اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب الأدب والأيد

موت الوهم ــ قصة قصيرة ..**فوز حمزة الكلابي

كانت هذهِ زيارتي الثالثة والأخيرة للطبيب النفسي, المرة الأولى حدثتْ بالصدفة عندما كنتُ ذاهبة لمقابلة صديقتي الممرضة التي تعمل في الطابق الثاني, ترددتُ قليلاً قبل أن أدخلَ عليه , لكنهُ شجعني وجعلني أشعُرُ ببعضِ الطمأنينة حين أومأ إليّ برأسهِ وبدونَ أن يطلبَ مني قمّتُ باغلاقِ البابَ ورائي, سّحبَ كرسيّاً أبيضاً كان قريباً منهُ ودعاني للجلوسِ عليهِ, لا أنكرُ أنني شعرتُ بالقلق وفكرتُ في الهرب إلا إن شيئاً لا أعرف ما هو منعني من تنفيذِ ما فكرتُ بهِ, ربما هو الخجل الذي يمنعني دائماً من تحقيق ما أريده, فاصبحُ وليمة للندم, عيناه الصامتتان ويداه المرتجفتان هما أكثر شيء أثارا أنتباهي وجعلاني لا أجرأ على الكلام , ظلَ يوزعُ نظراتهُ بيني وبين الباب حتى ظننتُ أن أحداً
سيدخلُ علينا, مالَ بجسّدهِ نحوي هامساً, أذهبي وتأكدي أن لا أحداً يتجسسُ علينا, وحين أكدتُ له ذلك, أخرجَ مسرعاً من جيبهِ علبة دواء بيضاء وناولني إياها وقال لي بنبرة محذرة وبصوتٍ منخفض , إياكِ أنْ تتناولي من اقراص الدواء التي في هذهِ العلبة , ثم أضاف وكأنه يحدثُ نفسه, أنها سم بطىء, أردتُ أن أخبرهُ أنني تناولتُ عشرُ علب منه إلا أني تراجعتُ عن قراري حين قال لي, في الزيارة الثانية سأخبركِ سّراً أخر وأشارَ إليّ بالأنصراف بعد أن طلبَ مني معاودة زيارتهِ بعد ثلاثة أيام .
ما أن مرَ اليوم الأول عليّ حتى أصبحتُ فريسةً دسمةً للخوف, فقدتُ شهيتي للأكل, دقاتُ قلبي السريعة جعلتْ العرق يتصبب مني بغزارة حتى تيبستْ شفاهي, حاولتْ الهرب من هذه الحالة بالنوم إلا أن حبلاً طويلاً تتدلى منهُ علبٌ دواء بيضاء رأيتها في منامي, جعلني أنسى فكرة النوم تماماً .
طرأتْ لي فكرة أن أذهب إليهِ في اليوم الثاني, لم أعدْ أطيق الأنتظار, لكنني أعترف بأني امرأة جبانة, مترددة, الخوف هو مَنْ يقودُ خطواتي , فأصلُ دائماً متأخرة أو أتعثر في الطريق فلا أصل أبداً .
في اليوم الثالث, حين رأني , وجد صعوبة في تذكري فأنكرَ كل شيء وطلب مني مغادرة الغرفة, شعورٌ باليأس والأحباط سيطرا علي وحزن كبير شلَّ حركتي, ماذا أفعل الآن ؟ لا أدري كيف خطرتْ على بالي علبة الدواء, ونجحتْ الفكرة, فما أن رأها حتى أنتفضَ من مكانهِ فزعاً ليقتربَ مني ويقول بطريقةٍ هستيرية مسرحية وهو يضعُ فمهُ في أذني , إياكِ والعودة إلى هنا, فالموت يختبأ في الزوايا وخلف الجدران وتحت الأسرة وفي علب الدواء البيضاء, لا تغرّكِ أبتساماتهم, فخلفها تقبع قلوب لا تعرفُ الرحمة, وبعد أن عادَ إلى مكانهِ واستقرَ فيه, قال بلهجةٍ آمره نهى بها الزيارة , عودي غداً لأخبركِ بالسّر الأخير .
مرتْ ساعة قبل أن أنتبه إلى أنني الوحيدة في صالة الإنتظار, دوارُ أصابَ رأسي أفقدني تركيزي وتوازني, أسمعُ أصواتاً لا أرى أجساداً لها, ضحكاتٌ هستيرية تسخرُ مني لا أعرف مصدرها, أشباحٌ بألوان كثيرة تتقافزُ أمامي, توقفَ الزمن من حولي وبدأتْ عقاربهُ تبثُ السم قطرة قطرة في دمي حتى شَحُبَ لوني وذبلتْ أجفاني, تناولتُ حبة دواء مهدىء من العلبة البيضاء قبل أن أتوجه إلى بيتي منتظرتاً الغد أو بالأحرى السر .
في الليلة التي مرتْ, عرفتُ معنى أن تنسلخَ الروح عن الجسد, كيف هو الإختباء في سرداب مظلم للهروب من الموت, معنى أنْ تعتقلكُ الهواجس, أن تحتضرَ بعيونٍ مفتوحة, ترقبُ الحياة وهي تمر أمامكَ ، كيف هو السير في متاهة بلا مخرج ولا من ضوءْ ينيرُ لكَ الدرب, استيقظتُ فوجدت مخاوفي تنتظرني, لا أدري متى أخبرتُ سائق سيارة الأجرة عن الطريقَ إلى المستشفى التي يرقد فيها الطبيب النفسي الذي كان يعالجني من مرض الوهم, لقد كان يسميه مرض الوهم الغريب, ناولته النقود وانتظرتُ حتى غاب عن ناظري لأتاكد من أنه لن يلحقَ بيّ , دخلتُ البناية مسرعة, كل شيء كان صامتاً, الممرات والأبواب , لا صوت سوى صدى ضربات قلبي تردده الجدران, دخلتُ الغرفة التي يرقد فيها طبيبي النفسي السابق, لكني لم أجدهُ بل وجدتُ بدلاً منه الممرضة التي أخبرتني أن مريض الوهم الغريب الذي كان هنا قد مات .

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...