اختار فنانون عراقيون وعرب، حضارتي بابل، ليستمدا منها شعار مجموعة تشكيلية أطلق عليها اسم " المسلة أرت ".
وبحسب الدكتورة وفاق الحسن، رئيسة المجموعة، التي تستهدف تحقيق حراك فني عربي يمتد من المحيط إلى الخليج، فإن اسم المجموعة جرى استلهامه من مسلة حمورابى، وحضارة بابل والعراق.
ووفقا لـ " وفاق الحسن " فقد كانت مسلة حمورابى، أول وثيقة قانونية مكتوبة، ويعد حمورابي أول ملوك دولة بابل القديمة، ويرجع إليه الفضل في توحيد بلاد الرافدين.
كما عُرف حمورابي بسمات عسكرية وكانت له خبرة كبيرة بالإدارة وتنظيم شؤون الدولة.
وتشير رئيسة مجموعة المسلة أرت، إلى أن مسلة حمورابي، تعد المسلة واحدة من أهم التحف التاريخية التي خلفتها بلاد الرافدين لما ترمز إليه من مكانة ثقافية وحضارية كبيرة، وقد شيدت المسلة من حجر الديوريت الأسود، وقد تم اكتشافها في بدايات القرن العشرين، وهى تحتل مكانة هامة بين الآثار التاريخية بمتحف اللوفر بفرنسا.
وترى الدكتورة وفاق الحسن، بأن اختيار المسلة لتكون شعارا واسما لمجموعة فنية تشكيلية عربية، هو بمثابة ربط للحاضر بالماضي، ومحاولة لإحياء الماضي التليد بكل رمزيته وحيويته كون ذلك التاريخ بكل معالمه، وهو التاريخ والمعالم التي تعد تراثا للإنسانية جمعاء.
يذكر أن مسلة حمورابي، تأخذ المسلة شكلًا إسطوانيًا، أما القمة فمقوسة الشكل، ويبلغ ارتفاع المسلة 225 سم، وبقُطر أوسط يبلغ 60 سم، ويبلغ محيط الجزء العلوي 165 سم، وتتكون المسلة من 51 عمودًا يظهر فيها حمورابى بلحيته وشعره الطويل وأنفه السميك.
ويقع إله الشمس أعلى المسلة بشكل بارز، ويجلس إله الشمس ممسكًا بعصا الراعي وشريطًا للقياس وأمامه حمورابى يستلمهما منه وتبدو على ملامحه التأدب والورع.
وفي الجانب الأسفل من المسلة تبدأ النصوص المكتوبة بالظهور في شكل أنيق ومرتب لتوثق أهداف الملك وتطلعاته التي يطمح إليها من خلال تطبيق تلك القوانين وكيف أن الهدف منها هو تحقيق العدل والقضاء على الشر.
وقد تأسست مجموعة المسلة أرت، على يد فنانين كبار ينتمون لثلاث دول عربية، في مقدمتهم الدكتورة غصون العيدان، من الكويت، والدكتور أحمد الحربي، من السعودية، بجانب الفنانين والمبدعات البارزات، فردوس بهنام، و هناء خضر، والدكتور حسن الغزالي ، رائد فرحان ، ومصطفى دزئى.
وفى أولى الفعاليات التشكيلية التي تنظمها مجموعة " المسلة أرت " برعاية السفيرة العراقية في إيطاليا، صفية طالب السهيل، ومشاركة كوكبة من رموز الفن والثقافة في 12 دولة عربية وأجنبية، تنطلق في الثلاثين من شهر يونيه الجاري.
وتقول الدكتورة وفاق الحسن، إن فعاليات مهرجان " أمل وتواصل " للفنون التشكيلية، وأن مهرجان " أمل وتواصل " هو مهرجان افتراضي إلكتروني – بحكم جائحة كورونا وما فرضته من تحديات – ويقام بالتعاون مع السفارة العراقية في إيطاليا .
وبرعاية كريمة، من قبل السفيرة صفية طالب السهيل، ويتضمن حفل افتتاحه إلقاء كلمات افتتاحية السفيرة العراقية في روما، وكلمة لفريق " المسلة أرت " المنظم للمهرجان، وعرض مسرحي وفيلم قصير وأوبريت غنائي، بجانب المعرض الفني الذي سيضم أعمالا تشكيلية لعشرات المشاركين من الفنانين العرب والأجانب الذين ينتمون لـ 12 دولة عربية وأجنبية هي :
العراق، المملكة العربية السعودية، الكويت، الجزائر، مصر، الأردن، اليمن، تونس، باكستان، أمريكا، كندا، إيطاليا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق