رباح طفل شجاع ،ينام كل يوم على كتابه تحدوه أحلام العودة إلى الوطن ،ولأنه مسكون بحب الأرض والشهادة ،يتوسد جرحه ويلبسه مثل ثوب ،عقب كل غصة شوق يلوم نفسه ويسألها: _ لماذا تأخر عن اللحاق برفاقه؟ ،تنأى به المسافات يتوقف عند أحد المنعطفات يفرغ
حقيبته من الحجارة ،وتبدأ لعبة الحياة المخنوقة مع الأعداء يقذف الحجر بيده الصغيرة نحو مواقع الأعداء ويصرخ بأعلى صوت :
أتدرون من أنا ؟؟.
أنا الورد المسكون بحب الأرض
أنا نبض الوتين
أنا شبل فلسطين
من بيسان ،من رفح، من جنين
أنا بداية الأشياء، ولن أكون النهاية
من الصباح حتى المساء
أحزم الوقت كصائم فقد الصبر
في رمضان.
أتوارى بين الأزقة عن المدرسة
ولا يتعبني الركض على تلال غزة
أنا الشهيد الحي
أرتدي حلم الشهادة بشغف طفولي
وأبحر في فردوس الحالمين
ولأنني المنسوج من عتمة الليل وضوء القمر
بي شهوة للعزف على الحجر
أزرعه بقبضتي وأقذفه إلى المدى
أنتزع قلبي بيدي وأقدمه للوطن قربان
نبي العشق أنا
تطاردني غربتي كريح مستلقية على الأغصان
يا وطني يا أيقونة الأجداد
جفف الدمع
في قلبي لك متسع
ولأنك الحلم
ازرعني نبتة وأغنية في ذاكرة الوجد
فلن أكون إلا شهيدا
مع الشهداء
مع الشهداء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق