⏫⏬
ما يجمع بين الكنعاني الراحل الشاعر أحمد حسين ، وبين عود اللوز الاخضر الشاعر المرحوم أحمد دحبور ، أن كليهما عاشقان متيمان بحب حيفا ، عروس البحر والكرمل . و كيف لا يموتان فيها عشقًا ووجدا وقد ولدا وعانقا ضوء الحياة ونور الشمس فيها . .؟!
ولكن الفرق بينهما ان أحمد حسين بقي في الوطن وظلت عيناه تتكحل بحيفا وبحرها ووادي نسناسها وكرملها الاخضر ، بينما أحمد دحبور عاش بعيدًا عنها في منفاه القسري ، وبقي يحن إليها ويكتب في حبها القصائد والأشعار الحنينية والوجدانية .
ومما نقل عنه أنه قال : " لدي نظرية تقول أن البشر نوعان ، أناس من حيفا ، واناس من غير حيفا ، ولذا أقول أن امي هي التي ربطت حبل سرتي بحيفا ، كانت أمي تقول أن المطر ينزل في حيفا على الزرع فقط وليس على الناس ، لذا تبقى حيفا خضراء " .
وفي موضع آخر قال عن أمه : " قالت أشياء واشياء ، منها أن في حيفا جبلًا اسمه الكرمل يتحرك نحو البحر كل سنة سبع خطوات . فأقول لها أن هذا يعني أنه سيأتي يوم يصبح فيه الجبل في البحر ، فتقول : في السنة الفردية يتحرك الجبل من اليمين الى اليسار . وفي السنة الزوجية يتحرك من اليسار الى اليمين ، ولذا يبقى مكانه كي يحرس حيفا ".
وقد تحقق حلم أحمد دحبور وعاد إلى حيفا دامع العينيين ولكن زائرًا بعد أن عاد الى غزة هاشم بفضل اتفاق اوسلو ، فأنشد لها قائلًا :
وكيف جئت أحمل الكرمل في قلبي ،
ولكن كلما دنا بعد
حيفا أهذي هي ؟
أم قرينة تغار من عينيها ؟
لعلها مأخوذة بحسرتي ،
حسرتها علي أم يا حسرتي عليها ؟
وصلتها ولم أعد اليها
وصلتها ولم أعد اليها
وصلتها ولم اعد ..
وقد شكلت حيفا بالنسبة لدحبور البوصلة والجرح الأول العميق ، وكان يردد كثيرا قوله حيفا هي الجنة ومن لا يصدق فليسأل أمي ، وحيفا هي الجنون والفقدان والرجاء .
أما احمد حسين فحيفا بالنسبة له فهي " قصيدة على شفا الخليج هيهات يكتب مثلها الشعراء " ، والمكان الفلسطيني الأحب الى قلبه ، ولنسمعه يقول عنها :
تَعودُ سَيِّدَتي وَيَعْدو المَوْجُ فَوْقَ سَريرِنا وَنَقولُ: حَيْفا
لا أَرْضَ تَحْمِلُ اسْمَنا
رَحَلَ الرَّحيلُ، كَأنَّنا لمْ نَزْرَعِ الزَّيْتونَ في سَفْحٍ
وَلَمْ نَحْضُنْ صَبايا القَمْحِ صَيْفا!
ماذا يُريدُ غِيابُها مِنّي!
وَقَدْ صارَ الخُروجُ مِنَ السَّريرِ لِضَرْفَةِ الشُّبّاكِ مَنْفى
وَالخُروجُ مِنَ القَصيدَةِ صارَ مَنْفى
ماذا يُريدُ غِيابُها مِنّي!
لَقَدْ صَنَعَتْ لَها سَفَرًا لِتُبْعِدَني
وَأَوْطانًا لِتَنْسى.
كُلُّ الَّذينَ عَشِقْتُهُمْ
كانوا قَراصِنَةً عَلَيَّ
وَكُنْتُ حَيْفا.
وباعتقادي ان ما كتبه الاحمدان في حيفا من قصائد لا يقل جمالًا وصدقًا ورقة وعذوبة وسحرًا عما كتبه بدر شاكر السياب في " جيكور " .
رحل أحمد دحبور مكللًا بأغاني العاشقين ، ورحل أحمد حسين متوجًا بالعشق الكنعاني ، وبقيت حيفا شامخة صامدة تحكي رواية الصمود والبقاء والعودة .
ما يجمع بين الكنعاني الراحل الشاعر أحمد حسين ، وبين عود اللوز الاخضر الشاعر المرحوم أحمد دحبور ، أن كليهما عاشقان متيمان بحب حيفا ، عروس البحر والكرمل . و كيف لا يموتان فيها عشقًا ووجدا وقد ولدا وعانقا ضوء الحياة ونور الشمس فيها . .؟!
ولكن الفرق بينهما ان أحمد حسين بقي في الوطن وظلت عيناه تتكحل بحيفا وبحرها ووادي نسناسها وكرملها الاخضر ، بينما أحمد دحبور عاش بعيدًا عنها في منفاه القسري ، وبقي يحن إليها ويكتب في حبها القصائد والأشعار الحنينية والوجدانية .
ومما نقل عنه أنه قال : " لدي نظرية تقول أن البشر نوعان ، أناس من حيفا ، واناس من غير حيفا ، ولذا أقول أن امي هي التي ربطت حبل سرتي بحيفا ، كانت أمي تقول أن المطر ينزل في حيفا على الزرع فقط وليس على الناس ، لذا تبقى حيفا خضراء " .
وفي موضع آخر قال عن أمه : " قالت أشياء واشياء ، منها أن في حيفا جبلًا اسمه الكرمل يتحرك نحو البحر كل سنة سبع خطوات . فأقول لها أن هذا يعني أنه سيأتي يوم يصبح فيه الجبل في البحر ، فتقول : في السنة الفردية يتحرك الجبل من اليمين الى اليسار . وفي السنة الزوجية يتحرك من اليسار الى اليمين ، ولذا يبقى مكانه كي يحرس حيفا ".
وقد تحقق حلم أحمد دحبور وعاد إلى حيفا دامع العينيين ولكن زائرًا بعد أن عاد الى غزة هاشم بفضل اتفاق اوسلو ، فأنشد لها قائلًا :
وكيف جئت أحمل الكرمل في قلبي ،
ولكن كلما دنا بعد
حيفا أهذي هي ؟
أم قرينة تغار من عينيها ؟
لعلها مأخوذة بحسرتي ،
حسرتها علي أم يا حسرتي عليها ؟
وصلتها ولم أعد اليها
وصلتها ولم أعد اليها
وصلتها ولم اعد ..
وقد شكلت حيفا بالنسبة لدحبور البوصلة والجرح الأول العميق ، وكان يردد كثيرا قوله حيفا هي الجنة ومن لا يصدق فليسأل أمي ، وحيفا هي الجنون والفقدان والرجاء .
أما احمد حسين فحيفا بالنسبة له فهي " قصيدة على شفا الخليج هيهات يكتب مثلها الشعراء " ، والمكان الفلسطيني الأحب الى قلبه ، ولنسمعه يقول عنها :
تَعودُ سَيِّدَتي وَيَعْدو المَوْجُ فَوْقَ سَريرِنا وَنَقولُ: حَيْفا
لا أَرْضَ تَحْمِلُ اسْمَنا
رَحَلَ الرَّحيلُ، كَأنَّنا لمْ نَزْرَعِ الزَّيْتونَ في سَفْحٍ
وَلَمْ نَحْضُنْ صَبايا القَمْحِ صَيْفا!
ماذا يُريدُ غِيابُها مِنّي!
وَقَدْ صارَ الخُروجُ مِنَ السَّريرِ لِضَرْفَةِ الشُّبّاكِ مَنْفى
وَالخُروجُ مِنَ القَصيدَةِ صارَ مَنْفى
ماذا يُريدُ غِيابُها مِنّي!
لَقَدْ صَنَعَتْ لَها سَفَرًا لِتُبْعِدَني
وَأَوْطانًا لِتَنْسى.
كُلُّ الَّذينَ عَشِقْتُهُمْ
كانوا قَراصِنَةً عَلَيَّ
وَكُنْتُ حَيْفا.
وباعتقادي ان ما كتبه الاحمدان في حيفا من قصائد لا يقل جمالًا وصدقًا ورقة وعذوبة وسحرًا عما كتبه بدر شاكر السياب في " جيكور " .
رحل أحمد دحبور مكللًا بأغاني العاشقين ، ورحل أحمد حسين متوجًا بالعشق الكنعاني ، وبقيت حيفا شامخة صامدة تحكي رواية الصمود والبقاء والعودة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق