⏪⏬
تسبب وباء كوفيد-19 في أذيتنا جميعا، لكن تأثيراته كانت متفاوتة. لم تكن فلسطين استثناء، وهي تكافح لمنع تفشي الفيروس في ظل
سياسة الفصل العنصري الإسرائيلية في الضفة الغربية والحصار الخانق المفروض على قطاع غزة. يعاني الفلسطينيون من تدمير جيش الاحتلال الإسرائيلي للعيادات التي خصصوها لمقاومة فيروس كورونا، ومن هجمات المستوطنين الحاملين للفيروس، ومن النقص الحاد في المعدات في غزة.
ورغم أن كثيرين يصفون إجراءات الحجر الحالية في مختلف أنحاء العالم بأنها "غير مسبوقة"، فإن البشرية واجهت الأمراض والأوبئة على امتداد الألفية الماضية، وحاولت التصدي لها بدرجات متفاوتة من النجاح.
فترة مضطربة
بدأ تفشي الوباء في فلسطين في سنة 1838، وكانت تلك فترة مضطربة في تاريخ البلاد. في سنة 1831، استولى حاكم مصر المتمرّد محمد علي وابنه إبراهيم باشا على بلاد الشام، أي فلسطين ولبنان وسوريا وجزء من الأردن. وعلى الرغم من أن هذه المناطق بقيت شكليا جزءًا من الإمبراطورية العثمانية، على امتداد السنوات الثماني التالية، إلا أن القاهرة كانت مركز السلطة الفعلي.
نفذت الحكومة الجديدة آنذاك إصلاحات شاملة. ولكن في فلسطين، أدى ارتفاع قيمة الضرائب والتجنيد الإجباري إلى تمرد واسع النطاق في سنة 1834. وبعد سحق التمرد عسكريا، سلّط النظام المصري على الفلسطينيين عقوبات شديدة، حيث قام بترحيل العديد منهم إلى مناطق أخرى للعمل وأداء الخدمة العسكرية.
في سنة 1837، وقعت كارثة طبيعية، حيث ضرب زلزال قوي مدينة الجليل وأسفر عن آلاف القتلى وألحق أضرارا جسيمة بمدينتي صفد وطبرية. وقد مهدت هذه الظروف لكارثة أخرى حيث انتشر الطاعون بين السكان. ووفقا للمؤرخة نوخيت فارليك، لم يكن ذلك غريبا على الإمبراطورية العثمانية، حيث تفشى الوباء عدّة مرات على امتداد تاريخ الإمبراطورية.
كان انتشار الطاعون في فلسطين سنة 1838 بمثابة اختبار للسلطات المصرية. وقد ترك الأمريكي إدوارد روبنسون الذي كان يجمع في تلك الفترة مواد ضمن دراساته عن الكتاب المقدس في فلسطين، وصفا دقيقا عما حصل آنذاك. وبمساعدة مبشر يتحدث العربية بطلاقة وبعض المرشدين المحليين، واكب روبنسون جوانب من حياة المجتمع العربي الفلسطيني، وتحدث عن تفشي الوباء وإجراءات الإغلاق، على غرار ما يمر به الكثير من الأشخاص في الوقت الراهن.
المدن المعرضة للخطر
وفقا لروبنسون، كانت يافا والقدس أكثر المدن تأثرا بالوباء. كانت هذه المدن معرضة للخطر بشكل خاص - وكان الميناء البحري الرئيسي لفلسطين أكبر مصدر للتهديد في ذلك الوقت، حيث كانت أفواج الوافدين الأجانب تتدفق إلى المدينة باستمرار، ومثّل وجهة رئيسية للمسافرين والسياح والحجاج الذين يزورون فلسطين.
ورغم الإجراءات الوقائية، انتقل الوباء إلى بيت لحم والناصرة، لذلك أُغلقت المواقع المسيحية لوقف انتشار المرض (تمامًا كما أغلقت في وقت سابق من هذه السنة)، كما أُغلقت بيروت. كان روبنسون محظوظا ولم تصبه العدوى، إلا أن عددا من الزوار الآخرين لم يسلموا منها، حيث أُصيبت المجموعة المرافقة للدوق ماكسيمليان يوزف من بافاريا بالوباء. وتوفي طبيب الدوق الخاص بسبب الطاعون، وقد اعتنى به الرهبان في الناصرة حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، بينما توفي خادم الدوق الأسود في مركز الحجر الصحي في صيدا بلبنان.
لقد أصبح لتقارير روبنسون حول محاولات السلطات في تلك الفترة حظر السفر ومنع تفشي الوباء ما يعادلها في الوقت الراهن. وقد ذكر روبنسون أن المسؤولين انتشروا في المنطقة للحد من تنقل الناس داخل بؤر تفشي الوباء وخارجها.
وجد روبنسون حراس الحجر الصحي هؤلاء متمركزين في لفتا، وهي قرية فلسطينية تقع غرب القدس أُخليت من السكان سنة 1948، وكذلك خارج صيدا وبيروت. لكنه شكك في قدرة السلطات على السيطرة بشكل فعال على تنقلات السكان، ووثّق حوارا بين الحاضرين وحارس متواجد خارج غزة مكلّف بمنع المسافرين القادمين من يافا من دخول المدينة. وعندما سأله الناس: "افترض أن شخصا من يافا يخبرك أنه قادم من القدس، فماذا تفعل؟"، فرد الحارس قائلا: "هذا الأمر لا يهمكم".
توقف الأعمال التجارية
كان وصف روبنسون لإجراءات الحجر الصحي والإغلاق التام في القدس مثيرًا للاهتمام. عند وصوله إلى المدينة بعد زيارة أداها إلى البحر الميت، وجد أن "الوباء ينتشر ببطء في القدس، وأن الخطر أصبح أكبر وأكثر انتشارا".
استدعي طبيب متمرس من الإسكندرية، وتوقع روبنسون أن يقع "إغلاق القدس قريبا، إما عن طريق تطويقها بالقوات أو عن طريق إغلاق البوابات". كما أعرب عن قلقه تجاه سكان المدينة الذين "لن يُتركوا لمجابهة أهوال الوباء فحسب، بل سيبقون أيضا دون الهواء النقي والإمدادات العادية من المؤن الطازجة".
سرعان ما وقع تفعيل الإغلاق التام بعد يوم واحد من إشعار السكان، وأغلقت القدس في صيف سنة 1838، حسب ما ذكر روبنسون. في الحقيقة، يرسم روبنسون صورة حية لمدينة "كانت جميع الأعمال التجارية فيها في حالة توقف تام"، حيث "غادرها التجار وفضّل العديد من السكان تركها والعيش في الحقول أو التجول بين القرى".
عبّر روبنسون في كتاباته عن تعاطفه: "كيف أمكن لسكان القدس، وخاصة الطبقات الأقل فقرا، الصمود في ظل هذه الحالة؟ أنا عاجز عن استيعاب الأمر". كانت الأسواق مقفلة عند بوابات دمشق ويافا، ومحاطة بطبقتين من الأسوار. كان الناس الذين بقوا في القدس يتجمعون في الداخل لشراء الطعام، بينما يجهّز المزارعون الفلسطينيون المحليّون محاصيلهم ويعرضونها في الخارج، وبين الأسوار كان المسؤولون ينقلون البضائع ثم يتسلمون المال وذلك بعد أن يقع "نقعها في الماء أو الخل" للتطهير. وقد ظل المسؤولون "متيقظين" دائما للتأكد من عدم وجود "أياد أو أصابع تمتد من كلا الجانبين" بين الثغرات الموجودة في السور. كان ذلك التباعد الاجتماعي على طراز القرن التاسع عشر.
صراع طويل
مع ذلك، واصل بعض المسافرين الأوروبيين زيارة الأماكن المقدسة في القدس بشكل لا يصدق وسط انتشار الطاعون والإغلاق التام. وبإذن من الطبيب الإسكندري ومرافقين من الحراس، تمكنت مجموعة من السياح الإنجليز من الوصول إلى القدس وزيارة كل ما يريدون من معالم.
اعتبر روبنسون أنه لا شيء يستحق "المخاطرة والتعب" للدخول إلى القدس في ذلك الوقت، وقد نصب خيمته خارج أسوار المدينة، وكان يتبادل الرسائل مع أصدقائه الذين علقوا داخلها.
بتوظيف حزمة التدابير التي نعرفها اليوم، أي عمليات الإغلاق التام والحجر الصحي والتباعد الاجتماعي، تمكنت السلطات في فلسطين من إيقاف وباء سنة 1838. في الواقع، إن التفكير في الوباء التاريخي يكشف جانبا من ماضي فلسطين مختلفا عن ادعاءات المعلقين المؤيدين لـ"إسرائيل" التي تقول إنه قبل دولة "إسرائيل"، كانت فلسطين "أرضا بلا شعب"، أي منطقة منسية ومهملة.
مثل الوباء الحالي، كان طاعون سنة 1838 حدثا اجتماعيا وصحيا لافتا، الأمر الذي وضع ضغوطا شديدة على الفلسطينيين في البلدات والمدن الأكثر تأثرا بالطاعون، وعلى المزارعين المحليين الذين اعتمدوا على التجارة مع المراكز الحضرية، وكذلك على الحكومة المصرية التي فرضت تدابير صارمة. إن استرجاع أحداث انتشار الطاعون سنة 1838 يذكرنا بالكفاح الطويل وتصميم الشعب الفلسطيني على البقاء على أرضه، بغض النظر عن التحديات التي يواجهها.
*المصدر: ميدل إيست آي
تسبب وباء كوفيد-19 في أذيتنا جميعا، لكن تأثيراته كانت متفاوتة. لم تكن فلسطين استثناء، وهي تكافح لمنع تفشي الفيروس في ظل
سياسة الفصل العنصري الإسرائيلية في الضفة الغربية والحصار الخانق المفروض على قطاع غزة. يعاني الفلسطينيون من تدمير جيش الاحتلال الإسرائيلي للعيادات التي خصصوها لمقاومة فيروس كورونا، ومن هجمات المستوطنين الحاملين للفيروس، ومن النقص الحاد في المعدات في غزة.
ورغم أن كثيرين يصفون إجراءات الحجر الحالية في مختلف أنحاء العالم بأنها "غير مسبوقة"، فإن البشرية واجهت الأمراض والأوبئة على امتداد الألفية الماضية، وحاولت التصدي لها بدرجات متفاوتة من النجاح.
فترة مضطربة
بدأ تفشي الوباء في فلسطين في سنة 1838، وكانت تلك فترة مضطربة في تاريخ البلاد. في سنة 1831، استولى حاكم مصر المتمرّد محمد علي وابنه إبراهيم باشا على بلاد الشام، أي فلسطين ولبنان وسوريا وجزء من الأردن. وعلى الرغم من أن هذه المناطق بقيت شكليا جزءًا من الإمبراطورية العثمانية، على امتداد السنوات الثماني التالية، إلا أن القاهرة كانت مركز السلطة الفعلي.
نفذت الحكومة الجديدة آنذاك إصلاحات شاملة. ولكن في فلسطين، أدى ارتفاع قيمة الضرائب والتجنيد الإجباري إلى تمرد واسع النطاق في سنة 1834. وبعد سحق التمرد عسكريا، سلّط النظام المصري على الفلسطينيين عقوبات شديدة، حيث قام بترحيل العديد منهم إلى مناطق أخرى للعمل وأداء الخدمة العسكرية.
في سنة 1837، وقعت كارثة طبيعية، حيث ضرب زلزال قوي مدينة الجليل وأسفر عن آلاف القتلى وألحق أضرارا جسيمة بمدينتي صفد وطبرية. وقد مهدت هذه الظروف لكارثة أخرى حيث انتشر الطاعون بين السكان. ووفقا للمؤرخة نوخيت فارليك، لم يكن ذلك غريبا على الإمبراطورية العثمانية، حيث تفشى الوباء عدّة مرات على امتداد تاريخ الإمبراطورية.
كان انتشار الطاعون في فلسطين سنة 1838 بمثابة اختبار للسلطات المصرية. وقد ترك الأمريكي إدوارد روبنسون الذي كان يجمع في تلك الفترة مواد ضمن دراساته عن الكتاب المقدس في فلسطين، وصفا دقيقا عما حصل آنذاك. وبمساعدة مبشر يتحدث العربية بطلاقة وبعض المرشدين المحليين، واكب روبنسون جوانب من حياة المجتمع العربي الفلسطيني، وتحدث عن تفشي الوباء وإجراءات الإغلاق، على غرار ما يمر به الكثير من الأشخاص في الوقت الراهن.
المدن المعرضة للخطر
وفقا لروبنسون، كانت يافا والقدس أكثر المدن تأثرا بالوباء. كانت هذه المدن معرضة للخطر بشكل خاص - وكان الميناء البحري الرئيسي لفلسطين أكبر مصدر للتهديد في ذلك الوقت، حيث كانت أفواج الوافدين الأجانب تتدفق إلى المدينة باستمرار، ومثّل وجهة رئيسية للمسافرين والسياح والحجاج الذين يزورون فلسطين.
ورغم الإجراءات الوقائية، انتقل الوباء إلى بيت لحم والناصرة، لذلك أُغلقت المواقع المسيحية لوقف انتشار المرض (تمامًا كما أغلقت في وقت سابق من هذه السنة)، كما أُغلقت بيروت. كان روبنسون محظوظا ولم تصبه العدوى، إلا أن عددا من الزوار الآخرين لم يسلموا منها، حيث أُصيبت المجموعة المرافقة للدوق ماكسيمليان يوزف من بافاريا بالوباء. وتوفي طبيب الدوق الخاص بسبب الطاعون، وقد اعتنى به الرهبان في الناصرة حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، بينما توفي خادم الدوق الأسود في مركز الحجر الصحي في صيدا بلبنان.
لقد أصبح لتقارير روبنسون حول محاولات السلطات في تلك الفترة حظر السفر ومنع تفشي الوباء ما يعادلها في الوقت الراهن. وقد ذكر روبنسون أن المسؤولين انتشروا في المنطقة للحد من تنقل الناس داخل بؤر تفشي الوباء وخارجها.
وجد روبنسون حراس الحجر الصحي هؤلاء متمركزين في لفتا، وهي قرية فلسطينية تقع غرب القدس أُخليت من السكان سنة 1948، وكذلك خارج صيدا وبيروت. لكنه شكك في قدرة السلطات على السيطرة بشكل فعال على تنقلات السكان، ووثّق حوارا بين الحاضرين وحارس متواجد خارج غزة مكلّف بمنع المسافرين القادمين من يافا من دخول المدينة. وعندما سأله الناس: "افترض أن شخصا من يافا يخبرك أنه قادم من القدس، فماذا تفعل؟"، فرد الحارس قائلا: "هذا الأمر لا يهمكم".
توقف الأعمال التجارية
كان وصف روبنسون لإجراءات الحجر الصحي والإغلاق التام في القدس مثيرًا للاهتمام. عند وصوله إلى المدينة بعد زيارة أداها إلى البحر الميت، وجد أن "الوباء ينتشر ببطء في القدس، وأن الخطر أصبح أكبر وأكثر انتشارا".
استدعي طبيب متمرس من الإسكندرية، وتوقع روبنسون أن يقع "إغلاق القدس قريبا، إما عن طريق تطويقها بالقوات أو عن طريق إغلاق البوابات". كما أعرب عن قلقه تجاه سكان المدينة الذين "لن يُتركوا لمجابهة أهوال الوباء فحسب، بل سيبقون أيضا دون الهواء النقي والإمدادات العادية من المؤن الطازجة".
سرعان ما وقع تفعيل الإغلاق التام بعد يوم واحد من إشعار السكان، وأغلقت القدس في صيف سنة 1838، حسب ما ذكر روبنسون. في الحقيقة، يرسم روبنسون صورة حية لمدينة "كانت جميع الأعمال التجارية فيها في حالة توقف تام"، حيث "غادرها التجار وفضّل العديد من السكان تركها والعيش في الحقول أو التجول بين القرى".
عبّر روبنسون في كتاباته عن تعاطفه: "كيف أمكن لسكان القدس، وخاصة الطبقات الأقل فقرا، الصمود في ظل هذه الحالة؟ أنا عاجز عن استيعاب الأمر". كانت الأسواق مقفلة عند بوابات دمشق ويافا، ومحاطة بطبقتين من الأسوار. كان الناس الذين بقوا في القدس يتجمعون في الداخل لشراء الطعام، بينما يجهّز المزارعون الفلسطينيون المحليّون محاصيلهم ويعرضونها في الخارج، وبين الأسوار كان المسؤولون ينقلون البضائع ثم يتسلمون المال وذلك بعد أن يقع "نقعها في الماء أو الخل" للتطهير. وقد ظل المسؤولون "متيقظين" دائما للتأكد من عدم وجود "أياد أو أصابع تمتد من كلا الجانبين" بين الثغرات الموجودة في السور. كان ذلك التباعد الاجتماعي على طراز القرن التاسع عشر.
صراع طويل
مع ذلك، واصل بعض المسافرين الأوروبيين زيارة الأماكن المقدسة في القدس بشكل لا يصدق وسط انتشار الطاعون والإغلاق التام. وبإذن من الطبيب الإسكندري ومرافقين من الحراس، تمكنت مجموعة من السياح الإنجليز من الوصول إلى القدس وزيارة كل ما يريدون من معالم.
اعتبر روبنسون أنه لا شيء يستحق "المخاطرة والتعب" للدخول إلى القدس في ذلك الوقت، وقد نصب خيمته خارج أسوار المدينة، وكان يتبادل الرسائل مع أصدقائه الذين علقوا داخلها.
بتوظيف حزمة التدابير التي نعرفها اليوم، أي عمليات الإغلاق التام والحجر الصحي والتباعد الاجتماعي، تمكنت السلطات في فلسطين من إيقاف وباء سنة 1838. في الواقع، إن التفكير في الوباء التاريخي يكشف جانبا من ماضي فلسطين مختلفا عن ادعاءات المعلقين المؤيدين لـ"إسرائيل" التي تقول إنه قبل دولة "إسرائيل"، كانت فلسطين "أرضا بلا شعب"، أي منطقة منسية ومهملة.
مثل الوباء الحالي، كان طاعون سنة 1838 حدثا اجتماعيا وصحيا لافتا، الأمر الذي وضع ضغوطا شديدة على الفلسطينيين في البلدات والمدن الأكثر تأثرا بالطاعون، وعلى المزارعين المحليين الذين اعتمدوا على التجارة مع المراكز الحضرية، وكذلك على الحكومة المصرية التي فرضت تدابير صارمة. إن استرجاع أحداث انتشار الطاعون سنة 1838 يذكرنا بالكفاح الطويل وتصميم الشعب الفلسطيني على البقاء على أرضه، بغض النظر عن التحديات التي يواجهها.
*المصدر: ميدل إيست آي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق