اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

"سارة " من الحارة الى الوزارة | قصة قصيرة ...*بقلم : محمود كامل الكومى

.⏫⏬
سارت تتخطى الرقاب , وقد غفوت مابين طريق الجنة وطريق النار , فأمتدت قدميها على فُرُش حمراء , ولهيب أضواء يعمى الأبصار ,تمد الخطوة تلو الأخرى وسراب الضوء نارى يتباعد – لكنها مازالت تحبو على أول طريق العار .

سكنت ثورتها وغامت بعد الأجهاض , فلم يكن الجنين يبلغ أسابيع ولم يكتمل شهر وحيد , اِلا وقامت الثورة على الحكم البغيض , ذلك الذى يمثله محافظ الأقليم .
كان حوتا من عصر الحيتان المُدشن من كامب ديفيد والمتعطش لدماء الفقراء الآن – فالضابط لم يعد ذلك المهموم بخدمة الأوطان , وانما فقط للنظام عنوان – جيىء به حاكما للأقليم , بعد أن أثبت أن الجندى مطيع حتى لو صار صريع , فغرد عن الحكومة على الأغصان , وبدا يستجيب للخمر والنسوان , وهبر الملايين من صناديق الخدمات .
زاغت فى نظره حين رأها , وقد أبرز مفاتنها ثوبها الرقاق وهى تمسح جناح المحافظ الذى يؤدى الى غرفته التى يدير منها حكم الأقليم , فتخطى لعابه فاهه وخفقت نبضاته الى منتهاها , فنظر الى سكرتيره العام ,
فى الصباح كانت فى أستراحة المحافظ تشرف على الخُدام والحراس .
فى عنفوان مراهقتها لايقف امامها أى فتى من الفتيان , جميلة الجميلات هى , شقت طريقها الى دبلوم المدارس الفنية بغمزة عين وصدر لجين , كانت نتاج زواج عرفى لأب شهوان , أدرك طريقة الزواج هذه خوفاً من زوجته الرسمية , أن تخلعه فيحرم من ثروتها الندية , لكنه على فراش الموت أعترف ببنوة ( سارة)فى حضور زوجته الشرعية , وغادر غير مأسوف عليه منها , فتعقبت "سارة" وأمها حتى غادرتا البلدة , ثم ماتت أم سارة , وتوسط اولاد الحلال حتى عملت ساره بالدبلوم فى مسح بلاط ديوان المحافطة.
كانت الصبية فى مقتبل العمر زهرة ندية أستخسرها الكل فى خدمة المسح, فقدها المياس وقوامها ذات الأساس يفوق عمرها , وفوران جسمها صَيرَ النظرات تهفو الى خصرهاومافوقه وماتحته حتى ارادافها – لكن نظرة المحافظ الشهوانية , كانت اسيرة الصبية ,فأنقذتها من مسح البلاط وحولتها الى مديرة الدار التى هى أستراحة للمحافظ بعد (عناء ) !
فى حقيقته ذر للرماد فى العيون يخفى تأمره على المواطن ونهب فائض قيمة عمله ليُدِرَ على قمة الهرم الوظيفى لديوان المحافظة طائل الأموال بمُسمى مكافأت لرئاسات وأجهزة معاونه وهمية وغير ذلك مما أطلقوا عليها مستحقات ( وهى دماء وعرق العمال)تفوق الراتب الشهرى بآلاف المرات .
كانت أسرة المحافظ تقطُن العاصمة وتتأفف حرمه من الاقامة فى أقاليم ليس بها أماكن للهو وسهرات النجوم وحفلات الأنس والمجون والديفيليه , فى حين انها درجت على ان تحوم من أجل أن تُوقِع بالشباب المفتون بصاحبة السلطة والنفوذ والفلوس حتى لو كانت حيذبون .
كان صاحبنا قد درج على الجنون والمجون وهو لايرى فى زوجته عطف ولاحنون ,ولا زوجه تأوى الى مخدعه وقت اللزوم اِن هو ذهب اليها أخر الأسبوع – فكانت سهراته الليلية مع أصحاب المناصب والمعالى فى المحافظه وزوجاتهم ومن التفوا حوله على خطى الليونيز والروتارى وسيدات الأعمال المدعين خدمة المجتمع وقد أهانوه بالضحك والنصب والمجون فصاروا للمجتمع سارقات .
حين تطوى السهرة صفحتها , تُفتَح من جديدلحظة أن يأوى الى الأستراحة ليجد "سارة" فى خدمته , وقد ناظرته فلاح السُكر فى عينيه ونفذت رائحة الخمر من بين شفتيه , فما أستساغت قُبلة فاهه , لكنها كانت تجاريه – وقد أغدق عليها بالمال وأمر لها بملابس من أرقى الأزياء ومكياج يضاهى أدوات تجميل نجوم الفن والتمثيل , فصارت بين مخدعه تواسيه وتداديه وتمسح جفونه وهو يتوسل اليها أن ترضع فِيه وتروى زنديه , وهى تدرك الحذر وتعى أن السِفاح قد يكون نهاية مطافها فى براح هذا الزنديق , لكن الحذر لم يمنع الجنين الذى حضر – فأمرها أن تتاويه ,واِلا لفظها الى الشارع لتأويه – فالهمها فجورها الى الكيد والتدبير , لكن عاجلتها ثورة الشعب المظلوم ,المكلوم , والمغبون , المسروق , على أركان نظام حكم جدير بأن يرحل – فسارت مع الثائرين , وبدا المد طاغيا , وانهار البشر تتدفق من كل صوب وحدب, وتدخل الأمن بكل ما أوتى من وسائل الترويع والغاز الخانق المريع فأختلط الحابل بالنابل وهرع الناس فى كل شارع فوقعت على الأرض وداسها البعض فأجهضت فى الحال ونقلت الى مستوصف خاص .
بعد أن أنقشع الدخان وأنسحب الضباب, ورغم تغيير الحكم ,اِلا أن الغيوم مازالت تحوم خلف النجوم – كانت سارة قد ألتحقت بالجامعة المفتوحة حين كانت مديرة أستراحة المحافظ وهى الآن قد تحصلت على بكالريوس التجارة بدلالها والشطارة , وقد أحاط بها رموز النظام المخلوع , الذين يغيرون جلودهم على كل لون , فأوعزوا اليها أن تترشح لعضوية البرلمان الذى سيصير ليعبد الطريق لمافيا رجال الأعمال – ليندم الشعب على عصر فات ويكفر بأى عمل ثورى آت - وهم يضمنون لها النجاح فى رحاب صندوق انتخابات لايعرف اِلا المال السياسى عنوان – كان الفراغ النفسى يكابد سارة ووضعها فى حيرة مابين طريق الشعب الذى أنقذها من الموت تحت الأقدام , حين حملها الناس الى المستشفى وهى فى لحظة الأجهاض , وبين طريق المافيا وزغللة النار , لكنها أدركت بحسها أزمة الشعب وأن الثورة سيجهضها كل مولود سِفاح .
غدت سارة نجم البرلمان ورئيسة اللجنة الأقتصادية ’ فقد سبقتها سيرتها العفنة , حين زارت أسرائيل مع نفر من رجال الأعمال على أمل الحصول على اِجازة من مواخير المؤسسات النقدية والمالية التى هى بطبيعتها صهيونية والتى تدرك وكلائها من خلال التعاون مع الدولة العبرية , ولذلك تقلدت سارة رئاسة أكبر فرع فى الشرق لبنك استثمارى عالمى فُتِحَ فى عاصمة البلاد , وعلى هذا الأساس رشحها رئيس البرلمان , للوزارة مع أول تشكيل للحكومة , وحين استقبلها رئيس الوزراء المكلف , وجد فيها ضالته وحل عقدته , فما عاد التخطيط يمثل السبيل ولا الخطة صارت خماسيه ولا شهرية , وانما غدت الأناقة والمكياج والفهلوة وبروباجندا الكلام , شطارة لتحقيق الهدف الأساسى لوزارة رجال وسيدات الأعمال .
أنهمكت سارة ترضى ذاتها ولا تدرك حقيقة مركزها الحكومى اِلا من اجل نفسها ,فقد رفعت الثالوث شعارلها ( المال والسلطة والجمال) واتخذت من السلطة وسيله لجمع المال وبدون المال لايشترى المنصب ولا صندوق الأنتخاب , وقد كان جمالها آخاذ أستغلته من أجل الوصول , وهى الآن و قد ثارت فى هواجسها الظنون , وبدت تحن الى الآخر فى مجون , بدت المشكلة أنها مازالت عذراء فى بطاقتها لم يمسها أنسان , وحقيقة امرها أنها أم لِسِفاح تخلصت منه تحت أقدام الثوار , الذين انقذوا حياتها من الفناء- لكنها اليوم تدبر لكل من ثار , مدفن فى سجن الحياه وتوأد الأمل عند كل شاب تطلع الى التغيير وتمنى مستقبل فريد , فتبيع البلاد سياسيا واقتصاديا للصهيونية , لتشترى لنفسها قصر منيف فى النار .
كان جُل الوزراء من أصول أقطاعية ورأسمالية قُلِمَت أظافرهامن جراء زعيم جاء يعيد الحق لأصحابه وينتصر للفقراء والشعب الغلبان – وهاهم قد عادوا من جديد بشراهة تفوق المريض بالبوليميا , بعد أن سطوا على البلاد, فصاروا يمسكون تلابيب الدوله ويمصون دماء الشعوب –فيما عدا سارة, التى خرجت كنتاج لزواج عرفى لأب عاش طمعا فى مال زوجته ومات أسير حسرته – وهاهى لم تنكسر وفى صراعها النفسى لم تنحسر , فصممت على أن تخطف الأضواء من الكل , فصار بريقها يتمناه الكل , وهى وذاك قد غاب عنهم مصالح العباد .
.كان "حاييم " يرقب سارة ويعرف من طريقها خبايا العبارة – فأرسل اِليها خبيرة مساج , حققت لقوامها القد المياس والرشاقة بالمقاس وصممت الأساس ونفثت عنها كثيرا من شهوتها فكان ذلك عِوضا عن الزواج , وهنا تجلت الخِطة التى عن طريقها شارك بنك "لومى"شريكا فى كثير من المشاريع التى وقفت عند حد الترف الأستهلاكى والعقارى , وتجاهلت مشاريع تنموية أو مصانع تحقق للشعب احتياجاته , وعقدت الصفقات التجارية التى أغرقت السوق وقضت على كل منتج وطنى .
كان "نجيب"محافظاً لبنك الأقليم الذى يصك العملة الوطنية ويحدد أسعار العملات الأجنبية فى مواجهتها , ولم يفز بهذا المنصب اِلا لأنه سليل من كانوا يحتكرون رأس المال فتم تأميم مالهم الحرام فعادوا من جديد ليستأثروا بالحرام ومال الشعب الحلال , فسيطروا على البورصة والرهان وابدعوا فى لعب القمار , فكان وثيق الصلة ب وول ستريت( Wall
Street)، أحد شوارع مانهاتن السفلى.
كانت "أديل"خبيرة المساج قد ذاع صيتها , فطلب نجيب من سارة أن يستعيرها بحرارة لبعض الوقت كل يوم .
تمدد نجيب على سرير المساج وسلم جسدة عاريا ل"أديل" وصار بين يديها زيت المساج تصبه على ما تعرى فبدأ التدليك , وأنبرت هى تحاكيه عن جمال سارة وفتنة جسدها وتقاسيم عودها وأكسير لعابها وهياجها حين تصب زيت المساج المفعم بالأِيحاءات الجنسية , ولحظتها من يرضع نهديها فقد طفق يخفق فى الهواء وساح فى نشوة لاتعادلها نشوة العندليب حين يعندل فى الفضاء الفسيح بعد لقاء الأليف .
جُنَ جنون "نجيب" وأغدق على سارة الياقوت والمرجان ,وأفرط فى الشراب ونام تحت قدميها , يطلب الزواج بعد أن ترك أم الأولاد , وهو يعلم أنه لايباح الطلاق ولاتعدد الزوجات , وتشبعت ساره بالتحلل من كل القيود ونادت بحق المثليين وعلى ذلك ماعاد للزوج أن يكون على ذات الدين , فالرجل والمرأة سيان لاأختلاف فى الميراث , ومضرب المثل حكومة الشيطان !
أكبرت سارة , نجيب حين أخذ بنصيحتها فتدنت عملة البلاد , ورفع من قيمة عملة الأعداء , فتحقق المراد .
رُتِبَ لسارة ونجيب قضاء شهر عسل فريد فى بلاد العم سام , حيث حط الأثنان ,وقد خلع نجيب عن سارة فستان الزفاف وغسلها بزجاجات الخمر العتيق وأخذ يلعق جسدها المضىء , حتى بدت الغيوم , فخرجا فى سيارة مجهزة بكل حديث .
وكانت الأزمة الأقتصادية قد أستفحلت فى البلاد وعمت البطالة وأنتشر الفساد ,جراء تعاون سارة مع بنك الأعداء وتدنى العملة بفعل نجيب .
فكان "حاييم" وحيلة الطريق , لينهى الحكاية , قبل أن تعود سارة ونجيب للبلاد فيُحاكما بتهمة أنهيار الأقتصاد ويكشفوا دور الموساد .
فلم يتحكم نجيب فى القياده (فكنترول حاييم فى الريادة) فأنحرفت السيارة وهشمت سور الجسر الذى كانت تسير فوقه وهوت الى أعماق المحيط .

*محمود كامل الكومى
كاتب ومحامى – مصرى

هناك تعليق واحد:

khaled يقول...

كاتب يمتلك نوصي الأدب القصصي لحياة الشعوب بعمق وبما يجتذب كل الأحاسيس والمشاعر ويدخل بمهارة بأدق التفاصيل لكل حدث انه باختصار مذهل بما يفوق التوصيف وقدير ويستحق أعظم تقدير

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...