⏪⏬
تهوى العين من يعجبها ... ويهوى العقل من يفهمه ... أمّا الروح فلا تهوى إلاّ من يُشبها ... وهو كذلك تماماً .. يعجب به كل من يقع نظره عليه .. ومن السهل أن يهوى عقل كل من يلتقيه لسلاسة فهمه وببساطة طبيعية لكل الأمور .. وسره أن كل من يلتقيه يشعر
بتقاطع مع أفكاره الذكية ، رقيه .. بساطته .. تواضعه .. عمق إنسانه ، وكأن تناغماً بالروح يحدث بينه وبين البشر ممن يرددون عبارة " كم يشبهنا " .. إنه الحبيب القديم .. القريب الدائم من عقلي وقلبي وروحي ، وكل من عرفه النجم العربي والمخرج الكبير الرائد المؤسس سليم صبري ، الذي استحق أن ألقبه بـ " عراب النجوم " ، وذلك لفضل الكبير في إطلاق الخطوات الأولى لكثير من المواهب ممن أصبحوا فيما بعد نجوماً في عالم الدراما السورية والعربية .
وكنت أهوى ولا أزال تلك الأيام التي جمعتنا في كواليس الحياة .. وفي شوارع وأزقة الدنيا .. في نقابة الفنانين المركزية .. في المسارح .. في الإذاعة والتلفزيون .. وفي مواقع التصوير .. وفي كل مرة يشعرني ببهجة لم يسبقه إليها أحد في لباقة استقباله ونبرته اللطيفة الراقية المحبة ، والطريفة بروح الدعابة الأنيقة المعروفة بشخصيته المحببة ، مكرراً عبارة " أهليييييين بربك " .. وفي كل مرة لا بد من أن أتعلم من خلاصة تجربته الثرية التي تضيف لتجاربي المعنى العميق وفهم لعبة الفن والحياة .. وعلى سبيل المثال .. إذا كنا في الطريق الواصل بين ساحة الأمويين باتجاه السبع بحرات حيث ننعطف منها باتجاه بيته يساراً أو باتجاه شارع بغداد فنصل إلى النقابة المركزية .. يسمعني حكايات طريفة عن الناس دون أن يتوقف عند مشاكل أحد أو أن ينتقد أحد ، أي يعكس بسمره الطاقة الإيجابية المطلوبة في كل لقاء .. ولأنني أستمتع حقاً بتلك الطاقة والتي تدفعني للاشتغال على شخصيتي بطريقته ، كنت أعتبره مرجعاً للحب ، وخاصة أنه في كل لقاء يطمئن فيه وبطريقة غير مباشرة على أيامي وما أنتجه في مجالات الفنون الدرامية كان هدفه أن يدفع بدفة عجلتي نحو الجد والاستمرار في كتابة الأعمال الدرامية دون أن ألتفت إلى الوراء .. وكم كنت أكبر بأرائه الطيبة حين يثني على تجربتي بعد أن أنهل من مخزونه المعارف الموسوعية التي لم يبخل يوماً في تقديمها ..
ذات مرة .. وفي الفترة التي تسلم فيها منصب مدير مديرية الإنتاج التلفزيوني ، كشف لي عن عدم رغبته بالعمل في أي منصب كان .. ليس بسبب انشغاله بأعمال درامية كثيرة .. أو بسبب الصلاحيات .. أو بسبب العداواة التي تخلفها المناصب .. وإنما لرغبته بالعمل طفنان دون توقف ، وأن العمل الإداري ومن وجهة نظره يسرق الأيام ويؤطر عملية الفن في داخل الفنان .. كما أن الكثيرين ممن يسعون لتلك المناصب لحاجتهم لها فيكبرون بها ، أما هو ليس بحاجة لأن يجلس على تلك الكراسي .. وكم كان ذلك الرأي له تأثيره في حياتي حول من يسعون للجلوس على الكراسي ، وكيف يفكرون .. ويسلكون لتحقيقها ، في الوقت الذي يتنحى الكبير وبكامل رغبته عن المنصب الذي أحرج باستلامه..
وذات مرة أخرى .. راح يحدثني عن السلام الداخلي الذي تعيشه زوجته الفنانة الكبيرة سناء دبسي ، وكيف تستطيع أن تعكس ذلك السلام في حياتهما ، مما يجعلهما يعيشان أسمى لحظات الحب والطمئنينة .. وكـأنه يدعوني بطريقة غير مباشرة للسلام الداخلي المطلوب من كل إنسان لأتجاوز لحظات الغضب التي دفعتني للتعبير عن استيائي من أفعال أحد الفنانين أثناء التسجيل الإذاعي قبل خروجنا من مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ..
أما إذا التقينا بالمصادفة .. وكم تكررت تلك المصادفة أمام البنك المركزي .. أو قرب دار السلام .. أو في شارع العابد .. أو شارع الباكستان .. أو في الصالحية .. أو الشعلان .. وجميعها أماكن قريبة من بيته ، فيقصدها للتسوق .. ومع الأيام التي رافقته في بعض تلك الأماكن .. كنت أكتشف تدريجياً شغفه للحياة .. وبحثه عن خفاياها في وجوه الناس .. فمرة يحكي لي عن صباحات الشام وناسها أيام زمان .. ومرة عن أسواقها والصدق الذي يتعلمه الأجيال من تجارها وأصحاب محالها .. ومرة عن أهمية علاقة الأبناء بالأهل .. ومرات كثيرة يؤكد فيها معاني التسامح ، وأن الإنسان العاقل هو من يسعى لرزقه ولا يتكبر كما هو حال بعض الفنانين الذين ما أن عرفهم الشارع تكبروا وتجبروا .. ولا أنسى ذات مرة كنا ننزل فيها درج نقابة الفنانين المركزية في شارع بغداد ، باتجاه بيته القريب ، فحدثني عن أخطر ما في الحياة .. الكذب .. وكم من الأشخاص الخطرين يحومون حولنا ويفرضون أنفسهم علينا في كل يوم ... وكان يمتعه الحديث عن الذين يعتز بهم ولا يخطئون فيعتبرهم القدوة وعلى سبيل المثال : الفنان الكبير الراحل عدنان بركات ، والفنان الكبير محمود جركس أمد الله بعمره .. فحدثته عن وصية ست الحسن " القديسة أمي " لي حين حذرتني يوماً من الوقوزع بالخطأ ، بقولها : إن أسهل أمر هو أن تقع بالخطأ .. وكم من الصعوبة أن لا تخطئ في حياتك ، وأن الأنانية سبب لكثير من الأخطاء والشرور .. فأكد الكبير سليم صبري مقولة حبيبتي أمي في الدعوة للمحبة التي تخلصنا من الأنانية .. أي كما عرفته يعيش الحياة ببساطة ودون تعقيدات ... وكما كان يقدم لي مفهوم عن هوايته في الرسم التي يشبهها بالخلق في التعامل مع متعة الخطوط والألوان ..
-- في إحدى التسجيلات الإذاعية لمسلسل من تأليفي ، كان من أبطال شخصياته ، لاحظته يراقبني باهتمام وأنا ألتقط كعادتي بعض الصور لأوزعها مع الأخبار على الصحافة، وما انتهى التسجيل .. وخرجنا معاً .. همس لي :
- هل تعرف ما هي هوايتي منذ طفولتي ؟ .
- الرسم .. ولوحاتك الحلوة الموزعة على جدارن بيتك تقول ذلك .
- غير الرسم ؟.
- فن التمثيل .. ومن قبل ما أولد .. وطبعاً بعدها الإخراج .
- أجمل هواية أحببتها منذ صغري يا عزيزي .. التصوير الضوئي ..
- الفوتغراف ؟! .
- وأعتبرها معيار لتسجيل اللحظة .. ليس المهم كم من الصور تلتقط .. المهم كم هي اللحظات المناسبة التي تسطيع أن تضغط فيها على مكان التصوير فتسجل لقطة جميلة الإحساس .. الظلال .. مصدر النور ... إلخ .
-- في مسلسل الحب في زمن الأنترنت .. كنت في حالة قلقة من طبيعة الأجواء الأنانية التي سادت كواليس التصوير .. وكنت كلما أنظر إليه مبتسماً ، أشعر بقوة استمدها من روحه العذبة فأتجاوز حالة القلق والتوتر ..
وتكررت الحالة في مسلسل " الزيزفون " حين وصلنا إلى مطار دمشق الدولي لتصوير بعض المشاهد ، وحدث توتر ولغط بين فريق العمل ، وما أن وصل بهي الطلة أستاذ سليم ، وبكلمات قليلة منه تحولت الأجواء المشحونة إلى ود وسلام ورغبة في الإنجاز من قبل الجميع وبمساعدة لطيفة من إدارة وفريق عمل المطار ..
وأيضاً في مواقع تصوير أخرى بدمشق واللاذقية كنت ألحظ حين يكون حاضراً في مشاهد التصوير ، كيف تكون أجواء الحماسة والدعابة في لحظات الاستعداد للبدء بمشهد جديد ، وكيف تتحول إلى حالة من التركيز والجدية مع البدء بعملية التصوير .. وكيف تفتر الهمم عند الكثيرين في غيابه ، فيرددون عبارات تعبر عن أهمية وجوده بل ضرورة وجوده في مشاهد ممثلين كثر يستمدون منه قوة الحضور فترتفع سوية أدائهم .
وكم من مرة تساءلت في نفسي عن سر ذلك الحضور المؤثر والجذاب ، وتأتي إجاباتي تقليدية ، فأقول بلسان حالي : أنه يعود ذلك لتربيته الحسنة .. حميد أخلاقه ، دربته في اللطف والظرافة .... إلخ ... إلى أن جاء يوم أصور فيه سيرة حياته ، ضمن سلسلة الأفلام التوثيقية " موانئ " التي أنجزتها عن حياة المبدعين من صناع الدراما ، وفي مشهد يعبر فيه في الطابق الثالث بمبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ، طلبت منه أن يلقي نظرة على الصور المعلقة على جدار الممر ، وعندما بدأ تعليقه على صور الرواد .. بعبارة محكمة ودقيقة وعميقة المعنى في تأملاته لكل صورة على حدى .. والكاميرا تتابعه .. عرفت تماماً أن الحياة تكمن في تفاصيلها .. وأن ما كسبه من تأثير وتأثر يعود إلى تاريخه العريق مع أسياد الفن .. الأوائل من الكبار المؤسسين (صباح قباني ، سليم قطايا ، الأمير يحيى الشهابي ، نهاد قلعي ، دريد لحام ، عمر حجو ، علاء الدين كوكش ، غسان جبري ، جميل ولاية ، خلدون المالح ، ثناء وثراء دبسي ، منى واصف ، هالة شوكت ، نجاح حفيظ ، يولاند أسمر ، غاده مردم بك ، مهران يوسف ، د . البيجيرمي ، وصفي المالح ، ياسر المالح ، هالة أتاسي ، ماريا ديب ، عواطف الحفار اسماعيل ، سهيل عرفة ، صباح فخري ، هيثم كواكبي ، عبد الرحمن كرزون ، حسني أبو جيب ، حبيب عبود .... إلخ . ) .
** الكبير سليم صبري .
ولد 1 يونيو سنة 1941م بدمشق .. ومن كلية الحقوق، كانت بداية مسيرته الفنية عام 1958 من خلال المسرح الجامعي بدمشق، مع أول مسرحياته “بيت الدمية”، للكاتب النرويجي هنريك إبسن .. ثم شارك فرقة المسرح القومي، وفيه قدم أول مسرحياته من خلال مسرحية مروحة الليدي وينرمير، فيما بعد توالت أدواره المسرحية ففي عام 1963، قدم عرض مسرحي بعنوان مدرسة الفضائح وفي العام التالي كان له مسرحية تحت عنوان الأخوة كارامازوف ، وفي عام 1965، كان له مسرحية لكل حقيقته ,أما في عام 1966 فقد قدم مسرحية عرس الدم، وفي هذه السنة كان له أول إخراج مسرحي لمسرحية تحت عنوان البيت الصاخب، والمسرحية قدمت على خشبة المسرح القومي، وألف المسرحية الكاتب السوري وليد مدفعي، كما أخرج صبري مسرحية الخاطبة في عام 1968، وقدم صبري مسرحيتين هما الرجل الرابع والتنين، وترك نجمنا بصمة في المسرح السوري.
وكانت أولى تجاربه في السينما بفيلم (خياط السيدات) عام 1969، ثم فيلم (كفر قاسم) عام 1974 ، ثم غاب عن السينما لحوالى 24 عاما، ولكنه لم يغب أبدا عن قلوب محبيه، ليعود لهم من جديد في فيلم نسيم الروح، وبعد حوالى عشرة أعوام ظهر في فيلم الليل الطويل في عام 2009.
كما كلف بإنشاء مديرية للإنتاج التلفزيوني تابعة للتلفزيون العربي السوري وكان أول مدير لها.. وأيضا أنجز أول مسلسل تلفزيوني ملون في عام 1979 تحت عنوان حارة الصيادين.
شاركة في عام 1984 في مسلسل حرب السنوات الأربع، إخراج هيثم حقي، لتتوالى أعماله، بأن بدأ بالظهور كأحد أبرز نجوم الدراما السورية في مسلسلات يصعب حصرها ، نذكر منها: 2020 – مسلسل الجوكر بدور (هادي) و بروكار بدور(أبو الحسن – ضيف شرف) و بورتريه مسلسل [ﺟﺎﺭﻱ ﺇﻧﺘﺎﺟﻪ] و كضيف شرف في حارس القدس
عام 2019: بدور مأمون في ناس من ورق.
2018: رائحة الروح، مسلسل وحدن.
2017: سنة أولى زواج ومسلسل عطر الشام ج2.
سنة 2016: مسلسل العراب: تحت الحزام ودومينو، عطر الشام ج1 ومسلسل مدرسة الحب، ومسلسل نص يوم.
سنة 2015: العراب وباب الحارة ج7 بدور أبو حاتم/بهجت الشامي، ومسلسل دنيا 2015 وعناية مشددة بدور كمال
2014: باب الحارة ج6 وبواب الريح وبدور حمام شامي بو صخر
2013: بدور أبو وضاح زمن البرغوت ج2
2012: مسلسل الشبيهة وبنات العيلة ومسلسل ما بتخلص حكايتنا
2011: بدور الزعيم أبو الدهب في مسلسل الزعيم، مسلسل المنعطف و ولادة من الخاصرة
2010: الصندوق الأسود، تخت شرقي، قيود الروح ومسلسل وراء الشمس بدور رياض وكان له بصمة في نفس العام في فيلم رسائل في الهواء
سنة 2009: شارك في فيلمين الليل الطويل ولكل ليلاه ومسلسل رجال الحسم بدورهنري وزمن العار، وعن الخوف والعزلة بدور نجيب ومسلسل موعود
2008: اسأل روحك، أصعب قرار والخط الأحمر بدور اللواء عمران بركات ومن أعماله نفس العام أهل الراية ج1، حارة ع الهوا، رفيف وعكرمة، شركاء يتقاسمون الخراب، عندما تتمرد الاخلاق، غفلة الأيام وهيك تجوزنا ونفس العام شارك بفيلم حسيبة
2007 – مسلسل أسير الانتقام، وفي دور أبو جلال في رسائل الحب والحرب، زمن الخوف، سيرة الحب بعدة شخصيات، وشارك في فيلم حادثة على الطريق
2006 – مسلسل أحقاد خفية، وبدور سالم الأزهري أبو رائد في أسياد المال ومسلسل الزيزفون، بدور القاضي عبد الجليل في مسلسل القضية 6008 وأهل الغرام (ج1)، ندى الأيام، وبدور أبو الجود في وشاء الهوى وشارك في نفس العام في فيلم ﻗﺼﻴﺮ زيارة خاطفة
2005: مسلسل أشواك ناعمة، بدور فاخر الحب في زمن الإنترنت، حاجز الصمت.
2004: مسلسل أحلام كبيرة، أزواج وفي دور أبو أكرم بالتغريبة الفلسطينية، الخيط الأبيض، المدير العام وأهل المدينة، عالمكشوف كضيف في حلقات متميزة وفي دور متميز في مسلسل عشتار، عصر الجنون.
2003 – مسلسل الداية، الشتات وبدور كريم في ذكريات الزمن القادم وشارك بفيلم رؤى حالمة
2002 – مسلسل أبناء القهر وفي دورمالك في الفصول الأربعة ج2، ورود في تربة مالحة
2001: الرجل س في دور د. عماد، الرقص على سلالم متحركة، سحر الشرق، قوس قزح
2000 – مسلسل الخوالي
1999 – مسلسل أزهار الشتاء، في دور شريف في الانهيار ومسلسل الفصول الأربعة ج1 والفوارس، تلك الأيام، حي المزار شارك في فيلم فضاءات رمادية
1998 – مسلسل الثريا، أمانة في أعناقكم، خان الحرير ج2 وشارك في نفس العام بفيلم نسيم الروح .
1996 -مسلسل خان الحرير ج1
1991 – مسلسل أيام الخوف
1980 – مسلسل حرب السنوات الأربع بدور جيفرسون
1974 – فيلم كفر قاسم
1969 – فيلم خياط السيدات
كما أبدع الفنان القدير كمخرج في عدة أعمال:
2002 – مسلسل الجذور تبقى خضراء
1999 – مسلسل جلد الأفعى
1993 – مسلسل أشياء تشبه الفرح
1989 – مسلسل شجرة النارنج
1977 – مسلسل رحلة المشتاق
1969 – مسلسل مساكين
1966 – ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ البيت الصاخب
1966 – ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ الخاطبة
سليم صبري ( عراب النجوم ) تحية وفاء
إلى .. من وقف إلى جانب الكثيرين وأطلقهم إلى عالم الفن فأنكروا أنه عرابهم ..
من علمنا الكثير عن معان الفرح والمرح وجماليات السلام .
من رسم الابتسامة في قلوب الكثيرين قبل أن ترتسم على شفاههم .
من لعب بالألوان كما وصف هوايته الرسم .. والتقط لحظات الحب والطفولة وحكايات الشوارع والأزقة والقباب بعدسة كاميرته فكانت الوثيقة الأجمل لقادم الأيام .
من استوقفته كتابتي النقدية يوماً حول فيلم " نسيم الروح " فراح يحكي بلغة الخبير عن مفوم النقد الغائب عن بلادنا .
من كان جسر محبة لأجيال عديدة فصنع منهم نجوماً ثم أنكروه .. عراب النجوم .. الكبير سليم صبري ( أهلين بربك .. سلوم ) تحية القلب والوفاء لمسيرتك الحياتية الراقية والإبداعية الاستثنائية .
ـــــــــــــــــــــــــــ
البورتري بريشة المبدع Issam Ismandar
تهوى العين من يعجبها ... ويهوى العقل من يفهمه ... أمّا الروح فلا تهوى إلاّ من يُشبها ... وهو كذلك تماماً .. يعجب به كل من يقع نظره عليه .. ومن السهل أن يهوى عقل كل من يلتقيه لسلاسة فهمه وببساطة طبيعية لكل الأمور .. وسره أن كل من يلتقيه يشعر
بتقاطع مع أفكاره الذكية ، رقيه .. بساطته .. تواضعه .. عمق إنسانه ، وكأن تناغماً بالروح يحدث بينه وبين البشر ممن يرددون عبارة " كم يشبهنا " .. إنه الحبيب القديم .. القريب الدائم من عقلي وقلبي وروحي ، وكل من عرفه النجم العربي والمخرج الكبير الرائد المؤسس سليم صبري ، الذي استحق أن ألقبه بـ " عراب النجوم " ، وذلك لفضل الكبير في إطلاق الخطوات الأولى لكثير من المواهب ممن أصبحوا فيما بعد نجوماً في عالم الدراما السورية والعربية .
وكنت أهوى ولا أزال تلك الأيام التي جمعتنا في كواليس الحياة .. وفي شوارع وأزقة الدنيا .. في نقابة الفنانين المركزية .. في المسارح .. في الإذاعة والتلفزيون .. وفي مواقع التصوير .. وفي كل مرة يشعرني ببهجة لم يسبقه إليها أحد في لباقة استقباله ونبرته اللطيفة الراقية المحبة ، والطريفة بروح الدعابة الأنيقة المعروفة بشخصيته المحببة ، مكرراً عبارة " أهليييييين بربك " .. وفي كل مرة لا بد من أن أتعلم من خلاصة تجربته الثرية التي تضيف لتجاربي المعنى العميق وفهم لعبة الفن والحياة .. وعلى سبيل المثال .. إذا كنا في الطريق الواصل بين ساحة الأمويين باتجاه السبع بحرات حيث ننعطف منها باتجاه بيته يساراً أو باتجاه شارع بغداد فنصل إلى النقابة المركزية .. يسمعني حكايات طريفة عن الناس دون أن يتوقف عند مشاكل أحد أو أن ينتقد أحد ، أي يعكس بسمره الطاقة الإيجابية المطلوبة في كل لقاء .. ولأنني أستمتع حقاً بتلك الطاقة والتي تدفعني للاشتغال على شخصيتي بطريقته ، كنت أعتبره مرجعاً للحب ، وخاصة أنه في كل لقاء يطمئن فيه وبطريقة غير مباشرة على أيامي وما أنتجه في مجالات الفنون الدرامية كان هدفه أن يدفع بدفة عجلتي نحو الجد والاستمرار في كتابة الأعمال الدرامية دون أن ألتفت إلى الوراء .. وكم كنت أكبر بأرائه الطيبة حين يثني على تجربتي بعد أن أنهل من مخزونه المعارف الموسوعية التي لم يبخل يوماً في تقديمها ..
ذات مرة .. وفي الفترة التي تسلم فيها منصب مدير مديرية الإنتاج التلفزيوني ، كشف لي عن عدم رغبته بالعمل في أي منصب كان .. ليس بسبب انشغاله بأعمال درامية كثيرة .. أو بسبب الصلاحيات .. أو بسبب العداواة التي تخلفها المناصب .. وإنما لرغبته بالعمل طفنان دون توقف ، وأن العمل الإداري ومن وجهة نظره يسرق الأيام ويؤطر عملية الفن في داخل الفنان .. كما أن الكثيرين ممن يسعون لتلك المناصب لحاجتهم لها فيكبرون بها ، أما هو ليس بحاجة لأن يجلس على تلك الكراسي .. وكم كان ذلك الرأي له تأثيره في حياتي حول من يسعون للجلوس على الكراسي ، وكيف يفكرون .. ويسلكون لتحقيقها ، في الوقت الذي يتنحى الكبير وبكامل رغبته عن المنصب الذي أحرج باستلامه..
وذات مرة أخرى .. راح يحدثني عن السلام الداخلي الذي تعيشه زوجته الفنانة الكبيرة سناء دبسي ، وكيف تستطيع أن تعكس ذلك السلام في حياتهما ، مما يجعلهما يعيشان أسمى لحظات الحب والطمئنينة .. وكـأنه يدعوني بطريقة غير مباشرة للسلام الداخلي المطلوب من كل إنسان لأتجاوز لحظات الغضب التي دفعتني للتعبير عن استيائي من أفعال أحد الفنانين أثناء التسجيل الإذاعي قبل خروجنا من مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ..
أما إذا التقينا بالمصادفة .. وكم تكررت تلك المصادفة أمام البنك المركزي .. أو قرب دار السلام .. أو في شارع العابد .. أو شارع الباكستان .. أو في الصالحية .. أو الشعلان .. وجميعها أماكن قريبة من بيته ، فيقصدها للتسوق .. ومع الأيام التي رافقته في بعض تلك الأماكن .. كنت أكتشف تدريجياً شغفه للحياة .. وبحثه عن خفاياها في وجوه الناس .. فمرة يحكي لي عن صباحات الشام وناسها أيام زمان .. ومرة عن أسواقها والصدق الذي يتعلمه الأجيال من تجارها وأصحاب محالها .. ومرة عن أهمية علاقة الأبناء بالأهل .. ومرات كثيرة يؤكد فيها معاني التسامح ، وأن الإنسان العاقل هو من يسعى لرزقه ولا يتكبر كما هو حال بعض الفنانين الذين ما أن عرفهم الشارع تكبروا وتجبروا .. ولا أنسى ذات مرة كنا ننزل فيها درج نقابة الفنانين المركزية في شارع بغداد ، باتجاه بيته القريب ، فحدثني عن أخطر ما في الحياة .. الكذب .. وكم من الأشخاص الخطرين يحومون حولنا ويفرضون أنفسهم علينا في كل يوم ... وكان يمتعه الحديث عن الذين يعتز بهم ولا يخطئون فيعتبرهم القدوة وعلى سبيل المثال : الفنان الكبير الراحل عدنان بركات ، والفنان الكبير محمود جركس أمد الله بعمره .. فحدثته عن وصية ست الحسن " القديسة أمي " لي حين حذرتني يوماً من الوقوزع بالخطأ ، بقولها : إن أسهل أمر هو أن تقع بالخطأ .. وكم من الصعوبة أن لا تخطئ في حياتك ، وأن الأنانية سبب لكثير من الأخطاء والشرور .. فأكد الكبير سليم صبري مقولة حبيبتي أمي في الدعوة للمحبة التي تخلصنا من الأنانية .. أي كما عرفته يعيش الحياة ببساطة ودون تعقيدات ... وكما كان يقدم لي مفهوم عن هوايته في الرسم التي يشبهها بالخلق في التعامل مع متعة الخطوط والألوان ..
-- في إحدى التسجيلات الإذاعية لمسلسل من تأليفي ، كان من أبطال شخصياته ، لاحظته يراقبني باهتمام وأنا ألتقط كعادتي بعض الصور لأوزعها مع الأخبار على الصحافة، وما انتهى التسجيل .. وخرجنا معاً .. همس لي :
- هل تعرف ما هي هوايتي منذ طفولتي ؟ .
- الرسم .. ولوحاتك الحلوة الموزعة على جدارن بيتك تقول ذلك .
- غير الرسم ؟.
- فن التمثيل .. ومن قبل ما أولد .. وطبعاً بعدها الإخراج .
- أجمل هواية أحببتها منذ صغري يا عزيزي .. التصوير الضوئي ..
- الفوتغراف ؟! .
- وأعتبرها معيار لتسجيل اللحظة .. ليس المهم كم من الصور تلتقط .. المهم كم هي اللحظات المناسبة التي تسطيع أن تضغط فيها على مكان التصوير فتسجل لقطة جميلة الإحساس .. الظلال .. مصدر النور ... إلخ .
-- في مسلسل الحب في زمن الأنترنت .. كنت في حالة قلقة من طبيعة الأجواء الأنانية التي سادت كواليس التصوير .. وكنت كلما أنظر إليه مبتسماً ، أشعر بقوة استمدها من روحه العذبة فأتجاوز حالة القلق والتوتر ..
وتكررت الحالة في مسلسل " الزيزفون " حين وصلنا إلى مطار دمشق الدولي لتصوير بعض المشاهد ، وحدث توتر ولغط بين فريق العمل ، وما أن وصل بهي الطلة أستاذ سليم ، وبكلمات قليلة منه تحولت الأجواء المشحونة إلى ود وسلام ورغبة في الإنجاز من قبل الجميع وبمساعدة لطيفة من إدارة وفريق عمل المطار ..
وأيضاً في مواقع تصوير أخرى بدمشق واللاذقية كنت ألحظ حين يكون حاضراً في مشاهد التصوير ، كيف تكون أجواء الحماسة والدعابة في لحظات الاستعداد للبدء بمشهد جديد ، وكيف تتحول إلى حالة من التركيز والجدية مع البدء بعملية التصوير .. وكيف تفتر الهمم عند الكثيرين في غيابه ، فيرددون عبارات تعبر عن أهمية وجوده بل ضرورة وجوده في مشاهد ممثلين كثر يستمدون منه قوة الحضور فترتفع سوية أدائهم .
وكم من مرة تساءلت في نفسي عن سر ذلك الحضور المؤثر والجذاب ، وتأتي إجاباتي تقليدية ، فأقول بلسان حالي : أنه يعود ذلك لتربيته الحسنة .. حميد أخلاقه ، دربته في اللطف والظرافة .... إلخ ... إلى أن جاء يوم أصور فيه سيرة حياته ، ضمن سلسلة الأفلام التوثيقية " موانئ " التي أنجزتها عن حياة المبدعين من صناع الدراما ، وفي مشهد يعبر فيه في الطابق الثالث بمبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ، طلبت منه أن يلقي نظرة على الصور المعلقة على جدار الممر ، وعندما بدأ تعليقه على صور الرواد .. بعبارة محكمة ودقيقة وعميقة المعنى في تأملاته لكل صورة على حدى .. والكاميرا تتابعه .. عرفت تماماً أن الحياة تكمن في تفاصيلها .. وأن ما كسبه من تأثير وتأثر يعود إلى تاريخه العريق مع أسياد الفن .. الأوائل من الكبار المؤسسين (صباح قباني ، سليم قطايا ، الأمير يحيى الشهابي ، نهاد قلعي ، دريد لحام ، عمر حجو ، علاء الدين كوكش ، غسان جبري ، جميل ولاية ، خلدون المالح ، ثناء وثراء دبسي ، منى واصف ، هالة شوكت ، نجاح حفيظ ، يولاند أسمر ، غاده مردم بك ، مهران يوسف ، د . البيجيرمي ، وصفي المالح ، ياسر المالح ، هالة أتاسي ، ماريا ديب ، عواطف الحفار اسماعيل ، سهيل عرفة ، صباح فخري ، هيثم كواكبي ، عبد الرحمن كرزون ، حسني أبو جيب ، حبيب عبود .... إلخ . ) .
** الكبير سليم صبري .
ولد 1 يونيو سنة 1941م بدمشق .. ومن كلية الحقوق، كانت بداية مسيرته الفنية عام 1958 من خلال المسرح الجامعي بدمشق، مع أول مسرحياته “بيت الدمية”، للكاتب النرويجي هنريك إبسن .. ثم شارك فرقة المسرح القومي، وفيه قدم أول مسرحياته من خلال مسرحية مروحة الليدي وينرمير، فيما بعد توالت أدواره المسرحية ففي عام 1963، قدم عرض مسرحي بعنوان مدرسة الفضائح وفي العام التالي كان له مسرحية تحت عنوان الأخوة كارامازوف ، وفي عام 1965، كان له مسرحية لكل حقيقته ,أما في عام 1966 فقد قدم مسرحية عرس الدم، وفي هذه السنة كان له أول إخراج مسرحي لمسرحية تحت عنوان البيت الصاخب، والمسرحية قدمت على خشبة المسرح القومي، وألف المسرحية الكاتب السوري وليد مدفعي، كما أخرج صبري مسرحية الخاطبة في عام 1968، وقدم صبري مسرحيتين هما الرجل الرابع والتنين، وترك نجمنا بصمة في المسرح السوري.
وكانت أولى تجاربه في السينما بفيلم (خياط السيدات) عام 1969، ثم فيلم (كفر قاسم) عام 1974 ، ثم غاب عن السينما لحوالى 24 عاما، ولكنه لم يغب أبدا عن قلوب محبيه، ليعود لهم من جديد في فيلم نسيم الروح، وبعد حوالى عشرة أعوام ظهر في فيلم الليل الطويل في عام 2009.
كما كلف بإنشاء مديرية للإنتاج التلفزيوني تابعة للتلفزيون العربي السوري وكان أول مدير لها.. وأيضا أنجز أول مسلسل تلفزيوني ملون في عام 1979 تحت عنوان حارة الصيادين.
شاركة في عام 1984 في مسلسل حرب السنوات الأربع، إخراج هيثم حقي، لتتوالى أعماله، بأن بدأ بالظهور كأحد أبرز نجوم الدراما السورية في مسلسلات يصعب حصرها ، نذكر منها: 2020 – مسلسل الجوكر بدور (هادي) و بروكار بدور(أبو الحسن – ضيف شرف) و بورتريه مسلسل [ﺟﺎﺭﻱ ﺇﻧﺘﺎﺟﻪ] و كضيف شرف في حارس القدس
عام 2019: بدور مأمون في ناس من ورق.
2018: رائحة الروح، مسلسل وحدن.
2017: سنة أولى زواج ومسلسل عطر الشام ج2.
سنة 2016: مسلسل العراب: تحت الحزام ودومينو، عطر الشام ج1 ومسلسل مدرسة الحب، ومسلسل نص يوم.
سنة 2015: العراب وباب الحارة ج7 بدور أبو حاتم/بهجت الشامي، ومسلسل دنيا 2015 وعناية مشددة بدور كمال
2014: باب الحارة ج6 وبواب الريح وبدور حمام شامي بو صخر
2013: بدور أبو وضاح زمن البرغوت ج2
2012: مسلسل الشبيهة وبنات العيلة ومسلسل ما بتخلص حكايتنا
2011: بدور الزعيم أبو الدهب في مسلسل الزعيم، مسلسل المنعطف و ولادة من الخاصرة
2010: الصندوق الأسود، تخت شرقي، قيود الروح ومسلسل وراء الشمس بدور رياض وكان له بصمة في نفس العام في فيلم رسائل في الهواء
سنة 2009: شارك في فيلمين الليل الطويل ولكل ليلاه ومسلسل رجال الحسم بدورهنري وزمن العار، وعن الخوف والعزلة بدور نجيب ومسلسل موعود
2008: اسأل روحك، أصعب قرار والخط الأحمر بدور اللواء عمران بركات ومن أعماله نفس العام أهل الراية ج1، حارة ع الهوا، رفيف وعكرمة، شركاء يتقاسمون الخراب، عندما تتمرد الاخلاق، غفلة الأيام وهيك تجوزنا ونفس العام شارك بفيلم حسيبة
2007 – مسلسل أسير الانتقام، وفي دور أبو جلال في رسائل الحب والحرب، زمن الخوف، سيرة الحب بعدة شخصيات، وشارك في فيلم حادثة على الطريق
2006 – مسلسل أحقاد خفية، وبدور سالم الأزهري أبو رائد في أسياد المال ومسلسل الزيزفون، بدور القاضي عبد الجليل في مسلسل القضية 6008 وأهل الغرام (ج1)، ندى الأيام، وبدور أبو الجود في وشاء الهوى وشارك في نفس العام في فيلم ﻗﺼﻴﺮ زيارة خاطفة
2005: مسلسل أشواك ناعمة، بدور فاخر الحب في زمن الإنترنت، حاجز الصمت.
2004: مسلسل أحلام كبيرة، أزواج وفي دور أبو أكرم بالتغريبة الفلسطينية، الخيط الأبيض، المدير العام وأهل المدينة، عالمكشوف كضيف في حلقات متميزة وفي دور متميز في مسلسل عشتار، عصر الجنون.
2003 – مسلسل الداية، الشتات وبدور كريم في ذكريات الزمن القادم وشارك بفيلم رؤى حالمة
2002 – مسلسل أبناء القهر وفي دورمالك في الفصول الأربعة ج2، ورود في تربة مالحة
2001: الرجل س في دور د. عماد، الرقص على سلالم متحركة، سحر الشرق، قوس قزح
2000 – مسلسل الخوالي
1999 – مسلسل أزهار الشتاء، في دور شريف في الانهيار ومسلسل الفصول الأربعة ج1 والفوارس، تلك الأيام، حي المزار شارك في فيلم فضاءات رمادية
1998 – مسلسل الثريا، أمانة في أعناقكم، خان الحرير ج2 وشارك في نفس العام بفيلم نسيم الروح .
1996 -مسلسل خان الحرير ج1
1991 – مسلسل أيام الخوف
1980 – مسلسل حرب السنوات الأربع بدور جيفرسون
1974 – فيلم كفر قاسم
1969 – فيلم خياط السيدات
كما أبدع الفنان القدير كمخرج في عدة أعمال:
2002 – مسلسل الجذور تبقى خضراء
1999 – مسلسل جلد الأفعى
1993 – مسلسل أشياء تشبه الفرح
1989 – مسلسل شجرة النارنج
1977 – مسلسل رحلة المشتاق
1969 – مسلسل مساكين
1966 – ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ البيت الصاخب
1966 – ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ الخاطبة
سليم صبري ( عراب النجوم ) تحية وفاء
إلى .. من وقف إلى جانب الكثيرين وأطلقهم إلى عالم الفن فأنكروا أنه عرابهم ..
من علمنا الكثير عن معان الفرح والمرح وجماليات السلام .
من رسم الابتسامة في قلوب الكثيرين قبل أن ترتسم على شفاههم .
من لعب بالألوان كما وصف هوايته الرسم .. والتقط لحظات الحب والطفولة وحكايات الشوارع والأزقة والقباب بعدسة كاميرته فكانت الوثيقة الأجمل لقادم الأيام .
من استوقفته كتابتي النقدية يوماً حول فيلم " نسيم الروح " فراح يحكي بلغة الخبير عن مفوم النقد الغائب عن بلادنا .
من كان جسر محبة لأجيال عديدة فصنع منهم نجوماً ثم أنكروه .. عراب النجوم .. الكبير سليم صبري ( أهلين بربك .. سلوم ) تحية القلب والوفاء لمسيرتك الحياتية الراقية والإبداعية الاستثنائية .
ـــــــــــــــــــــــــــ
البورتري بريشة المبدع Issam Ismandar
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق