اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

المقامة النقدية ...*عبد المجيد محمد باعباد

⏪⏬
حكى لنا الناقد باعباد عن فلسفة النقاد الذين لا يفهمون فلسفة الأدب ولا يدركون معنى أشعار العرب ويصفون أعظم قصائد الشعر
بالنقص والعيب وهذا من عيب أذواقهم وعجز أفهامهم وضعف سليقتهم وسخف فلسفتهم التي تنبؤ عن ضعف ثقافتهم لأنهم مصابون بجهل الاستيعاب ومرض الألباب وقسوة القلوب وعلى عقولهم ثقوب تسرب منابع الفهم وأمام أعينهم جدران وهم تصدهم عن مقاصد العلم وفي كل العصور التاريخية يتخبطون في تذوق الأدب ويبالغون فهم القريض بنقدهم المناقض يساوون الذهب بالتراب ولا يفرقون بين مرارة الرصب وحلوة الرطب ولا يميزون بين منافع العنب ومفاسده ولا بين فوائد التمر ومضاره وهكذا هم ينقدون رونق القصيد ويقدحون بقداسة الأدب ويرفعون كوم التراب مكان غيم السحاب ويفضلون عصاة الحطب على حصاة القصب ويستبدلون غزارة الخصب بشدة الجدب ويرون الكره حبًا واللين رعبًا والهدوء غضبًا والسكون تعبًا والصمت صخبًا والفرح حزنًا والسعد ندمًا والرخاء شدةً والراحة كآبةً والحرب سلماً وهكذا يبصرون العلم جهلا ويظنون الجنون عقلا وقد انقلبت عليهم الموازين وانعكست من عقولهم السنن والقوانين وتعطلت بصائرهم من الغي وانحرفت البابهم عن الوعي وتغيرت اللسنتهم عن التذوق وتلطخت سلقتهم من التغريب وانعكست فطرتهم عن العروبة وتصلبت قلوبهم بصروف السنين وتغيرت ألسنتهم عن قواعد اللسنيين حتى صاروا يرون كل حسن قبيحا والجميل ذميما والشعر نثرا والنثر غدا شعرا بنظرهم النقدي لا يعترفون بحمقهم هذا يتمادون بالعجب ويدعون نقد الأدب وقد خربوا بنقدهم مدلول الشعر وغيروا مغزى النثر وخالفوا نظام الكون بعبثهم الجنوني وهكذا وصموا الأدب بنقدهم المخفق وانتقصوا مكانة القريض بتأويلهم المناقض وشوهوا قادسة الشعر قديما وحديثا سبوا جهابذة الشعر وفطاحلة القريض واغتابوا نبغاء الزمان وانتابوا نبهاء البيان بقلة أدبهم سبوا أعلام الأدب كامراء القيس والمتنبي والمعري وابن برد وأبو تمام والبحتري وجرير وحسان وزهير وغيرهم كثير وهؤلاء أهدوا حضارة الإنسان فصاحة اللسان وبلاغة البيان والكثير من أمثالهم من الأدباء والشعراء وعلماء العربية في كل زمان ومكان لروعتهم نروق ولأدبهم نذوق وليس شاعرهم عضيمان ولا مبدعهم التنباكي في زمن التباكي والانبطاح وشرود القرائح وتغير الأذواق وانحراف الأخلاق عن مرواءة العرب وفطرتهم السليمة وعقيدتهم الإسلامية بدأت تتقلب عن الامتثال لشرعهم القويم ودينهم المتين ولنعد إلى فلسفة النقد وأقصد أولئك الناقدون الذين يحاولون إظهار العيب بأي وجه كان ولا ينتقدون نقدًا بناءً ويرممون الأخطاء الشعرية مهما كانت ويصوبونها لكن غيرهم يبحثون عن أخطاء الشعراء التي لم يقع بها الشعراء بتاتا بل يحاولون إثبات خطأ ما بحجة نقدهم المفرطة وهذا ما أعنيه هنا أؤمن أن النقص بعقول البشر موجود ولا يوجد كمال للإنسان فالنفس بطبعتها أمارة بالسوء إلا من رحم ربي فكم من جميل هو أقبح شيء على الوجود إن كان منافي لحقيقة الوجود وكم من قبيح هو أجمل الأشياء إن كان من ثوابت الكون وسننه العظيمة فالحياة ليست جميلة بظنك إن كانت أمامك بئيسة وشقية وتعيسة ولكنها جميلة في نظر غيرك إن كانت في نعيم وهناء وسعادة لكن طبعية المعتقدات لها ثوابت وطبيعة الأشياء لها استثناءات وطبعية المشاعر لها متغيرات وطبيعة النفوس لها مزاجات تتغير في كل وقت وحين ومشاعر النفس البشرية ليست مستقرة والمبادئ المعنوية ليست ثابتة بل لها استثناءات فالتذلل في طاعة الله عباده والإلحاح عند مناجاته فلاح كذلك من الذل رحمة عندما يكون في طاعة الوالدين ومن الخوف شجاعة في مواقف الحذر ومن الشجاعة خوف عند الخطر ومن الكذب منجاة في موقف الحرب وعند دواعب الحب ومن الصدق مهلكة في بعض الأفعال ومن السحر حلال عندما يكون في لغة البيان ومن العلم جهل إذا انطوى على الكتمان كذلك السكوت كلام في لغة القبول والصمت كلام في لغة الأحاسيس والإشارة كلام في لغة المشاعر والكلام يتجاوز عن معناه إذا أصبح هذيان ومن العزم هزيمة إذا صار وسيلة إلى الانهزام ومن النجاح فشل إذا زاد عن حد النضج فهناك ثمرة بازغة وثمرة ناضجة وثمرة يانعة فالبزوغ لا زال في أول مرحلة من مراحل النجاح والينوع آخر مرحلة من مراحل النجاح فالوصول إلى مرحلة الينوع هو في الحقيقة فشل وفساد لأنه زاد عن الحد الطبيعي له فكم من ثمرة يانعة يرمى بها في الزبالة وكم من فكرة ناضجة جاوزت حدها فتحولت إلى فكرة متتطرقة وكم من شهوة وصلت إلى حد الترف وانقلبت إلى انحراف بشري وكم من نجاح وصل إلى درجة الشرف ثم تحول إلى فشل معترف به أمام مجتمعات تقترف الجهل بوسيلة العلم وتحارب العلم بوسائل الجهل فكل نجاح ليس نجاحاً كما تظن أبداً إذا جاوز الحد الطبيعي عن شكله وهو النضوج لذلك يجب أن تقوم الأشياء والمعتقدات والتصرفات والأقوال والأفعال على مستوى واحد وهو الوسطية لا زيادة فيها ولا غلو ولا نقصان بل الوسطية هي تمام كل بنيان حتى في الجمال إن زاد عن حد الوسطية وما زاد عن تبهرج الجمال فهو ماذر عن نظر العين لأنه زاد عن تبهرج الجمال وتحول إلى منظر مزعج بكثرة الأوان التي أخرجته عن حده الطبيعي وكم من مذاق حلو يتحول إلى ماسج في طعم اللسان لأنه إزداد عن حد الحلوة الطبيعية عندما تتذوق شيء حلو وتتذوق بعده شيء آخر حلو يفسد المذاق عندك لأنك خلطت شيئين ذو طعم واحد لذا ينبغي الأخذ بمبدأ الوسطية في كل شيء حتى في النقد يجب التوسط والاعتدال فإني أوصل رسالة نقدي الآن إلى الشعراء والأدباء في كل قطر إلى أولئك الذين يقرؤون مقامي هذا وهو جدير لمن فطن وفهم وشطن أيها الربع الأدبي في نادينا العدني وفي وطننا العربي أعيروني أذآنكم الوتسية وأذهانكم الحسية وأوطنوني أدب الجنسية وأهلوا بأخذ هذا الجناب ،وفلوا عني حد كل ناب فإني منذ ظهرت على هذا المطل الإكتروني من على شاشة تلفوني أقرأ أشعاركم على صفحات الفيس أو في منتديات الوتس وعلى مجموعاتكم الأدبية الإلكترونية اتابع إبداعكم وأتأمل بتمعن شامل وأطالع مطالعة مشعمل بعين المدى لعلي أقتطف معنى أو أجد على المنتدى هدى فإني أقرأ منشوراتكم وقصائدكم وكتاباتكم وهي جميلة فعلا لكن لا بد للجمال من نقاوة والبيان من حلوة والكلام من طلاوة فأين تكمن هذه الإصالة وتتمحور روعة النقاوة ؟سأقول لكم بحقيقة وفكرة صادقة فهي من باب الحث وليس من قبيل العبث الفكري أو هوى الأهواء فما نريد إلا الاتزان بالفكر الأدبي الحصيف وتمييز الفكر الناضج عن الفكر المزاجي فالحق عندي أطلب وأغلب وقول الإنصاف أتعب فكما قيل أن الصراحة راحة وأنا أقول ومن الوقاحة رجاحة في مواقف حرجة ومن الضيق تتسع مساحة السير وبعد العسر يسر فربما نفعت المخالطة ونقي المريض بالمغالطة وقد تشفى الأجسام بالعلل ويستأصل العضال بالبتر ويشق الحبل صخر الحجر ويتقى شر القريب بالحذر وينفع الغريب بالثمر ويغنم من العدو عند الخطر ومن الراحة ما يقتل ومن الذكاء ما يفشل وكم من يعقل وبه صمم ويصم من هو كامل النعم وقد يكون من الشر نعمة ومن الخير نقمة فلا يفهم معنى الوجود إلا متدبر ولا ينال النجاح إلا الصابر المحتسب وعلى ذلك تقاس الأحجام بالسنتي متر كذلك الأفكار بالمتر المربع في قياس الإبداع وما هو أدنى من ذلك في حجم فهم الأذهان ولما كان العقل يتصف بالهوى هوى آدام فغوى وقد حذر من قبل ذلك لكن هي الأهواء تجر العقول خلق الإنسان من عجل لذلك المنهج الصحيح هو الوحي الرباني وشفاء القلوب الكتاب القرآني والطريق المستقيم ما أنزلته السماء من شرائع غراء ترشد البشر طريق الحق من أجل إتباعه فلا يتحمل أعباء الحياة إلا المحتسب كما ينفي الجهل كل ذي نسب وكذلك العلم يرفع من ليس له نسب وتقاس القلوب بالتقوى كم تتهذب النفوس بالزهد والعقول تتصف بالخطأ ولا يوجد هناك عقل مكتمل بل هناك عقل متؤمل وعقل متدبر وعقل متكبر وعقل متساهل وعقل متكاسل وما هنالك من الصفات التي تتسم بعجز العقل فما أردت إلا نقع أثير الصدق وتبيين طريق الحق فطعم الحلو لا يتساغ عذبه إلا بعد المر فلو قلت لكم أن منتداكم بارد وأدبكم خامد وقصائدكم يتيمة ولا تساوي قيمية ومنشورتكم عقيمة ومقالاتكم رميمة من حيث الأفكار السطحية وإن كانت صياغتها فصيحة أو كلماتها مليحة ولكنها لا تسبر غور المعارف بل تثبت هيجان العواطف في جوانب تختلف عن نضجة الأفكار التي تحمل فائدة قيمة وفكرة عظيمة توصل رسالة واضحة أو تبين معلومة مبهمة أو تثير همة راقده أو تشبع بصيرة فاقدة أو تذكر معنى مسألة أو ترسم حكم أدبية أو توضح دروس تهذيبية وتعالج أمور عجيبة أو ترشد عقول غبية أو ترد ضمائر غائبة ومن خلال الملاحظة لكتاباتكم وإبداعاتكم هي جميلة بالفعل ولكنها دائما تدور في قوقعة المشاعر الذي يهيم بها كاتبها ليثبت شعور ينقصه أو أمر يناغصه أو جال خاطره في شأن يخصه فيثبت وجع يكابده وعجز أقهره وحب يسهره فأظهر في نصه ما ينقصه من فكر ناضج بل هو شعور مزاجي يسيطر على ذهن المبدع أحيانا ويكتب ولا يعلم ما سيقدم نصه من ثمار لذلك تحتم على جميع الأشعار في عصرنا العجز التعبيري الخالد من معاني جزيلة وحكم عظيمة سارت منطق كل لسان في كل زمان فإن من البيان لسحرا ومن الكلام لسكرا ومن القريض لخمرا ومن الكلام ما يشبع ويهل ومن الطعام ما يسقم ويعل وذلك هي الحكمة الأدبية التي ذاق معاناتها كل شاعر صنديد وأديب فحل لذع في طعمها وانصاغ في مصرعها فانصاع صريع فحواها فصورها للقارئ بدهشة الخيال من نبعه العذب السلسال الذي يجري على مجرى الكلام ومآخذ الأفهام فنقش معاناته في الأذهان فصارت أبياته مضرب الناس وحكمة لكل زمان فهؤلاء هم قليل جدا أمثال المتنبي وأبو تمام وأبو العلاء وبشار بن برد وأبو البقاء وووغيرها من الذين سارت أبياتهم تجري على كل لسان وطارت بها الركبان في كل عصر وهذا هو الأدب الحي الذي لا يبلى على كر الدهور بل يعاصر كل العصور لماذا لأن أصحابها قالوها بلسان مصقع وقلب مخلص متوجع وعندهم قوة الكلمة ووحدة الفكرة وعمق المعنى وسلاسة اللفظ وبعد الخيال ودقة التصور وذائقة تصهر تراكيب اللغة فتحولها إلى حكم بصورة حقيقة مكبرة مساوية لحجم الإبداع عشرات المرات لماذا لأن بيت واحد منها يساوي مئات الدياوين وذلك لاختزالها دروس الحياة ويأخذها المستمع بسلاسة وتحفظ في الأذهان بسهولة لماذا لأنها تحتوي على فكرة ناضجة ووقائع حياة متجددة يمر بها كل الناس في أي عصر لذلك كان على كل خطيب أن يتفوه بها وعلى كل مؤلف أن يبتدأ بها وعلى كل فقيه أن يقتبس منها وعلى كل أديب أن يدوب بجمالها فهذه الأبيات هي مراجع للأدب العربي ولا أستطيع حصرها لكم ههنا بل سأذكر واحدا منها لشاعر أسطورة الأدب جميع أبياته هي دروس حياة وحكم جزيلة معاصرة في كل زمان إنه المتنبي يقول :بذا قضت الأيام ما بين أهلها *مصائب قوم عند قوم فوائد..يا لجمال هذا البيت فيه درس عظيم من دروس الحياة فالمتنبي لم يصدر هذا البيت عن عاطفة عابرة أو مزاج مغاير لواقعه مرت به بل كان له فهم مسبق عن هذا الشيء حتى صوره وركبه بيت شعري جميل قد يقول قال منكم من أين يأتي الفهم المسبق أقول لكم من خلال القراءة والاطلاع والانتقاح وأخذ معلومات سابقة يدركها العقل فيحولها صاحب الملكة إلى قطعة حلوى عذبة فالمتنبي لم يقل هذا البيت جزافا بل هناك بنية معرفية عن ذلك الأمر فلو قلت لكم أن المتنبي اقتبس بيته هذا من آية قرآنية فهم معناها فحولها إلى بيت شعري الآية تقول..(إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وقل عز من قال (إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ ۖ وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا) فالمتنبي من خلال فهمه المسبق اقتبس هذا المعنى فبنى بيتا جميلا وصار حكمة عربية وقالَ المتنبّي في معنى قولِهِ تعالى (ومَنْ أضلّ مِمّنْ يدعو مِنْ دونِ اللّهِ مَنْ لايستجيبُ لهُ إلى يومِ القيامةِ وهم عن دعاءِهم غافلون & وإذا حُشِرَ النّاسُ كانوا لهم أعداءً وكانوا بعبادتِهم كافرين) :

لستَ المَلومَ أنا المَلومُ لأنّني

- - - أنْزَلْتُ آمالي بِغَيرِ الْخالقِ

فلو نظرنا إلى الشعراء الذين لحت أسماؤهم سماء الأدب العربي وشابوا عن الطوق لم تكن أبياتهم إلا ناتجة عن فهم مسبق ووعي ناضج ومثلا قالَ الشّاعرُ في معنى قولِهِ تعالى (حتّى إذا جاءَ أحَدَهُمُ الموتُ قالَ ربِّ ارْجِعونِ لَعَلّي أعْمَلُ صالحًا فيما تَرَكتُ) :

ولَيسَتْ عَشِيَّاتُ الْحِمَى بِرَواجِعٍ // عليكَ ولكنْ خَلِّ عَينيكَ تَدْمَعا..

وقالَ الشّاعرُ في معنى قولِهِ تعالى (وهَلْ أتاكَ نبأُ الخَصْمِ إذْ تَسَوَّروا المِحرابَ إذْ دَخَلوا على داودَ فَفَزِعَ مِنْهُم) :

عَجِبْتُ لِمَسْراها وأنّى تَخَلّصَتْ

- - - إلَيَّ وبابُ السّجْنِ بالقُفْلِ مُغْلَقُ

وقالَ الشّاعرُ آخر في معنى قولِهِ تعالى (والباقياتُ الصّالحاتُ خيرٌ عندَ ربّكَ ثوابًا وخيرٌ أمَلا)

وإذا افْتَقَرْتَ إلى الذّخائرِ لَمْ تَجِدْ ذُخْرًا يكونُ كَصَالحِ الأعْمالِ

وقالَ شّاعر آخر في معنى قولِهِ تعالى (تَحْسَبُهُم جميعًا وقُلوبُهم شَتّى) :

النّاسُ أحْلامُهُم شَتّى وَإنْ جُبِلوا

- - - على تَشابُهِ أرواحٍ وأجْسادِ

أحلامهم : عقولهم

جُبلوا : خُلِقوا

ومثلا بيت الشاعر إدريس جماع ان حظي كدقيق فوق شوك نثروه ,,, ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه صعب الأمر عليهم ثم قالو اتركوه ,,, ان من اشقاه ربي كيف انتم تسعدوه!!! فمن الواضح أن جماع كان على فهم مسبق حين قال هذه الأبيات فلاحظوا معي بدأ بقول إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه صعب الأمر عليهم ثم قالوا اتروكوه وكأن إدريس اقتبس معنى بيته هذا من هذه الآية الكريمة مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ ۖ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ ۖ لَّا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَىٰ شَيْءٍ ...سأكتفي بما ذكرت لكم من أبيات عن الفهم المسبق فهذا هو بحثي أجمعه ولا زلت أدرس معاني الأبيات المخود من آيات الكتاب ريثما أكمل ذلكم سأطلعكم عليه فإني وجدت أكثر وأشهر الأبيات مقتبسه من القرآن الكريم وذلك لفصاحته وبلاغته وقوة كلمته كيف لا وهو كتاب الله ...فإن مثل هذه الأبيات ما كنت جميلة إلا لأنها احتوت على فكرة ناضجة ولغة صاخبة وحكم عابرة في دروب الحياة صورها الشاعر ليس لأنه يشعر بها وحده بل يشعر بها كل الناس معه فصارت نفائس معاصرة وحكمة ظاهرة على حقيقة الأمور حتى أن القارئ يقرأها فيشعر بنفس الشعور الذي أثار صاحبها وما أود قوله ما يقنص الشاعر في عصرنا هو أسلوب لغته ونضج فكرته التي دائما لا تنتج حكم بل تتبلور بشعور عاطفي من غير فهم مسبق لا ينتج بيت صاخب بحلوة اللفط وجزالة المعنى ومتانة البنية الشعرية وفصاحة الحرف الذي يعاصر الحياة فمثل هذه الأبيات لا تحتاج إلى حفظ فهي تحتفظ بنفسها وينطق بها كل الناس فهذا هو الأدب المحلق على مر الزمان فحقكم كما قيل خير الكلام ما قل ودل فبيت واحد جميل أفضل من مائة ديوان وحكمة عذبة أفضل من دياوين مكتبة والحمد الله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى ..

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...