⏪⏬
(قرب بلدة ياقوت . ياقوت وبرطوش يسيران جنبا إلى جنب . ياقوت ممسكا نايه ولا يفلتها أثناء هذا المشهد)
برطوش: توقف هنا .
(يتوقفان)
برطوش: (مشيحا بنظره جانبا) ستسير وحدك … أنت قريب من بلدك الآن …
ياقوت: أشكر…
برطوش):مقاطعا بحدة) لا تشكرني ، ما فعلت هذا شفقة عليك ، أو رغبة في مساعدتك .
ياقوت: أعذرني إذ تسببت لك بأذى دون أن أدري .
(ينظر برطوش إليه بغضب)
ياقوت:(مرتبكا) أقصد…
برطوش:(بحدة) كف عن الثرثرة يا هذا … أنتم أيها البشر تتبجحون ، ونحن لا نطيق التبجح أبدا .
ياقوت: ما قصدت التبجح … إنما أردت الاعتذار .
برطوش: والتنصل من أي ذنب.
ياقوت: لا ذنب لي … أنت تعلم ، هي التي …
برطوش: (مقاطعا) هي التي أحبتك، وقادتك إلى أحضانها (يحدق به) دون موافقتك ، أو حتى رغبتك (ساخرا) كنت مغلوبا على أمرك ليس غير .
ياقوت: كنت في موقف حرج … وكانت هي جميلة .
برطوش: عذر واه . هكذا أنتم أيها البشر ، تافهون ، ضعفاء ، وما أسهل ما تتنصلون من فعالكم مستترين بفضيلة مزيفة .
ياقوت: فكرتك عنا خاطئة .
برطوش:(منفعلا) أنت بالذات عديم الأخلاق والضمير.
ياقوت:(منفعلا) لا تغلط . لقد اعتذرت ، فلك أن تقبل اعتذاري أو ترفضه، وليس لك أن تسخر مني .
برطوش: أنت الذي يهزأ بنفسه يا هذا لأنك مغرور تافه… وضيق الأفق .
ياقوت: (يصرخ) أنا لا أسمح لك …
برطوش:(يقاطعه ساخرا) هل ثارت كرامتك الآن ؟
ياقوت:(يكبت جماح غضبه) صدقت … لا كرامة لغريب عن وطنه .
برطوش: لو وجدت عندنا سبل الراحة ، لما تركت وطنك .
ياقوت:(منفعلا) أخطأت إذ تعتقد هذا … لقد وجدت كل شيء سهلا ومريحا … أنت تعلم .
برطوش: (منفعلا) لنقفل باب النقاش يا هذا ، يكفيك أن تلقي نظرة ثاقبة إلى نفسك وأنت تعلم .
(ياقوت يبدو غاضبا، بينما برطوش يمد يده ليصافحه . ياقوت يتراجع للخلف معرضا عنه)
برطوش: لا تريد … (يسحب يده) لا داعي … نستطيع أن نفترق محتفظين بما تضمره أنفسنا من مقت وازدراء.
ياقوت: هذا منطقكم الذي …
برطوش: (مقاطعا) هذا الطريق (مشيرا إلى إحدى الطرق) يقودك إلى بلدك. سر مسافة يوم أو يومين تصل .
(ياقوت ينسحب ، مسلطا نظرة حاقدة على برطوش ، بينما تظهر مزدان فجأة . يتسمر ياقوت مكانه بدهشة ، برطوش كذلك يفاجأ برؤيتها لكنه يتمالك سريعا ، ويقف أمامها بتحد)
برطوش: ماذا جاء بك الساعة إلى هنا ؟
مزدان: لماذا فككت أسره ؟
برطوش:(متلطفا) لن يبقى أسيرك إلى الأبد …
(يقترب منها ، تبتعد عنه وتقترب من ياقوت)
مزدان:(لبرطوش) ابتعد عني أيها اللعين.
برطوش: لا تتهوري يا مزدان … إني أحذرك .
مزدان: لن يرحل عن ديارنا .
(برطوش يشدها من ذراعها)
برطوش: هيا أمامي …(يصرخ) بسرعة .
(مزدان تتفلت منه)
مزدان: لست ولي أمري لأمتثل لأوامرك ، ورغباتك (بتحد) أنا أهوى هذا الإنسي ولن أتركه يرحل عني أبدا .
برطوش: (لياقوت) تحرك يا هذا … ماذا تنتظر بعد؟
(مزدان تتشبث بياقوت)
مزدان: لن يتحرك خطوة …
برطوش: سوف أحطم رأسك لو بقيت متعلقة بياقته هكذا .
مزدان: (بتحد) لن أرجع إلى ديارنا إلا وهو معي .
ياقوت: لا تشددي الضغط على صدري ، أكاد أختنق.
(تفلته ، وتبفى قريبة منه بحذر)
برطوش: (بهدوء مفتعل) دعيه يرحل يا مزدان … لا حاجة لنا به .
(ياقوت يبدو حائرا)
مزدان: لن يذهب إلا معي .
برطوش: لو علمت أنك تميلين إليه بمشاعرك ما تدخلت .
مزدان: هذا ليس من شأنك .
(برطوش يبدو شديد الإنفعال)
برطوش: لا تجعليني أفقد السيطرة على نفسي .
ياقوت: (يحاول استدراك الموقف) دعونا نتفاهم على كل شيء .
برطوش: إصمت أنت ، لا تفاهم معك على الإطلاق .
مزدان:(بتحد) بل لنتفتاهم .
برطوش: أيتها اليلهاء … تتفاهمين على ماذا؟
مزدان:(لياقوت) قل له أنك موافق على الزواج.
(برطوش ينظر لياقوت بقلق وتحفز ، بينما يبدو ياقوت حائرا)
مزدان: هيا أخبره أننا سوف نتزوج ، شاء هذا أو أباه .
ياقوت:(بلطف وحذر) ومن ذكر الزواج الآن؟ نحن بصدد رحيلي.
(برطوش يتنهد بارتياح)
مزدان:(ثائرة)أيها الوغد الحقير . جئت أنقذك من انتقام هذا الشرير (مشيرة إلى برطوش) لتتنكر لي من جديد.
(برطوش يقهقه . مزدان تزداد حدة)
مزدان:(لبرطوش) كُسرت أسنانك ، وشُل فكاك لئلا تضحك مرة في حياتك بعد الآن.
برطوش: موقف مسل على كل حال .
مزدان:(بمكر) لا أظنك قدته هنا لتتسلى.
برطوش: لا تحوري الحديث (محدقا بها) أنت لا تطاردينه حماية له مني كما تدعين .
مزدان: لنفترض ، فما المضحك في هذا .
برطوش: تلاحقين أشدهم مقتا إلى نفسك .
مزدان: هذا ليس صحيحا.
برطوش: هو لا يحبك يا مزدان ، وأنت تدركين هذا جيدا.
مزدان: هذا لا يهمني أيضا .
برطوش: ماذا تريدين إذن؟
مزدان: رفض تحقيق رغبتي . لن أدعه يفلت من غير عقاب .
برطوش: لكنك تعرضين عليه الزواج ، لا العقاب .
(يشير لياقوت بالذهاب، تفطن مزدان، وتمسك يد ياقوت بحرص)
مزدان: الزواج من جنية حاقدة ، يعني العذاب بالنسبة له ، وهذا ما أتمناه .
(ياقوت ينظر إليها بازدراء ثم يشيح بنظره جانبا)
يرطوش: أنا أيضا أسعى لعذابه، لكن بطريقة مختلفة .
(مزدان تفلت يد ياقوت فجأة)
مزدان: أثرت فضولي ، تكلم .
برطوش: أنت تريدين الانتقام لكرامتك التي أُهينت.
(ياقوت يهز رأسه بأسى وسخرية وصمت)
مزدان: (منفعلة) لا أحد يستطيع أن يخدش كرامتي .
برطوش:(متلطفا) قصدت أنك تريدين الانتقام.
مزدان: لرفضه تحقيق طلبي .
برطوش: لن نختلف على الأسباب . المهم هو الانتقام .
مزدان: بالضبط .
برطوش: انفقنا .
مزدان: على ماذا؟
برطوش: دعيه يرحل . العذاب ينتظره هناك.
(مزدان تنظر إليه بشك)
مزدان: برطوش ، أشم رائحة غدر وخداع.
برطوش: أيتها الغبية ، إفهمي وتأملي : بعد أن يتخلى المرء منهم عن بلده …
(ياقوت يجفل)
برطوش:(يتابع) هل يجد الطريق أمامه سهلا يا ترى ؟ هل يستطيع أن يطلب الراحة والأمان كما كان ؟
مزدان:(مفكرة) صدقت ، سوف يركلونه بأقدامهم هناك .
برطوش: أرأيت كيف أننا نستطبع الانتقام دون عناء .
مزدان: أتعتقد هذا؟
برطوش: (بحماس) سوف يسخرون منه .
مزدان:(بسرور) ويحتقرونه.
برطوش: ربما يقتلونه كذلك .
(ياقوت يبدو شديد الانفعال ، تجفل مزدان)
مزدان: (بقلق) لا … لن يقتلوه .
برطوش: (مستدركا) لا، لن يفعلوا هذا … أؤكد لك (بلهجة جديدة) لكنهم قد يطردونه عن ديارهم مثلا .
مزدان:(آملة) ليعود إلي من جديد.
(برطوش يبدو مستاء، ثم يفتعل المرح)
برطوش:(بمكر) ربما … ربما .
مزدان: حينئذ سوف أركله بقدمي دون رحمة .
برطوش:(مسرورا) تماما ، سوف تفعلين هذا لو قُدّر لك .
(مزدان تبتسم وتقترب من برطوش)
مزدان: ماذا أقول لك أيها الماكر …(بلطف) كسبت الجولة .
برطوش: وقلبك …؟
مزدان: وقلبي كذلك .
(تلتصق به ، يحتضنها ثم يغادران المكان . ياقوت يجلس متهالكا على الأرض ، ويضع نايه قربه برفق . لحظة ثم يهب واقفا)
ياقوت: (يصرخ) سوف أعود إلى بلدي … سأعود مهما كانت النتيجة ، هل تسمعان ؟
(يسمع صوت ضحك مزدان وبرطوش. ياقوت يتناول نايه عن الأرض، يحتضنها بحرارة ثم ينطلق خارجا . لحظة ونسمع عزفا على الناي)
تمت
(قرب بلدة ياقوت . ياقوت وبرطوش يسيران جنبا إلى جنب . ياقوت ممسكا نايه ولا يفلتها أثناء هذا المشهد)
برطوش: توقف هنا .
(يتوقفان)
برطوش: (مشيحا بنظره جانبا) ستسير وحدك … أنت قريب من بلدك الآن …
ياقوت: أشكر…
برطوش):مقاطعا بحدة) لا تشكرني ، ما فعلت هذا شفقة عليك ، أو رغبة في مساعدتك .
ياقوت: أعذرني إذ تسببت لك بأذى دون أن أدري .
(ينظر برطوش إليه بغضب)
ياقوت:(مرتبكا) أقصد…
برطوش:(بحدة) كف عن الثرثرة يا هذا … أنتم أيها البشر تتبجحون ، ونحن لا نطيق التبجح أبدا .
ياقوت: ما قصدت التبجح … إنما أردت الاعتذار .
برطوش: والتنصل من أي ذنب.
ياقوت: لا ذنب لي … أنت تعلم ، هي التي …
برطوش: (مقاطعا) هي التي أحبتك، وقادتك إلى أحضانها (يحدق به) دون موافقتك ، أو حتى رغبتك (ساخرا) كنت مغلوبا على أمرك ليس غير .
ياقوت: كنت في موقف حرج … وكانت هي جميلة .
برطوش: عذر واه . هكذا أنتم أيها البشر ، تافهون ، ضعفاء ، وما أسهل ما تتنصلون من فعالكم مستترين بفضيلة مزيفة .
ياقوت: فكرتك عنا خاطئة .
برطوش:(منفعلا) أنت بالذات عديم الأخلاق والضمير.
ياقوت:(منفعلا) لا تغلط . لقد اعتذرت ، فلك أن تقبل اعتذاري أو ترفضه، وليس لك أن تسخر مني .
برطوش: أنت الذي يهزأ بنفسه يا هذا لأنك مغرور تافه… وضيق الأفق .
ياقوت: (يصرخ) أنا لا أسمح لك …
برطوش:(يقاطعه ساخرا) هل ثارت كرامتك الآن ؟
ياقوت:(يكبت جماح غضبه) صدقت … لا كرامة لغريب عن وطنه .
برطوش: لو وجدت عندنا سبل الراحة ، لما تركت وطنك .
ياقوت:(منفعلا) أخطأت إذ تعتقد هذا … لقد وجدت كل شيء سهلا ومريحا … أنت تعلم .
برطوش: (منفعلا) لنقفل باب النقاش يا هذا ، يكفيك أن تلقي نظرة ثاقبة إلى نفسك وأنت تعلم .
(ياقوت يبدو غاضبا، بينما برطوش يمد يده ليصافحه . ياقوت يتراجع للخلف معرضا عنه)
برطوش: لا تريد … (يسحب يده) لا داعي … نستطيع أن نفترق محتفظين بما تضمره أنفسنا من مقت وازدراء.
ياقوت: هذا منطقكم الذي …
برطوش: (مقاطعا) هذا الطريق (مشيرا إلى إحدى الطرق) يقودك إلى بلدك. سر مسافة يوم أو يومين تصل .
(ياقوت ينسحب ، مسلطا نظرة حاقدة على برطوش ، بينما تظهر مزدان فجأة . يتسمر ياقوت مكانه بدهشة ، برطوش كذلك يفاجأ برؤيتها لكنه يتمالك سريعا ، ويقف أمامها بتحد)
برطوش: ماذا جاء بك الساعة إلى هنا ؟
مزدان: لماذا فككت أسره ؟
برطوش:(متلطفا) لن يبقى أسيرك إلى الأبد …
(يقترب منها ، تبتعد عنه وتقترب من ياقوت)
مزدان:(لبرطوش) ابتعد عني أيها اللعين.
برطوش: لا تتهوري يا مزدان … إني أحذرك .
مزدان: لن يرحل عن ديارنا .
(برطوش يشدها من ذراعها)
برطوش: هيا أمامي …(يصرخ) بسرعة .
(مزدان تتفلت منه)
مزدان: لست ولي أمري لأمتثل لأوامرك ، ورغباتك (بتحد) أنا أهوى هذا الإنسي ولن أتركه يرحل عني أبدا .
برطوش: (لياقوت) تحرك يا هذا … ماذا تنتظر بعد؟
(مزدان تتشبث بياقوت)
مزدان: لن يتحرك خطوة …
برطوش: سوف أحطم رأسك لو بقيت متعلقة بياقته هكذا .
مزدان: (بتحد) لن أرجع إلى ديارنا إلا وهو معي .
ياقوت: لا تشددي الضغط على صدري ، أكاد أختنق.
(تفلته ، وتبفى قريبة منه بحذر)
برطوش: (بهدوء مفتعل) دعيه يرحل يا مزدان … لا حاجة لنا به .
(ياقوت يبدو حائرا)
مزدان: لن يذهب إلا معي .
برطوش: لو علمت أنك تميلين إليه بمشاعرك ما تدخلت .
مزدان: هذا ليس من شأنك .
(برطوش يبدو شديد الإنفعال)
برطوش: لا تجعليني أفقد السيطرة على نفسي .
ياقوت: (يحاول استدراك الموقف) دعونا نتفاهم على كل شيء .
برطوش: إصمت أنت ، لا تفاهم معك على الإطلاق .
مزدان:(بتحد) بل لنتفتاهم .
برطوش: أيتها اليلهاء … تتفاهمين على ماذا؟
مزدان:(لياقوت) قل له أنك موافق على الزواج.
(برطوش ينظر لياقوت بقلق وتحفز ، بينما يبدو ياقوت حائرا)
مزدان: هيا أخبره أننا سوف نتزوج ، شاء هذا أو أباه .
ياقوت:(بلطف وحذر) ومن ذكر الزواج الآن؟ نحن بصدد رحيلي.
(برطوش يتنهد بارتياح)
مزدان:(ثائرة)أيها الوغد الحقير . جئت أنقذك من انتقام هذا الشرير (مشيرة إلى برطوش) لتتنكر لي من جديد.
(برطوش يقهقه . مزدان تزداد حدة)
مزدان:(لبرطوش) كُسرت أسنانك ، وشُل فكاك لئلا تضحك مرة في حياتك بعد الآن.
برطوش: موقف مسل على كل حال .
مزدان:(بمكر) لا أظنك قدته هنا لتتسلى.
برطوش: لا تحوري الحديث (محدقا بها) أنت لا تطاردينه حماية له مني كما تدعين .
مزدان: لنفترض ، فما المضحك في هذا .
برطوش: تلاحقين أشدهم مقتا إلى نفسك .
مزدان: هذا ليس صحيحا.
برطوش: هو لا يحبك يا مزدان ، وأنت تدركين هذا جيدا.
مزدان: هذا لا يهمني أيضا .
برطوش: ماذا تريدين إذن؟
مزدان: رفض تحقيق رغبتي . لن أدعه يفلت من غير عقاب .
برطوش: لكنك تعرضين عليه الزواج ، لا العقاب .
(يشير لياقوت بالذهاب، تفطن مزدان، وتمسك يد ياقوت بحرص)
مزدان: الزواج من جنية حاقدة ، يعني العذاب بالنسبة له ، وهذا ما أتمناه .
(ياقوت ينظر إليها بازدراء ثم يشيح بنظره جانبا)
يرطوش: أنا أيضا أسعى لعذابه، لكن بطريقة مختلفة .
(مزدان تفلت يد ياقوت فجأة)
مزدان: أثرت فضولي ، تكلم .
برطوش: أنت تريدين الانتقام لكرامتك التي أُهينت.
(ياقوت يهز رأسه بأسى وسخرية وصمت)
مزدان: (منفعلة) لا أحد يستطيع أن يخدش كرامتي .
برطوش:(متلطفا) قصدت أنك تريدين الانتقام.
مزدان: لرفضه تحقيق طلبي .
برطوش: لن نختلف على الأسباب . المهم هو الانتقام .
مزدان: بالضبط .
برطوش: انفقنا .
مزدان: على ماذا؟
برطوش: دعيه يرحل . العذاب ينتظره هناك.
(مزدان تنظر إليه بشك)
مزدان: برطوش ، أشم رائحة غدر وخداع.
برطوش: أيتها الغبية ، إفهمي وتأملي : بعد أن يتخلى المرء منهم عن بلده …
(ياقوت يجفل)
برطوش:(يتابع) هل يجد الطريق أمامه سهلا يا ترى ؟ هل يستطيع أن يطلب الراحة والأمان كما كان ؟
مزدان:(مفكرة) صدقت ، سوف يركلونه بأقدامهم هناك .
برطوش: أرأيت كيف أننا نستطبع الانتقام دون عناء .
مزدان: أتعتقد هذا؟
برطوش: (بحماس) سوف يسخرون منه .
مزدان:(بسرور) ويحتقرونه.
برطوش: ربما يقتلونه كذلك .
(ياقوت يبدو شديد الانفعال ، تجفل مزدان)
مزدان: (بقلق) لا … لن يقتلوه .
برطوش: (مستدركا) لا، لن يفعلوا هذا … أؤكد لك (بلهجة جديدة) لكنهم قد يطردونه عن ديارهم مثلا .
مزدان:(آملة) ليعود إلي من جديد.
(برطوش يبدو مستاء، ثم يفتعل المرح)
برطوش:(بمكر) ربما … ربما .
مزدان: حينئذ سوف أركله بقدمي دون رحمة .
برطوش:(مسرورا) تماما ، سوف تفعلين هذا لو قُدّر لك .
(مزدان تبتسم وتقترب من برطوش)
مزدان: ماذا أقول لك أيها الماكر …(بلطف) كسبت الجولة .
برطوش: وقلبك …؟
مزدان: وقلبي كذلك .
(تلتصق به ، يحتضنها ثم يغادران المكان . ياقوت يجلس متهالكا على الأرض ، ويضع نايه قربه برفق . لحظة ثم يهب واقفا)
ياقوت: (يصرخ) سوف أعود إلى بلدي … سأعود مهما كانت النتيجة ، هل تسمعان ؟
(يسمع صوت ضحك مزدان وبرطوش. ياقوت يتناول نايه عن الأرض، يحتضنها بحرارة ثم ينطلق خارجا . لحظة ونسمع عزفا على الناي)
تمت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق