⏪⏬
*نبيل عودة
يدعي الخطاب الصهيوني ان «المسألة اليهودية» هي مشكلة تتجاوز الزمان والمكان وملازمة لليهود أينما كانوا، ويبدو ان الغرب لم يرفض هذا التوجه بشكل موضوعي وقد تساوق معه. ،
اذن هي مشكلة محددة لها أبعادها الزمانية والمكانية. عادةً تحل المسألة اليهودية بأن يتم استيعاب أعضاء الجماعات اليهودية في الاقتصاد الجديد وفي المؤسسات الحديثة. وهذا ما حدث في بلاد مثل فرنسا وإنجلترا وهنولندا.
ولكن الوضع كان مختلفاً في شرق أوربا، في روسيا وبولندا، حيث كان يوجد أكبر تجمعات يهودية في العالم. إذ تعثر التحديث في الدولة الروسية القيصرية فدخلت في مرحلة الأزمة في أواخر السبعينيات من القرن الماضي، التي لم تنته إلا باندلاع الثورة البلشفية. وقد واكب ذلك عدة عناصر من بينها دخول اليهودية الحاخامية مرحلة الأزمة، ووقوع انفجار سكاني ضخم بين يهود شرق أوربا (إذ تزايد عددهم خمسة أضعاف تقريباً في غضون نصف قرن). لذا عجز المجتمع الروسي من استيعاب أعداد كبيرة من أعضاء الجماعات اليهودية في مختلف المهن والوظائف.
فظهر آنذاك اصطلاح «الفائض البشري اليهودي» بسبب التدفق بأعداد كبيرة على بلاد وسط أوربا وغربها ثم الولايات المتحدة ودول غربية أخرى. وقد أدَّى هذا إلى فزع حكومات هذه البلاد مما تسببه هجرة كبيرة كهذه من مشاكل اجتماعية وأمنية. بل فزع أعضاء الجماعات اليهودية أنفسهم لأن مثل هذه الهجرة تهدد مواقعهم الطبقية ومكانتهم الاجتماعي، وكان يُشار للمسألة اليهودية آنذاك بأنها «مسألة يهود شرق أوربا».
وبدأ العالم الغربي يفكر في طريقة للتخلص من هذا الفائض، وقد طرح الحل الإمبريالي نفسه، أي تصدير الفائض البشري ضمن ما صدرته أوربا من مشاكل إلى الشرق، باعتباره الحل الأمثل.
وقد ربط المفكرون الإستراتيجيون الغربيون في منتصف القرن التاسع عشر بين المسألة اليهودية والمسألة الشرقية (مشكلة الدولة العثمانية، رجل أوربا المريض، وهل من المصلحة الإبقاء عليه متماسكاً أم تقسيمه، ومنْ سيرثه بعد عملية التقسيم؟). وقد اهتدى هؤلاء المفكرون إلى أنه يمكن حل المسألة اليهودية عن طريق توظيفها في حل المسألة الشرقية بطريقة تخدم مصالح العالم الغربي، فيُنقل الفائض البشري الوظيفي إلى الشرق ليتحول إلى جماعة وظيفية استيطانية، توطن في فلسطين على هيئة دولة وظيفية وتقسم العالم العربي إلى قسمين، وتطل على الممرات المائية الإستراتيجية فتحول دون ظهور قوة محلية تملأ الفراغ الذي سينجم عن تقسيم الدولة العثمانية التي قد تهدد المصالح الغربية.
وهذا هو الحل الصهيوني للمسألة اليهودية. والشعب الفلسطيني دفع الثمن .. واسرائيل عدا اقامة الدولة لها مهام شرق اوسطية اكثر اتساعا من رقعتها، تشمل اليوم ايران ايضا!!
*نبيل عودة
يدعي الخطاب الصهيوني ان «المسألة اليهودية» هي مشكلة تتجاوز الزمان والمكان وملازمة لليهود أينما كانوا، ويبدو ان الغرب لم يرفض هذا التوجه بشكل موضوعي وقد تساوق معه. ،
اذن هي مشكلة محددة لها أبعادها الزمانية والمكانية. عادةً تحل المسألة اليهودية بأن يتم استيعاب أعضاء الجماعات اليهودية في الاقتصاد الجديد وفي المؤسسات الحديثة. وهذا ما حدث في بلاد مثل فرنسا وإنجلترا وهنولندا.
ولكن الوضع كان مختلفاً في شرق أوربا، في روسيا وبولندا، حيث كان يوجد أكبر تجمعات يهودية في العالم. إذ تعثر التحديث في الدولة الروسية القيصرية فدخلت في مرحلة الأزمة في أواخر السبعينيات من القرن الماضي، التي لم تنته إلا باندلاع الثورة البلشفية. وقد واكب ذلك عدة عناصر من بينها دخول اليهودية الحاخامية مرحلة الأزمة، ووقوع انفجار سكاني ضخم بين يهود شرق أوربا (إذ تزايد عددهم خمسة أضعاف تقريباً في غضون نصف قرن). لذا عجز المجتمع الروسي من استيعاب أعداد كبيرة من أعضاء الجماعات اليهودية في مختلف المهن والوظائف.
فظهر آنذاك اصطلاح «الفائض البشري اليهودي» بسبب التدفق بأعداد كبيرة على بلاد وسط أوربا وغربها ثم الولايات المتحدة ودول غربية أخرى. وقد أدَّى هذا إلى فزع حكومات هذه البلاد مما تسببه هجرة كبيرة كهذه من مشاكل اجتماعية وأمنية. بل فزع أعضاء الجماعات اليهودية أنفسهم لأن مثل هذه الهجرة تهدد مواقعهم الطبقية ومكانتهم الاجتماعي، وكان يُشار للمسألة اليهودية آنذاك بأنها «مسألة يهود شرق أوربا».
وبدأ العالم الغربي يفكر في طريقة للتخلص من هذا الفائض، وقد طرح الحل الإمبريالي نفسه، أي تصدير الفائض البشري ضمن ما صدرته أوربا من مشاكل إلى الشرق، باعتباره الحل الأمثل.
وقد ربط المفكرون الإستراتيجيون الغربيون في منتصف القرن التاسع عشر بين المسألة اليهودية والمسألة الشرقية (مشكلة الدولة العثمانية، رجل أوربا المريض، وهل من المصلحة الإبقاء عليه متماسكاً أم تقسيمه، ومنْ سيرثه بعد عملية التقسيم؟). وقد اهتدى هؤلاء المفكرون إلى أنه يمكن حل المسألة اليهودية عن طريق توظيفها في حل المسألة الشرقية بطريقة تخدم مصالح العالم الغربي، فيُنقل الفائض البشري الوظيفي إلى الشرق ليتحول إلى جماعة وظيفية استيطانية، توطن في فلسطين على هيئة دولة وظيفية وتقسم العالم العربي إلى قسمين، وتطل على الممرات المائية الإستراتيجية فتحول دون ظهور قوة محلية تملأ الفراغ الذي سينجم عن تقسيم الدولة العثمانية التي قد تهدد المصالح الغربية.
وهذا هو الحل الصهيوني للمسألة اليهودية. والشعب الفلسطيني دفع الثمن .. واسرائيل عدا اقامة الدولة لها مهام شرق اوسطية اكثر اتساعا من رقعتها، تشمل اليوم ايران ايضا!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق