اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

المهرّج | قصة قصيرة ... * سفيان توفيق

⏫⏬
لم يبدأ العرض بعد ، لكني رأيت بوجوب ذكر ما سبق صعود عامر الى خشبة المسرح ، فقد اعتمر منذ قليل شعره المستعار الذي احتلت خصلاته الثلاثة الوان قليلة الحياء دائما : الأصفر، الأخضر ، والاحمر .

مدّ يده إلى احدى خصل شعره متحسسا اياها ومنزلا لها بسهولة الى امام عينيه ، ثم اعادها الى مكانها عبر افلاتها بنفس المقدار من السهولة ايضا . جلس على الكرسي الطويل القابع في اخر الغرفة في منتصفها، أمسك بأعلى بنطاله الذي احتلته نفس الالوان السابقة ايضا حتى رفعه الى اعلى خصره ، ثم اكمله بسترته الملونة كذلك حتى تغطّى بالكامل بعد ان اردف ما سبق بحذائه الاحمر اللون .
نظر عامر الى ما يلبس بحزن ، ولكنه هذه المرة كان قد تكاسل عن الاستمرار في مشروع الحزن التي ينتابه كلما طرق المسرح والجمهور بابه . فنهض مسرعا قاطعا له ، وقف أمام المرآه ، ثم همّ بوضع مساحيق التجميل التي وصفها بالفاحشة ايضا ، مبتدئا قبل ذلك بوضع انفه المدور الاحمر أيضا كحبة الفجل . حبة الفجل!! ،هذا ما تبادر الى ذهنه الان لحظة تحسس انفه بيده ، ولكنه اقفل بوجه الفكرة واسرع في طرش وجهه بما تمتد اليه يده من الوان ، فمهما وضع وكيفما وضع هو مثير للسخرية في عيونهم . تسائل آنذاك ، ما سر ضحك الجمهور؟ آالسرّ في اللون ؟ الألوان موجودة في الطبيعة بكثرة ، الحذاء الاحمر ، اعتقد اني قرأت قبل فترة عن احدى ملوك هذ الزمان من كان يلبس حذاء احمر . ممم ، أم ماذا ؟ اللون الاصفر ، الشمس لونها صفراء ، رئيس المسرح صاحب سترة صفراء ، لا وصفراء فاقعة فوق ذلك . واللون الاخضر لون الربيع الذي يبعث على الدهشة والاعجاب والجميع يحبونه . يا ترى ما السر؟ فكر مرة أخرى واجاب نفسه بنفسه بأن أيعقل ان يكون السر هو في طريقة وضع الالوان ؟ الكيفية التي دمج الألوان بها ؟ اصفر ، احمر اخضر وغيرها . وقد وضعت بعشوائية لا توصف حتى اضحت مثيرة الضحك .
لا ، طبعا لا . اللون الأحمر ، هو لون لباس من يتم اقتيادهم الى الاعدام ، الى الموت . ومع ذلك عندما البس هذا اللون يعتمر الناس الضحك بدلا من الشفقة علي . مع ان لا فرق بيني وبين من يتم اقتياده الى المقصلة . اولئك مقصلتهم من حديد وراحة ابدية دفعة واحده لهم ، انا أنا فمقصلتي من طين وما زالت منذ صغري الى الان تحاول فتلي فقط . ليتها تفعل ذلك .
طرق باب الغرفة التي يغير فيها عامر ملابسه ، وسمع وقع خطوات قدم ابنه الذي جاء معه هذه المرة الى المسرح هنا ، احضره رغما عنه تحت اجبار زوجته ، حيث امضى عامر ما سبق هذا اليوم من ايام وهو على فراش المرض الذي نبّه معه الدكتور زوجته بان ايامه شبه معدودة ، ونبه عامر ابنه بأن عليه فقط الجلوس على باب غرفته ريثما يغير لباسه ، فضلا عن قراره الجازم بان ابنه لن يحضر ما سيقدم ، وانما سينتظره في غرفة ملابسه حتى ينتهي العرض .
اخبر الابن اباه ان وقت العرض قد بدأ، فرشق الاب ما بقي من الوان على وجهه وملابسه ، ثم اقفل الباب على ابنه وغادر الى خشبة المسرح التي كانت ستارتها قد رفعت للتو .
يدرك عامر ان الناس لا تحبه ولا تحب ما يفعل ، بل انهم ينهالون عليه دائما بالشتم والسباب ، وكان يدعو في كل مرة ان لا يحمل احد الجمهور معه فردة حذاء زيادة لقذفه بها ، او حجرا او عصا. ان يكتفي الناس بالسب والشتم فذلك خير ، مع انه قد سأل رئيس المسرح ان يدعو الناس للكف عن ذلك قبل بدء كل حفل .
~ الناس تحبك ، ولذلك يرمونك بأحذيتهم .
~ اي حب هذا الذي ترمي به من تحب بحذائك ؟، الناس لا تحب هذه الفقرة اصلا ، يأتون للعب ورؤية الاحصنة والكلاب وحركاتها البهلوانية .
ادرك عامر ان الوظيفة التي وجد لها المهرج قد زالت ، فقد خلقوه لإضحاكهم واللعب معه ، الاستهزاء به ، وغيرها مما يتبعه في النهاية موجة صارخة من الضحك . اما هو الان فقد صار محط ضرب الناس له وشتمه ، هو لا يضحكهم ، لم يذكر انه قد فعل ايما حركة من قبل ونالت محبة جمهوره ، حتى في تصفيقهم له فلم يذكر انه قد سمع انهم قد صفقوا له .
بدا عامر حركاته باللف والدوران حول الأرضية الدائرية المنضوية تحت الجمهور القابع في مقعده على المدرج . انهكه التعب من كثرة دورانه ، التفت قليلا الى الجمهور وهو يشعر فعلا بالدوار . زاغت عيناه واحس بجسده يتهاوى الى السقوط شيئا فشيئا ، لكنه عجز عن العثور على كرسيه الصغير المتوسط اسفل الحلبة ، فبدأت حركات جسمه المترنحة تبحث عما يسندها تحت سطوة مرضه .
تفاعل الجمهور شيئا فشيئا تحت حركات عامر المذهلة في دقتها حسب تعبيرهم ، وما هي الا لحظة واحده حتى القت زوجته التي حضرت بدون علمه والقت باقة زهور كبيرة على الارض بجانبه ، واشتعل التصفيق الحار ، ثم قام احد الحضور بإلقاء قطعة نقديه على الارض . رغم تلاشي قدرة عامر على النظر شيئا فشيئا ، والبدء في انهيار قواه ، الا انه استجمع قوته مرة واحده , وخلع نظارتيه شيئا فشيئا لتسهل عليه مهمة البحث عن قطعة النقد التي جعلته يلغي صوت الجمهور الذي توقف عن التصفيف قبل قليل ، لكنه عاد للتصفيق والتصفير بحرارة لحظة رؤيته وهو يهرول باحثا عن قطعة النقد الذي استمر بتتبع اثر دحرجتها حتى سقط .
~ يكفيك ذلك ، تريد اماتتي انا وزوجتي .
~ هه .. لا ، فقط نحاول ان نري القارئ ماذا يمكن ان يحصل .
~ كيف لذلك ان يحصل وانا لست بمهرج ، وليس لدي زوجة ولا طفل .
يمكن لذلك ان يحصل ، هذه مهمة الادب يا صديقي ، يمكن ان يحصل ذلك كما حصل مع رئيس المسرح مثلا ، فقد كان قبل بضع سنوات مهرجا تنهال عليه الأحذية ، كما تنهال على عامر الان ، وهذا هو السبب في امتناع رئيس المسرح عن اتخاذ ايما اجراء بخنق الأحذية التي تنهال على عامر ، وهو ما الحق بعامر اذى نفسيا ومعنويا كبيرا، حتى سقط في النهاية في رحلة بحثه عن قطعة النقود التي ماتزال تتدحرج الى مالا نهاية.

*سفيان توفيق
Sofianbaniamer56@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...