اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

ديوان " تلابيب الرجاء" ...*للشاعر والأديب السوري مصطفى الحاج حسين

⏪ قراءة من المغرب الأقصى لشلال جمال متدفق

*بقلم الكاتبة : مجيدة السّباعي 

ألف تحية وسلام لهذا الدفق الشعري العذب السلسبيل، لهذه النوتات السحرية ، والمعزوفات الأنيقة المبهرة ذات الجمال الخرافي،
المتدفّقة بهاءً والمنهمرة سحراً والمذهلة صدقاً، لشاعر قديراستثنائي، ضليع في الحرف العربي الجميل، جادَ به الزمان مرّة واحدة وعزّ بمثله، ارتشف رحيق الإبداع الخالد حتّى النخاع ، وتربع مزهواً عرش الإبداع
الشعري، إنه الأديب مصطفى الحاج حسين ، فكيف يا ترى سيخشى النزال؟ وهو يحلق مهاجراً على صهوة السحاب بأجنحة سناء في فضاءات بديعة ، يتأرجح على هودج القصيد المذهل؟!!!
يقول في قصيدته (( مملكة النّدى )) التي بثها في هذا الديوان :
وتكشّفَ رمادُ النّدى
في بحّةِ الآنداءِ السّقيمةِ
الجرحُ يتلظّى بملحِ المرارةِ
الأرضُ تثغو لنارِ الخيبةِ
في ارتجافِ غربةِ المعنى
يرتطمُ بي حائطُ الوقتِ
يسألني عن عمرِ التَّنهيدةِ
يجيبُ عنِّي السّدى السَّرمدي
غبارُ الذّكرياتِ يدقُّ لي
أعمدةَ السَّديمِ
لأعلّقَ عليها جثثَ المسافاتِ
القاتمةِ
في فضاءِ صمتي
تتآمرُ عليَّ الظُّنونُ
تريدُ أحشاءَ ينابيعي

ينكروني الماءُ الموّزعُ
على عشبِ لهاثي
حينَ يقطرُ خراباً
فوقَ وميضِ اشتهائي
أسابقُ أجنحةَ الهاويةِ
أعدو صوبَ تِلالِ الغيومِ
لي شفقٌ هناكَ
سأدثّرُهُ بأعطافِ هواجسي
وأزيلُ الموتَ عن يباسِ الضُّحى
أضحكُ من قهرٍ تخلّصتُ منه
ومن صحراءِ الجنون .
نعم بسخاء حاتميّ أهدى ديوانه، فجاء جميل القسمات شفيفاً ثريّاً بقصائد حبلىٰ بالبهاء، مضمّخة بشذىٰ الياسمين، موشّاة بمسك الليل حالمة بلون الجلنار، ثملة بهمسات لا كالهمسات، بل تغار منها كلّ الهمسات .
ويقول في قصيدة هي ملحمة من ملاحم الهمسات العذبة المؤلمة في آنٍ معاص :
(( عبّأتْ جيوبَ الليلِ بالهمساتِ
وأهدَتْ نوافذَ القلبِ
الدّفءَ والحنان
وَزَّعَتْ في صحراءِ الوحشةِ
شتائلَ الأملِ والزّعفرانِ
وصارتِ الأيّامُ تبتسمُ
ما عادَ للشّكوى مكان
ولا عادتِ الوحدةُ ترثي نفسَها
أخذتْ كلّ السّهوبِ
سرقَتْ كلّ الدّروبِ
واستحوذتْ على كنوزِ الينابيع
وباعَتْكَ برخصِ الكلامِ
صارتْ تتوارى خلفَ الأعذار

وما عادَ عندَكَ سماءٌ لتحلِّقَ فيها
ولا أرضٌ لتمشيَ عليها
رَمَتْ قصائدَكَ إلى الهاويةِ
صارَتْ تملكُ أجنحةً
من نسيجِ أصابعِكَ
لتحلِّقَ فوقَ جثّتِكَ
وترفرفَ بفجورٍ )).
فقد حمّلها همومه وهواجسه ، وترنّم بها لكلّ الدنيا، لمّا تعمق به الألم ،وتمدّد على كل مساحات روحه ، وعصفت به مشاعر الأسىٰ ،فحاكها بتفانٍ وطرّزها بحذق وزخرفها بكلّ تفنّن، مذهلة تلوك الوجع ، وتضمّد ندوب الزمن وأعطاب القدر، وتسطّر نبض الحياة بإصرار واستنكار لواقع طافح بالأسىٰ ومكتظّ بالألم ، بها نحت سحر اللقاء الواعد كنور الفجر شكله متوهّجاً مزغرداً
لقد ناغىٰ وترَ حروف أرهقها الصدق والتعلّق بتحليق مجنون إلى متخيّل ثمل، فانقادت له طيّعة تعزف على تلافيف قلب مهشّم، وديعة تحلم بالعودة إلى ياسمين حلب ، لكنّها منكهة بطعم الخيبة والألم ، فغنّىٰ بها وطنا يعشقه حدَّ الهذيان وذكرىٰ تحاصره أينما ارتحل ، زفرات روح تحترق أضناها الشوق ، وحنينا لا يكفّ يجترّه مرّاً، بها يلملم شظايا الروح ، ويعدّ آهات الوجع ويرشّ الجمال على مسامات القصيد، كلّما دقّ النبض واستنشق الحياة وتملّىٰ بالنور، فلايسعه إلاّ أن يضمّد بها الندوب ، ويمسح بها دمع ليل حارقاً لما يفيض القلب وتتأجّج المشاعر، لكن لا يغفل أن يعبّئَ القلب بشموس آمال لا تنطفئ ، ويزرع سنابل رجاء متواصل لغد قريب مشرق وفجر متدفّق، فمن تمسك بحياة يرسمها الإصرار، بالجدور بالأرض بالتراب، ورأى الوطن كلَّ الوجود والباقي عدماً صقيعاً ،استحقّ الحياة وطاب له الكفاح ، وأثمرت له المساعي .
قصائد كلّ هذا الديوان ملحمية ’ فلا تكادُ تقفُ عندَ قصيدةٍ إلّا وتحكي لكَ ألفَ رواية ورواية ’ بلغةٍ شعريّةٍ أخّاذة ’ يلخّصُ فيها مأساةَ حكايةَ وطنٍ ورواية عُمْرٍ ’ يقول في قصيدة ( وصيّة ) :
(( سيضحكُ الدّربُ أخيراً
حينَ تَتَلقّفُهُ خطواتي
سيجنّ غبارُ اشتياقي
وتتنفَّسُ أحجارُ الطَّريقِ
بعدَ انتظارٍ خانقٍ
شَابَتْ منهُ النَّسماتُ
وَتَوَجَّعَ قلبُ السّرابِ
ستستقبلني التّعرُّجاتُ بالشّذى
وتهمسُ لي المنعطفاتُ
تُعْرِبُ عن ترحابِ العُشْبِ
الأرضُ تذرفُ حنينَها
وتبتلُّ غصّةُ الأشجارِ بالندى
وسينزاحُ الهمُّ عَنِ السّماءِ
حيثُ الشَّمسُ تغتسلُ
بعدَ كربةٍ من احتقانٍ
وستحملني العصافيرُ
تَهَبُ لي أجنحَتَها
لتسابقَ قلبي الفراشاتُ
ويكونُ الهواءُ موسيقا
وتَتَبَادلُ السّحبُ البيضاءُ
التّهنئةَ
تزغردُ أوجاعُ الأفقِ
وأنا أحتضنُ التُّرابَ
سأبكي عندَ البوَّابةِ
وأصافحُ دَبيبَ الحياةِ
مدينةَ أنفاسي
سأعودُ
وإن كانَ دمي مسجّى
وإن كانتْ روحي تالفةٌ
نَخَرَهَا الاشتياقُ
لو كنْتُ حفنةَ رمادٍ
أوصيكُم أن تذروني
\من ذروةِ قَلعَتِكِ
يا حلب . ))
بالله عليكم ’ أليستْ هذه القصيدة ملحمة مختزلة مكثّفة لمدينته التي عشقها
ويتناغم باسمها وهو في غربته ؟.

إنها استراحة روحية لحروف ملحمية تلج سويداء القلب ، فتهزّ الكيان وتوقظ الحسّ ، تبزغ بجمال متفرّد، تطلع قمرا يطلّ وسط الدياجير، ترفل تتبخترتهمس ولكن لا تحاكــــىٰ ، إنها ليست عادية البتّة ، إذا قرأتها تحفظها كالعهد وتقرأها بإحساس قوي ، لكن
كلما ارتويت منها يتضاعف العطش فتستزيد وتستكثر .
-
*مجيدة السباعي
المغرب

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...