اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

كتب الدكتور سمير محمد ايوب: جدلُ الشهوةِ والحب

⏪عشوائياتٌ في الحب.24
كُنتُ يا شيخيَ قبل أيام في مكتَبِك ، أسألُكَ عمَّا ترى في الحبِّ ما لا يراهُ الجَسد ؟ فأجبتَني : أنَّ جَدلَ الشهوةِ والحبِّ حِكايةٌ رئيس في الشراكات . وتركنا الحديثَ عن هذه الحكاية لمرة قادمة . ونحن نتريض صبيحة هذا اليوم في المدينة الرياضية في عمان ، إسمح لي
بأن أذكِّرُكَ مع هذه الشمس الدافئة ، بأن سُؤالي ما زال قائما ، منتظرا رأيك .
أمْسكتُ بيدِها وتوقفنا أمام مقصفٍ للقهوة . تناوَلْنا ما طَلبنا . إنتحينا جانِباً مُشبعا بالشمسِ ، وجلَسنا على مَقعدَين خشبيَّينِ مُتواجِهين . اعْتدلْتُ في جلسَتي قبلَ أن أقول لها ضاحكا : بين الحبِّ والشهوةِ يا سيدتي علاقةٌ جدلية . في العادة ، مُتَّسقةٌ إلى حدٍّ كبيرٍ ، مع روحِ الشراكة ومضامينِها وتَبعاتِها .
في الشَّراكاتِ السويَّة ، الحب هو الأسبقُ على طريقِها ، والغريزةُ تمشي وراءَه تَتفيَّا ظلالَه ، مُتأكدةً مِنْ حِماياتِه لها. وفي الشراكات المُتورِّمةِ ، ينعكسُ الترتيبُ ، لتُصبحَ الغريزةُ هي الأسبق . والحب زاحفا وراءها ، يَلتقِط فضلاتَ غَزواتها .
سَألَتْ وهي تنحني باتجاهي إلى الأمام : ما الذي يُحدِثُ هذا التّغيُّرَفي الأولويات ؟ أهي ظنونٌ مُضَلِّلَةٌ ، توهمُ القلبَ أنَّه قادرٌ على حماية نفْسه وغيرِه ؟ أمْ .... ؟
قُلتُ بعد أن تَوَقَّفَتْ عنْ إكمالِ سُؤالِها : في عهودِ سطوةِ الميديا ، تَوسَّعتِ الفرديةُ الأنانيةُ ، في غيطانِ الشَّراكة وانتشرَت . سَعَت جاهدةً إلى ضمِّ الغرائزِ تحتَ راياتِها . وسارعت لتعزيز سلطة هذه الرايات ، على أحراشٍ تضم تضاريسَ الشهوةِ ومظانَّ المَشاعر .
عندما انطلقت الشهوةُ إلى مغامراتها الخارجية ، بدأت بالأقرب ، إلى أن جاء الدور على البعيد والأعمق . وباتت دون حسابٍ للتكاليف ، تغتالُ المشاعرَ ، وتُدوِّرُ الحقائق والوعيَ .
لم تكن المغامرة الأولى فريدة من نوعها . بل نموذجا تكرر . ولم تقتصر على عنوان . بل تمددت إلى كلِّ مجالٍ ، ظاهرٍ أو كامنٍ . حتى أكْملَت سيطرتَها على كلِّ ما لمْ يكُنِ القلبُ يتوقَّعه . مِما أثارَ قلقَ المشاعرِ بعد أنْ سكتت مدافعُ القلب . وكان هذا القلقُ ، نقلةً مٍحوريةً على طريقِ الخِلافِ والاختلاف .
عند هذه النقلةُ النوعية ، قررت المشاعرُ التأكيدَ على حقِّها في رسمِ الخطوطِ المُستجدَّةِ على خريطة القِيَمْ ، التي يُعادُ تشكيلُها . وعندما طلبَتْ المشاعرُ الحسابَ ، كان ردُّ الشهوة بعد تردُّدٍ لَمْ يَطُل : أنَّ ما هو في صالح الغرائز ، هو حُكْما في صالح المشاعر . فراحتِ المشاعرُ تستدعي وراءَها جيوشَ التذمُّر وعدم الرضى ، وأساطيلَ التشاكي والتباكي .
ساعتها أدرك أتباعُ الغرائز ، أنَّ عملياتِهم المُباشرة تبدو لكثيرينَ قرصنةً عُدوانية . فبحثوا عن أقنعة . فبدا لهم أنَّ أفضلَ وسائلَ التَّخفي ، تحويلَ قناعاتِهم المُباشرة المَكشوفة ، إلى واجهاتٍ واسعةٍ ، تحملُ لافِتاتٍ تتسترُ وراءَها . وراحت تتقدم خطوة بعد خطوة .
في البداية جربوا على استحياء ، حيث ينفع وحيث لا ينفع ، حين يلزم وحين لا يلزم . وجربوا العمل الخفي . وعندما أتموا تهيئة الظروف وغدت مواتية ، اقتحموا وتوغَّلوا بمستجداتٍ فاقت قدرةَ المشاعرِ على المقاومة . الى أن نجحوا في اختراقِ أولوياتِ الِقيم ، وضوابِطها ومرجعياتِها . مما شجَّعَهم في عرض بعض قناعاتهم على حيارى الناس ، بجسارةٍ تجنحُ نحو الاستعلاء .
في هذه الأجواء التي اختلط فيها الجوهر بالمظهر ، أطلق بعض أصحاب شكليات الإيمان ، هبَّاتا وعظيةً مُتدنيةَ الفعالية . بقيت على حواف بعض اللحظات التجريبية ، بين إقدامٍ وإحجام ، حائرة بين جُموحِ الرَّغبةِ ومحاذيرِ الخطيئة .
وتَجنُّبا لِمزالقِ التعميم ، لا يَصِح لأحدٍ أنْ ينسى أنَّ بعضا مِنَ القِيمِ قد تحول إلى مجرد يُفطٍ وقِشرَ مَوْزٍ ، إنزلقَ عليه كثيرون ، وما زالوا بتسارع فاقع صادم ، حتى بمقاييس أتباع الشهوة .
والحالُ كذلك ، فإنَّ هذا الارتطام الحاصل بين الشهوة والمشاعر، بات أخطر مِنْ أنْ يُترَكَ للتَّشاتُمِ أو للعصبيَّة أو للنَّزَق ، فمهما بلغت قدرتها على تنفيس فورات الغضب ، فهي لن تُحسِنَ صُنعَ بدائلَ قادرة على ترميم منظومات القيم ، وتقليم تطبيقاتها .
إعتَدَلَت رفيقتي في جلستِها وهي تقول : إنَّ عدم قبولِ الشركاء للمساومة ، يتبدى في عجزٍ على صنع أو اقتراح حلولٍ . الخلافُ والاختلاف بطبائعهما ، غيرَ قادرينٍ على ذلك أيضا . وكي لا تضيع الفرصةُ أمام سُجناء الوجَعِ المُؤطَّرِ بالتَّكارُه ، ألا ترى معي يا شيخيَ ، أنَّ مصلحتَهُما في ظلِّ المستقبل ، لا بد لها أنْ تأخذَ في يدِها زِمامَ المُبادرة ، على أساس أنَّ ذكاءَ المَصالِحِ ، قدْ يَتَغلَّبُ على غباءِ التجارب ؟
قُلتُ بعد أنْ أدْرَكتُ أنَّ قهوتَنا قد برَدَتْ قبلَ أنْ نحتسيَ شيئاً مِنْها : جدلُ المَصالحِ الذكيَّةِ في الشراكات ، وغباءُ التجارب فيها ، حكايةٌ أخرى يا سيدتي ، نُكمِلُ حديثَنا عنه في وقت آخر إن شاء الله .

*د. سمير محمد ايوب
الاردن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ملحوظة : أتمنى أن تُقرأ العشوائية 23 قبل هذه العشوائية ) .

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...