اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

أحاديث أبو جهاد | خاطرة ... لـ د. طارق حسن

⏫⏬
١
جلسا يتبادلان اطراف الحديث في احدى المقاهي الشعبية وسط ضوضاء الجمهور و اصوات الجراسين و هم يعيدون طلب الزبائن بأقصى ما في حناجرهم من طاقة ليسمعهم معدّ الطلبات و يعيد نفس الجملة مرة أخرى ليسمعها الشغيلة في الداخل .

المتقاعدان الستينيان اعتادا ارتياد هذا المقهى لتمضية الوقت الذي صار طويلاً إذ لم يعُد لديهما ما يقومان به ، هذه الحقيقة لم تكُن واضحةً في ذهنهما فقد كانا مقتنعان أن لقاءاتهما هذه ستغيّر تاريخ البشرية بما ينتج عنها من أفكار و نظريات لم تخطر ببال علماء السياسة أو الاقتصاد يوماً .
أبو جهاد كان في الثانية و الستين ، تقاعَد عن منصب رئيس دائرة الاحصاء في احدى الوزارات ، أُوكلَت له مهام ضخمة خلال فترة عمله ، لم يكن أهمها على سببل المثال :إحصاء رؤوس الماشية في البلاد و الذي أدّاه بدقّة عالية و بنسبة خطأ حوالي ١٠٪؜ . صحيح أن الدراسة وُضعَت في الأدراج و لم يسأل عنها أحد ، و لم تُستثمر في أي شيء مثلها مثل غالبية الدراسات و الاحصاءات التي قام بها . و صحيح أنه بالأساس خرّيج أدب عربي ، و لا يمتّ لعالم الحسابات و الأرقام بأي صلة ، بل على العكس فهو يكرهها من أيام الثانوي لذلك دخل الفرع الأدبي لكنه في النهاية أنجز ما أوكل إليه ، بغض النظر عن الطريقة إن كانت مدروسة أم ارتجالية.
أما أبو فراس ابن الخامسة و الستين فقد كان مربّياً فاضلاً تنقّل بين المدارس الثانوية يعلّم طلّابه بنفس الاسلوب الذي تعلّم به ، صحيح أنّه لم يكن يضرب لأن الضرب مُنع من المدارس لا عن قناعة ، لكن الحاجز الذي وضعه بينه و بين طلّابه طوال تلك السنوات جعلت رؤيته داخلاً إلى الصفّ كفيلة بإخراس كل من في الصف ، و ما زال الطلاب يتهامسون بينهم : كيف تجرؤ العصافير في الأشجار المجاورة لنافذة الصف أن تزقزق أو تغرّد في حضرة الاستاذ أبو فراس !!
رغم تدريسه العلوم إلا أن اهتماماته الفكرية و الأدبية تظهر أحياناً في دروسه من خلال طرح مواضيع خارج المنهاج أو الاستطراد في مناقشة موقف أدبي أو حتى حدث سياسي ، لم يكن يلقى تجاوباً كبيراً من الطلبة بسبب خوفهم لا عدم اهتمامهم بما يطرح ، لكنه يجد بعض التعليقات من بعض الطلاب الشجعان و هذا يكفيه فهو من أنصار الديمقراطية النخبوية.
@@@@
كان أبو جهاد من ابتدأ الحديث اليوم بتعليق على أصوات الجراسين:
ألا يستطيعون أخذ طلبات الزبائن في فواتير و ايصالها لمعدّيها !؟
بازعل منك ، أبو جهاد ، لذة هذه المقاهي في حفاظها على التراث القديم ، تستطيع أن تجد في المقاهي الحديثة الهدوء و الموسيقى و أصوات الجراسين الهامسة . لكنّك لن تحسّ بانتماءك للمكان . يا رجل ، تحسّ نفسك في غرفة نومك لا في مقهى !
لا أستطيع التركيز في الجريدة .
كلّه نفس الكلام من قبل أن أتزوج أم فراس (الله يرحمها )
الله يرحمها ، فيه تشكيل حكومة جديدة
و دخلك . فيه وجوه جديدة بالحكومة و الا نفس الأسماء بس غيروا الطرابيش ؟
اسمع لأحكي لك قبل ما أقول لك اللي بافكر فيه :
كُلِّفَت إحدى القانونيات المشهود لهنّ بتشكيل حكومة في احدى الدول المتقدّمة ( مو عنّا يعني )
المهم قدَّم لها مستشارها شخصيتين مؤهلتين لمنصب وزير الخارجية :الأولى بروفيسور في التاريخ ، و رئيس قسم التاريخ في احدى الجامعات العريقة ، و له مؤلفات عدة بعضها نال العالمية ، و كانت حجّته في اختياره أنّه يعرف تاريخ الدول التي سيتعامل معها و يمثلنا فيها ، أما الشخصية الثانية فهي رجل أعمال و أحد أثرياء البلاد المعدودين ممن لديه أعمال و شركات في كل أنحاء العالم و شبكة مصالح و علاقات واسعة ، تنفع بلادنا و توطد علاقاتنا التجارية مع مزيد من الدول ( هكذا برّر المستشار)
على مَن برأيك سيقع اختيار رئيسة الحكومة ؟
أظن رجل الأعمال هو الأنسب ، لأن الدول الرأسمالية تولي اهتمامها للاقتصاد ، و لا تعير التاريخ كبير اهتمام .
أصبتَ في نقطة ، و أخطأتَ في نقاط : صحيح كلامك بخصوص التاريخ إذ ليس من الحكمة أن يستلم رأس الدبلوماسية رجل تاريخ هو الأخبر بصراعات الأمس و أحقاد الماضي التي قد تؤثر في طريقة تعامله مع الدول ، فالسياسة لا تعرف عدواً ثابتاً و لا صديقاً ثابتاً ، كل ذلك يتبدل بتبدّل المصالح ، مما يجعلك تظن أن رجل الأعمال هو الأصلح .
لكن الحقيقة أنّ الآخَر أيضاً لا يصلح لأن رجل الأعمال في العموم يبحث عن مصلحته أولاً قبل مصلحة البلاد ، قد يفيد البلاد بعلاقاته لكن عندما تتعارض المصلحتان فمصلحته هي الأَولى (إلا ما ندر ) و قد رأينا نماذج من التجار دخلوا في السياسة فباعوا و اشتَروا ، و بيعوا و اشتُروا لذلك فهو لا يصلح.
مَن إذاً ؟
اسمع ، هناك حكمتان في هذه الحكاية : أولاهما : لا تدع أحداً يضعك أمام خيارَين لا ثالث لهما ، ابحث دائماً عن حلول خارج المطروح ستجد حلاً مناسباً قد يكون أبعد عمّا يُقدّم لك على أساس أنها الخيارات الوحيدة المتاحة.
أما الثانية : فهي وليدة الأولى و بنتها الوفية .
-كيف ؟
لقد لعبتُ معك اللعبة ذاتها التي لعبها المستشار مع رئيسة الحكومة إذ أوهمها أن لديها خيارين لا ثالث لهما . فأنت تفترض الآن أنها تبحث عن شخص ثالث يكون أكفأ من سابقَيه و أقدر على أداء المهمة ، و لعلّ الأفكار أخذتكَ إلى دوائر أُخرى : رجل اقتصاد ، أو محلل سياسي ، أو أحد المشاهير ، أو .. ربما أحد أصدقاء أو أقرباء رئيسة الحكومة (زوجها مثلاً) ...
فعلاً ، خطر لي هذا الأخير ، قلت : ربما كنتَ تقصد أن تكون نهاية الحكاية كوميدية . من هو الأجدر برأيك ؟
ضحك ضحكة المنتصر و رشف رشفة من كأس الشاي الثقيل و قال بلهجة الواعظ :
يا بُني ، لماذا عليك أن تفترض أن طريقة تشكيل الحكومات في الدول المتقدمة و آليتها هي نفسها المتبَعة عندنا ، صحيح أنني لا أعرف الكثير عن خفاياها ، لكنني سأفترض ببساطة أن في وزارة الخارجية نفسها توجد كفاءات و خبرات عظيمة لم تأخذ فرصتها ، ستختار رئيسة الحكومة الأنسب من وجهة نظرها أو ربما مَن ينتمي إلى حزبها .
-ما مناسبة الحكاية لما تقرأ؟
-الحقيقة ؛ لا شيء فتشكيل الحكومة في بلداننا كما تعلم نادراً ما يأتي بجديد ، و في كثير من الأحيان يكون رئيس الحكومة وحده هو الجديد فيها . يُعطى قائمة بأسماء الوزراء ليعيد ترتيبها في أحسن الأحوال ، هذا إن لم يعطى الترتيب أيضاً ، ثم يُترَك له وزارة الثقافة و البيئة و التعليم على اعتبارها وزارات لا تهمّ أصحاب القرار .
-إذاً ؟
كنتُ أفكّر : أن المسألة تبدأ من مستويات أدنى بكثير ، من قاع المجتمع لتصل إلى قمته لذلك فما يحدث نتيجة ، لا طفرة.
-عمّ تتحدّث ؟
عن اتخاذ القرار الخاطئ ، انظر مثلاً في مجال التعليم كيف يوكل أمر تعليم الصفوف الابتدائية الأولى غالباً لخريجي الثانوية على اعتبار أن الأمر لا يتعدى بعض الأحرف و الأرقام ، متناسين أن هذه هي المرحلة التي يبدأ فيها بناء شخصية الطفل ، و ما نتيجة ذلك ؟ نتيجته أن هذا الطالب يتخرج من الثانوية بمفهوم واحد : أن التعليم يعني حفظ و تلقين .
لا تنسى ، وصايا الأهل و من حوله : لازم تدرس لتدخل طب.
تلك مصيبة أخرى ، فالطالب المجتهد عندنا ليس مَن يُظهر مواهبه و يصقلها ليفيد بها و يستفيد ، إنما ذاك الذي تأقلم مع طبيعة نظام التعليم و قرر أن يلتزم شروطه .
و هذا الطالب عندما يتخرج من الثانوية بتفوّق رغم أن المنطق يقول أن لديه خيارات مفتوحة ليدخل التخصص الذي يحبّه إلا أن الواقع يقول أن لديه خياراً واحداً . فُرِض عليه منذ سنوات ، و أي خيار ثاني قد يفكر فيه سيجعله يدخل في معركة لا نهاية لها مع أهله و محيطه .
و ماذا عنك ؟
سؤال ماكر ، سأحدثك عن ذلك ، و لكن دعنا نخرج من هنا أولاً .
عندما كان يقول ذلك كانت أصوات الصخب تعالت فيما يبدو كمشاجرة بين شركاء الطرنيب بعد انتهاء الدور بطريقة لم ترُق لأحدهم ، فبدأت باتهامات للشريك بالغباء و للطرف الآخر بالتزوير ، لتنتهي بالعراك بالأيدي .

*د. طارق حسن
⏪ يتبع

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...