اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

أكذب إن قلت إنني أحبّك | نصوص ...*غفران طحان


1
أكذب إن قلت إنني أحبّك بكلّي
ثمّة بعضٌ مني يتعامل مع وجودك بحياد واضح.. بعضٌ آخر لايطيقك..
قلبي مثلاً يحبك مستخدماً كلّ أسلحته من مشاعر ودفق دموي ينشر فيّ ربيع الحبّ فأغدو أجمل حين أذكرك..
تقف أصابعي في صفّه مذ غرقت معك في مصافحةٍ طويلة، أيضاً عيناي اللتان تكثران الرمش حين أحاول أن أظهر الحياد في وجودك.. تحاولان تكذيبي طبعاً..

وأنفي الذي يدرك تماماً أنّ عطرك لا يحمل خصوصية الماركة الشهيرة التي ينتمي إليها وإنّما يحمل سحر رائحتك.
أمّا عقلي فهو مقاتل شرس.. يرفض تماماً وجودك..يخترع الحجج و يؤول التصرفات..
البارحة_ كما كل يوم _عرض لي شريطاً من مواقف ومشاهد كنت فيها مشغولاً عني أو شارداً، لم ينس رسالتي الأخيرة التي لم ترد عليها.. كان يهزأ من قلبي!
في الحياد كانت شفتاي اللتان دوماً ترفضان الاستجابة لأي من عقلي أو قلبي.. تتحدثان معك حديثاً بارداً كقبلة مجاملة تزرعها سيدة على وجه أخرى لا تحبّها..
ولكنّهما مازالتا تذكران نكهة القرنفل التي أشعلتها أصابعك وهي تمسح بقعة الدم السائل من حبّة صغيرة مزعجة نبتت تحديداً على الشفة السفلى بعد ليلة مع السخونة..
أكذب إن قلت أحبّك بكلّي..
مازال الصراع فيّ على أشده.. وكلّما استعنت باللغة مالت الكفة نحوك!

2
مؤخراً كان قراري حاسماً وها أنا أمضي نحو اليوم العاشر في الغياب
قررت أن أبعد عني كلّ شيء يخصك..
صورتك مثلاً ترقد الآن في كتاب وضعته في صندوق محكم الإغلاق أعلى الخزانة أحتاج إلى سلّم لأصل إليه..هداياك كانت هناك أيضاً.. ضممت في الصندوق آخر قبلةٍ وآخر عناق..
ولم أنس"أحبّك" تلك الماكرة أتعبتني جداً وأنا أحشرها في الزاوية.. كان صداها يتردد فينتفض قلبي.. ويردد مثل طفل" وأنا أيضاً"..ولكنني نجحت في إخفائها ومنعاً لترددها وضعت الصندوق ضمن كيس من القماش وغطيتها بسجادة صغيرة..
أعتبر ما حدث نجاحاً باهراً..
حسناً حدثت بعض الخروقات.. كنت أرد مرات على اتصالك وأسمع صوتك..بل إنني كنت أتصل من رقم آخر لترد وتقول" نعم..أهلاً..نعم..نعم.." وزفرة غاضبة قبل أن تقفل الخط..
حدث أيضاً أن تعثرت مرّة وأنا أقف على السلّم الذي أتعب في جلبه كلّ يوم لأخرج الصندوق فتنهض منه الأشياء كلّها قبل أن أعيد إخفاءها..
في ذلك اليوم أرجعتها كلّها ولكنني ضيعت"أحبّك" في تلك الفوضى..
وها هو قلبي يردد مثل طفل مع كلّ حركة في هذه الغرفة"وأنا أيضاً..وأنا أيضاً.."

3
لا أنتظر منك الكثير.. ولأكون أكثر دقة فأنا لا أنتظر منك

شيئاً على الإطلاق..
كل ما يصدر عنك أو يخصك لم يعد يعنيني منذ زمن..
تسريحة شعرك..رائحة عطرك.. ربطة عنقك.. القلم الذي تكتب به..
لمعة الحزن التي تشتعل في عينيك وانت تدلي بتصريحٍ حول الوطن..
لغتك المواربة.. غليونك الذي تتعمد حمله لتذكرني بأنّني من اشتراه..
وصمتك الموارب أمام كلّ من يسألك عني..
كلّ تلك التفاصيل لا تعنيني في شيء.. ونادراً ما ألتفت إليها..
مسألة واحدة مازالت تؤرقني..
أنني وفي كلّ صورة لك ألمح قلبي في الزاوية اليسرى تماماً
يمد لي لسانه هازئاً..

4
قلبي الذي يقف على شعرة دقيقة من الأحلام يتقن التوازن غالباً
يمدّ ذراعيه ينظر نحو الأمام.. يتنفس ببطء ويخطو بهدوء نحو غايته..
ولكنّه في أحيان كثيرة يفقد توازنه..
يحدث أن يسقط نظره نحو الهاوية التي تمتد تحته..فيهتزّ مرات قبل أن يتماسك..
ويحدث أيضاً أن يفكر في ماهية تلك الشعرة التي تدوسه قبل أن يدوسها.. فيرتجف ويكاد يسقط...
أو ربّما يشعر بالسأم من حركات البهلوان تلك.. فيمضي غير مبال بالنهاية!
في حالة من حالات اللامبالاة تلك..انزلقت قدمه فلم يعرها اهتماماً..
قال لي: مجازاً أنت التي صنعت لي قدماً..
ومرّة أيضاً نسي أن يفرد ذراعيه فتأفف قائلاً: من قال لخيالك أنني أريد ذراعين؟!
أمّا اليوم فقد نسي أن يتنفس وهو ينقل قدميه.. فسقط في الهاوية..
غير أنّه لم يمت ولم يخف أيضاً
تمدد في قعر الهاوية وراح يردد بسأم:إنني مجرد قلب أيتها المريضة..!
::
قلبي الذي كان يقف على شعرة.. يتمدد الآن في الهاوية..يدخن بشراهة غير عابئ بي..
أحياناً فقط يغمز لي ويلوح..
وها أنا الآن وحدي
أقف مرتجفةً على تلك الشعرة!
-
*غفران طحان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
➤القاصة غفران طحان؛  سبق أن صدرت لها مجموعتان قصصيتان، الأولى بعنوان: «كحلم أبيض»، وصدرت عام ٢٠٠٩ عن دار تالة بدمشق، والثانية «عالم آخر يخصني»، صدرت عام ٢٠١٤ عن دار نون في حلب، كما صدر للكاتبة «حلم يغفو على مطر»، عام ٢٠١٦ عن دار أرواد في طرطوس، وهو كتاب نثري مفتوح على القصة والخاطرة والتأملات.



ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...