اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

النهر الأسود - 4 ...*محمود مسعود

⏪⏬
في العثور عليهم أو حتي معرفة أماكن وجودهم وهذا ما يحزنه كثيرا ، ابتسم حسن وأخذ يداعب أحمد قائلا : كم ستدفع لمن يأتي بهم إليك ؟ دون تردد قال احمد : المبلغ الذي يحدده أنا علي استعداد أن أدفعه عن طيب خاطر ، إن مستقبل الرسالة متوقف علي وجود
الثلاث حيوانات ، قال حسن ألهذه الدرجة قال أحمد : نعم وأكثر واستطرد يقول : أتعرف شيئا عن حيواناتي ؟ قال حسن : نعم قال احمد : أرجوك أأتني به فقال حسن : ليس بهذه السهولة ، اعتدل أحمد في مجلسه وهو يسأل حسن وقد تغيرت تعابير وجهه : ماذا تقصد ؟؟ قال حسن : أقصد كل الخير يا صديقي بدا علي وجه أحمد الحيرة وهو يقول لحسن : أرجوك لا تلعب بأعصابي واختصر الحديث فأخذ حسن يهدئ من روع أحمد قائلا : سأخبرك بمكان وجود القرود لكن بشرط ، صرخ أحمد في حسن وهو يقول : أي شرط أتقصد مبلغ النقود ، هز حسن رأسه بالنفي فقال أحمد إذن ماذا تقصد بالشرط ضحك حسن وهو يقول الشرط الذي أريده هو أن تأمر عثمان بعمل فنجانان من القهوة اليمنية ويزيد في سكرها قدر ما يشاء ثم سأخبرك بالتفاصيل ، خرج أحمد مسرعا ينادي علي عثمان الذي أتي إليه مهرولا وهو يقول : أؤمر أستاذنا ، فقال أحمد : برجاء يا عثمان عمل فنجانان من القهوة اليمنية وإحضارها في حجرة الأستاذ حسن سريعا ، رد الأخير حالا ستكون القهوة بين أيديكما فشكره أحمد وعاود الحديث مع حسن ، ها اخبرني ماذا تعرف عن مكان حيواناتي
فقال حسن : انظر يا سيدي ، في طريق سفرنا بعد مغادرة قرية قبيلة الأنياب الزرقاء لمحت ثلاثة قرود أحدهما يحمل قردا صغيرا فوق ظهره فقاطعه أحمد هذه شهباء ووليدها فقال حسن نعم كما تقول فقال أحمد موجها حديثة لحسن : ها أكمل ، فقال حسن : أقول شاهدت القرود الثلاثة وهم متجهون في طريق قبيلة الحمر الوحشية هذا كل ما في الأمر وقد توجست في نفسي الخيفة أن يكونوا هربوا نتيجة الأمطار أو الذعر بسبب هجرة الجاموس الوحشي وقد أيقنت تماما بأنهم حيواناتك بعد أن أخبرتني بفقدانهم الآن ، أخذ أحمد يعانق حسن وهو في غاية السعادة وقد ارتسمت علي وجهه ابتسامة عريضة لهذا الخبر المفرح بالنسبة له ، لم يتوقف نزول المطر الذي أصبح الجميع يعانون منه بعد أن غمرت المياه أجزاء واسعة من الغابة مخلفة برك تعوق الحركة والتنقل وازدياد أعداد الناموس بشكل مزعج قض مضجع كل من كان في النقطة ولم يجد معه استخدام الناموسيات التي استعان بها الكل أو حتي المبيدات الحشرية التي كان مفعولها سريع الانتهاء ومحدود المدى ،كان علي الجميع التجهز للانتقال إلي النقطة ( ج ) التي تقع في نطاق قرية قبيلة الحمر الوحشية علي بعد خمسين كيلو من النقطة ( س ) والتي بها من التجهيزات المتقدمة أكثر من التي بالنقطة ( س ) جهز العمال والمساعدين السيارات والدواب التي يتنقلون بها وانطلقوا جميعا إلي حيث النقطة ( ج ) ركب حسن وأحمد ومعهم عثمان والسائق إدريس السيارة اللاند روفر بينما استقل مهران ومعه الفني داود وبعض العمال السيارة التيوتا العادية ، وامتطي باقي الأفراد دوابهم المدربة لخوض الغابة في سلاسة وسهولة ، كانت القافلة كثيرا ما تتعطل بسبب غروز السيارة التيوتا في الوحل فيضطر الباقي للعمل علي تحريرها بواسطة السيارة اللاند روفر المجهزة بالدفع الرباعي وظلوا هكذا ساعات طويلة إلي أن وصلوا مشارف النقطة ( ج ) في وقت متأخر من الليل ، ران علي الجميع صمت مطبق بعد ولوجهم داخل النقطة ( ج ) هرع كل واحد منهم إلي مخدعه بعد أن أدخلوا السيارات والمعدات إلي داخل النقطة ، لم تزل الأمطار تهطل بغزارة ، وجو خانق مبعثه اختلاط المياه بالتربة حتي كاد الوحل يصل لما فوق الركبة بقليل ، وصوت الذئاب يعلو وينخفض بين الحين والحين بدا الأمر يغلفه الخوف من نجاح أحد هذه الحيوانات المفترسة والدخول إلي قلب النقطة برغم تحصنها الشديد إلا أن الخوف بدأ يدب في نفوس الجميع ويمزع الأوصال تمزعا ، لم تري أعين الأغلبية منهم النوم ولم يغمض لهم جفن وظلوا عاكفين علي مراقبة أي حركات غير معتادة لدرجة أنهم إذا ما سمعوا صوت هبوا من مراقدهم وهم يصوبون فوهات البنادق في اتجاه هذا الصوت وكاد أن يقع ما لم يحمد عقباه حينما دخل مهران فجأة حجرة حسن حيث كان أحمد معه يطلب شيئا خاص بالمعمل ولولا أنه أصدر صوت مألوف لهما لكانا أطلقا نيران بندقيتهما نحوه ولكن حمدا لله تراجعا في اللحظات الأخيرة ، ظلوا جميعهم رغم الإعياء والتعب في ترقب وحذر وبعد أن اطمأن مهران أن الجميع في أماكنهم والجميع بخير بعد إحكام إغلاق أبواب النقطة الحصينة بدأ كل واحد منهم في الاستسلام للنوم وهو مستريح نفسيا بأنه في مأمن من خطر هجوم الضواري ، مع بزوغ ضوء النهار خفت حدة الأمطار ، وبدأت النقطة ( ج ) وكأنها خلية نحل ، استيقظ العمال ومساعدو الباحثين والكشافة لممارسة برنامجهم اليومي وفق مقتضيات العمل ، استيقظ أحمد ثم تبعه حسن وبعد تناول الطعام الذي أعده طاهي النقطة ارتديا ملابسهما ثم استقلا اللاند روفر وانطلقا نحو جبل القرود عند المرعي الغربي من الغابة في إصرار علي تتبع مكان تواجد القرود الثلاث ، كان يقود السيارة حسن وكان أحمد يتطلع ببصره وأحيانا يستعين بالمنظار في كافة الأنحاء للعثور علي قروده الشاردة ، كانت السيارة تسير ببطيء شديد لاجتياز المناطق الموحلة ، عبروا الدغل الكثيف حتي وصلا إلي مكان واسع مكشوف يؤدي في النهاية إلي سلسلة جبال متوسطة الارتفاع هي أقرب للتلال منها إلي الجبال معروفة بتجمع القرود علي قممها أو في سفوحها ، حيث تنتشر حولها وفي محيطها بعض الأشجار المتناثرة و النامية حديثا والقليلة الارتفاع ، ركن حسن السيارة ثم هبط منها وتبعه أحمد وهما يرقبان تحركات القرود علي مسافة آمنة ، دقائق مرت حين أشار أحمد في اتجاه التل القريب منهما بإصبعه صارخا ( هاهم ) أنني أري عنتيل ثم استدار بالمنظار نصف دورة وأخذ يصيح : وهاهي شهباء تحمل رضيعها وتتسلق التل وأخذ يدور بالمنظار يسارا ويمينا ، أعلي وأسفل قائلا : لا أثر لزمردة فقال حسن : ممكن تكون زمردة علي أحد تلك الأشجار أو أنها تكون في أعلي التل تبحث عن طعام أو سكت فجأة فقال أحمد : أو ماذا يا حسن..؟ فقال حسن : أو تكون فقدت أثناء الرحلة بعد وصولهم لمنطقة التلال ، أشاح أحمد بوجهه وحرك رأسه في أسي يريد إبعاد فكرة فقد زمردة وهو يقول : لا أتمني ذلك يا حسن فعقب حسن : وأنا كذلك ،ظل أحمد يبحث بالمنظار عن زمردة بعد أن اطمأن لوجود عنتيل وشهباء ووليدهما ، واستمر ساعات دون كلل أو ملل وعلي جانب آخر كان حسن يرقب مجموعة من الأرانب البرية ضخمة الحجم وقع بصره عليها أثناء بحثه عن قرود أحمد فانشغل بها وأخذ اهتمامه ينصب عليها خاصة وهي ضمن نطاق بحثه واخذ يدون في مفكرته الكثير من الملاحظات ، كان مهران مندمجا مع رجال النقطة في إعداد الحظائر الخاصة بمعملها وتهيئتها لاستقبال أي من الحيوانات التي من الوارد إحضارها في أي وقت لدراستها من النواحي ( السلوكية والصحية وتكاثرها ...الخ ) بدا ضوء النهار في الانسحاب عقب بدء غروب الشمس مما حدا بأحمد وحسن العودة إلي السيارة ليتخذا طريق الرجوع إلي النقطة ( ج ) دخل الليل سريعا عقب وصول كلا من حسن وأحمد إلي النقطة وكان أحمد يبدو شاردا يفكر في شيء جعله لا يفطن لدخول مهران إلي حجرة الاجتماعات التي يناقشون فيها أمور النقطة ومستجدات أبحاثهم وأخيرا تنبه أحمد حينما أخذ مهران يطرق بكفه علي المنضدة موجها حديثة إليه قائلا : هااي إلي أين وصلت ؟؟ فرد أحمد : نعم ماذا تقول ؟ فقال مهران : لم أقل شيئا ولكنك ذهبت إلي عالم آخر غير عالمنا ، فقال أحمد : لا ولكني سرحت وأنا أتساءل أين ذهبت زمردة ولماذا لم تظهر مع عائلتها ثم ، صمت برهة وأكمل حديثة لماذا بدا عنتيل بهذه العدوانية التي لم أعهدها منه من قبل ؟ لقد كان يهاجمنا كما شاهدت يا مهران فقاطعه مهران قائلا : يا عزيزي لا تنسي أنه حيوان وهذه العدوانية من سلوكياته وهذا أمر طبيعي فقال أحمد أعلم ذلك تماما ولكن دراستي للقرود والقراءات التي تدور حولها كلها تشير إلي أنهم حيوانات اجتماعية بطبعها ، قد التمس له العذر بحكم أنه أصبح أب ولكن يتبدد عذري حينما أصطدم بوحشيته القاتلة مع القردة الثانية وأقصد زمردة وهذا يطيح بمفهوم اجتماعية القرود ، ألا تتفق معي ؟؟ تدخل حسن في الحوار قائلا : عن نفسي لا أتفق معك يا أحمد فنظر له أحمد وهو يستفسر : علي ماذا لا تتفق معي يا حسن ؟ فقال حسن : أنا أؤيد ما ذهب إليه مهران فيما قاله بأن هذه حالة مستثناه فالقرد عنتيل يريد حماية وليده وأيضا زوجته ويبدو أنه في حالة من التشويش الذي معه لا يفرق بين زوجاته وبين الدخلاء من القرود الأخرى بالرغم من قلتهم في منطقة نفوذه ، أشار مهران بإصبعه إلي حسن وهو يوجه كلامه إلي أحمد حسن علي حق ربما يكون القرد مستفز نتيجة شعوره بعدم الأمان بالنسبة لوليده الجديد خاصة مع بدء موسم هجرة الجاموس واضطراب الأحوال الجوية وانتشار المفترسات من الحيوانات والضواري أظن كلها عوامل أثرت بشكل أو بآخر علي سلوك عنتيل الذي شاهدناه قبل أن يرحلوا مع الراحلين إلي هنا ، هز أحمد رأسه دليل اقتناعه بالتفسير الذي جاء به كل من مهران وحسن ولكن ظل السؤال الذي لم يجد له إجابة عن سبب عزوف زمردة من انخراطها معهما في ظل ذلك وجه مهران حديثة إلي حسن مستفسرا : وأنت يا حسن ماذا في جعبتك ؟تبسم حسن وهو يقول : في جعبتي الكثير فقال مهران : كلنا آذان صاغية هات ما عندك ، قال حسن : لقد شاهدت نوعا من الأرانب البرية لأول مرة أشاهدها ، حجمها ضخم غير الأرانب المعهودة ، أقدامها طويلة تكاد تصل إلي أربعين سنتيمتر ارتفاع وطول جسدها يقارب النصف متر أو أكثر ، تعدو بسرعات عالية ورؤوسها أحجامها كبيرة ، الصراحة جذبت انتباهي لدرجة أنني نسيت بأني في صحبة أحمد وقد دونت بعض الملاحظات في هذا الشأن وسأعمل علي ازدياد الاهتمام بهذا النوع من الأرانب لعله يكون فاتحة خير بالنسبة للبحث الذي أعكف عليه حاليا ، وأثناء ذلك سمع طرقا علي باب الحجرة وكان القادم محجوب عامل البوابة سمح مهران له بالدخول وحينما دخل سأله مهران ما الأمر ؟ فقال محجوب : الجحش المنمق زعيم قبيلة الحمر الوحشية يريد مقابلتك ، تبسم مهران محاولا إخفاء ضحكة غلبت عليه حينما سمع اسم زعيم قبيلة الحمر الوحشية ولكنه حافظ علي رباطة جأشه قائلا لمحجوب : ألم يقل لك في أي شيء يريدني ؟ قال محجوب : في الواقع لم يفصح عن أي شيء أكثر من قوله أنه يريدك في أمر مهم فقط ، نظر مهران إلي أحمد واعتدل واقفا وهو يقول لمحجوب اسبقني واخبره أنني في الطريق إليه ، عاد محجوب إلي حيث أتي وفي إثره مهران الذي أكد لأحمد وحسن أنه سيكمل حديثه معهما بعد أن يقابل هذا الجحش المنمق ليري ماذا يريد ،في بهو الاستقبال شاهد مهران بني آدم ضخم الجثة بشكل مثير يرتدي قلنسوة مصنوعة ..........( يتبع )
ـ
*محمود مسعود

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...