اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

كتاب " الطريق إلى مكه " للروائي فتحى سلام .. سكب قطرات الحب

⏫⏪
جاء الكتاب القصصي "الطريق إلى مكة" للروائي والقاص فتحى سلامة، يضم مجموعة من الخواطر والمذكرات وقصص قصيرة – رغم تصنيفها علي الغلاف أنها رواية - موصولة جميعًا بخيط واحد يدور حول المشاعر المقدسة للرحلة الإسلامية الكبرى، وبطبيعة
الحال يشغل "المكان" بطولة الموضوعات والقصص، سواء بحكي الصلة الوجدانية بين شخوص تلك القصص والأماكن المقدسة، وكان الملمح الأوضح هو عشق هذه الشخصيات للعودة مرات ومرات إلى تلك الأماكن العاطرة، وهو الأمر المركوز في وجدان الناس والحس الشعبي والإيماني علي سواء: أن من يذهب إلي هناك يعشق العودة مرات مرات، ويسكب قلب المسلم قطرات اللوعة وهو يفارقة ويدعو الله تعالي أن يعيده إليها من جديد.
وتحكي القصص أن هناك صعوبات لكنها لا تمنع المحب من رجاء قلبه، مثل مصاعب السفر والمكوث في المطارات، وفوضي العرب على طائراتهم وفي مطاراتهم وتنظيمهم في مفارقة ذكية يلمح لها القاص أن الحج والعمرة لهما جوانب حضارية يغفل عنها المسلمون إلا من رحم ربي، فمثلاً البائع للحقائب الذي لم يدل مجموعة من الحجيج علي مكان مبرة محمد علي وهي الإستراحة الخاصة بوزارة الأوقاف المصرية وهم يعانون أشد المعاناة بعد رحلة شاقة، بينما اللوحة أمام المحل تدل أن المبره تعلو هذا المحل، وانظر ماذا يقول: "رأيت أمامي محلًا لبيع الحقائب وقد علق بضاعته في كل مكان، إنه استعراض لكل أنواع حقائب تايون التي تبدو جميلة ...".
فمن كلمة "تايون" ندرك أننا شعوب مستهلكة تعيش عالة علي ما ينتجه غيرها، أما تعبير "التي تبدو جميلة" فهي معبره في سياقها وتلقي بظلال علي أكثر من تأويل، منها مثلاً أن الحقائب الجميلة هي التي تكون من إنتاجنا نحن كما يجب ان نكون نحن الحجاج والمعتمرين الذين يعبدون الله تعالي وينتجون ولا يعولون علي غيرهم، ويوجد تأويل آخر: أنها صناعة متعجلة طالما تجد من يشتريها ثم لا يعود.
خط جميل آخر في الموضوعات وهو ملمح الفرج بعد الشدة، وأن صدق اللجوء إلى الله يثمر فرجاً قريباً، وان حزمة الأفراح تأتي سواسية، ففي لحظة الفرج تأتي التأشيرة في أكثر من قصة، ويأتي الخبر المفرح أيضا بالذهاب إلي مكه والمدينة، وكأن الفرج مكافأة معطاة دائمَا للحاج مصحوبه بركابه ودربه، مثل قصة (المدد .. المدد) عن رجل فقد نقوده وتاه عن فندقه الذي فيه بناته، ومثل الرجل الذي تاه في فرانكفورت في قصة "إلي إيلين مع تحياتي" وغيرها
أيضا فيه ربط بين الماضي والحاضر بقص الجدين لرحلة الحاج، ثم عزم بطل القصة أن يتكفل بحج أمه وقلقه عليها، وذلك جميعه في منظومة من تأريخ قصصي لتطور بئر زمزم، مما أكسب القصص أيضا ناحية معرفية، ومنها المعلومة الطريفة: أن ظروف الحج كانت قديمًا في غاية الصعوبة وكان مثلاً حجاج المغرب العربي يأتون سيراً علي الأقدام وأحياناً يصلون وأحياناً لا يصلون، ويقول إن بنت الشاطئ أخبرته أن معظم من نسميهم "أولياء" كانوا من أهل المغرب الذين يذهبون إلي الحجاز سيراً علي الأقدام وماتوا وهم في الطريق، منهم سيدي العوام (مطروح)، وسيدي المرسي (الاسكندرية) وغيرهما.
وفيه أيضا ناحية إرشادية بأن المتمرس بالعمرة والحج يكون مخططاً يعرف ماذا يفعل وكيف يستفيد بوقته وماذا يأخذ معه في الرحلة، وماذا يأكل وكيف ينام؟ ... إلى آخره.
ورغم وجود بعض الموضوعات أو القصص أو الخواطر التي لا صلة لها بالعمود الفقري الرابط للكتاب، ورغم بعض النهايات القليلة الصعبة في تأويلها واكتشاف مراميها ولحظة تنوريها من وجهة نظري، يظل لهذا الكتاب رونقه الذي يحتاج لتأملات كثيرة.
وأقف في الختام مع القصة الفنتازية "إنهم يقتلون الأحلام" حيث يعرض واقعاً عنيفاً يسيطر عليه الخوف والهمجية، لكن الدواء كان الشقيق "نور" الذي يقوم بإحضار تأشيرة الزيارة المقدسة، يقول بعد تصرف يسير "أتوق إلي رؤية الكعبة، أتوق لزيارة الرسول الكريم - عليه الصلاة والسلام - (..) ها أنا قادم إليك ألوذ بجمالك اتطلع إلي رؤياك، أتخلص من الفتن داخل ذاتي، ارفع يدى تضرعاً إلي الله، لعله يقبلني عبدأً صالحاً، أتوق إلى نور الله، يا الله .. طلقات المدافع تتوالي، تبرق نيران الصواريخ من حولى، صرخات الرجال تختلط بعويل النساء وبكاء الأطفال .. لا راحة بعد اليوم، أرفع يدي داعياً .. يا الله ارفع عنا غضبك ونجنا من عذاب الدنيا وقربنا إليك يا الله".
فالدائرة تكتمل إذا لم تكن العبادة لرقي السلوك وعلاجاً للمشكلات، فماذا تجدى إذن، يحضرني قول الساخر جلال عامر: "يا إلهى كل هؤلاء الحجاج في المطارات؟ وكل هؤلاء المعتمرين في الموانئ؟ وكل هؤلاء المصلين في الشوارع؟ وكل هذه السرقات في البلد!) ولا يبدو قول الساخر عجيباً، أليس القول المأثور المنسوب للعادل الآمن الفاروق - رضي الله عنه - حين قالها يدمغ حقيقة عظيمة "الركب كثير والحجاج قليل".

*خالد جودة أحمد
Middle East Online
كتاب " الطريق إلى مكه " للروائي فتحى سلام ..  سكب قطرات الحب

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...