⏪⏬
إنّهُ الخوفُ ما يجعلنا نرى بعوضةً صغيرة بحجمِ ديناصور.
و أنتَ أيّها الإنسانُ المتعالي المغرور الجاحد الحاقد , يكفيكَ مخلوقٌ لا يُرى بالعينِ المجرّدة كي يُنهي كل ما كنتَ تُناطح و تُكافح من أجله.
لكن ألا يقولونَ إنّ ربَّ ضارّةٍ قد تكون نافعة , أخيراً توحّدنا و صارَ عدوّنا مشترك, فيروسٌ صغير يشغل مختبرات العالم , و إن صدقَت وسائلُ الإعلام هذه المرّة فسوفَ يقتلُنا , من قالَ إنّ الراعي دائماً كذّاب!
لا عليكَ الآن اعزلْ نفسَكَ و ستنجو , ليس من الفيروسِ فقط بل من تفاهةِ هذا العالم , ألا يحقُّ لنا أن نعيشَ أيّامنا الأخيرة بسلام " يا سكّان العالم انعزلوا"
هناكَ أملٌ ضعيفٌ وحيدٌ قد يُنقذنا نحن سكّان هذا الشرق على اعتبارنا ضحايا حرب و لم يشفقْ أحدٌ علينا حتى الآن ,من يدري قد يكون كورونا أملَنا الأخير!
أما دول العالم المتحضّر فيحقّ لها أن تُصابَ بالهلع فهناكَ الحياة وردية La vie en rose و لا تحتمل أيّة بقعةٍ سوداء , لكن نحن المتراوحون بين الرمادياتِ حتى قعرِنا الأسود على ماذا سنخاف ! أضف إلى أنّنا نملكُ ثلاثَ دياناتٍ سماوية و ما لا نهايةَ له من الحكَم الأرضية التي تُعينُنا على تحمّل الشدائد , أولسنا وطنَ الشدائد ! ثم تقولون لي إن فيروساً صغيراً قد يقتُلنا , ألا نموتُ كلّ يوم على يدِ أعداءٍ حقيقيين و مُتخيّلين !
اسمعْ لا خبزَ لك على أرضِنا عزيزي كورونا خصوصاً و أن رئاتِنا الملوّثة بدخانِ الحروب و النراجيل لن تشعر حتى بوجودك , اذهب فقد تخيفُ الرئات المُرهفة هناك حيثُ الأوكسيجين و الكافيار و موسيقا شوبان و موزارت , أليسَ ظلماً أن يحلّ علينا غضبُ أهلِ الأرضِ و أهلِ السماء و أنتَ على الرغم من أنّكَ تخبطُ خبطَ عشواء لكن يبدو أن لك قلبٌ طيّب .
كثيراً ما يتحدّثُ علماءُ النفسِ عن صحوةِ الموت حيث يستيقظ ضميرُ الإنسانِ فجأة وهو يرى نهايتَهُ أمامَهُ , يبدو أن الله قد حسمَ أمره بشأنِنا فإما أن نصحو مرة واحدةً و إلى الأبد أو نموت, أما ذلك الوسط الذي تعيشهُ الأرض فلا طائلَ منه , لكنّني أجزمُ أن الرحمةَ الإلهية أقرب إلينا من تلكَ الصحوة , فلنصلِ إذن كلٌّ على دينه و لكن لإلهٍ واحد , طالما أنّ عدوّنا واحد فإن إلهنا واحدٌ ايضاً!
أخيراً سأهمسُ في أذنكَ سرّاً كورونا , يكفي أن تحصدَ بعض الرؤوس المُتحكّمة و المُتخَمة كي تشعرَ بالشبع , أجزمُ أنّهم متكدّسون الآن حول طاولاتهم المستديرة مُعتقدين بأنّهم مجمعُ آلهة و يحقّ له أن يقرّرَ شؤون الأرض صحيحٌ أنّكَ كورونا الصغير لكنّك قادرٌ على كلّ كبير , أرجوكَ خذهم كلّهم و خلّصنا.
*رانيا كرباج
إنّهُ الخوفُ ما يجعلنا نرى بعوضةً صغيرة بحجمِ ديناصور.
و أنتَ أيّها الإنسانُ المتعالي المغرور الجاحد الحاقد , يكفيكَ مخلوقٌ لا يُرى بالعينِ المجرّدة كي يُنهي كل ما كنتَ تُناطح و تُكافح من أجله.
لكن ألا يقولونَ إنّ ربَّ ضارّةٍ قد تكون نافعة , أخيراً توحّدنا و صارَ عدوّنا مشترك, فيروسٌ صغير يشغل مختبرات العالم , و إن صدقَت وسائلُ الإعلام هذه المرّة فسوفَ يقتلُنا , من قالَ إنّ الراعي دائماً كذّاب!
لا عليكَ الآن اعزلْ نفسَكَ و ستنجو , ليس من الفيروسِ فقط بل من تفاهةِ هذا العالم , ألا يحقُّ لنا أن نعيشَ أيّامنا الأخيرة بسلام " يا سكّان العالم انعزلوا"
هناكَ أملٌ ضعيفٌ وحيدٌ قد يُنقذنا نحن سكّان هذا الشرق على اعتبارنا ضحايا حرب و لم يشفقْ أحدٌ علينا حتى الآن ,من يدري قد يكون كورونا أملَنا الأخير!
أما دول العالم المتحضّر فيحقّ لها أن تُصابَ بالهلع فهناكَ الحياة وردية La vie en rose و لا تحتمل أيّة بقعةٍ سوداء , لكن نحن المتراوحون بين الرمادياتِ حتى قعرِنا الأسود على ماذا سنخاف ! أضف إلى أنّنا نملكُ ثلاثَ دياناتٍ سماوية و ما لا نهايةَ له من الحكَم الأرضية التي تُعينُنا على تحمّل الشدائد , أولسنا وطنَ الشدائد ! ثم تقولون لي إن فيروساً صغيراً قد يقتُلنا , ألا نموتُ كلّ يوم على يدِ أعداءٍ حقيقيين و مُتخيّلين !
اسمعْ لا خبزَ لك على أرضِنا عزيزي كورونا خصوصاً و أن رئاتِنا الملوّثة بدخانِ الحروب و النراجيل لن تشعر حتى بوجودك , اذهب فقد تخيفُ الرئات المُرهفة هناك حيثُ الأوكسيجين و الكافيار و موسيقا شوبان و موزارت , أليسَ ظلماً أن يحلّ علينا غضبُ أهلِ الأرضِ و أهلِ السماء و أنتَ على الرغم من أنّكَ تخبطُ خبطَ عشواء لكن يبدو أن لك قلبٌ طيّب .
كثيراً ما يتحدّثُ علماءُ النفسِ عن صحوةِ الموت حيث يستيقظ ضميرُ الإنسانِ فجأة وهو يرى نهايتَهُ أمامَهُ , يبدو أن الله قد حسمَ أمره بشأنِنا فإما أن نصحو مرة واحدةً و إلى الأبد أو نموت, أما ذلك الوسط الذي تعيشهُ الأرض فلا طائلَ منه , لكنّني أجزمُ أن الرحمةَ الإلهية أقرب إلينا من تلكَ الصحوة , فلنصلِ إذن كلٌّ على دينه و لكن لإلهٍ واحد , طالما أنّ عدوّنا واحد فإن إلهنا واحدٌ ايضاً!
أخيراً سأهمسُ في أذنكَ سرّاً كورونا , يكفي أن تحصدَ بعض الرؤوس المُتحكّمة و المُتخَمة كي تشعرَ بالشبع , أجزمُ أنّهم متكدّسون الآن حول طاولاتهم المستديرة مُعتقدين بأنّهم مجمعُ آلهة و يحقّ له أن يقرّرَ شؤون الأرض صحيحٌ أنّكَ كورونا الصغير لكنّك قادرٌ على كلّ كبير , أرجوكَ خذهم كلّهم و خلّصنا.
*رانيا كرباج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق