اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

النهر الأسود - 5 ...*محمود مسعود

⏪النهر الأسود ( الفصل الخامس )

من جلد الحمار الوحشي تغطي نصف جسده العلوي هبوطا حتي فوق ركبته ، واضعا علي رأسه أشياء مبهرجة ذات ألوان زاهية
ملطخا وجهه بأصباغ بيضاء و يبدو كمهرج في سيرك حينما شاهد مهران قام واقفا من كرسي الخيزران الذي كان جالسا عليه ، ألقي مهران علي الرجل التحية ومد يده لمصافحته ، الغريب في الأمر هي طريقة مصافحة الرجل التي كانت فيها فظاظة جعلت مهران يكاد أن يتقيأ حيث قام الرجل بالبصق في يده التي مدها لمهران وأخذ مهران في التردد أيمد يده لمصافحة الرجل بعد هذا الأمر البغيض أم ماذا يفعل ، أخيرا أخبر الرجل بأنه يبادله التحية دون مصافحة وهذا أفضل مع ابتسامة ودودة ، تقبل الرجل الأمر بعد أن أقنعه محجوب بأن المصافحة لا ينبغي معها البصق في الأيد لدواع كثيرة ومنعا لانتشار الأمراض ، ابتسم الرجل بدوره ثم قال لمهران : جئت في طلب خدمة وسأعتبرها خدمة جليلة ستجعلني وأفراد قبيلتي في خدمتكم وقتما تريدون ، قال مهران وهو يحاول معرفة الخدمة التي يريدها هذا الجحش المنمق نحن يسعدنا تقديم الخدمات طالما نستطيع أدائها ولكن أخبرني ما هي هذه الخدمة التي تريدنا القيام بها ؟ فقال الجحش المنمق :في الحقيقة نحن نتعامل مع شركة عالمية يأتون إلينا كل عام ويمضون شهرا أو اثنين يجوبون الغابة يصطادون ويمرحون في نظير إحضارهم طعام وشراب وألعاب للأطفال وخيام وأشياء من هذا القبيل ونحن بدورنا نقوم علي حراستهم وخدمتهم وقد تعودنا علي ذلك كل عام فقال مهران : شيء عظيم لكن ما دورنا في هذا الشأن ؟ فقال الجحش المنمق : لديكم معدات نود الاستعانة بها في تجهيز مخازن عملاقة تريد الشركة استغلالها في تخزين بعض منتجاتها التي ستقوم بتوزيعها علي البلدان المجاورة لنا انطلاقا من قريتنا قرية قبيلة الحمر الوحشية وقد أهداني التفكير بالاستعانة بمعداتكم التي تحتفظون بها في النقطة ( ج ) فسأله مهران : أي معدات تقصد ؟؟ فقال له الوحش العملاق الذي يحفر الأرض ذو اللون الأصفر والذي يشبه العنكبوت فقال مهران وهو يردد ما قاله الجحش المنمق وكأنه يحاول أن يتذكر : الوحش العملاق الذي يحفر الأرض ذو اللون الأصفر والذي يشبه العنكبوت ثم قال وكأنه تذكر فجأة : آه أتقصد اللودر ؟ قال له : نعم كما قلت ! فقال مهران : ولكن هذا اللودر لا يمكننا إخراجه إلا للأعمال الخاصة بالنقط فقط ، فقال الجحش المنمق وكأنه يستجدي هذا الأمر : سيدي نحن في حاجة ماسة وشديدة لهذا اللودر لأنه سيوفر علينا الجهد والوقت ولن يستغرق عمله غير يوم واحد هذا كل ما أرجوه وفي نظير ذلك سنكون لكم خير عون في أي طلب منا أرجوك يا سيدي ، احتار مهران ماذا يقول وأخيرا أخبر الجحش المنمق أن يتركه للغد ليري ماذا سيفعل حيال هذا الأمر بعد أن يتشاور مع كبار رجال النقطة لأنه لا يمكن أن يتخذ قرارا إلا بعد الرجوع إليهم فقال الجحش المنمق: أرجو أن يوافقوا لأن مستقبل القبيلة وازدهارها متوقف علي هذا المشروع والذي سينقلها إلي عالم من الرفاهية غير مسبوق بين القبائل ولن تنسي قبيلة الحمر الوحشية لكم موقفكم بجوارها في هذا الشأن فقال مهران ونحن لن نتأخر عن تقديم يد العون لكم ولغيركم طالما نستطيع ذلك ثق تماما من هذا فهم الرجل بالانصراف بعد أن شكر مهران بحرارة مع التأكيد بأنه سينتظر الغد علي أحر من الجمر ليسمع خبر الموافقة باستعارة اللودر ليتم مشروع القبيلة المنتظر ، هز مهران رأسه وهو يقول : ما فيه الخير سيأذن به الله مع السلامة ، وصل الجحش المنمق إلي القرية واجتمع من فوره مع كبار رجالها وقص عليهم ما دار بينه وبين رئيس النقطة ( ج ) وأنه سينتظر معهم حتي الغد لمعرفة رد رئيس النقطة علي طلبه ثم نادي علي الأتان الصغير مساعده واستفسر منه عن موعد وصول الشحنة المتفق عليها بينه وبين مندوب الشركة العالمية فأخبره الأتان الصغير أن مندوب الشركة التقي به في أرض النهر الأسود منذ يومين وأخبره بأن السفن في ميناء أسمرة تفرغ حمولتها من البراميل الفضية ومن هناك سيتم شحنها بالسيارات في طريقها إلي أرض قبيلة الحمر الوحشية قادمة من صوماليا لاند في غضون أسبوعين من الآن وعليه يجب أن تكون المخازن جاهزة قبل هذا الوقت بمدة كافية لا تقل عن يومين أو ثلاثة وإلا سوف يتصلون بقبيلة الضباع المرقطة ويتفقون معهم كما اتفقوا معنا بل والأكثر من ذلك سوف يقومون ببناء قريتهم علي أحدث طراز كما أخبرني الضبع الكبير حينما التقيته عند النهر الأسود منذ يومين فقال الجحش المنمق : أرجو أن يوافق رئيس النقطة وإلا مشروع حياتنا سيتبخر وكأنه لم يكن ، كان مهران يجلس مع حسن وأحمد وطلب أن يلحق بهم كل من هارون مسئول الكشافة وداود الفني المسئول عن الصيانة وطرح عليهم ما طلبه الجحش المنمق من الاستعانة باللودر في حفر ما أدعي أنها مخازن خاصة بإحدى الشركات العالمية وأنه في مقابل هذا لن يتواني هو أو أحد من أفراد قبيلته من مد يد العون لنا متى طلبنا ذلك فماذا ترون ؟؟ تحدث هارون متسائلا : من حديثك أستاذ مهران ذكرت أن قبيلة الحمر الوحشية سوف تقوم بحفر ما يقولون أنها مخازن لشركة عالمية فقال مهران هذا ما قاله زعيمهم الجحش المنمق فقال هارون مستكملا حديثه : تمام وسؤالي هنا : ألا تستطيع هذه الشركة العالمية من أن توفر المعدات اللازمة لإتمام مشاريعها مثل هذه المخازن ؟ الصراحة هذا الأمر أنا غير مقتنع به فقال أحمد أي أمر يا هارون ؟فقال هارون : أمر المخازن ! واستعارة اللودر الخاص بنا أعتقد أن الموضوع يتعدي هذا الأمر نظر مهران إلي أحمد وقال : وأنت يا أستاذ أحمد ما رأيك فيما قيل ؟ قال أحمد : والله هارون أثار أمر في غاية الأهمية وهو موضوع هذه الشركة العالمية والتي عليها علامات استفهام كثيرة ؟؟إذ كيف تكون شركة عالمية ولا تمتلك المعدات اللازمة لإتمام مشاريعها هذا أولا ، ثانيا كيف لشركة عالمية أن تعمل مع قبيلة وتتجاهل دولة هذه القبيلة أليس من الحري بها أن تتعامل مع الدولة ممثلة في الحكومة والله أنا لدي شك في هذا الأمر ، توجه مهران بالسؤال لحسن : و أنت يا أستاذ حسن ماذا تري في هذا الموضوع ؟ فقال حسن : أعتقد أني لن أزيد أكثر مما قاله أحمد وهارون فقال مهران : المهم في الأمر هل توافقون أن نعير اللودر لقبيلة الحمر الوحشية أم نعتذر فقال حسن : أعتقد أننا لو اعتذرنا سنفوت فرصة عظيمة لاكتشاف أمر هذه الشركة العالمية وأننا يمكن أن نساعد الحكومة السودانية في تتبع هذه الشركة وأعمالها المريبة علي ما يبدو ، فقال احمد : ونعم الرأي ما قاله حسن أتفق معه وبشدة فعقب مهران : إذن معني ذلك أن نعير قبيلة الحمر الوحشية اللودر وفي نفس الوقت نعرف طبيعة هذه المخازن ثم صمت مهران وكأنه أدرك شيئا كان غائبا عنهم جميعا حيث قال : الآن فقط عرفت طبيعة عمل هذه الشركة فقاطعه أحمد وهو يقول : أخبرنا إذن عن طبيعة هذه الأعمال أستاذ مهران فقال مهران : تعلمون أن أرض قبيلة الحمر الوحشية أقصد أرض قريتهم تقع في نطاق الصحراء بعد عبور الغابة فقالوا جميعا بصوت واحد نعم ندرك ذلك فقال حسن : ولكن ما علاقة الصحراء بمشروع المخازن التي تزمع القبيلة في إنشاؤها فقال هارون رئيس الكشافة : وأنا الآن أدركت ما أدركه الأستاذ مهران ، بدا كل من أحمد وحسن أكثر حيرة ولكن مهران بدد حيرتهما هذه حينما قال : سنرسل لهم اللودر مع داود كفني صيانة له وسيقوم بقيادته إدريس وهما الاثنين سيوافوننا بكل همسة تحدث علي أرض المشروع ساعتها فقط سنتحرك وفق ما يقتضيه الأمر و في الصباح سأرسل فرانكلين إليهم بالموافقة علي إعطائهم اللودر تحت قيادة إدريس وإشراف داود ،مازالا كلا من أحمد وحسن غير مدركين ما يرمي إليه كل من هارون ومهران ولكنهما أذعنا لما اتفقوا عليه ، أشرقت الشمس بعد انتهاء موجة الأمطار الغزيرة التي هطلت لأيام متواصلة واكتست الغابة بحلة من النباتات الخضراء التي غطت ربوعها وكأنها صبغت ثوبها الباهت فازدادت بهاءا وجمالا ، وفي ظل انتظار وترقب لما ستؤول إليه الأحداث كان أحمد يمارس نشاطه في تتبع ومراقبة قرديه الاثنين بعد غياب زمردة المبهم ، كان يسير بصحبة عثمان بالقرب من مكان تواجد عنتيل وشهباء حينما لمح من بعيد قردا مسجي علي ظهره وسط عشب كثيف فأخبر عثمان أن هناك ثمة قرد مستلقي علي ظهره بين العشب وأشار بإصبعه علي مكانه فلمحه عثمان وأكد علي وجوده بالفعل ولكنه أكد علي عدم تمكنه من تحديد إذا ما كان هذا القرد ذكر أم أنثي لأن معظم جسده يواريه العشب الكثيف ولا يبدو منه غير الرأس ، دقق احمد النظر جيدا ثم صاح بصوت عال : إنها زمردة يا عثمان ! فقال عثمان متسائلا : وكيف عرفت يا أستاذ أحمد بأنها زمردة ؟قال أحمد : إن رأسها بها آثار جرح بعد اعتداء عنتيل عليها آخر مرة ويبدو ذلك من قلة الفرو في منطقة الجرح ، نظر عثمان بالمنظار جهة زمردة ثم قال : بالفعل يا أستاذ أحمد آثار الجرح واضحة تماما ، خفض عثمان المنظار ونظر إلي أحمد وهو يتساءل : وماذا سنفعل الآن ؟ قال أحمد بالرغم من حزني الشديد لوفاة زمردة إلا أني سعيد لأنني سأحصل علي جثة قرد وسأقوم بعمل الأبحاث اللازمة لمشروع البحث الخاص بالرسالة الخاصة بي ثم أمسك بيد عثمان وهو يقول : ينبغي علينا أن نحضر العمال والمحفة لنقل جثمان زمردة إلي المعمل بسرعة قبل أن تلتهمها الضواري من الحيوانات القمامة ، هرع كلاهما إلي النقطة وطلب أحمد من العمال ضرورة الذهاب مع عثمان وإحضار جثمان القردة زمردة علي أن يتوخوا الحذر والحيطة وأن لا يعرضوا الجثمان لأي أذي ،توجه أحمد إلي حجرة مهران وكان يستمع لأغنية لسيدة الغناء العربي وهي تشدو فيها برائعة الشاعر الباكستاني محمد إقبال حديث الروح من خلال الكاسيت الخاص به ، دخل أحمد بعد أن طرق الباب وأذن له مهران ، جلس علي كرسي هزاز واخذ يحركه جيئة وذهابا في حركة اتسمت بالعصبية مما أثار حفيظة مهران وجعله يسأل ماذا به ؟ فقال احمد لقد عثرت علي زمردة ، ابتسم مهران وتهلل وجهه ولكنه ما لبث أن تجشم مرة أخري حينما اخبره أحمد بأنه عثر عليها جثة هامدة ، فسأله مهران : وهل عرفت سبب موتها ؟ أجاب أحمد لم أعرف شيئا حتي الآن فقد أرسلت عثمان مع بعض العمال لإحضار الجثمان إلي المعمل لنري السبب في موتها ولكني أكاد أجزم بأن موتها ليس طبيعيا فقال مهران : كيف توصلت لهذا الجزم يا أحمد ؟ رد احمد : لأني حينما كنت أنظر إليها بالمنظار وهي مسجاة علي ظهرها لم ألحظ أي آثار للدماء علي العشب المحيط بها وهذا يعني أنها لم تتعرض للافتراس ، عموما سيأتي العمال بجثمانها وسنري السبب أو الأسباب التي أدت إلي موتها ، بدا صوت صرير الأبواب الرئيسية للنقطة وهي تفتح عاليا وتبعه صوت محرك السيارة وهي تدخل مستديرة تجاه باب المعمل الرئيس والعمال يتصايحون وهم ينقلون الجثمان إلي داخل المعمل ، أسرع أحمد ومهران إلي حيث الجثمان الموضوع علي إحدى طاولات الفحص الخاصة بالمعمل وألقيا بنظرة فاحصة عليه حيث بدا أن موت زمردة حدث منذ وقت .......( يتبع )
-
*محمود مسعود

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...