اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

فراشة الغروب || عبده حقي

الوقت غروب .. وقت شفقي مشوب برمادي قاتم حتى أوشك أن يكون الغروب ليلا مدلهما لولا بصيص نورعليل يخترق خصاص الباب الموارب على المجهول…
واقف على عتبة مهجورة .. حائر من دون أن يدري سببا ما لحيرته .. في لحظة أصيلية ملغزة كأنه يترقب حدثا ما على حافة النهار.
تناهى بغتة إلى سمعه صوتها مثل نبرة وتر حزين ينبؤه باللحظة التي كانت حيرته تترقبها عند ذاك الغروب .. صوتها بات مثل صليل أجراس تقرع بقوة في فراغ هيكله الجواني …
فراشته الوحيدة قد رحلت هذا الأصيل الدجنبري القارس .. هاجرت مقامها المزركش كأنما انتفضت بالغياب الطارئ على استغراقه في سهوه الطويل .
أحس حينئذ بطعنة نصل الفرشاة مغموسا في دم اللون .. طعنة مادت بها الأرض من تحت قدميه ..
لم يخالها يوما أنها ستشرع بوابة قوس قزح على مصراعيها خلسة ومن دون تلويحة ملمحة أو التفاتة مومئة إليه ستحمل حقيبتها المعبأة بالأقمشة العذراء وقوارير العطور والمرايا وأقلام الإثميد وملون الشفاه البنفسجي وتغادر إلى الأبد في رقصتها الطارئة وخفتها الفراشية نحو محرابها الأخير حيث ستزهد هناك وحيدة لتغزل لوحتها الأسطورية اليتيمة .. لوحة منسوجة من عالمها الآخر الأبدي .
تاهت من خلفها الفراشات والعصافير والغيم والنسائم وخيول الريح .. لاحقتها هنا وهناك لتفتش في كل الأرض عن آثار نعلها الموغل في عجين الطين الممتد على موائد النحوت ..

سألوا عنها كل ألوان قوس قزح .. دغدغوا كل الأنامل المشوبة ببريق الخلق المكين .. سألوا عنها كل السراديب والأقبية التي تسكنها أيقونات المرمروتماثيل البرونز الخالص وتحترف في ظلامها العرافات وقارئات الفنجان حياكة أحلام اليوم الذي يأتي ولا يأتي ..
ماذا ذهاها وكيف عن لتلك الفراشة أن ترحل إلى الأبد وتهجره إلى ملاذها العميق في أنهرالدمع لتسكن هناك في الأغوارالخبيئة والخلجان السفلى وحيدة مثل ملكة الجمال مزهوة في فستان الكبرياء الأميري .. مرصع جيدها بقلادة مجدولة من يواقيت الدهشة ومتختمة أصابعها ببلورات الماس والزمرد النفيس .

ما أشبه سفرها الأخير بليل سرمدي لن تنساه شحاريرالغابات في رأس الوقت الضاج بالحيرة ولا نوارس بحور الدمع في مقلتي اللون ولا الأساطير المزمنة في ألسنة الشيوخ الحكواتيين والعجائزالمسنات القابعات في كهوف التجاعيد …
أصيلها الحزين وقماشها الأبيض المنقوع في عبرات الغياب ما يزال معلقا بمسمار الجرح في خصرالأيام .. منغرزا عميقا في مهجة الروح .

فراشته الوحيدة .. كلماتها الملهمة .. الحالمة .. المترعة بأنفاس الولادة .. كان في كل أصيل يتطلع إلى قمرها اللجيني .. البهي .. يصاعد رويدا رويدا في سفرة سيمفونية هادئة إلى مدارج معبدها المأهول بهسيس الصمت الأزلي.. ها هي فراشته قد هاجرت لوحدها واثقة الخطى في رحلة إلى غد غير واعد .. حتما ويقينا أنها بهجرانها ذاك لن تعود في الربيع القادم …

أعذريه الآن أيتها الفراشة إن نبش عن طيفك ثانية في هذا الأصيل المشوب برائحة جوف التراب وأسرارالغياب ..

وأنت أيتها النجمة الشاهدة والمتكتمة ألا تمنحيه فكرة رسولية كي يسترجع فراشته ويعيدها كما لم تكن إلى قماطها البدائي كأسيرة سعيدة بأصفاد قوسها القزحي ..
فما أحوج هذا الربيع إلى لمسة ألوانها البديعة .

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...