «رعاية الأطفال، تجميع الأسر».
3-توزيع المعلومات.
4-دعم الصمود الفردي والجماعي.
5-البحث عن العواقب النفسية.
6-معالجة الآثار الآنية والمديدة للكرب.
إعادة تنظيم الحياة بعد الأزمة:
1-استعادة الأمان «استعادة حس الأمان، تأمين المأوى والمأكل، بناء علاقة ثقة».
2-التأقلم مع الكرب «ذكريات، حداد، تفهم، إرشاد، مواجهة الكرب».
3-عودة الحياة المعتادة «استعادة المقدرة على الفعل، التكامل مع الحياة اليومية، تكامل الكرب مع التاريخ الشخصي».
الأطفال في ظل الأزمات:
ينمو كثير من الأطفال في معظم أنحاء العالم، مع الأسف، في جو من العنف والإرهاب والنزاعات العسكرية.
ولا شك أن تدور في أذهانهم الكثير من الأسئلة الملحة حول الأزمات التي نواجهها، مثل الحروب وأسباب النزاعات وموقف الإنسان منها. ويمكن لهذه الأسئلة والأفكار أن تؤثر كثيراً على نمو الأطفال وفهمهم لأنفسهم ولغيرهم وللعالم من حولهم.
ولا غرابة أن يسأل الأطفال في وقت الحروب أسئلة معقدة وصعبة، ويتعقد الموقف أكثر في هذا الوقت، إذ تعج وسائل الإعلام صباح مساء بأخبار هذه النزاعات والحروب، مع نقل الصور الفورية، والأصح أن وسائل الإعلام هذه تنقلنا و أبناءنا إلى موقع الحدث أو الانفجار أو القتل.
ومما يقلق الآباء والمعلمين والمربين، هو كيفية حماية صغارهم من التأثيرات الضارة لكل هذه الأحداث، فنجد الآباء يسألون عن الطريقة المثلى للتعامل مع الأبناء والصغار في هذه الظروف الصعبة، وعن المعلومات التي يفيد إطلاعهم عليها.
كيف يتفاعل الأطفال مع الأزمات؟
تختلف ردود أفعال الصغار على أخبار الحروب والنزاعات والصور المرافقة لها، بسبب عوامل كثيرة مثل: عمر الطفل وشخصيته والتجارب التي مر بها في حياته، وعلاقته بمن حوله، كالوالدين وغيرهما، وأكثر ما يزعج الأطفال الصغار قبل المرحلة المدرسية هي المناظر المرعبة والمؤلمة، وكذلك أصوات الدويّ والانفجارات.
وليس مُستغرباً أن يخلط أطفال هذه السن بين الحقيقة وبين خيالاتهم، وفي تقديرهم لحجم الأخطار والأذى الذي قد يلحق بهم أو بغيرهم.
ومن السهل أن تسيطر مشاعر الخوف والقلق على هؤلاء الأطفال، فيصعب عليهم إدراك حقيقة الأمر، وإبعاد الأفكار المخيفة عن أذهانهم.
وبينما يمكن لأطفال المرحلة المدرسية التفريق بين الحقيقة والخيال، يصعب عليهم في بعض الأوقات الفصل بينهما، فقد يخلط الطفل بين مشهد من فيلم مخيف وبين منظر من مناظر الأخبار، مما يدفعه إلى المبالغة في حقيقة الأخبار.
قد لا ينتبه الطفل إلى أن بعض المشاهد الإخبارية يعاد عرضها مرات ومرات، ولا يدرك أنها تتكرر من جديد. وبسبب وضوح الصور المنقولة، فقد يشعر الطفل أن الحدث قريب منه كثيراً، وربما في الشارع الذي يسكنه.
أما أطفال المرحلة الإعدادية وشباب الثانوية فنجدهم أكثر اهتماماً بالنقاشات المتعلقة بحالة الأزمة الحالية.
ويمكن لشخصية الطفل وطبيعته المزاجية أن تؤثر كذلك في تفاعله مع الحدث.
فبعض الأطفال أكثر عرضة للخوف والقلق بسبب طبيعتهم النفسية، بالتالي يحرك عندهم الخبر الخطِر مشاعر الخوف والاضطراب.
ولا ننسى أن الأطفال يتفاوتون كذلك في طبيعة علاقتهم مع الأزمات الواقعة وخاصة الحرب أو النزاع، فقد يكون لبعضهم أقارب أو أناس من نفس الجنسية أو الهوية أو الديانة لهم تدخل مباشر في الحرب أو القتال الدائر، ولا شك أن هؤلاء الأطفال أكثر عرضة للتأثر بالأحداث الدائرة.
وقد يميل الأطفال الكبار إلى ربط أخبار الحرب أو القتال بأمورهم وظروفهم الشخصية، وكأنها تتعلق بهم مباشرة.
ومن أكثر ما يشغل ذهن الأطفال الصغار الخوف من الافتراق عن الوالدين، ومفهوم الخير والشر، والخوف من العقاب، وقد يسأل الطفل الصغير فيما إذا كان سلوكه حسنا أو سيئا، معتقداً أن الحرب قد وقعت على الأطفال الذين يشاهدهم في الأخبار بسبب أن سلوكهم مع والديهم لم يكن حسناً، لذلك فالحرب عقاب لهم.
ومن المؤشرات القوية لتأثر الأطفال بالحرب والقتال:
- تراجع الطفل أو نكوصه إلى سلوك طفولي كان قد نما وتجاوزه في مرحلة من مراحل عمره السابقة، مثال الخوف من النوم منفرداً، والتبول اللاإرادي، ومص الإصبع وغيرها من تصرفات تميّز من هم أصغر منه سناً.
- التعلق الزائد بأحد والديه أو كليهما، وقلقه إذا ابتعد عنهما ولو لوقت قصير.
- الانطواء الشديد الذي لا ينسجم مع طبيعة نفسيته السابقة.
- اضطراب النوم والكوابيس الليلية.
- التعلق الوسواسي القهري بأمور الحرب كتكرار الأسئلة المتعلقة بهذه الحرب.
- الخوف من أمور لم يكن يخافها من قبل كالظلمة والليل.
- السلوك العدواني من الضرب والاعتداء على الأشقاء أو غيرهم
ما التأثير النفسي لتلك الأزمات العنيفة على الأطفال؟
الأطفال أكثر تضررا ً لعدم قدرتهم على فهم ما يدور حولهم، وتشمل الآثار النفسية للتعرض للأزمات والحروب والكوارث عددا من الأعراض الفزع الليلي والمعاناة من القلق، (الفوبيا) أو (الخوف المرضي) من الأصوات أو الظلام أو غيرها من مصادر الخوف لدي الأطفال، والانتكاسة في بعض المهارات التي تم اكتسابها، فيظهر التبول اللا إرادي، وعدم القدرة علي التواجد بمفرده، إضافة إلى ظهور بعض الاضطرابات السلوكية مثل قضم الأظافر والكذب والعنف في التعامل مع الأشياء والأشخاص، وظهور مشكلات في الكلام كالتلعثم أو الصوت الخافت.
الأطفال اللذين تعرضوا لانتهاكات الحرب في سوريا ولبنان وفلسطين و.. إلخ، بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال قصف منازلهم، أو هدمها، أو اعتقال، أو قتل ذويهم، أو بشكل غير مباشر من خلال مشاهدتهم لانتهاكات الحرب من خلال التلفاز، غالباً يكثر لديهم ميل شديد للعنف، وتغير عام في المزاج، وفقدان للشهية، والشعور بعدم الاستقرار واضطرابات النوم والقلق والكآبة والحزن والخوف وعدم المبادرة والتردد، وتشتت الذهن وضعف الذاكرة خاصة تلك الأمور المتعلقة بالدراسة والمدرسة.
غالباً ما تسوء حالة الطفل النفسية في ظل ظروف الحرب لعدم إدراك ذويه لما يعانيه، فهو يعبر عن معاناته بطريقة تستفز الكبار، خاصة من ليس لديهم المعرفة الكافية عن الطفولة ومشكلاتها واحتياجاتها، والأغلب أن يعامل الطفل كفرد عادي، ولكن في الحقيقة يجب أن يعامل بشكل خاص وبأكثر أهمية من الآخرين لأنه في أمس الحاجة للشعور بالأمان والاستقرار في ظل الخوف مما يحدث حوله، وأيضاً الطفل بطبيعته يستمد الشعور بالأمن والأمان ممن هم أكبر منه، وما يحدث مع الطفل من قلق وخوف ما هو إلا انعكاس خوف وقلق الكبار حوله مما يحدث، لذلك يُنصح ذوو الأطفال زيادة اهتمامهم ورعايتهم للأطفال في ظل الحروب وقدر الإمكان مساعدة الأطفال لتخطي أزمة العنف وصدمة الانتهاكات وإشعارهم بالأمن وإخفاء مشاعر القلق والخوف قدر المستطاع، وهذا لن يحتاج الكثير من ذويهم والعاملين على صحتهم ورعايتهم وتعليمهم، وهذا ما نحتاج أن نمارسه مع أطفال الكوارث والأزمات، من توعية لذويهم بطبيعة نفسية الطفل في ظل الأزمة، وكيف يتعاملون معها، وبناء برامج دعم نفسي تساعدهم على فهم الطفل وسلوكياته بشكل أفضل.
كيفية التحدث مع الأبناء عن الحروب والأزمات الأخرى:
ثمة معتقد خاطئ عند الناس مفاده أن الحديث عن الحرب أو القتال أو أي أزمة أخرى مع الأطفال من شأنه أن يزيد لديهم المخاوف والقلق، ولكن العكس هو الصحيح، و إن كان الأمر يتوقف ولحد كبير على طريقة الحديث والحوار معهم والأخطر من الحديث المباشر والصريح هو أن يحتفظ الطفل بمخاوفه الخاصة التي لا يتحدث عنها مع غيره.
وكما هو الحال مع المواضيع الأخرى في الحياة، يجب الانتباه للمراحل العمرية المختلفة ولمرحلة نمو الطفل و مدى فهمه واستيعابه للأمور
وبالرغم من أن الأطفال الصغار وحتى الذين في الرابعة أو الخامسة من العمر يمكن أن يدركوا طبيعة أعمال العنف، إلا أنه ليس بالضرورة أن يعرف كلهم كيفية الحديث عما يشغلهم ويقلقهم، ولذلك فقد يحتاج الأهل أحياناً أن يبدؤوا هم بالحديث مع أبنائهم عن مشاعرهم اتجاه هذه الأحداث، مما يسهل على الأطفال الانفتاح والحديث عما بداخلهم أيضاً.
ويمكن أن يبدأ الوالدان بسؤال الطفل عما يمكن أن يكون قد سمع من أخبار أو عن رأيه فيما يجري من أحداث.
وعلى الأهل أن يمسكوا أنفسهم عن محاولات إلقاء المحاضرات على الأطفال حتى يتعرفوا أولاً على الأمور المهمة التي تشغل بالهم، فقد تكون غير ما يتوقعه الأهل.
ويمكن الاستفادة من بعض الظروف الطبيعية ومنها مثلاً عندما يشاهد الجميع نشرة الأخبار، أو عندما تحدث بعض الأمور كظهور المناقشات على شاشة التلفاز، أو عند جمع التبرعات لصالح ضحايا تلك الأزمات.
وليس من الطبيعي أن يكون النقاش في هذه المواضيع المشحونة بالعواطف في جلسة واحدة، ولكن لا بد من زيارة الموضوع كلما دعت الحاجة وقد تستجد بين الحين والآخر قضايا وتفاصيل جديدة تستدعي الحديث مجدداً.
وعلى الأهل احترام رغبة الطفل إن لم يُرد الحديث في الموضوع في بعض الأوقات عندما لا يكون مرتاحاً للأمر.
وعلى الأبوين الانتباه لبعض المؤشرات الكلامية وغير الكلامية التي ترافق حديث الأطفال، ومنها:
- تعبيرات وجه الطفل.
- حركات جسم الطفل وما يحاول التعبير عنه.
- سلوك الطفل في اللليل.
- طبقة صوت الطفل.
-التعابير والكلمات التي يستعملها الطفل للتعبيرعما في نفسه.
دور الأهل في المساندة النفسية للطفل:
إن دور المنشطين والمتطوعين والمتخصصين لن يكون جدياً بدون مساعدة ذوي الأطفال وتوعيتهم بمخاطر الصدمات على شخصيات أبنائهم، ومدهم بآليات التعامل السليمة مع الأطفال في ظل الأزمات.
على المتطوعين في فرق الكوارث وإدارة الأزمات توعية الأهل بدورهم خلال الأزمات مع الأطفال، وإمداد الأهل بمجموعة اعتبارات وإرشادات تساعد المتطوعين في عملهم مع الأطفال للمساندة النفسية من صدمات الكوارث حيث أن هناك مجموعة من الاعتبارات والسلوكيات يجب على الأهل أخذها بعين الاعتبار عند التعامل مع الطفل، وذلك لتكون مساندة نفسية ناجحة مع أطفالهم وسنوردها فيما يلي:
ملاحظة سلوك الطفل الطارئ:
يتم ذلك عبر متابعة الأهل لسلوك الطفل وهي أول خطوة مهمة في عملية الدعم النفسي، فإن طرأ على الطفل سلوك غريب لم يتعودوا عليه فيجب أخده بعين الاعتبار وتفهمه وعرض الأهل تلك الملاحظات على الاختصاصيين.
الحوار:
على الأهل إتاحة الفرصة للطفل للتحدث عن مشاكله واحتياجاته، فهذا يخفف من معاناة الأطفال، لذلك يجب عدم ترك الطفل يغوص في أحزانه وحيداً.
وتشجيع الطفل بالتحدث عن تجاربه فور حصولها وبعد حصولها وخاصة إذا لاحظت أنه ينطوي على نفسه على غبر عادته.
مع ملاحظة عدم أرغام الطفل على التحدث عما يزعجه أذا كان رافضاً الحديث، وفي تلك الأثناء علينا تشجيعه أن يعبر بالرسم أو وصف ما حدث من خلال دور يجب أن يقوم به عادة أثناء اللعب.
المرونة:
على الأهل أن يؤمنوا بأن الطفل قادراً على خلق جو أفضل، إما بأنفسهم وإما بالتعاون مع الأخريين ويكفي الأطفال أن يبدي الكبار استعداداً لأن يقاوموا الظروف القائمة ويوفروا لهم ظروفاً أفضل.
الوضوح والتفهم:
أحياناً لا يكفي الاستماع إلى الطفل وطمأنته، ومن الأهمية بمكان أن نعطيه الفرصة للإفصاح عن شعوره بالألم والحزن والغضب، أيضاً علينا أن لا ندعه يحس بالخجل إذا أو أظهر حزنه، فالحزن ليس دليلاً على الضعف.
التعامل مع نوبات الغضب:
كثير ما يخاف الأطفال إرشادات الكبار وكثيراً أيضاً ما يتصرفون بعدوانية زائدة، لانعدام الفرص للتعبير عن أنفسهم بأشكال أخرى، فالأطفال في أمس الحاجة إلى الفعاليات والنشاطات التي تشكل متنفساً لطاقاتهم وتشعرهم بأنهم قادرون على الحكم وقيادة أنفسهم وقادرون على السيطرة على محيطهم، وأحياناً يفضل أن نترك الطفل يعبر عن مشاعر الغضب دون أن ندعه يحس أنه يقترف ذنباً يستدعي الخجل أو الندم ويمكن بعدها التحدث معه حول سبب هذا الغضب.
التعامل مع انزواء الأطفال:
علينا أن نحث الطفل المنطوي على نفسه للمشاركة في نشاطات مختلفة وندربه كما ندرب الصغير على المشي، وعلينا ألا نفاجأ من وثيرة التحسن في حالة الطفل، كما لا ننسى أن الطفل له رغبته في التعاون معنا إلا أنه لا يستطيع تنفيذ هذه الرغبة لذلك.
يجب علينا اتباع التالي:
أن نحكي للطفل حكايات الحيوانات الخجولة والتي تسترجع ثقتها بنفسها تدريجيا.
أن نوفر للطفل فرص النجاح في علاقته ولعبه مع الأطفال الأخرين، بحيث يبدي الجميع سرورهم وفرحتهم لنجاحه.
أن نطلب منه القيام بتمثيل دور شخصية خرافية تكون منطوية على نفسها، وخائفة في البداية ومن ثم تتحول إلى شخصية جريئة وشجاعة ومشاركة.
مهمة الأمهات:
اشغلي ابنك بالتفكير في ألعابه وشاركيه فيها، لاحظي كل تصرف غريب يبدو عليه، وناقشيه فيه بطريقة بسيطة، واحذري البكاء أو الانهيار أمام طفلك، فهذا يشعره بالعجز، واجعلي ابنك يتحدث كثيراً، بحيث يقول كل ما يدور في ذهنه وتصححيه له، ولا توقفي حديثه مهما بدا سخيفاً أو أسئلته مكررة، كذلك انتهزي هذه الفرصة لتنمية الوازع الديني، أما الأطفال في سن أكبر فلابد من مشاركتهم في الفعل، فمثلاً يمكن أن يساهموا في تنظيف الشوارع أو نشاط في جمعية من الجمعيات الخيرية أو الشبابية.. وأخيرا أظهري لابنك بطريقة غير مباشرة وجود كل السلع التموينية وكل ما يحبه داخل المنزل، فكثير من الأطفال يقلق من احتمال غياب الحليب الذي يحبه.
نصائح بسيطة ومهمة في جلسة الحديث مع أبنائك:
استمع واستمع، واستمع من جديد لما يقوله أبنائك، وأظهر احترامك لأبنائك حتى لو لم توافقهم على ما يقولون، حيث يمكن الرد على أحدهم: أنا أحترم رأيك هذا، أو حاول قدر الإمكان النظر في عيني طفلك أثناء الحوار.
تصيّد الظروف المناسبة لشرح بعض الأفكار الأساسية:
قل الحقيقة، إذ يتعلم الأبناء بمراقبة الآخرين، فكن قدوة حسنة لهم، واقض مع أبنائك وقتاً مشتركاً وحراً من دون قيود أو تعليمات. أظهرأنك مهتم حقا بأبنائك. حاول ألا تنتقدهم بكثيرة، أعط أبنائك كل انتباهك وتركيزك، وتذكر أنك تتحاور مع أبنائك بالكلمات والتعابير والحركات جميعاً.
ذكر كل أبنائك بأن لهم مكاناً خاصاً عندك، وشجع أبناءك على الحديث عن مشاعرهم..
د. زهير شاكر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق