دائما الرجل يختار التوقيت الربيعي للدخول في حياة امرأة..
ليستمتع بخضرتها ونضارتها، ويختال زهوا في ألوانها البيضاء والسمراء والصفراء والسوداء والقمحية..
ليبيع لها أحلام ألوان قزح الغامضة..
ليهيئها لدفء الصيف..
عندئذ يبدأ موسم استعراضها أمام رجولته، بعد أن عراها من ألوانها الخضراء النضرة وشبابها اليانع..
ليتركها واقفة على عروشها اليابسة كرزمة حطبية تستجدي ناره..
وعلى مهل.. يجردها من دفاعاتها ويلتهمها كتحلية لعشاء باذخ، يودعها هي.. ويرحب بالفصل القادم مع ضحية جديدة!!.
فيدخل قلعته ويقفل عليها أبواب الخريف، برياحه وكآبته الموحشة وبرودته التي تنزل على الروح كالصقيع لتتجمد..
تتطلع إليه أملا للدخول مجددا إلى قلعته المحاطة بالأسلاك الشائكة وحقول ألغام متفجرة، كتحذير من الاقتراب واستجداء الرحمة من بابه..
فلا يبقى للمسكينة إلا الضياع على أرصفة الانتظار، وسط الأوراق اليتيمة المتساقطة والمبعثرة.. شبيهاتها وونيساتها..
تتوسد أمل حلمها وتتدفأ بثقاب التمني عله يشفق عليها..
في حين يستمتع قاتلها بمراقبة احتضارها البطيء، خلف نوافذ زجاجية اكتسبت صلابتها من قساوة قلبه، وأخذت دفأها من ضبابية أنفاس انتصاره!!.
تموت بعد نهاية آخر ثقاب لتمنيها العقيم، كما ماتت بائعة الكبريت عندما انتهت علبة كبريتها وأحلامها، لتغادر في سلام مع جدتها التي أخذتها معها، مخلصة إياها من قسوة البشر ودوسهم عليها دون رحمة أو شفقة..
ماتت أخيرا كضحية مغفلة لقاتل يحتال بالحب ويقتات به..
يلتهم القلوب التي لم تستجب لتحذيرالخبيرات قبلها.. لتستسلم لرغبتها الجامحة في عيش الحب دون مناعة أخلاقية وفكرية ودينية تجعلها ترى الهوة قبل أن تبتلعها..
وفي النهاية يخرج القاتل من قلعته أخيرا..
ليجمع الأوراق الشاحبة التي تحكي ربيع امرأة خطت هنا..
والتي تشوه عتبته كما يفعل جسد ضحيته المسجى بسيرته العشقية..
فيسارع لإخفائها في مقبرته الجماعية النسوية السرية، ويحرقها لتطير رمادا في الفضاء وتضيع معالم جريمته كسفاح عاطفي مستتر..
حينها يستقبل الشتاء بابتسامة متواطئة، تخادع بياض الثلج الذي أخفى ببراءة بشاعة جنحه..
فيسمح للأمطار بمسح بقايا أوراقها الخريفية من سترته، والحمض النووي الذائب في ملوحة دمعها الملتصق بكفه..
ينتفض منتصب القامة لامع العينين وحازم العزم لاستقبال ضحية الربيع القادم...
فحذاري سيداتي...
قاتلكن يهوى البدايات الربيعية من أعماركن...
حسنية الدرقاوي
ثرثرة فوق الغضب
ليستمتع بخضرتها ونضارتها، ويختال زهوا في ألوانها البيضاء والسمراء والصفراء والسوداء والقمحية..
ليبيع لها أحلام ألوان قزح الغامضة..
ليهيئها لدفء الصيف..
عندئذ يبدأ موسم استعراضها أمام رجولته، بعد أن عراها من ألوانها الخضراء النضرة وشبابها اليانع..
ليتركها واقفة على عروشها اليابسة كرزمة حطبية تستجدي ناره..
وعلى مهل.. يجردها من دفاعاتها ويلتهمها كتحلية لعشاء باذخ، يودعها هي.. ويرحب بالفصل القادم مع ضحية جديدة!!.
فيدخل قلعته ويقفل عليها أبواب الخريف، برياحه وكآبته الموحشة وبرودته التي تنزل على الروح كالصقيع لتتجمد..
تتطلع إليه أملا للدخول مجددا إلى قلعته المحاطة بالأسلاك الشائكة وحقول ألغام متفجرة، كتحذير من الاقتراب واستجداء الرحمة من بابه..
فلا يبقى للمسكينة إلا الضياع على أرصفة الانتظار، وسط الأوراق اليتيمة المتساقطة والمبعثرة.. شبيهاتها وونيساتها..
تتوسد أمل حلمها وتتدفأ بثقاب التمني عله يشفق عليها..
في حين يستمتع قاتلها بمراقبة احتضارها البطيء، خلف نوافذ زجاجية اكتسبت صلابتها من قساوة قلبه، وأخذت دفأها من ضبابية أنفاس انتصاره!!.
تموت بعد نهاية آخر ثقاب لتمنيها العقيم، كما ماتت بائعة الكبريت عندما انتهت علبة كبريتها وأحلامها، لتغادر في سلام مع جدتها التي أخذتها معها، مخلصة إياها من قسوة البشر ودوسهم عليها دون رحمة أو شفقة..
ماتت أخيرا كضحية مغفلة لقاتل يحتال بالحب ويقتات به..
يلتهم القلوب التي لم تستجب لتحذيرالخبيرات قبلها.. لتستسلم لرغبتها الجامحة في عيش الحب دون مناعة أخلاقية وفكرية ودينية تجعلها ترى الهوة قبل أن تبتلعها..
وفي النهاية يخرج القاتل من قلعته أخيرا..
ليجمع الأوراق الشاحبة التي تحكي ربيع امرأة خطت هنا..
والتي تشوه عتبته كما يفعل جسد ضحيته المسجى بسيرته العشقية..
فيسارع لإخفائها في مقبرته الجماعية النسوية السرية، ويحرقها لتطير رمادا في الفضاء وتضيع معالم جريمته كسفاح عاطفي مستتر..
حينها يستقبل الشتاء بابتسامة متواطئة، تخادع بياض الثلج الذي أخفى ببراءة بشاعة جنحه..
فيسمح للأمطار بمسح بقايا أوراقها الخريفية من سترته، والحمض النووي الذائب في ملوحة دمعها الملتصق بكفه..
ينتفض منتصب القامة لامع العينين وحازم العزم لاستقبال ضحية الربيع القادم...
فحذاري سيداتي...
قاتلكن يهوى البدايات الربيعية من أعماركن...
حسنية الدرقاوي
ثرثرة فوق الغضب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق