اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

يوميات رمضان - ٢٨ || وليد.ع.العايش

القارب السماوي يسبح عكس التيار في ذلك الصباح، الأمواج تلثم ثغره بنهم امرأة كادت أن تنسى معاني القبلات في زمن الجدب، الأغاني تهدهد نشجيجها دون قيود، مازالت المسافة ترعد على سكنات البحر الهادئ .
نظر القبطان الشاب ذو الشعر الأشقر إلى جهة الشرق، منظاره يلتهم الأميال الكثة اللحية، زنوده تداعب فراشة القيادة كما تداعب طفلته الشقراء .

- نحتاج إلى ثلاث ساعات وأكثر يا غضنفر ...
- نعم أظنها أكثر وأكثر ... لكن الجو ملائم جدا لإكمال الرحلة بهدوء يا أبا درغام ...
- تابع القيادة، سوف أطل على المسافرين قليلا وأعود إليك ...
في القاعة المجاورة كانت ضحكات الركاب تتناثر هنا وهناك كأوراق شجرة شارفت على اليأس، شاب يلف جيد زوجته الحسناء في زاوية القارب، أم تمسك بيد طفلها وهو يلهو بمياه البحر .
عندما أطل القبطان من قمرته زغردت عجوز مراهقة، نظر إليها بطرف عينه وابتسم .
- ربما أعجبت بي ... يالك من عجوز جميلة تود المراهقة في عرض البحر ... كان ينأى بكلماته عن مسامع المسافرين .
جلس على طرف القارب الذي مازال حيا، أشعل سيجارة وبدأ يحادث من كان بقربه في تلك اللحظة .
- هل مازال الشاطئ بعيدا يا سيدي ... سألت فتاة سمراء تبدو عليها ملامح الشرق ...
- لا ... ساعات قليلة ونصل سيدتي ... يبدو بأنك مللت رفقتنا ...
أصابها خجل مفاجئ، فتوارت خلف خشبة محدودبة، أما أبو درغام الشاب فكان يتابع خطواتها بنظراته الثاقبة، تململ ونفث دخان سيجارته عبر سماء مازالت بيضاء .
ضجة مفاجئة تثور من رحم السكون، مد غضنفر رأسه من نافذة ضيقة، قسمات وجهه لا توحي بأنه مرتاح .
- سيدي ... سيدي ... أرجو أن تأتي بسرعة ...
- مادهاك يا غضنفر ...
- تعال ... تعال ...
سمع صراخه الكثير من المسافرين، فثار ضجيجهم من توه، الزوجة الحسناء تلتصق بزوجها الشاب، الأم تحمل طفلها الصغير وتلج إلى قلب المركب .
- لا تخافوا ... لا تخافوا ... لا شيء يدعو للقلق ...
( أتراه كان صادقا آنذاك ) ...
عندما وصل إلى قمرة القيادة كان غضنفر يتشبث بفراشته الخشبية.
- المحرك توقف يا سيدي ...
- اذهب وأدر المحرك الاحتياطي ...
- حاولت لكنه هو الآخر لا يعمل ...
بدأ القبطان العمل بعجالة، العرق يتصبب على جبينه العريض، دقائق بطيئة كسلحفاة تمضي، المحركان يعاندانه .
أصابه التعب، حينذاك كان القارب قد بدأ يتراقص كفتاة تتعلم الرقص على خشبة مسرح يلفه ( الزعران ) ...
- ساعدنا يارب ...
- ماذا سنفعل يا أبا درغام ...
- جهز أطقم النجاة، قد نحتاجها ياصديقي ...
أيقن غضنفر بأن هناك خطر داهم، فهو يعرف القبطان جيدا، ليس من السهل أن يستسلم بهذه السرعة .
الضجيج كاد يتحول إلى صخب وفوضى، رقص القارب يزداد تدفقا، حوارات ومجادلات تدور في الداخل .
السماء تحضر خلسة، تحركت الأمواج مع صرير الرياح، تكاثرت الغيوم السوداء .
- انظر ... انظر يا سيدي ... يبدو بأن العاصفة آتية لا محال ...
خلع القبطان ملابسه، ترك قطعة واحدة علها تقيه حرارة الأعين المصوبة نحوه، دلف إلى القمرة مجددا .
- النجدة ... النجدة ... قارب درغام في خطر ... من يسمعني فليجب ... كرر نداء الاستغاثة عدة مرات ... انتظر هنيهة لعله يحصل على رد ... لكن ذلك لم يحصل ...
أمعن النظر في المسافرين، هذه المرة كانت نظراته مختلفة تماما عن تلك التي عانقت عينيه قبل قليل .
- لا أخفيكم سرا ... القارب في خطر ... ونحن أيضا ... جهزوا أنفسكم لمغادرة القارب بزوارق النجارة ... ارتدوا سترات العوم ...
لم يكمل كلامه إلا والصراخ يملء المكان .
- لكني لا أعرف السباحة ... ماذا أفعل ...
- وأنا معي طفل صغير ...
- ألا تراني عجوزا أيها الأشقر ...
ضحك القبطان في سره، لقد اعترفت بأنها عجوز لا تصلح للمراهقة ...
- أوقت هذا الكلام الآن ... أنب نفسه بصوت خافت ...
المطر لم يشأ أن يفوت فرصة الحضور، كان يصفع وجه البحر بقسوة، العاصفة ترتدي أنياب الذئب، الأكف تتجه نحو السماء، بكاء وصراخ ومياه تطفو على سطح القارب ثم تختفي .
بدأت رحلة من نوع آخر، الزوارق لا تتسع للمسافرين كلهم .
- من يعرف السباحة فليترك مكانه للشيوخ والنساء والأطفال ... يا شباب ... صرخ القبطان على الجميع .
عندما كانت الأم تهبط إلى زورق النجاة تعثرت فأفلتت الصغير ...
- ياشباب
النوارس تواكب زوارق النجاة، تناجي الركاب بأصواتها الرهيفة، الزوجان مازالا في عناقهما، الساعات تمر بتثاقل .
توقفت العاصفة فجأة كما بدأت، أطلت الزوارق الصغيرة برؤوسها على حافة الشاطئ .
- هل من مفقود ... هل من مفقود ...
كان صوت أبو درغام يدوي كالرعد ، عيناه تتجولا بأقصى سرعة في كل الاتجاهات .
- ابني ... ابني ياقبطان ...
- وغضنفر أيضا يا سيدتي ...
- انظروا ... انظروا ... إنهما هناك ... قالت العجوزالمراهقة ... غضنفر يحتضن الصغير بلهفة الكون كله ...
اقتربت العجوز من القبطان الأشقر : ( إنك وسيم جدا يا سيد ... ) ...
... ابني ... ابني ... لكن أحدا لم يعرها اهتماما، اختفى الطفل في لجة الأمواج، بحث القبطان عن معاونه غضنفر لكنه لم يجده، اختفى هو أيضا ...
--------------
وليد.ع.العايش

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...