كان الموسيقى الفذ يجلس تحت الماء، هناك في القعر، يلعب مع السمك تارة، وتارة أخرى يعزف ما تيسر من نغم، ينادى به على رجال البحر الذين يعيشون تحت الماء، يريد أن يعلمهم الموسيقى كما تعلمها عندما كان في البر.
أيام كان في البر، كان يخرج على من يشاركونه الحياة هناك بهيئة نادرة، رأس ناصع البياض، خال من الشعر عدا خصلات نبتت من أم رأسه على هيئة ذيل حصان، سكسوكة مشرشرة كالمنجل، شاربان فوضويان، جاكت تتعارك فيه الألوان بصخبها، وبنطال قصير لا هو شورت ولا هو بنطال، كان يعزف كالبهلوان، يتشقلب.. يرقص.. يتقافز حول آلته الموسيقية، مرة يكون إلى يمينها، ومرة إلى يسارها، ومرة خلفها، ومرة أمامها دون أن يختل النغم مثقال ثانية، الآن يريد أن يُعَلِّمْ رجال البحر الموسيقى لَيُكَوِّنْ فرقة موسيقية تعزف للسمك.
فرح كثيرًا لأنه صار تحت الماء، فهناك يمكنه تنفيذ فكرة راودته كثيرًا في الزمن القديم، ألا وهى كيف يعزف الإنسان للسمك، خاصة سمك "البوري".. وجبته المفضلة، كان يريد أن يُسْمِعَه الموسيقى، الموسيقى فقط، يكون النغم شرقي.. غربي.. شمالي.. جنوبي، لا يهم، المهم أن تكون نغمات حقيقية يرقص معها كل أنواع السمك، فما أجمل أن يأكل الناس سمكًا كان يرقص مع الموسيقى.
أخيرًا أصبح للرجل فرقة موسيقية من رجال البحر، أولئك الذين لم يتمكنوا من مواصلة حياتهم في البر، قذفوا بأنفسهم إلى قعر البحر، أو وجدوا أنفسهم دون إرادة منهم في جوف الماء نتيجة حوادث مؤلمة، صاروا يعزفون الموسيقى للسمك وكل أحياء البحر، جال بهم الموسيقى الفذ في كل مكان تحت الماء، طاف بهم كل بلاد البحر، استقر في نفس المكان الذي سقط فيه وآلته لأول مرة.
لم تكن الموسيقى تُعْزَفْ للسمك وحده، في لحظة معينة يستطيع أن يسمعها من هم فى البر، هذا ما حدث عندما وجد شاب نفسه يخطو باتجاه الماء، عقله شارد يشده النغم، سمع موسيقى لا تنتمي إلى تلك الموسيقات التي يسمعها كل يوم، فترك وراءه زوجة وأولادًا.. بنينًا وبناتًا، ترك وراءه بيتاً وورشة صغيرة يصنع فيها السجاد، ترك وراءه أهلا وأقارب.. مشاجرات ولصوص.. محتالين ومتسولين.. نميمة وأسرارًا، ترك وراءه كل هذا، نزل إلى الماء مأخوذًا بالنغم، الرمل المبتل بالموج قال له ارجع إنه البحر، فلم يرجع، غطى الماء ساقيه، وصل الماء إلى وسطه، ثم إلى جذعه، ثم إلى عنقه، غَطَّاه الماء كله، كان ذاهبًا إلى رجل يجلس هناك تحت الماء، يعزف ما تيسر من نغم.
ليس ذلك الشاب وحده من سمع الموسيقى ونزل إلى البحر، بل سمعها كل من كان على الشاطىء في نفس اللحظة، نزلوا جميعًا إلى البحر: الرجال.. الشباب.. الصبايا.. العيال، فيما كان الموسيقي يستقبلهم هناك بكل حب.
أيام كان في البر، كان يخرج على من يشاركونه الحياة هناك بهيئة نادرة، رأس ناصع البياض، خال من الشعر عدا خصلات نبتت من أم رأسه على هيئة ذيل حصان، سكسوكة مشرشرة كالمنجل، شاربان فوضويان، جاكت تتعارك فيه الألوان بصخبها، وبنطال قصير لا هو شورت ولا هو بنطال، كان يعزف كالبهلوان، يتشقلب.. يرقص.. يتقافز حول آلته الموسيقية، مرة يكون إلى يمينها، ومرة إلى يسارها، ومرة خلفها، ومرة أمامها دون أن يختل النغم مثقال ثانية، الآن يريد أن يُعَلِّمْ رجال البحر الموسيقى لَيُكَوِّنْ فرقة موسيقية تعزف للسمك.
فرح كثيرًا لأنه صار تحت الماء، فهناك يمكنه تنفيذ فكرة راودته كثيرًا في الزمن القديم، ألا وهى كيف يعزف الإنسان للسمك، خاصة سمك "البوري".. وجبته المفضلة، كان يريد أن يُسْمِعَه الموسيقى، الموسيقى فقط، يكون النغم شرقي.. غربي.. شمالي.. جنوبي، لا يهم، المهم أن تكون نغمات حقيقية يرقص معها كل أنواع السمك، فما أجمل أن يأكل الناس سمكًا كان يرقص مع الموسيقى.
أخيرًا أصبح للرجل فرقة موسيقية من رجال البحر، أولئك الذين لم يتمكنوا من مواصلة حياتهم في البر، قذفوا بأنفسهم إلى قعر البحر، أو وجدوا أنفسهم دون إرادة منهم في جوف الماء نتيجة حوادث مؤلمة، صاروا يعزفون الموسيقى للسمك وكل أحياء البحر، جال بهم الموسيقى الفذ في كل مكان تحت الماء، طاف بهم كل بلاد البحر، استقر في نفس المكان الذي سقط فيه وآلته لأول مرة.
لم تكن الموسيقى تُعْزَفْ للسمك وحده، في لحظة معينة يستطيع أن يسمعها من هم فى البر، هذا ما حدث عندما وجد شاب نفسه يخطو باتجاه الماء، عقله شارد يشده النغم، سمع موسيقى لا تنتمي إلى تلك الموسيقات التي يسمعها كل يوم، فترك وراءه زوجة وأولادًا.. بنينًا وبناتًا، ترك وراءه بيتاً وورشة صغيرة يصنع فيها السجاد، ترك وراءه أهلا وأقارب.. مشاجرات ولصوص.. محتالين ومتسولين.. نميمة وأسرارًا، ترك وراءه كل هذا، نزل إلى الماء مأخوذًا بالنغم، الرمل المبتل بالموج قال له ارجع إنه البحر، فلم يرجع، غطى الماء ساقيه، وصل الماء إلى وسطه، ثم إلى جذعه، ثم إلى عنقه، غَطَّاه الماء كله، كان ذاهبًا إلى رجل يجلس هناك تحت الماء، يعزف ما تيسر من نغم.
ليس ذلك الشاب وحده من سمع الموسيقى ونزل إلى البحر، بل سمعها كل من كان على الشاطىء في نفس اللحظة، نزلوا جميعًا إلى البحر: الرجال.. الشباب.. الصبايا.. العيال، فيما كان الموسيقي يستقبلهم هناك بكل حب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق