⏫⏬
مرت ساعات حسبها دهرا كاملا وهو جالس ينتظر اللحظة الحاسمة في حياته
ترى ما هو الداء الذي يشكو منه ؟
لم كل هذه التحاليل والخزعات ؟
كل ما يشعر به دوار في الرأس ترافقها آلام خفية في المعدة .إنها آلام مزمنة
تروح وتجيء....يسّكنها بتناول بعض الأقراص المهدئة ..أما الآن فإن وطأتها تشتد على ذاته كلها
ترى لو حدث له مكروه لا سمح الله مالذي سيحدث لأسرته
ومن سيعيلها ؟
أخذت الصور تتزاحم في مخيلته لتشخص أفكاره المرض الذي يعاني منه
أيمكن أن يكون معه التهاب أو قرحة ؟
كيف لا وزوجته تطهو له أصناف الطعام المحببة لديه و تكثر من البهارات والتوابل كي يصبح طعمها أشهى وأطيب فلا يتمالك نفسه ويكاد يلتهم أصابع يديه معها كما يقولون ؟
لكن آلام رأسه فظيعة ليس لهذه التشخيصات علاقة بها .
ربما كان ورم خبيث ( سرطان ..سحايا ) أعوذ بالله من هذه الأفكار اللعينة !
لم لا... مادام يأكل خضارأ وفواكه لا يعرف من أين تسقى ويتناول حليبا مغشوشا وبيضا مصنعا آليا وسمنا لا يعرف مصادره من أين ؟
طرد هذه الاحتمالات من رأسه المتعب وحاول أن يفكر بزوجته وأولاده
لو دخل المشفى الآن سيصرف كل ما ادخره من أجل شراء ثياب جديدة لأولاده قبل قدوم العيد ..وستتراكم الديون إذا احتاج لشراء الأدوية
كيف ستتصرف زوجته بهذه المحنة ؟؟
زوجته ..زوجته... أيمكن أن يكون معه مرض ... لا .. لا مستحيل !؟
هي مرة واحدة ومنذ سنوات ....كيف ضغف وقتها أمام إغراءات تلك المرأة لا يدري ؟
وكم ابتهل إلى الله أن يسامحه .
لكنهم يقولون أن المرء قد يحمل المرض لسنوات عديدة قبل أن يهلكه .
صعق من هذا الاحتمال وأخذت أوصاله ترتجف .
حاول أن يهدئ من روعه لكن الفكرة اللعينة أرعبته إلى حد لا يمكن وصفه
ممكن...كل شيء محتمل ؟!
خصوصا أن تلك المرأة عاشت فترة في إحدى الدول الغربية
(يارب ليكن عقابك لي في الآخرة ..استر علي ...وأخذ يبتهل إلى الله بكل كيانه .)
اقتربت زوجته منه لكنه لم يشعر بها .
حدثته لم يفهم كلمة مما قالت ...هزته بعنف : مابك ؟
تمتم قائلا : لا شيء ..وأردف بعد أن عاد إليه جزء من وعيه : سامحيني
- على ماذا ؟
كاد أن يعترف لها عندما ظهر الطبيب وبيده ورقة فيها النتائج التي كاد يموت في انتظارها
توسل إليه بعينيه أن لا ينطق بحرف أمام زوجته
لكن الطبيب ابتسم قائلا : النتيجة فقر ..ومعاناة .
*مريم محمود العلي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من مجموعتي القصصية الصادرة عن دار القدس بدمشق (ظمأ فارغ)
مرت ساعات حسبها دهرا كاملا وهو جالس ينتظر اللحظة الحاسمة في حياته
ترى ما هو الداء الذي يشكو منه ؟
لم كل هذه التحاليل والخزعات ؟
كل ما يشعر به دوار في الرأس ترافقها آلام خفية في المعدة .إنها آلام مزمنة
تروح وتجيء....يسّكنها بتناول بعض الأقراص المهدئة ..أما الآن فإن وطأتها تشتد على ذاته كلها
ترى لو حدث له مكروه لا سمح الله مالذي سيحدث لأسرته
ومن سيعيلها ؟
أخذت الصور تتزاحم في مخيلته لتشخص أفكاره المرض الذي يعاني منه
أيمكن أن يكون معه التهاب أو قرحة ؟
كيف لا وزوجته تطهو له أصناف الطعام المحببة لديه و تكثر من البهارات والتوابل كي يصبح طعمها أشهى وأطيب فلا يتمالك نفسه ويكاد يلتهم أصابع يديه معها كما يقولون ؟
لكن آلام رأسه فظيعة ليس لهذه التشخيصات علاقة بها .
ربما كان ورم خبيث ( سرطان ..سحايا ) أعوذ بالله من هذه الأفكار اللعينة !
لم لا... مادام يأكل خضارأ وفواكه لا يعرف من أين تسقى ويتناول حليبا مغشوشا وبيضا مصنعا آليا وسمنا لا يعرف مصادره من أين ؟
طرد هذه الاحتمالات من رأسه المتعب وحاول أن يفكر بزوجته وأولاده
لو دخل المشفى الآن سيصرف كل ما ادخره من أجل شراء ثياب جديدة لأولاده قبل قدوم العيد ..وستتراكم الديون إذا احتاج لشراء الأدوية
كيف ستتصرف زوجته بهذه المحنة ؟؟
زوجته ..زوجته... أيمكن أن يكون معه مرض ... لا .. لا مستحيل !؟
هي مرة واحدة ومنذ سنوات ....كيف ضغف وقتها أمام إغراءات تلك المرأة لا يدري ؟
وكم ابتهل إلى الله أن يسامحه .
لكنهم يقولون أن المرء قد يحمل المرض لسنوات عديدة قبل أن يهلكه .
صعق من هذا الاحتمال وأخذت أوصاله ترتجف .
حاول أن يهدئ من روعه لكن الفكرة اللعينة أرعبته إلى حد لا يمكن وصفه
ممكن...كل شيء محتمل ؟!
خصوصا أن تلك المرأة عاشت فترة في إحدى الدول الغربية
(يارب ليكن عقابك لي في الآخرة ..استر علي ...وأخذ يبتهل إلى الله بكل كيانه .)
اقتربت زوجته منه لكنه لم يشعر بها .
حدثته لم يفهم كلمة مما قالت ...هزته بعنف : مابك ؟
تمتم قائلا : لا شيء ..وأردف بعد أن عاد إليه جزء من وعيه : سامحيني
- على ماذا ؟
كاد أن يعترف لها عندما ظهر الطبيب وبيده ورقة فيها النتائج التي كاد يموت في انتظارها
توسل إليه بعينيه أن لا ينطق بحرف أمام زوجته
لكن الطبيب ابتسم قائلا : النتيجة فقر ..ومعاناة .
*مريم محمود العلي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من مجموعتي القصصية الصادرة عن دار القدس بدمشق (ظمأ فارغ)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق