اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

الْقَتْل اللَّذِيذ | قِصَّةً قَصِيرَةً ....*بِقَلَم الأديبة: عَبِير صَفْوَت

⏪⏬
مَاذَا عَنْك ؟ ! أَيُّهَا الْعَالِمُ الْغَرِيب .
هَل اللَّوْم عَلَيْك ، مِثْلَمَا اللَّوْمُ عَلَى قدرى ، أَو أُلَوِّح اللَّوْمُ عَلَى صَفْعَة مِنْ الْأَيَّامِ ، سُحْقًا مِنْ الْهُرُوبِ مِنْ لَا شَيّ ، وتساءلت الْأَيَّام بِى مَرَّات ، هَلْ أَنَا حُرَّةُ ، مِنْ بَلَدٍ إلَى بَلَدٍ .

حَتْمًا ، لَنْ تَرَى مِنْ العَائِلَةِ الَّتِى رَحَلْت إلَى السَّمَاءِ ، إلَّا مِيرَاثَهُم الفَائِز ببخث النَّصِيب ، وَالْأَصْدِقَاء الملقبين بِالصِّفَة ، وَلَا غَيْرِ ذَلِكَ .
هَل لترحال مَعْنَى ؟ ! وَإِلَى مَتَى ؟ ! وَلَمَّا الْهُرُوب ، إنْ كَانَ شَأْنُهُ الْإِصْرَار ، فَكَان يُلَازِمُه ، مَا تُورِث مِنْ الْأَعْرَافِ وَالْقَيْد لِذَلِك .

مَالَت بِرَأْسِهَا الْمُثْقَل ، مِن جرعات زَائِدَةً مِنْ النَّبِيذِ الْأَحْمَر ، مِمَّا جَعَلَ عُيُونُهَا ، تترأي شخوصا ، كَأَنَّهُم الْأَشْبَاح ، لمحتة ببسمتا هَادِيَة ، وَكَان عُيُونُهَا قناصة ، انتقتة مِنْ بَيْنِ الْجَمِيعِ ، جذبتة ، أَوْ هُوَ جَذَبَها ، بِعُيون تقرضك الْحَنَّان ، وَبُحَيْرَة صَغِيرَة بماقية ، تتهامس بِهَا الْكَلِمَاتُ ، تُخَدِّر الْأَعْصَاب ، وتهدأ النَّظَرَات عِنْدَهَا ، وترتخى الْأَجْفَان بِالطَّاعَة ، وَجَسَدًا مَمْشُوق لجندى ، لَا تراوضة إلَّا هُمُوم الِانْتِصَار ، وظلا لِجَسَدِه ، يَرْسُم ضِيَاء خَافَتْه ، وَأَنْفَاس تتهدج بِانْسِجام .

تَلاَشَت أَمَامَهَا كُلِّ الصُّوَرِ ، وَالْمَشَاهِد الْقَدِيمَة ، الَّتِى مازالَت حَيَّة ، وتجسد فِى الْأَقْدَاح صُورَة مَنْحُوتَةٌ مِنْ تَلَاقَى فُرُوعٌ لأشجار ، مِنْ بِلَادِ مُخْتَلِفَةٌ ، وَرَأَت أَنَّهَا ، تَحْصُد مِنْ شَجَرَةٍ وَاحِدَةً ، زُهُورًا مِنْ الْوَرْدِ البلدى ، تعانقها ، زُهُورًا مِن الجيجوبا ، وارتسمت عَلَى ثَغْرَهَا بِسُمِّه عَذَابٌ ، تَفَرَّج شَفَتَيْهَا بلمحة ، لَا تَتَعَدَّى القَلَق وَالارْتِيَاب .

إلَّا أَنْ الْتَمَعَت الشَّمْس فِى عُيُونُهَا ، تُجْعَل الصحوة مِن غِيَابِهَا يَنْطَلِق ، تَفَتَّحَت بَراعِم جَسَدِهَا ، وانفرج قَلْبُهَا ، تتسلل أَشِعَّةِ الشَّمْسِ ، تَعَانَق دَقَّاتِه ،

وارتسمت عَلَى شَفَتَيْه بَاكُورَة الْعِتَاب ، لِمَاذَا كُلُّ هَذَا الْغُيَّاب ، تلعثمت الشَّرْقِيَّة ، وَلَم يَتَلَعْثَم الْغَرْبِيّ ، فَرْد قلوع تَعْرِيف الذَّات ، بِجُرْأَة لَا تُعْرَفُ الْحَرَج .

وبهتت الفَتَاة بِالرُّشْد ، وَكَان يراقصها الْخَجَل ، وتدغدغها الْأُنُوثَة ، وَرَأَت صُورَتُهَا مُنْعَكِسَة ، عَلَى الزُّجَاج الْمُقَابِل ، وَكَان الْقَيْد سِيَاج بِسَاقَيْهَا ، كَامْرَأَة مِنْ الشَّرْق .

أَنْفَضَ الرَّجُلُ الوسيم ، مِنْ كَلِمَاتِهِ الَّتِى تُذِيب الصَّخْر ، وَتَقَلُّص الصَّمْت ، وَثَار بَيْن كُفُوفٌ يَدَيْهَا ، وتساءلت بِنَفْسِهَا ، مَاذَا أَقُولُ ؟ !

كُنْت الْإِجَابَة مِنْهَا ، جَسَدًا يَتَرَنَّح ، بَرِح الْمَقْعَد ، للغرفة صَاعِدًا .

. . .
بَرَّحَ بِهِ الْكَيْل صفعات ، ولكزتة نَفْسِه اللعوبة ، مَاذَا بِك أَيُّهَا الرَّجُلُ الإنجليزي ، وَمَا شَأْنُ ؟ ! الْمَرْأَة الْعَرَبِيَّة مِنْك .

وأجابت نَفْسِه :

حِينَمَا يَكُون الْأَعْدَاء ، بِغَيْرِ أَرْضٍ الْمَعْرَكَة ، رُبَّمَا هُم أصْدِقَاء ، وَاعْتَلَى مُخَيَّمَات اللأئجين ، وَأَنَاب نَفْسِه بِرَسُول ، سينتشلها مِن التشرد والحوجة ، وَبَدَت طُيُورِه الْجَارِحَة ، تَتَغَذَّى عَلَى وَحْدَةِ الفَتَاة الْعَرَبِيَّة ، تلكزها بوسامته ، وتثيرها بفؤاد وَحْدَتِهَا ، ويحاول فَكّ طلاسيم اصفادها الْمَبْنِيَّةِ عَلَى الْأَعْرَاف ، وَتَدَلَّت مِنْه اِبْتِسَامَةٌ كاجندول ، يَتَرَاقَص بعنفوان ، لَمْ تُغَادِرْ فَرَحُه غَامِرَةٌ ، تَرَاقَص لَهَا الْفُؤَاد .

اِسْتَعْرَض قِوَامُه الرَّشِيق ، تَهْتَزّ خَصَلَات مِنْ شَعْرِهِ الْأَسْوَد النَّاعِم ، منسدل بِمَنْكِبَيْه ، تَتَنَاثَر مِنْه السَّعَادَة ، يُرَدِّد اسْمُه الْبَرَاح :
"البرت" البرت" بَل يُمْكِنُك أَنْ تلقبينى (بارتي)

اِبتسَمَت الفَتَاة الْعَرَبِيَّة ، وَرَأَت الْإِعْجَاب ، هُوَ طَرِيقُ مُيَسَّرٌ لِلْحَبّ ، يَجْمَعُهُمَا الزَّوَاج .

لَكِن ، هَل لزواج مَعْنَى ، فِى عَقْل ، رَجُلًا أنجليزى لَا يُعْرَفُ الدِّين ، وَامْرَأَةٌ عَرَبِيَّة ، الزَّوَاج لَهَا هُوَ إتْمَام الدِّين .

. . .

لَا تقامرى بقيودك ، فَخَلَف هَذِهِ الْجِبَالَ ، يَتَحَدَّثُونَ عَنْ الْعَادَاتِ والتقاليد ، أَمَّا هُنَا فِى بِلاَدِ الغَرْبِ ، مَعْنَى الْحُرِّيَّة ، بِضْع كَلِمَات قَالَهَا الانجليزى ، كَانَتْ لَهَا أَثَرٌ السِّحْرُ عَلَى الْمَرْأَةِ الْعَرَبِيَّة .

غَلَبَتِهَا الْحِيرَة ، وتراقصت أَمَامَهَا الْحُرِّيَّة ، بذيول الشَّيْطَان ، جَفَّت قُيُودِهَا وَكَان الْأَصْفَاد تَذُوب مِن عضدها ، رَأَت الْحِكْمَة تَتَلَاشَى أعالى ضِبَاب الْجِبَال ، وَالْهَوَاء الْبَارِد ينتشى بِجَسَدِهَا ، وَتَسَاءَل ذَلِك الَّذِى يَقْطُن بِجَسَدِهَا ، ليثأر مِنْهَا فِى التَّوّ بظنونة .

هَل الْحُرِّيَّة ؟ ! هِى التَّخَلِّى عَنْ الْأُصُولِ وَالعَادَاتِ ، نقذف بمراسم الشَّرَف الْأَرْض ، ونعلق المتع وَالْحُرِّيَّة ، عَلَى بَوَّابَة الْخَطِيئَة ، وَنَظَرْت حَوْلَهَا ، فِى هَذَا الْمُسْكِر بقاعة الْفُنْدُق الانجليزى ، وَرَأَت الْمَارَّة مِنَ النَّافِذَةِ عَلَى حَافَّةِ الطَّريقِ الْمُقَابِل ، يَخْتَلِفُون كُلًّا مِنْهُمْ عَنْ الْآخَرِ ، إنَّمَا لِكُلِّ بَلَدٍ دِيَانَتِه ، وَلِكُلّ شُعَب اعرافة ، وَلِكُلّ بُشْرَى ثَقَافَتُه وَحُدُودِه الرَّبَّانِيَّة .

وَضَحِك "بارتي" يَمُنّ نَفْسِه بمغامرة ، بَات لَهَا عَلَى أعتاب الْخَيَال ، اسْتِهْلَاك آهات الْفُؤَاد ، وَتَصَدَّق بِكَلِمَة ، رُبَّمَا لَمْ تَكُنْ بمقصدها ، مستحلفا :
بِرَبِّكُم ، تجعلين مُتَيَّمٌ ، ينول الرِّضَا .

وَنَظَرْت الْعَرَبِيَّة ، نَظَرِه ممعنة ، تَقُول باقداح عُيُونُهَا الدافئة :
هَلْ تَعْلَمُ ؟ ! عَن لُغَةً الِانْتِظَارُ كَثِيرا .

قَال "البرت" وَهُو يمتعض ذَلِك :
نَحْنُ لَا نَعْرِفُ الِانْتِظَار إِلاَّ فِى الْحُرُوب .

ناورتة باغواء :
إذَا نعقد هُدْنَة ، حَتَّى النُّور يُضْوَى .

اِنْبَثَقَت مِن اللَّحَظَات والسويعات ، عَقَارِبُ السَّاعَةِ تتعارك ، بِصَحْن الدَّقَائِق ، حَتَّى اِنْبَثَق الصَّبْر كَالوَحْش ، بِصَدْر أَلْبِرْت ، فَرَغ الَّذِى كَانَ لِأَجْلِهِ يَنْتَظِر ، وانتصبت إِنْصالٌ عُرُوقِه ، لاَبُدَّ مِنْ أَصَابَهُ الهَدَف فِى مَقْتَل ، وَهُنَا تَسَاءل الْغُرُور بِـ "البرت" مَاذَا شأنى مِنْهَا ؟ ! تِلْك الفَتَاة الْعَرَبِيَّة ، مَا سِرُّ انجذابى لَهَا ، هَل لتمسكها الشَّدِيد بِالْأَعْرَاف والتقاليد ، أَم الْمُرَاد مِنًى ؟ ! أَن اقايدها ، وَبِالْقَبُول مِنْهَا ، تفتقد الرَّشَاد لِدَيْن .

هَل هِى مَعْرَكَة وَطَن بِوَطَن ، أَم عِلاقَة عَابِرَة ، بَيْنَ امْرَأَةٍ عَرَبِيَّةٍ حُرِّيَّتُهَا هِى حُدُود الْأَعْرَاف وَالدِّين ، وَرَجُلًا أنجليزى خُلِقَ مِنْ أَجْلِ الْحُرِّيَّة ، وتمطي الْوَقْت يتثاوب بكسل ، وَيُعْلِن الْمَسَاء رَحِيلِه .

وَجَاء الصَّبَّاح بنشوتة ، وَهُنَاكَ مَنْ ستنكس رَأْسِهَا ، وتعلن باناملها الرَّقِيقَة ، انْحِنَاءٌ الرَّايَات ، وَتَرَقُّب الْمُصْعِد الكَهْرَبائِيّ ، عَنْ مُنْذِرٍ بالوثب ، وتسلح بِالْإِغْرَاء ، وطلقات مِنْ سحْرِ الْعُيُون ، وتَرْحَاب مِنْ رَاحَةِ ، لَا تُعْرَفُ إلَّا الْقَتْلُ .

وَهُنَا أَحْضَر النادل ، صَحْن مِنْ الذَّهَبِ ، بِه مَكْتُوبٌ فِى رَقِيقٌ متعطر ، نَظَرٌ الانجليزى بِعُمْق الْمُصْعِد ، وترأي خيالها تحتضنة لِصُعُود ،
وتهدجت أَنْفَاسَه ، وَفَرْج الْوَرَقَة المطوية بِرِفْق ، يَشُدّ أَوْتَار الاقواس ، وَاسْتَعَدّ ليلاقى الْحَتْف بِهَذَا الِانْتِصَار ، وَقُرَّاء بِضْع كَلِمَات ، حَتَّى اِرْتَخَت أَجْفَانِه .

وَكَان مَضْمُونَهَا :
عُدَّت لدياري ، لِأَنَّ الْحُرِّيَّةَ لَن تَخْرُج ، عَنْ الدَّيْنِ وَالشَّرَف ، وَكَرَامَة الْبِلَاد .

*عَبِير صَفْوَت

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...