خمرُ تشرين ينسابُ على فمي ، أشعرُ بهِ يراوغني ؛ لِ يسيلَ على جسدي ، حرارةٌ تبثُ نيران مُستعرة في هيكلي هذا ، ينتفضُ مرة تلو الأخرى حتى يكاد يفقد زفيره ، يرتعشُ بشدةٍ فيبصقَ آخر قوته ، هاهو الخمرُ ينشبُ أظفارهُ عنوة ويغرسها في ظهري ، اصيحُ بصوتٍ لا يسمعهُ احد سواي ، هُنا على حافةِ شفاهي قد رسمت حدود مدينتها ، وهُنا في يسارِ صدري قد اشعلت عودُ ثقابٍ والقتهُ حتى آل كلُّ ما
بِداخلي إلى رماد .
الخامس من تشرين الأول ..
فستانها الخمري يرقدُ بِجانبي أتحسسهُ بأطرافي المُتجعدة فأفقدُ نصف عقلي ، يتدلى
الحُزن من جوانبِ السرير ، من حباتِ الكرز المُترامية في هذا الوعاء المُصفرّ ، كل شيء حزينٌ هُنا ، وكأنهُ اليوم الأول على فراقنا ، أذكرُ جيدًا الرشفةُ الأولى من ذلك الكأس ، كما لم أنسَ يومًا ابتسامتكِ الجميلة اللعينة ، رشفةٌ فالأخرى حتى أغمضتُ عيناي وأنتِ تجلسينَ بِجانبي ، تحتضنينَ رأسي المُثقل من خمرِ تشرين ، غفوتُ في عالمكِ واستيقظتُ على عالمٍ خلا منك ، اعتصرتُ عيناي مئات المرات لعلّني أكون قد نسيتُ نفسي عالقًا في كابوسٍ مُقيت لكنّ حظي لم يحالفني ، طرقتُ رأسي في الحائطِ عشرات المرات حتى سقطتُ مغشيًا عليَّ فوقَ فستانكِ هذا ، رفعتهُ فحتضنتهُ حضن المشتاق إلى مشتاق ، وجدتُ ورقةٌ تتلوى تحتهُ خائفة ، أو من شدةِ خوفي خلتها خائفة ، مكتوبٌ في أحشائِها " لن أعود " ، تخلّت أبجدية اللغة عن اللام والنون فما كان بي الا أنّ اقرأها سأعود ، ألف وخمسة وتسعونَ يومًا وأنا أتمنى أنّ يكونَ كل هذا مجرد حلم ، وأنّ ملامحي الملصوقة على فستانكِ ستعودُ لِتستقر على وجهي من جديد ، وعطركِ المُتكدّس فوق رئتاي سيخرجُ كي يداعبُ عنقكِ مرة أخرى ،
ألف وخمسة وتسعونَ يومًا وأنا فاقدُ العقلِ يا أنتِ ، يسألوني عن أيامي فأجيبُ أنا لا أعرفُ من أيامي سوى خمر تشرين ، فكيفَ بإمكان مذهبات العقلِ أنّ تُعيده. '!
بِداخلي إلى رماد .
الخامس من تشرين الأول ..
فستانها الخمري يرقدُ بِجانبي أتحسسهُ بأطرافي المُتجعدة فأفقدُ نصف عقلي ، يتدلى
الحُزن من جوانبِ السرير ، من حباتِ الكرز المُترامية في هذا الوعاء المُصفرّ ، كل شيء حزينٌ هُنا ، وكأنهُ اليوم الأول على فراقنا ، أذكرُ جيدًا الرشفةُ الأولى من ذلك الكأس ، كما لم أنسَ يومًا ابتسامتكِ الجميلة اللعينة ، رشفةٌ فالأخرى حتى أغمضتُ عيناي وأنتِ تجلسينَ بِجانبي ، تحتضنينَ رأسي المُثقل من خمرِ تشرين ، غفوتُ في عالمكِ واستيقظتُ على عالمٍ خلا منك ، اعتصرتُ عيناي مئات المرات لعلّني أكون قد نسيتُ نفسي عالقًا في كابوسٍ مُقيت لكنّ حظي لم يحالفني ، طرقتُ رأسي في الحائطِ عشرات المرات حتى سقطتُ مغشيًا عليَّ فوقَ فستانكِ هذا ، رفعتهُ فحتضنتهُ حضن المشتاق إلى مشتاق ، وجدتُ ورقةٌ تتلوى تحتهُ خائفة ، أو من شدةِ خوفي خلتها خائفة ، مكتوبٌ في أحشائِها " لن أعود " ، تخلّت أبجدية اللغة عن اللام والنون فما كان بي الا أنّ اقرأها سأعود ، ألف وخمسة وتسعونَ يومًا وأنا أتمنى أنّ يكونَ كل هذا مجرد حلم ، وأنّ ملامحي الملصوقة على فستانكِ ستعودُ لِتستقر على وجهي من جديد ، وعطركِ المُتكدّس فوق رئتاي سيخرجُ كي يداعبُ عنقكِ مرة أخرى ،
ألف وخمسة وتسعونَ يومًا وأنا فاقدُ العقلِ يا أنتِ ، يسألوني عن أيامي فأجيبُ أنا لا أعرفُ من أيامي سوى خمر تشرين ، فكيفَ بإمكان مذهبات العقلِ أنّ تُعيده. '!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق