منذ يومين فقط استلم عامر لائحة بنتائج الفصل الدراسي الأول، كان الأول على صفه وربما كان يستحق أكثر، عندما وصل إلى البيت كانت أمه تقف بجانب شجرة الزيتون، ترتدي ثوبها الريفي، وتكلل رأسها بعصبة سوداء لازالت تحتفظ بها منذ وفاة أمها .
- بشرني ياعامر ...
- الحمد لله يا أمي، حصلت على المركز الأول في صفي، صفق لي الجميع ... والمدير أيضا صفق لي ...
- هكذا عهدتك يابني ... متفوق دوما ... ألف مبروك ...
مالبثت أن أخذته بحضنها الوثير مغدقة عليه قبلاتها الساخنة،
كان الأب يراقب من النافذة ( يالك من امرأة ... ثلاثون عاما ولم أحظى بمثل هذه القبلات ... )، مد رأسه خارجا .
- تعال ... تعال ياعامر ...
في تلك اللحظة وصل للتو العم أبو طالب، بقامته الطويلة، وجثته الثقيلة نوعا ما، ولحيته المبعثرة كما أوراق خريف عابر ...
- ما بالكم تضحكون ... عساه خيرا ...
- لقد حصل عامر على المركز الأول في صفه يا أخي .
- بارك الله بك ياعم ... ستكون طبيبا متميزا إن شاء الله ...
- لا ياعم أريد أن أكون طيارا .
صمت الجميع عندما سمعوا كلمات عامر، حتى أخيه نظر إليه بشيء من الاستغراب .
- لا أحب أن أبقى هنا على الأرض، سأكون كما النسر الذهبي يحلق في السماء .
- لنرى ماذا ستفعل الأيام ياولدي ...
صبيحة اليوم التالي كان المطر يزور ضريح الثرى في عناق جميل، ارتدى أبو عامر ثيابه وانطلق نحو المدينة لشراء احتياجات المنزل من خضار وأشياء أخرى كتبتها أم عامر بخط متعرج على ورقة كادت أن تموت .
لم يأبه عامر أو أخيه برحلة أبيه فقد اعتادوا عليها منذ ولادتهم
، بينما الأم كانت تتربص بشوق.
مع حلول عصر ذاك اليوم لاح في الأفق ظل أبا عامر، كانت خطواته ثقيلة نوعا ما، هل أعاقه المطر والوحل المتربص على الدرب الريفي !!! أم أن شيئا آخر جعله يسير ببطئ.
- ركض سليم صوب أبيه كي يساعده في حمل الأغراض التي جلبها من السوق، لكنه فوجئ بدراجة جديدة يجرها معه .
- لمن هذه الدراجة يا أبي ...
- إنها لعامر يابني ... لقد وعدته بها منذ بداية العام إن حصل على المركز الأول ...
فرح سليم وجر الدراجة مسرعا وهو يصرخ :
- عامر ... عامر ... تعال تعال يا أخي ... لقد أصبح لديك دراجة جديدة .
لم يستطع تمالك نفسه من الفرح، بكى وانكب على يدي والده يقبلهما كما لم يفعل من قبل، أما الأم فأطلقت زغرودة طويلة عانقت شغاف الغيوم في ذاك المساء .
غدا سوف تفرح ثراء عندما ترى دراجتي الجديدة، قال عامر في سره.
عندما تلامست يداهما في اليوم التالي، قال عامر :
- شكرا لك يا أبت ...
يومها تلاقى الدم والحب ... أتذكرين ...
------------
وليد.ع.العايش
- بشرني ياعامر ...
- الحمد لله يا أمي، حصلت على المركز الأول في صفي، صفق لي الجميع ... والمدير أيضا صفق لي ...
- هكذا عهدتك يابني ... متفوق دوما ... ألف مبروك ...
مالبثت أن أخذته بحضنها الوثير مغدقة عليه قبلاتها الساخنة،
كان الأب يراقب من النافذة ( يالك من امرأة ... ثلاثون عاما ولم أحظى بمثل هذه القبلات ... )، مد رأسه خارجا .
- تعال ... تعال ياعامر ...
في تلك اللحظة وصل للتو العم أبو طالب، بقامته الطويلة، وجثته الثقيلة نوعا ما، ولحيته المبعثرة كما أوراق خريف عابر ...
- ما بالكم تضحكون ... عساه خيرا ...
- لقد حصل عامر على المركز الأول في صفه يا أخي .
- بارك الله بك ياعم ... ستكون طبيبا متميزا إن شاء الله ...
- لا ياعم أريد أن أكون طيارا .
صمت الجميع عندما سمعوا كلمات عامر، حتى أخيه نظر إليه بشيء من الاستغراب .
- لا أحب أن أبقى هنا على الأرض، سأكون كما النسر الذهبي يحلق في السماء .
- لنرى ماذا ستفعل الأيام ياولدي ...
صبيحة اليوم التالي كان المطر يزور ضريح الثرى في عناق جميل، ارتدى أبو عامر ثيابه وانطلق نحو المدينة لشراء احتياجات المنزل من خضار وأشياء أخرى كتبتها أم عامر بخط متعرج على ورقة كادت أن تموت .
لم يأبه عامر أو أخيه برحلة أبيه فقد اعتادوا عليها منذ ولادتهم
، بينما الأم كانت تتربص بشوق.
مع حلول عصر ذاك اليوم لاح في الأفق ظل أبا عامر، كانت خطواته ثقيلة نوعا ما، هل أعاقه المطر والوحل المتربص على الدرب الريفي !!! أم أن شيئا آخر جعله يسير ببطئ.
- ركض سليم صوب أبيه كي يساعده في حمل الأغراض التي جلبها من السوق، لكنه فوجئ بدراجة جديدة يجرها معه .
- لمن هذه الدراجة يا أبي ...
- إنها لعامر يابني ... لقد وعدته بها منذ بداية العام إن حصل على المركز الأول ...
فرح سليم وجر الدراجة مسرعا وهو يصرخ :
- عامر ... عامر ... تعال تعال يا أخي ... لقد أصبح لديك دراجة جديدة .
لم يستطع تمالك نفسه من الفرح، بكى وانكب على يدي والده يقبلهما كما لم يفعل من قبل، أما الأم فأطلقت زغرودة طويلة عانقت شغاف الغيوم في ذاك المساء .
غدا سوف تفرح ثراء عندما ترى دراجتي الجديدة، قال عامر في سره.
عندما تلامست يداهما في اليوم التالي، قال عامر :
- شكرا لك يا أبت ...
يومها تلاقى الدم والحب ... أتذكرين ...
------------
وليد.ع.العايش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق