اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

مقامة العباقرة العزاب ... *عبد المجيد محمد باعباد

⏪⏬
حكى لنا أبو الشباب يقول :ذات ليلة مدجنة السحاب هطولة الرباب نازلة الشعاب سائلة الشراب مودقة رزق الأسباب مرونة الكثاب مبللة الأرض ثرية الرواء مليئة الجراب لأنها كانت ليلةً مغيثة الجناب بعد طول العتاب أغاثت ظمأ الدواب وأذهبت عطش التراب
وأطفئت حرة الالتهاب وأغاثت قحط القلوب وأعادت وصال الأحباب وأروت عطش المشارب لمختلف المشارب ولكنها لم تروي ظمأ أولئك الشباب العزاب فخرج من أرض المعازب ذلك الشاب العازب الذي أذهب العطش من حياة الشباب وسقى ظمأ العزاب بغيث العلماء العزاب الذين آثروا العلم على الزواج وازاح من حياة العزاب ذلك الإحراج السائد بفعل تعكير المزاج فإن الزواج الغاية منه التناسل والإنجاب وأنه الوسيلة الوحيدة لبقاء الذرية ولكن العزوبية الركيزة الهامة في بناء تاريخ البشرية والعزوبية ليست عيبًا يوصم بها الشباب فمعظم الشباب العباقرة في مختلف عصور الإنسانية كانوا عزابًا ولم يتزوجوا وعاشوا حياتهم من أجل أخذ العلوم وبذلك أثروا حضارتنا بجواهر الفكر والعلم والثقافة والفلسفة والأدب والفن والوعي الراسخ وما خلفوهُ لنا من عزوبيتهم هذه مآثر واضحة تعرفها جميع الأمم فقد سخروا أنفسهم لخدمة العلوم لأنهم عاشوا من أجل نيل العلم ولم يعيشوا من أجل قضاء الملذات وإفراط الشهوات بل عاشوا من أجل تحقيق أجمل الغايات إلا وهي تدوين العلم وأخذه ونشر الفكر وإنارة الوجود بالفهم ونشر الواعي المعرفي بين الناس حيث كان لهم دورًا كبيرًا في تقدم الخضارات الإنسانية جمعاء في مختلف الحقب الزمانية المتعاقبة والتي عاشوا فيها وليسوا هؤلاء العلماء العزاب من أثروا الحضارات واحدهم فقط بل حتى العلماء الذين تزوجوا ولا ننكر فضلهم جميعًا ولكن هؤلاء العلماء العزاب حبب إليهم علمهم وانشغالهم به على الزواج، حيث ذاع صيتهم وعرفوا بإنجازاتهم العلمية والمعرفية، ليظهروا بمظهر الواهبين أنفسهم للعلم، فخلدوا بذلك ذكراهم وهم عازبون عازفون بأنفسهم عن الزواج لأنهم لم يكن لهم وقتًا كفيًا للزواج ولا عندهم رغبةً للزواج فهم منشغلون بتدوين العلم وأخذه ومنهمكون في تأليف أفكارهم وكتابة معارفهم لذلك العزوبية ليست مانعًا لحصد العلم والزواج ليس مانعًا لنيل العلم كذلك معظم العلماء والعباقرة في حضارتنا الإسلامية كانوا متزوجين أما علمائنا العزاب هؤلاء اعطوا وقتهم الأكثر للعلم وفضلوه على الزواج وضحوا بأنفسهم في سبيل منفعة العلم وصحيحٌ أنَّه «لا رهبانية في الإسلام»، وقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم في الزواج ، وأمر به ، وحث عليه، ومع ذلك لم يكن الزواج فرضًا في الإسلام بل سنة عن الأنبياء، عليهم أجل السلام وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام. كما جاء في الصحيحيْن: " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوّج، ومن لم يستطع فعليه بالصيام فإنه له وِجاء." و"الباءة" تعني النكاح كذلك وروى ابن ماجة عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (النِّكَاحُ مِنْ سُنَّتِي ، فَمَنْ لَمْ يَعْمَلْ بِسُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي).كما أن الأصل في الأنبياء عليهم السلام أنهم كانوا ذوي أزواج وذرية؛ لقوله تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً) ولم يستثنِ من ذلك إلا القليل؛ فمن هم الأنبياء الذين لم يتزوجوا؟من الأنبياء الذين لم يكتب لهم الزواج عيسى المسيح عليه السلام، قال الفضيل بن عياض رحمه الله: ”عيسى بن مريم عليه السلام تبتل من النساء”. كما أن يحيى عليه السلام لم يتزوج، وقد بيَّنَ القرآنُ أنَّ يحيى بن زكريا عليهما السلام لا يتزوج النساء، فقال عز وجل (وَسَيّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيّا مّنَ الصالحين) وقال ابن كثير: ”المقصود أنه مدح يحيى بأنه حصور ليس أنه لا يأتي النساء، بل معناه كما قاله هو وغيره: أنه معصوم عن الفواحش والقاذورات، ولا يمنع ذلك من تزويجه بالنساء الحلال..وهناك أبرز ثلاثة عباقرة في حضارة الإسلام وأبرز عباقرتنا فضلوا العلم على الزواج مثل الطبري، والنووي، وابن تيمية، وغيرهم من عشرات الفقهاء المسلمين المتقدمين عاشوا بلا زواج. وقد جمع الشيخ السوري عبد الفتاح أبو غدة في كتابه «العلماء العزاب الذين آثروا العلم على الزواج»نُبذة عن 35 عالمًا وفقيهًا منهم. بعض أولئك طلَّق زوجته ليلة الدخلة ولم يدخل بها وراح يُراجع الكُتب، مثل الخالدي، وآخرون، مثل الزمخشري، كانوا يرون إنجاب الكُتب أحسن من إنجاب الأبناء، هذا غير ثلّة لا بأس بها مثل ابن النفيس والشيخ طاهر الجزائري ممن كان العلم شغفهم الأول والأخير؛ فلم يُكن متسع للزواج في فكرهم، أو حتى مثل النورسي الذي خاف أن يقصّر في حق زوجته، وسأكذر هنا أشهر العزاب في تاريخ الإنسانية وسأعرض أعظم العزاب في حضارتنا الإسلامية في البداية : ابن جرير الطبري من أعظم علماء الإسلام تأليفا وتصنيفا، وهو صاحب كتاب تفسير الطبري، وكتاب تاريخ الأمم والملوك المعروف بتاريخ الطبري، ومن اللطائف في تاريخه أنه أراد كتابة تاريخه في 30 ألف ورقة، فقيل له: هذا مما تفنى به الأعمار قبل تمامه فقال «إنا لله ماتت الهمم»، ليختصر ذلك ضمن 3000 ورقة.وكان لغويًا ونحويًا ومفسرًا للقرآن ويجيد أكثر من علم بالإضافة إلى إجادة لكتابة التاريخ...
العبقري العازب الزمخشري
الزمخشري، من أعلم أهل زمانه اسمه محمود بن عمر (1070-1143)، سُمي بالزمخشري على اسم قريته الصغيرة المهجورة في بلاد خوارزم في غرب أوزبكستان اليوم، والتي لقيت شُهرة واسعة حُتى كُتب فيها الشعر وصارت شهرتها تُضاهي شهرة أكبر البلدان لخروج الزمخشري منها.
كان الزمخشري عازفًا عن الزواج باحثًا عن العلم، حتى لقَّبه أهله بجار الله، كونه عاش في مكة والحجاز فترة من الزمان، كما لُقّب بالأعرج كونه فقد رجله بسبب البرد الشديد والثلج الكثير الذي تعرَّض له في بعض أسفاره طلبًا للعلم في بلاد خوارزم ليتخذ له رجلًا من خشب.
كان ولعه بالعلم شديدًا، لدرجة أن إبداعه في اللغة العربية جعل اسمه إلى جانب ألمع عُلماء اللغة الأعاجم مثل سيبويه والفيروزابادي والمرتضى الزبيدي، كما أنه لم يُبدع في علوم اللغة فحسب، بل في أصول الدين وحتى في الجغرافيا، وقد بلغ عدد أبناء فكره وبنات قلمه 50 مؤلفًا وأشهرها كتاب «الكشاف في تفسير القرآن». كان يعشق الكُتب لدرجة أنه فضَّلها على الأبناء؛ فقال: حسبي تصانيفي وحسبي رواتها … بنين بهم سيقت إلى مطالبي ..الإمام شيخ الإسلام النووي شيخ الشافعية في زمانه، وانشغل بالعلم والتحصيل منذ نعومة أظفاره، وروي أن الأطفال في زمنه كانوا يلعبون ويدعونه للعب فيرفض وينشغل بقراءة القرآن وطلب العلم. والنووي هو صاحب الكتاب الشهير رياض الصالحين، وشرح صحيح مسلم. والإمامة العلامة والحبر الفهامة ابن تيمية عاش نحو 67 عامًا ومات مظلومًا في سجنه عام 728هـ، ووهب حياته في طلب العلم والدفاع عن السنة والردود على الفرق الأخرى حتى قيل عن علمه إنه إذا تكلم في علم من العلوم ظن السامع أنه لا يتقن غيره، وذلك لإحكامه له وتبحره فيه، ومؤلفات ابن تيمية أكثر من أن تعد وتحصى وقرأت درسات حديثة لجامعات غربية تناولت حياة ابن تيمية ومستوى نبوغه فأكدت أن هذا النابغة يمثل أعظم موسوعة علمية عرفتها الدنيا وظهرت في هذه الحياة ولا يمكن أن تعوض هذه شخصية الموسوعية في حياتنا وذكر العلماء أن من أسباب عدم زواج شيخ الإسلام ابن تيمية أنه كان مشغولاً بطلب العلم وتدريسه..وكان منشغلًا بالرد على أهل البدع و الأهواء ومحاججة أهل المذاهب وأصحاب الطوائف ومناظراتهم و كان يتنقل من مكان لمكان محاولًا نشر العقيدة الصحيحة والرد على المخالفين و ما أكثر ما سجن شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى و أسكنه الفردوس الأعلى - ..هذه من الأسباب التي منعت شيخ الإسلام من الزواج اذ لم يكن متفرغًا للزواج بل كان منشغلًا في كل لحظة من حياته بالعلم ومقامعة المذاهب الفكرية...
ابن النفيس المكتشف الأول للدورة الدموية بجسم الإنسان، وله إسهامات كبيرة في مجال الطب البشري وعلم وظائف الأعضاء، حيث وضع نظريات يعتمد عليها العلماء حتى الآن. ويعد كتابه الشامل في الصناعة الطبية من أضخم الموسوعات الطبية التي كتبها شخص واحد في التاريخ الإنساني، وتمثل هذه الموسوعة الصياغة النهائية والمكتملة للطب والصيدلة في الحضارة العربية الإسلامية بالعصور الوسطى وهذا الطبيب العازب المعروف بابن النفيس لم يكن الطب وحده من شغل ابن النفيس (1213-1288) عن الزواج؛ فقد كان له اهتمامات غير الطب مثل علم المنطق واللغة العربية والفقه، ولكن الطب كان شغفه الأكبر وشغله الشاغل، وما زال كتابه «الموجز في الطب»، الذي يعتبر خلاصةً لكتاب القانون في الطب لابن سينا، يدرس في مدارس الطب في الهند وباكستان وحتى إلى اليوم على مستوى جامعات غربية كانت تدرس كتبه إلى عهود قريبة من حضارتنا ولا شيء يُمكنه أن يجعلنا نفهم شغف هذا الطبيب الأعزب بالعلم إلا حكايته مع مقالة ألَّفها في «الحمام»؛ فذات يوم وبينما هو في الحمام يغتسل جاءته فكرة عظيمة، فخرج إلى مسلخ الحمام حيث ينزع الناس ثيابهم واستدعى بدواة وقلم وورق، ليبدأ كتابة مقالة في النبض، وجعل يكتب ويكتب حتى أنهاها ثم عاد إلى الحمام! وبلا شك، فإن طبيبًا بارعًا مثله، يعتبر مكتشف الدورة الدموية الصغرى في الجسم مُنذ أكثر من 700 عام -وهو من أعظم الاكتشافات الطبية- لم تكن لديه أيَّة مشاكل مادية تمنعه من الزواج، بل كان لديه منزل في القاهرة مفروشٌ بالرخام أوقفه في نهاية حياته، وكتبه، وأمواله كلها للبيمارستان المنصوري، حيث كان يعمل رئيسًا للأطباء، ويعتبر هذا «المستشفى» من أعظم المستشفيات في تاريخ مصر. ...ولا يُمكن أن يُقال عن عالم مثل خليل الخالدي (1863-1941) بأنه تزوّج حقًّا وإن كان تزوَّج على الورق فقط، فقد طلَّق زوجته؛ لأنه لم يكن لديه وقت لها حتى في ليلة الزفاف! كان الخالدي مولعًا بالكتب بشكل لافتٌ للنظر حيث يُقال إنه دخل أغلب مكتبات الشرق وأحاط علمًا بأسماء كتبها وبما فيها من النفائس والذخائر، وله مذكرة من نحو 50 جزءً دوَّن الكُتب والمكتبات التي اطلع عليها خلال رحلاته في بلاد الأندلس والمغرب وكذلك بلاد الشام وتركيا ومما قيل فيه إنه كان لا يكل ولا يمل من السفر من دار إلى دار، يطلب المزيد من المعرفة، ويصبر على مشاق الغربة ومتاعب الارتحال، وكان يتلذذ بذلك ويراه من أفضل المتع، فكان يجعلها صندوقًا لنقوده التي يضعها بين الأوراق، كما كان يحملها معه في كمه أو تحت إبطه ولو ثقلت عليه حتى آخر حياته...في أواخر عُمره، ألح عليه أهلها بأنه لا بُد له من الزواج فاختاروا له زوجة وعقدوا له العقد عليها وزفوها إليه؛ فاستقبلها مع من زفها إليه وما إن دخلوا إلى البيت حتى استأذنها إلى غرفة كتبه ليراجع بعض الكتب، واستغرق في مراجعته وطال انتظارها له، فذكَّروه بها فرد عليهم: «إني عنها في شغل»؛ فطلقها وبقي عازبًا!

الشيخ طاهر الجزائري

كان دافع الشيخ طاهر الجزائري (1852-1920) للامتناع عن الزواج مختلفًا؛ فقد كان من أحرص الناس على وقته. ومما يُروى عنه أنه كان يصنع كمية كبيرة من القهوة، يُمكن أن تكفيه إلى مدة أسبوع، حتى لا يضيع وقته بإعدادها كلما أراد تناول فنجان قهوة، حتى لو كانت باردة؛ فلم يكن يُبالي بذلك لأن غرضه منها أن تعينه على السهر في طلب العلم وليس للمتعة؛ فمما رُوي عنه أيضًا أنَّه كان يسهر الليل كله.
ترك خلفه من «الأبناء» 35 مؤلفًا، وكان كُلما سئل عن الزواج قال: «أنا شاذٌ ولا أحب أن يقتدي بي أحد». وكان يتعلل بأنَّه لا يُريد أن يشغل ذهنه بالزوجة؛ وذلك كي يعيش مطلق العنان فيسيح في الأرض متى شاء وحيثما شاء، ويقبع في حجرة داره مع كتبه ودفاتره لا يشغله شاغل! كان نادرًا ما يخرج بلا كتب يحملها أو أوراق ينتفع بها، وكان فراشه محاطًا بسور من الكتب والأوراق.

سعيد الدين النورسي.. لم تكن حياة العالم المُجاهد سعيد الدين النورسي سهلة أبدًا فقد عاش في الأسر الروسي بعد مشاركته في الحرب العالمية الأولى مع ثلّة من طلابه في صفوف الدولة العثمانية، وما إن انتهت الحرب حتى بدأ رحلة صدام مع مصطفى كمال أتاتورك، وبدأ ببث رسائل النور التي كان تهدف إلى تقطيع أوصال «الثورة الكمالية». ويُروى عنه أنه ما بين عام 1950 وعام 1960 وقف أمام 47 محكمة، ولكنه كان يقول دائمًا: «لو كان لي 100 رأس وقطع كل يوم رأس ما تركت هذا الأمر وإن أجل الله لآت، إذا نجوت من موتكم فلا منجى من الموت». وقد سُئل النورسي ذات يوم عن سبب عزوفه عن الزواج فأجاب قائلًا: «إنني لا أستطيع أن أقوم بواجبات الزوج على ما أنا فيه من حياة القلق والاضطراب»..ومن العزاب علامة تابعي التابعين مفسر القرآن العلامة عبدالله بن أبي نجيح المكي ..ومن أعظم هؤلاء العزاب في تاريخنا الإسلامي الأديب النحوي أبو عبدالرحمن يونس بن حبيب البصري علم من أعلام اللغة مولده كان في 90..هجرية ..ومات سنة 182 من الهجرة .وروى عنه سيبوية كثيرًا في شواهده وسمع منه الكسائي والفراء وله مذاهب في النحو ينفر بها...ومنهم الحافظ المقرئ الزاهد العلامة القدوة ذلك العازب حسين علي الجعفي المولود سنة 119..والمتوفى سنة 203...هجرية كذلك الإمام الزاهد المحدث الفقية عديم البصر في عصره عميم النظر في بصيرته أبو نصر بشر بن الحارث بن عبدالرحمن المروزي المشهور باسم بشر الحافي ولد سنة 150 كان من العلماء الزهاد في بغداد ومنهم العلامة القدوة هنادٌ بن السري شيخ الكوفة وإمام عصره ومنهم الأديب العازب والإمام أبو بكر الأنباري محمد بن القاسم بن محمد العالم النحوي المفسر والراوية المولود سنة(271) هجرية والمتوفى سنة (328) في بغداد ومنهم أيضًا إمام أئمة العربية في عصره العازب أبو علي الفارسي الحسن بن أحمد المولد سنة (288 )والمتوفى سنة( 377)..في بغداد ومنهم إمام الحديث وشيخ المحدثين في عصره أبو نصر السجزي الذي ترجم له الذهبي في كتابه وقال أنه من أعلام السنة والحديث وهو نزيل الحرام ومصر..ومنهم أيضًا الفقية شيخ القراء وإمام المفسرين أبو السمان الرازي البصري المولود سنة (371 )والمتوفى سنة (445) هجرية.أحد أبرز النسابين والمحدثين ومنهم كذلك العازب الحافظ الأنماطي أبو البركات عبدالوهاب بن مبارك محدث بغداد ومحدثها ومن هؤلاء العلماء العزاب أيضًا الإمام اللغوي المفسر النحوي المحدث الأديب المعروف بابن الخشاب ومنهم العلامة العازب الفهامة أبو الفتح ناصح الدين الحنبلي المعروف بابن المني وإمام أهل العراق في عصره ومنهم الوزير جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف الشيباني القفطي المولود بحلب المرجع من معجم الأدباء ..ومن هؤلاء العلماء العزاب الذين آثروا العلم على الزواج الكثير والكثير من أراد الزيادة انصحه بالعودة إلى كتاب الشيخ عبدالفتاح أبو غدة أو كتاب معجم الأدباء ياقوت الحموي أو كتاب الذهبي أو كتاب ابن خلكان أو كتب الأعلام الترجم فهم كثير..ومنهم أيضا لم يذكرهم أبو غدة أبو حيان الغرناطي ، رحمه الله ، المتوفى سنة 745 هــــ ، صاحب "البحر المحيط" ، لذلك نكتفي بهذا القدر من العلماء الاسلام العزاب فإنهم كثيرون لكن ما يسعني أبرزهم ههنا ما من متسع لي بالكلام في الوتس لحجم الإيقونة المقدرة بحجم الأحرف والآن نعود بكم إلى الفلاسفة العزاب والأدباء الذين أثروا حضارتنا حديثًا وقديمًا ومنهم الشعراء والفنانون والمخترعون العزاب نبدأ إسحاق نيوتن ميدان العلم أيضًا يقدّم لنا أمثلة عن عباقرته ونوابغه الذين لم يتزوجوا قطّ. ولعلّ المثال الكافي والوافي هو العالم الفيزيائي العبقري إسحق نيوتن، الذي يُعْتَبَر واحدًا من أعظم عباقرة البشرية في كل العصور. لقد عاش هذا المكتشف حياة العزوبية حتى آخر يوم من عمره، رغم المكانة الاجتماعية المرموقة التي كان يتمتّع بها، والتي كانت، لو شاء، من الممكن أن تمنحه فرصًا ممتازة للزواج الناجح السعيد. نيوتن ساهم في تأسيس بعض قوانين علم الرياضيات والفيزياء وطورها بصورتها الظاهرة اليوم، ويعد أحد أعظم علماء التاريخ لإنجازاته العظيمة في مجال العلوم. ولم يتزوج نيوتن، ولعل السبب كما ذكره البعض شخصيته الانطوائية الخجولة الناتجة عن طفولته البائسة بسبب الإهمال في التربية الصحيحة من قبل الوالدين، وربما أنه لم يملك الوقت لفكرة الزواج لانشغال عقله بالاكتشافات والاختراعات.كذلك العازب المسمى المسيقار العالمي بيتهوفن أصيب بالصمم في نهاية حياته حتى إنه لم يسمع صوت تصفيق الجمهور بعد الانتهاء من سيمفونيته التاسعة، عاش بيتهوفن ومات محبًا للموسيقى حتى شغله ذلك الحب عن حب النساء والزواج بهن. ومن منا لا يعرف أبو العلاء المعري الشاعر العباسي الفحل الفيلسوف عالم الأديان والمذاهب وفي عقائد الفرق، وكان آية في معرفة التاريخ والأخبار، وقال الشعر وهو ابن 11 سنة، لقب بـ»رهين المحبسين» أي حبيس العمى والبيت، وذلك لاعتزاله الناس. كان زاهدًا في الدنيا، معرضًا عن لذاتها لا يأكل لحم الحيوان، ولا ما ينتجه من سمن ولبن أو بيض وعسل، ولا يلبس من الثياب إلا الخشن. ولم يتزوج المعري، بل إن شؤمه تعدى ذلك إلى أنه اعتبر الإنجاب مصيبة وقال أوصى أن يكتب على قبره هذه العبارة هذا ما جناه أبي علي وما جنيت على أحد ..في عصرنا الحاضر الأديب عباس محمود العقاد كان غزير الثقافة ذا حس أدبي عال، مما جعله ينافس الكبار في زمانه حتى عد من رموز الأدب واللغة في القرن الـ20. واختلفت الأقوال وتباينت في سبب عزوفه عن الزواج رغم أنه كان مرهف الحس ورقيق المشاعر، ولكن قد يكون ذلك ضريبة انشغاله بالعلم والأدب حينئذ وأما الأديب اللغوي سيّد قطب عنكم ببعيد فإنه صال وجال بين الأدب والسياسة والشريعة والفكر، وأفرغ طاقاته وجهوده في رفعة الأدب وأبرزها "في ظلال القرآن" و"معالم في الطريق" وغيرهما، إلى أن سيق إلى حبل المشنقة شيخًا عازبًا قد ناهز الستين من عمره رحمه الله أوسع رحمة كذلك الإمام الكردي التركي سعيد النورسي، صاحب "رسائل النور"، فقد استنفدت زهرة شبابه الدعوة ومعها التأليف والنشاطات في الذود عن الإسلام في زمن تركيا العلمانية الأتاتوركية، إلى أن أدركه الموت شيخًا كبيرًا لم يتزوّج قطّ ولم يترك ذريّة. ولا ننسى المصلح جمال الدين الأفغاني الذي أخذته حياة الفكر وسيطر عليه هاجس إصلاح أحوال الأمة الإسلامية، فنزل إلى ساحات النضال الفكري والسياسي، وسعى إلى إيجاد الأسباب للنهوض بالأمة، فلم تترك له كل هذه الشواغل والهموم متّسعًا من الوقت للزواج.وإن ذهبنا إلى عالَم الأدب، لوجدنا أن جزءًا غير قليل من أهل القلم قد قضوا أعمارهم كلها دون أن يتسنّى لهم الدخول في القفص الذهبي. .وهذا هو الأديب اللبناني جبران خليل جبران الذي عرف الحبّ وجسّده في أعماله نثرًا وشعرًا ورسمًا، لم تشأ الأقدار أن تمنحه هذا الحب زواجًا وإنجابًا وتكوين أسرة، فعاش عمره مغتربًا عن وطنه في كنف العزوبية التي أبت أن تفارقه حتى الممات.مع أن العشق قد استباح قلبه والحب أراد به ما لم يرد وهو منها دون لقاء وكان يعشق الأديبة المشهورة مَّي زيادة رائدة فن المراسلة وهي كذلك عشقته دون لقاء وماتت عازبةً ولم تلتقي به مرة واحدة وهي تحبه أيما حب وكذلك هو الحب العذري يفعل ما يورد بالناس ومن الحب ما قتل فعلا..وأما الأديب اللبناني ميخائيل نعيمه، صديق وزميل جبران خليل جبران في عالَمَيْ الأدب والاغتراب في أمريكا، فقد أسعفه القدر بالعودة إلى وطنه الأم لبنان بعد طول اغتراب، لكنه لم يسعفه في العثور على شريكة عمر يركن إليها، فتوفيّ عازبًا بعد أن بلغ من الكبر عتيا. وكان أغلبية كبار الفلاسفة عزابًا ومعظمهم لم يتزوجوا؟ نذكر على سبيل المثال لا الحصر:من هيراقليطس إلى أفلاطون إلى ديكارت إلى سبينوزا ولايبنتز وكانط وشوبنهاور.ولا واحد منهم كان متزوجًا. بل وأكثر من ذلك لا يمكن تصورهم كمتزوجين وذلك لأن الفيلسوف المتزوج عبارة عن أضحوكة أو مهزلة ليس إلا في نظر بعضهم للزواج ومعظهم كان ينظر لنساء بنظر آخر». ومن هؤلاء الفلاسفة العزاب أيضًا باسكال، وديكارت، وسبينوزا، وفولتير، وجان جاك روسو، وكانط، وكيركيغارد، ونيتشه، وعشرات الآخرين. وأما عن كبار الأدباء والفنانين الغربيين فنذكر مثلما أبرزهم : ستندال، وبلزاك، وفلوبير، وبودلير، ورامبو، ورينيه شار، وبيتهوفين، وسواهم. والجواب هو أنهم أنانيون من جهة، ومهووسون بإبداع مؤلفاتهم من جهة أخرى لذلك لم أجمح أكثر بالتفصيل عنهم خوفًا منكم من عدم القراءة بحجة التطويل وما أوردته لكم فيه الإطالة الكفاية مع أن الحديث عن العباقرة العزاب لم ينتهي بعد.....
-
*عبد المجيد محمد باعباد

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...