اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

قراءة لقصيدة "مقبرة جبلية ـ عبث" للكاتب د. زهير سعود || د. سوزان اسماعيل‏

*
عبث

بين بياضِ الزرقةِ
وسواد أديمٍ لزج..
وجدت مطيتي وملابسي...
أجرّ أقدامي مثل عجوز (كامو)..
لأعذّب كلبي الذي أحببت...
حملتُ قلبي.. دون سعادة أو ألم.
فوجهي المستطيل بلا ابتسام...
يداي فرغت.. إلا من أبي..
وعيناي ترقب قصر التنانير...
نسلك درب (كافكا).. دون حياة.
د. زهير سعود


**
مقبرة جبلية

النص رد على المقبرة البحرية لبول فاليري أحد زعماء الرمزية في الشعر الفرنسي.
كما بحث فاليري عن حياته في مقبرته البحرية، فالكاتب هنا وجدها بالجبل، والنص محاكاة لفاليري، يبدو أن الكاتب أراد أن يموت في الجبل ويدفن فيه، كمادفن فاليري في مقبرة عائلته البحرية.

’’ عبث ’’

عنوان بدأه الشاعر ليشير لنا إلى الموضوع الذي سيضج به النص
معناه : لَعِب وهَزْل، وقيل إضاعة الوقت في التَّوافه.
أو ارتكاب أمر غير معلوم الفائدة أو ليس فيه غرضٌ صحيح لفاعله.
وهنا إشارة إلى طريق حياة أو تفكير
بين بياض الزرقة وسواد أديم لزج:
بين السماء الزرقاء والتي توشحت ببياض الغيوم وسواد أديم الأرض اللزج ( قشرتها أوطينها اللزج )
وجد الشاعر مطيته ( ما يُرْكب ويمتطى كالبعير والنَّاقة، أو وسيلة ) وملابسه، يعني حدد طريقه ووجهته وهدفه.
يسير يجر أقدامه.. دليل تعب من المسير مثل عجوز كامو
ألبيرت كامو ( فيلسوف وجودي وكاتب مسرحي وروائي فرنسي-جزائري، وكانت مسرحياته ورواياته عرضا أمينا لفلسفته في الوجود والحب والموت والثورة والمقاومة والحرية، وكانت فلسفته تعايش عصرها، وتقوم فلسفته على كتابين هما ((أسطورة سيزيف)) 1942 والمتمرد1951 أو فكرتين رئيسيتين هما العبثية والتمرد. ويتخذ كامو من أسطورة سيزيف رمزاً لوضع الإنسان في الوجود.، يرى فيه الإنسان الذي قدر عليه الشقاء بلا جدوى، وقُدّرت عليه الحياة بلا طائل, فيلجأ إلى العبث الذي نشأ من الحياة التي عاشها منذ أيام طفولته المبكرة ما بين اليتم والفقر والغربة والمرض والترحال وألوان من الشقاء زرعت فيه إحساسا أليما بان لا معنى للحياة وجعلته يرى أن ثمة أسبابا عديدة تدفع الانسان للعبث . والعجوز إشارة لقصة كامو عن عجوز أقدمت على الانتحار).

نرجع إلى القصيدة وشاعرنا:

’’ أجرّ أقدامي مثل عجوز (كامو)..
لأعذّب كلبي الذي أحببت...’’

يجرّ أقدامه يسير بالحياة بلاهدف ولامعنى وليس لديه إلا تعذيب كلبه المخلص فهو الوحيد الذي يستطيع أن يفجر به غضبه ولن يرحل عنه.

الإنسان وفقًا للعبثية يبحث منذ الأزل عن معنى للحياة، هذا البحث ينتهي بالوصول إلى نتيجتين هما: إما أن الحياة دون معنى، أو أنها تحتوي على هدف وضعته قوة عليا، وذلك عبر الإيمان بالله أو اتباع ديانة أو مفهوم مجرد آخر.
والعبثية هنا ليست إلا مدرسة نقدية وروايات وكتب ظهرت ردا على الواقع العبثي الذي انتشر آنذاك، من تغير للقيم البالية وانتشار للفساد، وجاء بعض كتاب هذه المرحلة متمردون متسلحين بوعي وقيم أثبت الواقع الكاذب أن المنتشر هو بعيد عن هذا.

’’ حملتُ قلبي.. دون سعادة أو ألم.
فوجهي المستطيل بلا ابتسام...،،

حملت قلبي.. يعني الشاعر هنا يعيش بلا إحساس .. لاسعادة ولا ألم.. لاشيء... اكتئاب ووجه مستطيل خال من التعابير.

’’ يداي فرغت.. إلا من أبي..’’

لم يبق متيقن من شيء.. فيداه فارغتان من كل شيء إلا قيم والده المتمثلة بالتسلط الأبوي والقهر التي غرزت ندبا في نفسه..

’’ وعيناي ترقب قصر التنانير...
نسلك درب (كافكا).. دون حياة. ’’

فالمجتمع الذي يعيش فيه مجتمع عبثي خلا من القيم الأخلاقية السامية التي تسمو بالروح، وانتشر الفساد السياسي والتسلط من قبل المجتمع الأب ومن تحلل المجتمع الأخلاقي الذي سيطر على تفكيره الجنس وتعرية جسد المرأة ’’ عيناي ترقب قصر التنانير ’’

وهنا الشاعر يحدث انزياحا آخر لكافكا كشاعر وفيلسوف وكاتب، بدءا بعلاقته بأبيه ، وانتهاء بعجزه عن إنهاء أعماله

’’ فرانس كافكا كاتب تشيكي كتب بالألمانية، رائد الكتابة الكابوسية. يعد أحد أفضل أدباء الألمان في فن الرواية والقصة القصيرة. القليل من كتاباته نشرت خلال حياته التي كانت مليئة بالحزن والمعاناة، بما في ذلك علاقته بوالده. فكافكا كان مثقفا حساسا وقع تحت حكم والد مستبد وقوي، فكتب رسالته الطويلة تحت عنوان (رسالة لأب). ’’

فقصيدة العبث هنا لشاعرنا
هي تعلن انضمام الشاعر للمدرسة العبثية التي سبقه إليها فلاسفة وكتاب ككامو وكافكا من خلال المفردات والمعاني المطروحة وهي عبثية الحياة المعاشة من اختلا القيم وانحلال المجتمع وانتشار الظلم والفساد. وسيطرة الفكر الموروث الأبوي وإن الأدب أخذ من العصر اسمه ، وما هؤلاء الكتاب إلا متمردون على واقع مرفوض باحثين عن قيمة الحياة الحقيقية، وتلوح لهم صور اليأس من إصلاح المجتمع عبر بث كلماتهم للرفع من سوية الإنسان، وجعل للحياة هدف وقيمة.
فكثير من الباحثون العرب عرفوا المدرسة النقدية لعبثية أنها ضد العقل ، ضد المنطق ، المخالف للصواب ، وأنها تؤسس عميقا لمبدأ يبيح للمبدع كافة أشكال اللامعقول في الكتابة والفكر المتبع وهو النشاز والخروج عن القاعدة وانعدام المعنى وهذا ما يثير فينا عاطفتي : الضحك و الأسى معا
أما هي حقيقة تلك العلاقة الميتافزيقية المشتتة بين الانسان و العالم،و أن أدب العبث هو مرآة فاضحة تعكس و تكبّر ما يعانيه الانسان المعاصر سواء أكان يعاني التفكك أم التفتت أم التشتت...أم ضياع الحدود بين الواقع والوهم.
ننتهي
قصيدة ( العبث )
هي رحلة فلسفية أخذنا لعالم العبثية وكتابها..
وسلبت لبّنا بمقاطعها الشعرية التي لها من الجمال المفردات الشكلي والعمق السردي لنغرق في أعماق الكتب والفلسفات، اختصرها الشاعر بمقطع شعري بذكاء وبحرفية عالية.

جرس القصيدة تجلى بوقفات .. فالنقاط المتتالية بنهاية كل سطر.. تجبر القارئ على التوقف .. أعطتها ترنيمة خاصة منغمة هزت وجداننا.. وإيقاع ارتعش القلب لصور من لقطات سينمائية متتالية مؤلمة ألمت بالشاعر.
وقد ختم أننا كلنا سنسير في خطا كافكا .. نعيش بلاهدف ولامعنى لوجودنا .. نجري بنفس المكان.
إذا لم نصنع حياة بالتمرد والثورة على كل القيم العفنة السائدة .
وهي فكرة المدرسة النقدية العبثية
والقصيدة للدكتور زهير هي مدخل لقسم من كتاب ’’ قد أعلن وبدأ بنشر مقدمته ومقاطع من أقسامه’’ ،
سيتناول به المدرسة العبثية والكتاب الذين أنشؤوها.
الشكر الجزيل للباحث والمفكر القدير.. تفتح لنا أبوابا للعلم وللكتابة وللنقد..

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...