اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

حسام يبحث عن الحب ... نبيـل عــودة

حسام مأزوم. كوابيس الحب عذبته. يبلغ من العمر 23 سنة ولم يعرف حتى الآن فتاة تحبه ويحبها .. الشوق يتفجر في قلبه كلما لمح ظل أنثى .. بات التعرف على فتاة شغله الشاغل، بل كابوس حياته الذي لا يفارقه في نومه أو في يقظته. أخوه التوأم يبدل كل أسبوع صديقة ويختار أخرى جديدة .. دائماً تلفونه الخلوي رنان .. يختلي في غرفته وترتفع ضحكاته... دائماً يحدثه عن مغامراته، مما يثير الغيرة في نفسه والحسرة في قلبه.
كاد حسام يصاب بالجنون. كلما اقترب من فتاة "تعطيه ظهرها"... تجرّأ مرّة مع فتاة أعطته ظهرها. قال لها
- الوجه جميل ولكن الظهر يأخذ العقل.

التفتت إليه غاضبة وصفعته بقوة حيث استمر رنين الصفعة في أذنه ليوم كامل.
كان يخجل من مصارحة أخيه بعجزه للوصول إلى قلب فتاة، وبما انهما توأمان متشابهان بالشكل وكأنهما نقطتا ماء، فكر أن يقترح على أخيه أن يتعرف هو على فتاة، ثم يستبدلان الأدوار، بحيث لا تعرف أنها مع الشق الثاني من التوأم، وليس مع الشخص الذي سبى قلبها.
تردّد وخاف من عواقب نظريته الفلسفية للوصول الى فتاة أحلامه... ثم حسم أمره وتردده وخجله واعترف لأخيه بمشكلته في الوصول إلى قلب فتاة واحدة، سيخلص لها كل العمر...
- أنت تعشقها بالكلام وأنا أعشقها بالفعل...
- ما هذا الهراء يا حسام؟ أنا لن أقبل لك هذا الوضع.. أنت لا تختلف عني .. لا ذكاء ولا علماً ولا شطارة ..
- أكاد أطق.. لا أعرف كيف أتصرف، وبتُّ أجفل من تصوُّري أنني قد أتلقّى صفعة جديدة.
- لا عليك يا أخي.. سأرشدك لأساليب تكفل الوصول لهدفك .. وبعد أول مرة ستجد الطريق مفتوحة مثل الاوتوسترادا السريعة...
- كيف..؟
- إذا التقيت بفتاة ضعيفة الجسم، فعليك الاهتمام بثلاث نقاط أساسية، أولاً امدح نحافتها الرائعة وقدرتها في الحفاظ على جسد متناسق تتمناه عارضات الأزياء... بعد ذلك اسألها عن عائلتها، لتفهم انك جاد لا مجرد مغامر يريدها لنزوة .. وأخيرا اظهر لها اتساع ثقافتك وأنك كامل العقل، وتفهم الفلسفة .. اسألها مثلا عن الفلسفة الميتافيزيائية. أما إذا كانت ممتلئة، أو تميل إلى السمنة، فهي بالتأكيد تحب المأكولات الجيدة والدسمة، هذا يعني أن تسألها عن الطعام والمأكولات الفاخرة التي تحبها، مثلاً دجاج محشي، رقبة خروف محشية، قص خروف محشي، محمر، مسخن، مشاوي، وكل ما يخطر على بالك من الأكل الفاخر .. ولا تنسَ بعد ذلك أن تسألها عن عائلتها لتفهم انك تهتم بها وتفكر بها جدياً .. وانهِ اللقاء بالحديث عن الفلسفة لتفهم انك مثقف واسع الاطلاع .. وأعتقد أنك أشطر مني في هذا الموضوع. وسترى انك بارع وساحر للجنس اللطيف ..
سجّل حسام الملاحظات على ورقة ثم دسّها في جيبه ليحفظ تفاصيل الخطط للوصول إلى قلب فتاة أحلامه.
وخرج للصيد...
لمح من بعيد فتاة ضعيفة الجسم، تنطبق عليها المواصفات الأولى، قرأ ملاحظاته في الورقة وتمتم مردداً: "جسد عارضة أزياء، المأكولات، عائلتها والفلسفة".
اقترب منها. نحافتها شديدة لدرجة أن عظم صدرها يكاد ينجلي. لا بأس .. التغذية ستصلح حالها .. وباشرها بدون مقدمات:
- مرحبا
- مرحبا
- ردت عليه باستغراب.
- هل تحبين أن تكوني عارضة أزياء؟
لم تفهم ما قال، ولم تفهم ما يريده منها .. فلم ترد.
- هل تعيشين مع والديك؟
- والداي توفيا.. وأعيش في ملجأ؟
- هل تحبين مقلوبة الزهرة؟
- لا احبها!!
- هل لك اخوة؟
- لا أخوة لي.
- لو كان لك اخ هل كان سيحب مقلوبة الزهرة؟
نظرت اليه بفراغ صبر وعبست، فسارع يسألها:
- كيف تفسرين القانون الفلسفي "تحول الكم إلى كيف" في حياتك العملية؟
فصفعته صفعة جعلته يشعر أن خدّه الأيمن انتقل إلى الجهة اليسرى من وجهه، ابتعدت عنه غاضبة تثرثر بشيء لم يسمعه لأن رنين الصفعة المدوية أغلق منفذَي أذنيه!!
عاد إلى البيت خائباً باكياً، أخرج كيس ثلج من البراد، لفه بفوطة، ووضعها على خده ليبرد حرارة الصفعة وحرارة الخيبة...
مساء اليوم التالي استعاد ثقته وتصميمه .. وانطلق بقرار مسبق أن يبحث عن فتاة ممتلئة، وحتى لو كانت تميل إلى السمنة ..
بحث ووجد ضالته... فتاة في جيله كما يبدو، تجلس أمام طاولة في مقصف وتلتهم البوظة بشراهة واضحة.
اشترى حبة بوظة واقترب منها...
- البوظة رائعة وشهية.. أليس كذلك؟
التفت إليه ولم تعره اهتماماً... واصلت التهام بوظتها.
- آنستي الرائعة... هل تحبين أكلة أل... أل ..
غابت أسماء المأكولات الفاخرة عن ذهنه وكان من المعيب والمهين له أن يخرج ورقة الملاحظات من جيبه أمامها .. وأخيرا، تذكّر ما أعدّته والدته للغذاء اليوم، فعاد يسأل:
- هل تحبين أكلة المجدرة؟
نظرت إليه والبوظة تملأ فمها مما منعها من النطق، ولكن كانت هناك إشارات ضحكة كبيرة بثقت من عينيها.
- المجدرة يا آنستي مع فحل بصل وزيت زيتون، أكلة رائعة، لا شك انك تحبينها.. ها ..؟
نجح أن يجعلها تبتسم ابتسامة أكبر .. غير قادرة على بلع البوظة أو الضحك بصوت مرتفع .. خوفاً من التشردق بالبوظة. غمرته السعادة والنشوة انه على الطريق الصحيح .. ها هي تبتسم، بل تضحك سعيدة، وما هي إلا خطوة صغيرة أخرى حتى تكون برفقته في جولة داخل الحديقة القريبة، يتبادلان الحديث عن عائلتها والفلسفة.
- أمي تطبخ مجدرة ممتازة، كل من ذاق مجدرتها يقول أنها أحسن طباخة مجدرة في الحارة. مثلاً جارتنا التحتا تقول أنها أفضل طباخة مجدرة في المدينة كلها، وجارتنا الفوقا تقول أنها أحسن طباخة مجدرة في الدولة كلها، وخالتي التي تسكن بقربنا تقول انها أفضل طباخة مجدرة في العالم، ولكن أمي تقول لهم ببساطة أنها أحسن طباخة مجدرة في هذه الحارة.
ارتفع ضحك الصبية بعد أن التهمت ما تبقى من بوظتها .. وكانت تضحك دون قدرة على التوقف .. وعيناها تدمعان سعادة، وهو منفعل ويسوق الحجج عن شطارة والدته في إعداد المجدرة .. التقطت أنفاسها وسألته وهي تهتز من كثرة الضحك:
- هل تريد أن تحدثني عن شيء آخر أحبه غير المجدرة؟
- هل لديك أخوة ؟
- لي ثلاث اخوات.
- هل يحببن المجدرة..؟
انتابتها نوبة ضحك قوية جديدة، لدرجة أن وجهها احتقن من الضحك الشديد وعدم قدرتها على التقاط أنفاسها. هذا أسعده وأشعره انه سيد الموقف وفارس العشاق.
وهل يحبُّ والداك المجدرة؟
لم تستطيع التوقف عن الضحك لترد عليه، تكاد تختنق من الضحك ولا تقوى على التقاط أنفاسها، يا له من إنجاز عظيم لم يتوقعه بهذه السهولة. قال لنفسه: "حان وقت الفلسفة".
- آنستي الرائعة.. هل تعرفين الفرق بين ديالكتيك هيغل وديالكتيك ماركس؟
انفجرت بنوبة ضحك أخرى غير متوقعة لسؤال فلسفي بكلمات معقدة لم تسمعها بحياتها. خبطت بيديها على الطاولة وهي في نوبة ضحكها ملفتة نظر جميع رواد المقصف .. كانت تحاول أن تقول شيئاً لمن يجلسون على الطاولة المجاورة .. ولكن الضحك الشديد يمنعها، وعندما هدأ ضحكها بعض الشيء، التفتت للطاولة القريبة ونادت أحدهم:
- سعيد.. تعال ابعد هذا المجنون عني.
الحمد لله .. عاد إلى البيت هذه المرة بدون صفعة!!

nabiloudeh@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...