⏪⏬
• أستاذ مصطفى، بدأت القصيدة بفعل "#أقتفي"، و يبدو أنك ظللت تقتفي الأثر حتى النهاية...،
1/ فهل تعتبر نفسك بلغت المراد ؟
أم تراها الأقدار عبثت بمركبك و أتلفت المجاديف فظللت قابعا بالمستوى صفر و عدت صفر اليدين، خائبا، تائها، بعدما ضاع منك الأثر حتى أغرقتك الموجة ؟
• أراها سلسلة من الضّياع و التّوهان وسط زوبعة دائرية حملتك على موجتها...،
2/ فهل توغّلت بحلقاتها ؟
أم بقانون العشق، يمنع التوغل بعمق الوجدان ؟
و هل أمسكت بفتيل النجاة قبل أن تبتلعك أمواج و يلقيك الطوفان بشقّ بعيد عن جزر العشق الرّحيم ؟
• أرى كثير ، كثير وجع ؛ فلا النّـدى رافق مشاعرك، و لا ذاتك استقرّت، بل ظلّك تهالك مع خطواتك، بينما خطاك تبتعد عن وجعك...،
كأن الوجع و ذاتك قطبان متنافران !
3/ هل هو خذر الوجد و سحر التّيه أهدياك سحبا قطنية لفّتك داخل عوالمها ؟ أم تراها نفسك حلقت بعيدا متحدّية الوجع ، رافضة الألم ؟
• استاذ مصطفى، تعود بك القصيدة إلى مسرح الوجع، رغم محاولاتك الإبتعاد و الهروب، فلا التجديف حالفك و لا التحليق بالأعالي أسعفك بجناحيه أن تتمرّد !
4/ فهل أغْشَتْ ناظريك العتمـةَُ فتُـهْـت قبل أن يَـتُـوهَ بك بساط البحر و تتلقّفك الموجة فتسقط صريعا تتآكل أصابعك بعضها البعض ؟
* و أصابع الشاعر، سيّدي، سلاحه !
5/ فهل نثرت حروف القصيدة على مدى البساط يحملك كقشّة بمهبّ الريح ؟ و هل اعتبرت من قصص الأطفال، يلقون فتات الخبز لضمان عودة مؤكدة للبيت ؟
• أم تراك على صدر القصيدة لاتزال في بحث عن موقع العَجُـزِ حتى تربّع البحر على الحروف و تُـهْـتَ، سيّدي، أمام أبواب الشعر و و غشيك الضباب ببيوت النظم الموزون ؟
* فلا تنس عدّتك أيها المسافر بربوع القصيدة، فمفاتيح البيت قافيتها، تستدلّ بها بين مشرق صدر حتى غروب العَجُـز منها !
• اركب أيها الملاح موجًـا على موجِ،
و اعتلِ طبقًـــا على طبـــقِ،
القِ مجاديفكَ حرفًـــا إثر حـــرفِ،
و ادعُ المعنى،
يـأتيكَ الكلمُ بلمـــح البصـــرِ،
• قلت، سيّدي، أنك "صعدت بالقصيدة ظهر الموج" و أنك "شرّعت للصحراء سفنك"،
6/ فهل هي بطولات آخر شوط ؟
أم مكرهٌ اخاكَ لا بطلُ ؟
* و إلا فكيف تفسّر اعتزالك العشق بعدما رفعت راية السلآم ؟
* و كيف تفسّر صهيلك بـوجه الحبّ و العشق الرّحيم، و الوجد يسكن أعماق الـلّبّ فيستحيل كل شعور، من مبهم إلى عبق الميسم نتنفّسه، و من قاتم إلى نور تستنير به الرّوح، و من عتمة إلى بِشْر و سرور ... ؟
• جعلتَ من خصمك عدوّا بساحة نزال ..
ثم راية السلآم رفعت ،
و متى كان العشق عدوًّا ؟
و متى كان العشق الرّحيم خصمًا جبّارًا نرفع بوجهه رايات السلآم ؟
7/ أم هو استسلام و هروب ،
أطلقت عليه مسمًّى ، بين قوسين، ادّعيت أنه « اعتزال » ؟
• القصيدة حلقات تمسك حلقات،
و القافية عقدٌ يحمل في طيّاته حبّات لؤلؤ،
و اللؤلؤ داخل قوقعته ينسج حكايا،
كطلك كانت سلسلتك، استاذ مصطفى، حبّات لؤلؤ، اعتزلنا و نحن نقتفي أثرها، كل طيب و كل صحبة حتى بلغنا آخر المطاف، فكانت قصيدة «اعتزال» عقدا جميلا كانتظام حباته، مرصفة بعناية، تحملنا من بحر إلى بحر على متن موجة، هي الوجد بعنفوان، و هي العشق بدون عنوان، و مشاعر عنوانها الأسطورة و بطولة لا يبلغها إلا من حمل قلبا بمثل قلبك، استاذ،
لو احسنّا قراءة المعاني و أتقنّا التحليق ضد التيّار، لنصل معك إلى النهاية آمنين ، و نسألك ؛
8/ ما هي آخر أمنياتك قبل أن تغرق باليمّ ؟
9/ و كيف تفضل أن يكون طعم الموت لروحك التائهة ؟
10/ أم انك مؤمن بأن إله العشق رحيم، عفوّ كريم، و قد يهديك ألف سنة إضافية إلى سني عمرك، فتعشق بعنفوان و ببسالة المغامر لا يهاب الأقدار و موجا لجّيّ الإبحار، موجه مشاعر تهديها بلا انتظار، و أن المحبّ العاشق رسولٌ يلقي عصاه ببحر لجّيّ فتنشق لعصاه ثنايا تحملنا بمرفئ الوجد الرحيم ؟
- أم تراك في بحر العشق لا تروم البطولات ؟
*بسمة الحاج يحيی
تونس
---
⏪اعتزال .. للشاعر مصطفى الحاج حسين
أقتفي أثرَ الموجةِ
الموجةُ اختطفت أعماقي
أعماقي ابتلعت أصداءَ النّدى
والنّدى هاربٌ من زحمتي
وفي الزّحمةِ ضللتُ مكاني
وكانت الجهاتُ تتبعني
وأنا أختبئ عن ظلَّي
وظلّي حينَ يراني
لا يجدُ في سرابي غيرَ
تهالك خطايَ
وخطايَ تبتعدُ عن وجعي
ووجعي دائمَ العتمةِ
والعتمةُ تأكلُ أطرافَ أصابعي
وأصابعي تمسكها القصيدةُ
وقصيدتي صعدت ظهرَ الموجةِ
وأنا أشرعتُ سفني في الصّحراءِ
سأقبضُ على ظلِّ الرّيحِ
وأصعدُ درجَ العاصفةِ
وهناكَ ..
في أعالي الصَّهيلِ
سأعتزلُ العشق .
*مصطفى الحاج حسين .
• أستاذ مصطفى، بدأت القصيدة بفعل "#أقتفي"، و يبدو أنك ظللت تقتفي الأثر حتى النهاية...،
1/ فهل تعتبر نفسك بلغت المراد ؟
أم تراها الأقدار عبثت بمركبك و أتلفت المجاديف فظللت قابعا بالمستوى صفر و عدت صفر اليدين، خائبا، تائها، بعدما ضاع منك الأثر حتى أغرقتك الموجة ؟
• أراها سلسلة من الضّياع و التّوهان وسط زوبعة دائرية حملتك على موجتها...،
2/ فهل توغّلت بحلقاتها ؟
أم بقانون العشق، يمنع التوغل بعمق الوجدان ؟
و هل أمسكت بفتيل النجاة قبل أن تبتلعك أمواج و يلقيك الطوفان بشقّ بعيد عن جزر العشق الرّحيم ؟
• أرى كثير ، كثير وجع ؛ فلا النّـدى رافق مشاعرك، و لا ذاتك استقرّت، بل ظلّك تهالك مع خطواتك، بينما خطاك تبتعد عن وجعك...،
كأن الوجع و ذاتك قطبان متنافران !
3/ هل هو خذر الوجد و سحر التّيه أهدياك سحبا قطنية لفّتك داخل عوالمها ؟ أم تراها نفسك حلقت بعيدا متحدّية الوجع ، رافضة الألم ؟
• استاذ مصطفى، تعود بك القصيدة إلى مسرح الوجع، رغم محاولاتك الإبتعاد و الهروب، فلا التجديف حالفك و لا التحليق بالأعالي أسعفك بجناحيه أن تتمرّد !
4/ فهل أغْشَتْ ناظريك العتمـةَُ فتُـهْـت قبل أن يَـتُـوهَ بك بساط البحر و تتلقّفك الموجة فتسقط صريعا تتآكل أصابعك بعضها البعض ؟
* و أصابع الشاعر، سيّدي، سلاحه !
5/ فهل نثرت حروف القصيدة على مدى البساط يحملك كقشّة بمهبّ الريح ؟ و هل اعتبرت من قصص الأطفال، يلقون فتات الخبز لضمان عودة مؤكدة للبيت ؟
• أم تراك على صدر القصيدة لاتزال في بحث عن موقع العَجُـزِ حتى تربّع البحر على الحروف و تُـهْـتَ، سيّدي، أمام أبواب الشعر و و غشيك الضباب ببيوت النظم الموزون ؟
* فلا تنس عدّتك أيها المسافر بربوع القصيدة، فمفاتيح البيت قافيتها، تستدلّ بها بين مشرق صدر حتى غروب العَجُـز منها !
• اركب أيها الملاح موجًـا على موجِ،
و اعتلِ طبقًـــا على طبـــقِ،
القِ مجاديفكَ حرفًـــا إثر حـــرفِ،
و ادعُ المعنى،
يـأتيكَ الكلمُ بلمـــح البصـــرِ،
• قلت، سيّدي، أنك "صعدت بالقصيدة ظهر الموج" و أنك "شرّعت للصحراء سفنك"،
6/ فهل هي بطولات آخر شوط ؟
أم مكرهٌ اخاكَ لا بطلُ ؟
* و إلا فكيف تفسّر اعتزالك العشق بعدما رفعت راية السلآم ؟
* و كيف تفسّر صهيلك بـوجه الحبّ و العشق الرّحيم، و الوجد يسكن أعماق الـلّبّ فيستحيل كل شعور، من مبهم إلى عبق الميسم نتنفّسه، و من قاتم إلى نور تستنير به الرّوح، و من عتمة إلى بِشْر و سرور ... ؟
• جعلتَ من خصمك عدوّا بساحة نزال ..
ثم راية السلآم رفعت ،
و متى كان العشق عدوًّا ؟
و متى كان العشق الرّحيم خصمًا جبّارًا نرفع بوجهه رايات السلآم ؟
7/ أم هو استسلام و هروب ،
أطلقت عليه مسمًّى ، بين قوسين، ادّعيت أنه « اعتزال » ؟
• القصيدة حلقات تمسك حلقات،
و القافية عقدٌ يحمل في طيّاته حبّات لؤلؤ،
و اللؤلؤ داخل قوقعته ينسج حكايا،
كطلك كانت سلسلتك، استاذ مصطفى، حبّات لؤلؤ، اعتزلنا و نحن نقتفي أثرها، كل طيب و كل صحبة حتى بلغنا آخر المطاف، فكانت قصيدة «اعتزال» عقدا جميلا كانتظام حباته، مرصفة بعناية، تحملنا من بحر إلى بحر على متن موجة، هي الوجد بعنفوان، و هي العشق بدون عنوان، و مشاعر عنوانها الأسطورة و بطولة لا يبلغها إلا من حمل قلبا بمثل قلبك، استاذ،
لو احسنّا قراءة المعاني و أتقنّا التحليق ضد التيّار، لنصل معك إلى النهاية آمنين ، و نسألك ؛
8/ ما هي آخر أمنياتك قبل أن تغرق باليمّ ؟
9/ و كيف تفضل أن يكون طعم الموت لروحك التائهة ؟
10/ أم انك مؤمن بأن إله العشق رحيم، عفوّ كريم، و قد يهديك ألف سنة إضافية إلى سني عمرك، فتعشق بعنفوان و ببسالة المغامر لا يهاب الأقدار و موجا لجّيّ الإبحار، موجه مشاعر تهديها بلا انتظار، و أن المحبّ العاشق رسولٌ يلقي عصاه ببحر لجّيّ فتنشق لعصاه ثنايا تحملنا بمرفئ الوجد الرحيم ؟
- أم تراك في بحر العشق لا تروم البطولات ؟
*بسمة الحاج يحيی
تونس
---
⏪اعتزال .. للشاعر مصطفى الحاج حسين
أقتفي أثرَ الموجةِ
الموجةُ اختطفت أعماقي
أعماقي ابتلعت أصداءَ النّدى
والنّدى هاربٌ من زحمتي
وفي الزّحمةِ ضللتُ مكاني
وكانت الجهاتُ تتبعني
وأنا أختبئ عن ظلَّي
وظلّي حينَ يراني
لا يجدُ في سرابي غيرَ
تهالك خطايَ
وخطايَ تبتعدُ عن وجعي
ووجعي دائمَ العتمةِ
والعتمةُ تأكلُ أطرافَ أصابعي
وأصابعي تمسكها القصيدةُ
وقصيدتي صعدت ظهرَ الموجةِ
وأنا أشرعتُ سفني في الصّحراءِ
سأقبضُ على ظلِّ الرّيحِ
وأصعدُ درجَ العاصفةِ
وهناكَ ..
في أعالي الصَّهيلِ
سأعتزلُ العشق .
*مصطفى الحاج حسين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق