يستعير القاص العُماني محمود الرحبي عنوان مجموعته "صرخة مونش" الصادرة عن الآن ناشرون بعمان من اللوحة الشهيرة التي رسمها الفنان النرويجي إدفارت مونك.
وكانت لوحة مونش ضمن سلسة رسمها الفنان التعبيري تناولت قضايا الحياة التي تتصل بالمشاعر الإنسانية، ومنها القلق والخوف والحب والفرح والكآبة والموت والسأم.
وتتجلى استعارة الصرخة/ الصراخ في غالبية قصص المجموعة بالصراخ أو العواء أو ما يشبه ذلك، ولكنها في قصته الأولى التي حملت المجموعة عنوانها يعيد الكاتب صورة اللوحة التي رسمها الفنان نهاية القرن التاسع عشر من خلال حكاية تجمعه مع أخيه لالتقاط صورة تكون عبارة عن صرخة لا تنتهي.
يلتقط القاص الرحبي في مجموعته التي تقع في 84 صفحة من القطع المتوسط مواضيع قصصه من البيئة المحلية العمانية التي تكثر فيها أسماء المناطق، وينوّع في أسلوبه بين الواقعي بما هو ممكن التحقق، وليس ما جرى.
كما يميل أحيانا في كتاباته إلى المتخيل الرمزي، وهو ما يغلب على غالبية القصص في مراميها، ويذهب فيها إلى فضاءات السوريالية والفنتازيا.
يلتقط القاص في قصصه متاعب الإنسان المعاصر الذي لا يجد متنفسا سوى الصراخ بأعلى صوت كاحتجاج على مشاعر القلق والخوف التي تحيط بحياته التي تعرضت للتغيير الفاجعي.
ينسج القاص نصوصه باحتراف يقترب من العفوية التي تبسيط الأشياء حد الدهشة، ومن المؤكد أن تلك المهارة لا تتوفر إلا لكاتب فذ أمسك بناصية الكلام الذي تشبع به من الحكايات التي سمعها من خابية التراث، ويتمثلها في عدد من الأنماط الحكاية، ومنها "بطن الذهب" و"الحجل العرب"، و"هجير مات" التي يؤسس فيها لأسطرة المكان واجتراح محكية لأصل الأشياء في الثقافة الشعبية.
يحكي القصة كأنه يستعيد ذكريات من الماضي بروح الروي الشفاهي، يسردها بلغة بسيطة، فيشعر المتلقي وكأنه يسير مع المتكلم في تلافيف الحكاية ويقابل شخوصها، أو كأنه يعرفهم، ويستفز المتلقي بفعل نمطي تراثي، مثل: "يحكى أنت" أو "أشيع" أو بكلمات صادمة "هجير مات"، وكأنه يبدأ من النهاية للعودة إلى متن الحكاية التي صارت إليها النهاية.
وكما ترمز اللوحة إلى ذروة القلق والذهول واليأس، فإن قصص الرحبي لا تخلو من حالة الانفعال التي يريدها الكاتب، وخفة ظل تصنعها المفارقة بين الأزمان أو الأماكن التي نقلتها الحياة المعاصرة من البساطة والهدوء والسكينة إلى السأم والملل والقلق.
تشتمل المجموعة على ثماني عشرة قصة تختلف في حجومها بين القصيرة والمتوسطة، كما تختلف في موضوعاتها بين ما يراه في الشارع، وما يستعيده من ذاكرة الماضي، وما يعيشه.
ومن تلك القصص: "صرخة مونش، غناء النخيل، سدول الليل، وليمة في بيت حسن، غريب، حكاية النهاية، أبي المراوغ البخيل، هل لأني أشعر بالسأم".
كتب د. حسن مدن: "في قصص محمود الرحبي نشاط غريب مقلق، فهي تنطلق من الواقع المألوف، ومن خلاله تسير بك إلى لقاء الغرابة واللامعقول في ذواتنا ودواخلنا".
ويقول القاص الأردني محمود الريماوي إن قصص الرحبي "تمثل ضربا من تجديد الواقعية وإغنائها، والوفاء لها، وشحذ أدواتها على صعيد المضمون والموضعات، وكذلك على صعيد الشكل من حيث استلهام أساليب القص القديم وروحيته التعبيرية".
أما الناقد العراقي د. ضياء خضير فيقول: إن ما يرسمه القاص في لوحته/ نصه السردي، هو مشاهد طبيعية: مخلوقات، طيور وحيوانات وقمر وبشر وأشياء يراها الجميع، يمرون بها، ولكنهم لا يتأملونها كما يفعل محمود الرحبي".
وكانت لوحة مونش ضمن سلسة رسمها الفنان التعبيري تناولت قضايا الحياة التي تتصل بالمشاعر الإنسانية، ومنها القلق والخوف والحب والفرح والكآبة والموت والسأم.
وتتجلى استعارة الصرخة/ الصراخ في غالبية قصص المجموعة بالصراخ أو العواء أو ما يشبه ذلك، ولكنها في قصته الأولى التي حملت المجموعة عنوانها يعيد الكاتب صورة اللوحة التي رسمها الفنان نهاية القرن التاسع عشر من خلال حكاية تجمعه مع أخيه لالتقاط صورة تكون عبارة عن صرخة لا تنتهي.
يلتقط القاص الرحبي في مجموعته التي تقع في 84 صفحة من القطع المتوسط مواضيع قصصه من البيئة المحلية العمانية التي تكثر فيها أسماء المناطق، وينوّع في أسلوبه بين الواقعي بما هو ممكن التحقق، وليس ما جرى.
كما يميل أحيانا في كتاباته إلى المتخيل الرمزي، وهو ما يغلب على غالبية القصص في مراميها، ويذهب فيها إلى فضاءات السوريالية والفنتازيا.
يلتقط القاص في قصصه متاعب الإنسان المعاصر الذي لا يجد متنفسا سوى الصراخ بأعلى صوت كاحتجاج على مشاعر القلق والخوف التي تحيط بحياته التي تعرضت للتغيير الفاجعي.
ينسج القاص نصوصه باحتراف يقترب من العفوية التي تبسيط الأشياء حد الدهشة، ومن المؤكد أن تلك المهارة لا تتوفر إلا لكاتب فذ أمسك بناصية الكلام الذي تشبع به من الحكايات التي سمعها من خابية التراث، ويتمثلها في عدد من الأنماط الحكاية، ومنها "بطن الذهب" و"الحجل العرب"، و"هجير مات" التي يؤسس فيها لأسطرة المكان واجتراح محكية لأصل الأشياء في الثقافة الشعبية.
وكما ترمز اللوحة إلى ذروة القلق والذهول واليأس، فإن قصص الرحبي لا تخلو من حالة الانفعال التي يريدها الكاتب، وخفة ظل تصنعها المفارقة بين الأزمان أو الأماكن التي نقلتها الحياة المعاصرة من البساطة والهدوء والسكينة إلى السأم والملل والقلق.
تشتمل المجموعة على ثماني عشرة قصة تختلف في حجومها بين القصيرة والمتوسطة، كما تختلف في موضوعاتها بين ما يراه في الشارع، وما يستعيده من ذاكرة الماضي، وما يعيشه.
ومن تلك القصص: "صرخة مونش، غناء النخيل، سدول الليل، وليمة في بيت حسن، غريب، حكاية النهاية، أبي المراوغ البخيل، هل لأني أشعر بالسأم".
كتب د. حسن مدن: "في قصص محمود الرحبي نشاط غريب مقلق، فهي تنطلق من الواقع المألوف، ومن خلاله تسير بك إلى لقاء الغرابة واللامعقول في ذواتنا ودواخلنا".
ويقول القاص الأردني محمود الريماوي إن قصص الرحبي "تمثل ضربا من تجديد الواقعية وإغنائها، والوفاء لها، وشحذ أدواتها على صعيد المضمون والموضعات، وكذلك على صعيد الشكل من حيث استلهام أساليب القص القديم وروحيته التعبيرية".
أما الناقد العراقي د. ضياء خضير فيقول: إن ما يرسمه القاص في لوحته/ نصه السردي، هو مشاهد طبيعية: مخلوقات، طيور وحيوانات وقمر وبشر وأشياء يراها الجميع، يمرون بها، ولكنهم لا يتأملونها كما يفعل محمود الرحبي".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق