الدّراسات النّقديّة، أو بنية لسانيّة مختصرة ليكون علامة سيميائيّة مفتوحة على الجرح الفلسطينيّ النّازف دون توقّف، وعلى تاريخ نضاله المستمرّ، وعلى إرادته الصّلبة التي لا تعرف المهادنة؛ فالفلسطينيّ هبط من السّماء وبيده منجل، والمنجل يرتبط بالحصاد ؛أيّ يقطع الزّرع استعداداً لدرسه ثم جنيه . لكن منجل الفلسطينيّ لم يحصد الزّرع؛ لأنّ الزّرع أكلته الغربان السّوداء
د حسين بوحسون
|
النّص هنا نص احتماليّ استشرافي يفتح أفق القارئ على عوالم مستقبليّة واعدة، يخلع عنه رداء الحزن والوهن واليأس والاستسلام ،ويملأ إرادته قوة وصلابة وتفاؤلاً ،ويحثّه على الاستماتة في طلب الحقّ ،فكما ليس هناك حصاد دون منجل أو ما يعادله اليوم من آليات وماكنات وغيره، فليس هناك حصاد للحريّة والاستقلال ونزع الأرض من يد الغربان إلاّ حصاد أرواح الأعداء. المنجل الفلسطينيّ مقدّس قداسة فلسطين ؛لأنّه هبط من السّماء كالنّبي المرسل ليطهّر الأرض من التّنين الجبار الذي أقعى على باب المدينة ينفث سمه ودماره لكي تعود الأرض مشرقة كما كانت، ويعود أهلها لها مستبشرين فرحين . ما المنجل هنا إلاّ رمز لتطهير الأرض المقدسة من دنس الغربان لتشرف من جديد حباً وحياة وأمناً .
د حسين بوحسون
جامعة طاهري محمد
الجزائر
*
الإحالات:
1- تقاسيم الفلسطيني:سناء شعلان،ط1،أمواج للنشر والتوزيع،عمان،الأردن،2015،ص156.
الدكتورة سناء الشعلان |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق