⏪⏬
قصيدة رائعة جداً بعنوان بسيط مختزل الرمزية ، سهل اللفظ ،حميمي الإيقاع ،معجمية بهيمنة مكانية مشتملة كل الازمان متداولة
الألسن، تداولية التواصل بتفاعل الوعي، وتطاول أعماق اللاوعي من تراث اجتماعي، وأصالة انتماء، فالبيت لبنات حياة، و( الياء) : ضمير المتكلم يدلُّ على خصوصية التملك الفردي والجمعي، ،فالعنوان وقفة تأمل بحد ذاته القريبة والبعيدة، والظاهر والباطن لما يُوحي بدلالات عدة تضمّن الاحتواء والدفء والذكرى والأمان ، تُحفّز ذهن القارئ ؛ ليسترجع دقائق عمره؛ فيسترسل لبقية الأبيات الشعرية المتوهّجة بلغة مشاعر وبراعة مقتدر بمقاربات مؤلمة من واقع ما جرى وأحداث ما يجري ، واستشهد الشاعر برمز ابنته (غفران) دلالة الاستمرارية في الحياة، وامتداد الأجيال، فيتحول خصوصية الرمز إلى عام يتمثّل من تجارب المحنة:
فها هيَ (غفرانٌ) تُضاحكُ لعبةً
وما زالَ منها الرَّسمُ يحضنُ دفترا
كما ليشي للقارئ بالتنامي الفكري والطموح المعرفي والبقاء والوجود الإنساني المرتبط بالجذور في الوطن الأم ، و سيزول العارض وإن تراكمت غيومه...
ونستشعر ما بين وجع قسري ، ومعاناة إنسانية مرغمة على الرحيل والاغتراب الذي يتقد باللوعة والحنين لذكريات الطفولة والجذور الراسخة في تراب الوطن تمثَّلت في أبيات عدة منها :-
وأنيَ أصبحْتُ المُذلَّ بموطني
وأنّيَ بعدّ العزِّ أغدو مُهجَّرا
وبلاغة التعبير عن الغربة في الوطن واستلاب الحق بكثافة الإيحاء التي تعتصر الروح وتبكي القارئ بقوة تأثير وبلاغة تعبير في :
بكى منزلي لمَّا رأى الذَّئبَ حارساً
وأنَّ قُطيطَ الحيّ فيهِ تنمَّرا
ونلاحظ التضاد ببنية فنية و بتشكيل مدهش كما في :
فلوَّحْتُ بالكفِّ اليمينِ مُودّعاً
ومسَّحْتُ بالأخرى الدُّموعَ تصبُّرا
وعظَّمْتُ بالإنسانِ يسرقُ أهلَهُ
وأكبرْتُني عمَّا بفعلِهِ صغَّرا
وبإحالات ثنائية ما بين ماضٍ وحاضر ، وغياب وحضور عن أزمة التناحر السياسي والاجتماعي كما في:
وهذا زمانٌ أسودٌ بغرابِهِ
يُذلُّ بهِ الأسيادُ والعبدُ أمّرا
زمانٌ بهِ صارَ الغواةُ هداتُهُ
وفي عرفهِمْ شيخُ المساجدِ كُفّرا
تجسيد لآلام الغربة وعذابات شعب من فقر وتهجير وتصدع فكري وشروخ طبقية وفكرية مذهبية وغيرها ...
والأروع الخاتمة المُكثَّفة :
وراحَتْ بيَ الذّكرى تُردّدُ كالصَّدى
وما انْهدَّ بالجدرانِ بالرُّوحِ عُمّرا
نرى فيها التصدي والعزيمة والحب والوفاء لتراب الوطن؛ فلا بدَّ أن يُبنى بالفداء وترخص الروح ثمناً، ومهما حصل لا خصام ولا انفصام عن البيت والأرض...
ويبقى تهجد العنوان في معظم الأبيات، وإنْ تغيَّرت المفردة إلى الوطن أو المنزل فهي استعارات موازية للعنوان....
قصيدة فيها الصور الشعرية الجميلة والعميقة الحزن بشعور نفسي، وإحساس إنساني تستحق التأني والقراءة والتمعن ..بوركت الحروف وسلم الوطن يا رب
-
*إنعام كمونة
ناقدة عراقية
قصيدة رائعة جداً بعنوان بسيط مختزل الرمزية ، سهل اللفظ ،حميمي الإيقاع ،معجمية بهيمنة مكانية مشتملة كل الازمان متداولة
الألسن، تداولية التواصل بتفاعل الوعي، وتطاول أعماق اللاوعي من تراث اجتماعي، وأصالة انتماء، فالبيت لبنات حياة، و( الياء) : ضمير المتكلم يدلُّ على خصوصية التملك الفردي والجمعي، ،فالعنوان وقفة تأمل بحد ذاته القريبة والبعيدة، والظاهر والباطن لما يُوحي بدلالات عدة تضمّن الاحتواء والدفء والذكرى والأمان ، تُحفّز ذهن القارئ ؛ ليسترجع دقائق عمره؛ فيسترسل لبقية الأبيات الشعرية المتوهّجة بلغة مشاعر وبراعة مقتدر بمقاربات مؤلمة من واقع ما جرى وأحداث ما يجري ، واستشهد الشاعر برمز ابنته (غفران) دلالة الاستمرارية في الحياة، وامتداد الأجيال، فيتحول خصوصية الرمز إلى عام يتمثّل من تجارب المحنة:
فها هيَ (غفرانٌ) تُضاحكُ لعبةً
وما زالَ منها الرَّسمُ يحضنُ دفترا
كما ليشي للقارئ بالتنامي الفكري والطموح المعرفي والبقاء والوجود الإنساني المرتبط بالجذور في الوطن الأم ، و سيزول العارض وإن تراكمت غيومه...
ونستشعر ما بين وجع قسري ، ومعاناة إنسانية مرغمة على الرحيل والاغتراب الذي يتقد باللوعة والحنين لذكريات الطفولة والجذور الراسخة في تراب الوطن تمثَّلت في أبيات عدة منها :-
وأنيَ أصبحْتُ المُذلَّ بموطني
وأنّيَ بعدّ العزِّ أغدو مُهجَّرا
وبلاغة التعبير عن الغربة في الوطن واستلاب الحق بكثافة الإيحاء التي تعتصر الروح وتبكي القارئ بقوة تأثير وبلاغة تعبير في :
بكى منزلي لمَّا رأى الذَّئبَ حارساً
وأنَّ قُطيطَ الحيّ فيهِ تنمَّرا
ونلاحظ التضاد ببنية فنية و بتشكيل مدهش كما في :
فلوَّحْتُ بالكفِّ اليمينِ مُودّعاً
ومسَّحْتُ بالأخرى الدُّموعَ تصبُّرا
وعظَّمْتُ بالإنسانِ يسرقُ أهلَهُ
وأكبرْتُني عمَّا بفعلِهِ صغَّرا
وبإحالات ثنائية ما بين ماضٍ وحاضر ، وغياب وحضور عن أزمة التناحر السياسي والاجتماعي كما في:
وهذا زمانٌ أسودٌ بغرابِهِ
يُذلُّ بهِ الأسيادُ والعبدُ أمّرا
زمانٌ بهِ صارَ الغواةُ هداتُهُ
وفي عرفهِمْ شيخُ المساجدِ كُفّرا
تجسيد لآلام الغربة وعذابات شعب من فقر وتهجير وتصدع فكري وشروخ طبقية وفكرية مذهبية وغيرها ...
والأروع الخاتمة المُكثَّفة :
وراحَتْ بيَ الذّكرى تُردّدُ كالصَّدى
وما انْهدَّ بالجدرانِ بالرُّوحِ عُمّرا
نرى فيها التصدي والعزيمة والحب والوفاء لتراب الوطن؛ فلا بدَّ أن يُبنى بالفداء وترخص الروح ثمناً، ومهما حصل لا خصام ولا انفصام عن البيت والأرض...
ويبقى تهجد العنوان في معظم الأبيات، وإنْ تغيَّرت المفردة إلى الوطن أو المنزل فهي استعارات موازية للعنوان....
قصيدة فيها الصور الشعرية الجميلة والعميقة الحزن بشعور نفسي، وإحساس إنساني تستحق التأني والقراءة والتمعن ..بوركت الحروف وسلم الوطن يا رب
-
*إنعام كمونة
ناقدة عراقية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق