اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

بلاد الوهم " أرض الديدب " ... محمود مسعود

       بلاد الوهم 
           6
" أرض الديدب "
بدأت تباشير الصباح تلقي بضيائها علي الخيمة ، طلب منصور من أمجد لم الخيمة استعدادا للتوجه إلي فخر البحار ، استقبلهم علي مقربة منها بعض الرجال الذين سارعوا وتناولوا ما يحملانه ليصعدوا به إلي سطحها ، دقائق مرت وأمر امجد البحارة بتحريك فخر البحار في اتجاه المياه العميقة بعيدا عن تلك الجزيرة التي كرهها الرجال لما صادفوه فوقها من أهوال وأحداث ، مرت أيام والرجال يعملون بهمة ونشاط ولما لا فهذا عملهم الذين يعشقونه ، كان منصور في قمرة القيادة يتطلع إلي الخرائط ومواقع النجوم ليرسم
إحداثيات تسير عليها فخر البحار وأثناء ذلك سمع منصور صوت مألوف بالنسبة له إنه حاكم جزيرة الشمع ، تهلل وجه منصور ، اعتقد من معه في القمرة أنه قد أصابه مس ما خاصة وهم لا يسمعون شيئا ولا يرون فقط منصور هو من يستطيع سماع الأصوات ورؤية الديدب العجيب من خلال عيونهم التي ترقب كل شيء ، طلب الحاكم من منصور أن يوجه دفة فخر البحار تجاه الشمال ويستمر في السير إلي أن يوجهه مرة أخري عند نقطة التقاء النجم الشعري مع برج القوس ، استغرب منصور من ذلك الأمر لأنه يعرف النجم الشعري ولكنه لا يعلم برج القوس هذا ، حاول أن يتحدث مع الحاكم لكنه اختفي كعادته دائما ، ابتسم منصور ثم طلب من أمجد توجيه الدفة إلي الشمال انصاع أمجد للطلب ووجه عامل الدفة بالمطلوب وقام الأخير بالتنفيذ ، استمر تهادي فخر البحار فوق سطح الماء في انسياب كما يخوض السكين في الزبد دون عوائق ، والعجيب في الأمر أن الرياح كانت مواتية وفي اتجاه فخر البحار مما جعل سيرها يسيرا مريحا هادئا ، أيام وطقس البحر متصالحا مع السفينة مما أضفي الشعور بالبهجة علي طاقمها ، كان منصور يرقب بالليل النجوم ويخط علي قصاصات من الورق كل شبر تقطعه فخر البحار إلي أن وصل لنقطة ظل في حيرة من أمره حيالها ، لقد أبلغ مراقب السفينة أن ثمة تغيرات في الطقس آتية باتجاههم مما حدا بأمجد أن ينبه علي رجاله من البحارة أن يكونوا في أتم الاستعداد لذلك الأمر وبالفعل الطاقم كله بلا استثناء كان علي أتم الاستعداد ، ساعات وجوبهت فخر البحار بإعصار شديد جعلها تقفز في الهواء عشرات الأمتار ولولا متانتها لانقسمت نصفين ، ظل الحال علي هذا الأمر ثلاثة أيام بلياليهم ، حتي استعادت فخر البحار اتزانها وبدأت العودة إلي سيرتها السابقة في الانسياب بسهولة فوق مياه البحر الكبير ، أثناء ذلك وكان منصور في قيلولته المعتادة زاره حاكم مدينة الشمع وكان بين النوم والاستيقاظ ، منصور منصور كان نداء الحاكم له وكان منصور كأنه في حلم ، انتبه منصور للصوت فقام معتدلا من رقدته ، وأجاب النداء : نعم سيدي الحاكم ، الحاكم : اسمع يامنصور لقد اقتربت من جزيرة الضباب ويجب أن تعلم أنني عندها لن أستطيع مرافقتك يجب عليك أنت ورجالك اجتيازها وبعد ذلك من الممكن أن ألتقيك في طريقك لجزيرة النسيان ، حاول منصور أن يسأل الحاكم ولكنه مارس عادته التي يراها منصور سيئة للغاية وهي الاختفاء من جديد ، هب منصور واقفا واستدعي أمجد وأخبره بأنهم في طريقهم إلي أحدي الجزر التي يحيطها الضباب ، سأله أمجد ضباب أقصد جزيرة الضباب ؟ ، فقال منصور : نعم وعليه ينبغي أن نتخذ الحيطة والحذر لأننا سنجتاز جزيرة مجهولة ويكفي أن اسمها جزيرة الضباب وهذا ربما يعود علي الرجال بالخوف والهلع ، أريدك أن تهيئهم لهذا الأمر جيدا ، فقال أمجد : ومتى نصل إلي هذه الجزيرة ، قال منصور لا أعلم يقينا ولكني أشعر بأنها قريبة جدا ولذلك يجب عليك تنبيه الرجال ، فهز أمجد رأسه بالموافقة ثم استدار منصرفا ، جن الليل سريعا ، وقد سمع صوت مراقب السفينة وهو ينادي ( ضبااااااااب ، ضباااااب ) ) هرع كل واحد من طاقم السفينة إلي مكانه المحدد ، كان ضوء النجوم يظهر الضباب علي المدى البعيد وكأنه سحاب أبيض يرقد فوق الماء ،ساعات قليلة مرت وبدا أن فخر البحار تشق طريقها وسط عالم من الضباب بالفعل ، الليل من جهة والضباب من جهة أخري كأنهم تعاونوا علي احتوائها وسط توقعات مجهولة لما ستؤول إليه الأحوال لكن منصور كان علي ثقة تامة في رجاله المخلصين ، ولذلك طلب منهم الراحة والحذر لما قد تحمله الساعات القادمة من مفاجآت ، الليل أرخي ستائره والضباب الكثيف صعب من الأمر ولكن عليهم جميعا التجمل بالصبر ، غزا الضباب كل أركان السفينة ، حتي أن الفرد فيهم ليحول دون رؤية أصابعه بوضوح تام ، أشعل الرجال قناديل السفينة وظلوا طيلة الليل حبيسو قمراهم ، الهواء خارج السفينة شبه متوقف يخلو حتي من النسمة وقد جعل الضباب من السفينة مرتع لتكثفه فصارت مبتلة بالماء المتكاثف ، ليلة من القلق والتوتر صاحبت كل من علي سطح فخر البحار ، وهي تسير سير السلاحف ، ودون مقدمات شعر الجميع بهزة عنيفة ضربت فخر البحار من مقدمتها وكأنها اصطدمت بشيء أعاق حركتها حتي أن بعض الرجل سقط من شدة الارتطام ، هرع الجميع إلي سطح السفينة ليشاهدوا ما حل بها ، كانت فخر البحار قد اصطدمت ببعض الصخور التي بدت من مقدمتها ، أمر منصور الرجال بالتزام الهدوء والحذر والعمل علي إصلاح التلفيات التي ربما قد أصابت السفينة ، هبط بعض الرجال إلي القارب الصغير وتوجهوا إلي مقدمة السفينة فرأوا العجب ، السفينة سليمة ولم تحدث لها أية تلفيات وكأنها لم تصطدم بشيء ، ولكنها حشرت بين بعض الصخور مما جعلها تتوقف نهائيا عن السير ، كان النهار قد انتشر في الآفاق وبدا واضحا كل شيء عمن كان بالليل ، ولكن الضباب لم يزل يلف الأجواء ولا يتوقع انقشاعه أبدا ،كان الغموض يحيط بتلك الجزيرة التي اقتحمها منصور ورجاله بفخر البحار الذي صار عالقا ، وأصبح الأمر أكثر تعقيدا ولابد وحتما إيجاد مخرجا ما من هذا المأزق الذي وجد منصور ورجاله أنفسهم فيه ، السفينة ، الطقس ، المجهول الذي خطوا إليه بأقدامهم كل تلك العوامل كانت تجول برأس منصور ،أثناء ذلك اقتحم أحد البحارة قمرة منصور وهو مضطرب ، سأله ما الأمر ؟ أجاب : لقد اكتشفنا شيئا غريبا ياقبطان ، قال منصور ما هو ؟؟ قال البحار : المركب تنزلق نحو هوة عميقة تعقب الصخور التي علقت بها ولا ندري كيف النجاة من ذلك الأمر ، اضطرب منصور وهرع إلي سطح السفينة ونظر إلي مقدمتها بالفعل وجد هوة سحيقة واسعة تستطيع ابتلاع أي سفينة في ثوان معدودة ، طلب منصور من أمجد إلقاء قوارب النجاة في مياه البحر وطلب من البحارة القفز فيها والعمل علي الابتعاد عن تلك الهوة ، كان الرجال يعملون بسرعة لإنزال القوارب الصغيرة في الماء حينما اهتزت السفينة ومالت بمقدمتها نحو الهوة وانزلقت في سرعة جنونية نحو المجهول ، أخذ الرجال يتشبثون بأي شيء علي ظهر السفينة التي كانت تطير في الهواء نحو قاع الهوة باندفاع شديد وتعالت صرخاتهم في الهواء ، إن وقوع مثل هذا الحادث لم يكن في حسبانهم علي الإطلاق واقسي ما كانوا يتوقعونه علي أسوأ الفروض هو تعرضهم لعملية الغرق ولكن أن تنزلق السفينة في الهواء نحو قاع مجهول فذاك فزع لا يماثله فزع مما قابلوه طيلة حياتهم ، ظلت السفينة معلقة في الهواء دون أن يقابلها ما يحول دون سقوطها ، اشرأبت الأعناق ، وازدادت الحناجر جفافا ، وتهيأ القوم للموت المحقق ، أياما تلو أيام ولا يبدو في الأفق ثمة أمل لأن يقف هبوط السفينة المتواصل ، وكأنها في رحلة غوص نحو قاع ليس له آخر ،إلي أن وجد الرجال أنفسهم بالسفينة فوق فوهة بركان سفلي في قاع البحر وقد اجتازوه ووجدوا أنفسهم في عالم آخر ، المروج الخضراء وانسياب الأنهار ودور فاخرة لم يروا لها مثيل من قبل ،عالم سفلي بديع ، الخوف كان سيد الموقف من كافة طقم فخر البحار ، ومنصور يفكر في الخطوة التالية ، بعد هدوء عاصفة هبوط السفينة واستقرارها علي أرض تلك المدينة الباهرة كان السؤال الذي يسيطر علي ذهن منصور : ثم ماذا بعد ؟؟ في الواقع ليست هناك أية إجابات والموضوع صار مبهما أكثر فا أكثر ، أشار منصور علي أمجد بعد أن وجه إليه نفس السؤال بأن يطمئن البحارة بأن كل شيء هادئ وأن الأمور تحت السيطرة ، أرسل أمجد بإيعاز من منصور بعض الكشافة لسبر أغوار هذه المدينة الغامضة التي ظهرت في أعماق أعماق الأرض ، غاب الرجال كثيرا يوم يتبعه يوم ، وبعد حوالي أسبوع من ذهاب الرجال عادوا أدراجهم وهم في سعادة من أمرهم ، قص كبيرهم ما شاهدوه من خوارق لا يستطيع العقل البشري من استيعابها ، وأن هذه المدينة يسكنها أناس طيبون ، يرحبون بالغريب ويكرمون وفادته ،تهلل وجه منصور لتلك الأنباء السارة وطلب من الرجال الاستعداد للهبوط من السفينة والتوجه إلي داخل تلك المدينة الرائعة ، كان الرجال يسيرون في ربوع تلك المدينة منبهرون بما تقع عليه أعينهم من جمال خلاق ، وسحر لا يوصف من إبداع المباني والطرقات وكأن هذه المدينة تسبق عصرها بمئات المئات من السنين ، وأثناء تجولهم وقعت أعينهم علي مدخل رائع البنيان كتب علي جمالونه المقوس عبارة ( مرحبا بكم في مدينة النسيان ) لم يعر منصور ورجاله لهذه العبارة أية أهمية ولكنه تذكر حديث حاكم مدينة الشمع بأنه قد يتقابل وإياه في تلك المدينة ، سار الجميع وقد نسوا تعبهم وإرهاقهم بل وخوفهم الذي تملكهم حين من الزمن ، لم يفكر الرجال في مأكل أو مشرب وهم يتجولون في أرجاء تلك المدينة الساحرة ، الغريب في الأمر أنه لم يعترض طريقهم أي كائن كان ، كأن هذه المدينة ينتسبون لها مثل أهلها ، شاهد منصور علي البعد أناس يتحلقون حول شيء ما ، اقترب منهم بحذر ، قابلهم الناس بالترحاب والابتسام وكأنهم في مدينة بلهاء ولكن الذي استرعي انتباههم هذا الاستقبال الحار من الناس لهم وكأنهم يعرفونهم معرفة شخصية، انتحي منصور بأحد هؤلاء الناس جانبا وأخذ يسأله عن هذه المدينة أكثر وأكثر ، تبسم الرجل وقال له : أنت ياهذا في مدينة النسيان ، ولا تسألني ماهي أكثر لأني لا أتذكر أي شيء علي الإطلاق ، ربما بعد ثواني من لقائك هذا سأنسي أني قابلتك أو عرفتك سأنسي كل شيء دار بيننا وفجأة تبدل وجه الرجل وبدا عابسا ثم قال لمنصور : من أنت ؟؟ وتبدلت قسمات وجهه إلي الابتسام مرة أخري ، ساعتها أيقن منصور أنهم في المكان الخاطئ .

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...